تأمل لعيد الميلاد 2008 للأنبا بيشوي
تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى
فى عيد الميلاد المجيد لعام 2008
الراهبات والأخوات المباركات في دير القديسة دميانة والعذارى الأربعين بالبراري
في ملء الزمان دخل الله الكلمة إلى الزمن بالتجسد دون أن يحده زمان ولا مكان. ولكنه قدّس الوقت بدخوله إليه. كل دقيقة من حياته في أيام جسده قد رسمت تدبيرياً ما هو لخلاصنا وأبديتنا حتى أخذت الثوانى قيمة أبدية. وصار الوقت هو القيمة الحقيقية لاستعدادنا لحياة الملكوت كحكماء.
وبالرغم من تلاحق أحداث البشارة والميلاد، إلا أن كل حدث منها يدعونا أن نقف أمامه طويلاً ونحن نرى الأزلية والزمن يتعانقان في تجسدالابن الوحيد.
لقد اجتذب حدث الميلاد جماهير السمائيين نحو كوكب الأرض، واستطاع الساهرون من الرعاة أن يسمعوا تسابيح السمائيين وكأن الأرض قد تحوّلت إلى سماء.
إن حضور الرب الملك السمائي إلى عالمنا الأرضي هو دعوة صريحة للبشر للانطلاق نحو السماء. فهو تنازل إلى مساكننا داعياً إيانا لمشاركة الحياة السمائية بأمجادها، حيث يمجَّد الله في الأعالي؛ وطريق المشاركة هو بحلول سلام المصالحة على الأرض؛ وهذا هو منتهى المسرة لقلوب المنتظرين لخلاص الرب.
ليتنا ندرك قيمة الوقت لكي نعبر إلى خارج نطاق الزمن وعذابه حيث لا انتظار بل حضور مستمر لعريس الحب الإلهي.
بيشوى