خطورة العثرة
قال ناثان النبي لداود: "أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهَذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ" (2صم12: 14)... فمن الأمور التي أحزنت قلب الله في خطية داود هي إنه جعل أعداء الرب يشمتون، حيث إنه في جولة من هذه المعارك انهزم فيها جيش داود، وللأسف إن هذا كان بأمرٍ من داود نفسه!!
لا تنظر إلى خطيتك وكأنها خطية وقتيه أو كأنها مسألة عابرة، لكن انظر إلى أبعادها وحجمها، وماذا يكون تأثيرها. فالعثرة التي من الخطية خطيرة جدًا. ولذلك عندما يفكر الإنسان في التوبة، يجب أن يفكر فيها من زاويتين:
الزاوية الأولى: هي إنه لا يضمن أن حياته تستمر لكي يستطيع أن يتوب، لذلك يجب أن يتوب بسرعة لئلا يباغته الموت فجأة فيجده غير مستعد.
والزاوية الثانية: إنه حتى لو كان الإنسان سيعيش إلى أن يتوب، لكن كم رصيد الخطايا التي فعلها، وما العثرات الكثيرة التي تكون قد انتشرت بسبب خطيته، لكي يحاول أن يصلحها.. هكذا يجد الإنسان الحمل قد ثقل عليه.
لذلك من الأفضل له أن يبدأ التوبة فورًا، لكي يستطيع أن يطلب مراحم الله ويصلح ما قد فسد. بل ربما يستخدمه الله كإناء للكرامة ينشر القداسة ويغيِّر حياة الناس ويصلح ما أفسدته خطاياه قبل أن يتوب.