قلب اختاره الله ليسكن فيه
من هذا ندرك لماذا استمر التعيير في المحلة؟ ذلك لأن داود لم يكُن حاضرًا، وبقى العار قائمًا إلى أن وصل داود إلى المحلة، لماذا؟ لأن محبة داود لله، وغيرة داود من أجل الله هي التي بها استطاع أن ينزع العار عن إسرائيل... هذا هو معنى الكلمة التي ذكرناها سابقًا إن الروح القدس اشتهى أن يسكن في قلب داود، حقًا كما قال الكتاب عن النفس التي تتشبه بنفس العذراء القديسة مريم: "لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ صِهْيَوْنَ. اشْتَهَاهَا مَسْكَنًا لَهُ. هَذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. هَهُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا" (مز132: 13، 14).
وكأن الله يقول له: أنا قد اخترتك يا داود، واخترت قلبك لأسكن فيه، وكذلك داود يصلى ويقول لله: "َرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي" (مز51: 11)، فهو يعرف قيمة الروح القدس الساكن فيه، يعرف أن الروح القدس يشتاق أن يسكن في هذا القلب الذي كان مملوءًا بمحبة الله.