كلنا أعضاء في جسد واحد
ومجمل القول هو إنه من خلال أبوة آدم لنا، يكون الجنس البشرى كله جسدًا واحدًا رأسه هو آدم. ونحن كلنا أعضاء في جسد واحد، كلنا أخطأنا في شخص آدم لأننا كلنا كنا موجودين فيه. وكما ذكرنا إنه عندما قدّم إبراهيم العشور؛ قدّم لاوي أيضًا إذ كان في صلبه. كذلك آدم عندما أخطأ؛ نحن أخطأنا معه.
لا يقدر أحد أن يقول إذا كان آدم أخطأ فما هو ذنبي أنا؟ يستطيع أن يقول هذا مَنْ كان مِن طبيعة أخرى أو مخلوق آخر، ولكنه كإنسان فإنه يحمل نفس طبيعة آدم، وهو جزء من كيانه.
هل يمكن إذا استخدم الإنسان أصبع السبابة في خزق عين آخر، يدَّعى أصبع الإبهام أن لا ذنب له فيما حدث؟!! السبابة والإبهام كلاهما أعضاء في جسد واحد. أو إذا ضربه برأسه هل يدَّعى أن يده لا ذنب لها؟! الكل جسد واحد وكيان واحد إذا أخطأت الرأس فقد أخطأت الأعضاء كلها معها.
ولكن بمقدار ما كانت هذه المسألة محزنة ومأساوية بمقدار ما هي مفرحة في شخص السيد المسيح. بمعنى أن رغم المأساة الفادحة التي جلبت الحزن والضيق، نجد في المقابل نعمة غنية؛ بل بالعكس ليس في المقابل فقط بل يقول: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ" (رو5: 15).