ليس كالخطية هكذا الهبة
أي أن النعمة التي في المسيح يسوع تفوق النقمة التي حلّت علينا بسبب خطية آدم. فالمشكلة محلولة؛ بمعنى إنه مهما تأزمت الأمور، فالسيد المسيح بحسب غناه في المحبة رفع عنا هذه البلية. لكن لابد أن نفهم المأساة بأبعادها الحقيقية لنعرف مقدار العطية الممنوحة لنا في المسيح.
يقول القديس أثناسيوس الرسول: {لأنه مثلما سقط آدم في العصيان؛ فإن الخطية اجتازت إلى جميع الناس (رو5: 12). وهكذا حينما صار الرب إنسانًا وحطّم الحية؛ فإن قوته العظيمة هذه قد انتقلت إلى جميع الناس} (الرسالة الأولى ضد الأريوسيين فقرة رقم 51).
وقال أيضًا: {لأننا لم نعُد نموت بحسب بدايتنا الأولى في آدم، بل بسبب أن بدايتنا وكل ضعفات الجسد قد انتقلت إلى الكلمة، فنحن نقوم من الأرض، إذ أن لعنة الخطية قد أُبطلت بسبب ذاك الذي هو كائن فينا} (الرسالة الثالثة ضد الأريوسيين الفقرة رقم 33).
من هذا المنطلق نفهم أنه يشترط في مسألة الموت النيابي أن الذي يموت عن الجميع؛ الذي يموت عن الكل يكون هو الرأس. لذلك لما أخطأ آدم -لأنه أصل البشرية كلها- فيه مات البشر كلهم "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ" (1كو15: 22). ونفس المبدأ ينطبق على أعضاء جسد المسيح " فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1كو15: 22).