منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 03 - 2014, 06:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,443

المسيح الراعي

قال السيد المسيح عن نفسه: "أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11).
واعتبر السيد المسيح أن الخراف هي رعيته؛ أي خرافه الخاصة التي يعرفها بأسمائها ويدعوها باذلًا نفسه من أجلها.
وهكذا قال الرب أيضًا بفم حزقيال النبي: "هأنذا أسأل عن غنمي وأفتقدها. كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا أفتقد غنمي وأخلصها" (حز34: 11، 12).
وقال أيضًا: "أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب. وأطلب الضال وأسترد المطرود وأجبر الكسير وأعصب الجريح وأبيد السمين والقوى وأرعاها بعدل" (حز34: 15، 16).
الله هو الراعي والمخلّص والفادي وقد افتقد غنمه وحل في وسطها لأن الله "الكلمة صار جسدًا وحل بيننا" (يو1: 14) "كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه" (حز34: 12). وصار السيد المسيح هو الحمل والراعي في آنٍ واحد.
المسيح الراعي
دعوة الخراف

قال السيد المسيح: "الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البواب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها" (يو10: 2، 3).
وقال أيضًا: "أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب" (يو10: 14، 15).
الدعوة والمعرفة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.. أي أن الرب يعرف خرافه بسابق معرفته الإلهية ولهذا فلابد أن يدعوها.. سواء أكانت من شعبه القديم أو شعبه الجديد. لذلك قال: "ولى خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتى بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يو10: 16). فبهذا المفهوم تنبأ إشعياء النبي عن شعب مصر بعد مجيء السيد المسيح "مبارك شعبي مصر" (إش 19: 25).
نقول أن الدعوة وسبق المعرفة عند الله مرتبطان ببعضهما بالنسبة لخراف السيد المسيح لذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده. لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين. والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضًا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو8: 28-30).

المسيح الراعي
إن سِبق معرفة الله لا تلغى حرية إرادة الإنسان ولكن الله بسابق معرفته يعلم من هم الذين يقبلون الحق بصفة عامة.. أو من لديهم استعداد لقبول الحق، كقول السيد المسيح لبيلاطس: "كل من هو من الحق يسمع صوتي" (يو18: 37). مثل هؤلاء الذين يتلمس فيهم الرب الاستعداد لقبول الحق لابد أن يدعوهم. وهذا هو معنى كلام بولس الرسول: "الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم.. والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضًا" (رو8: 29، 30).
ونادى إشعياء النبي قائلًا: "ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تُخلّص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع" (إش59: 1).
إن الدعوة لابد أن تصل إلى كل إنسان مستعد لقبولها لأن وسائل الرب وإمكانياته ليس لها حدود. لهذا قال السيد المسيح عن نفسه وعن خرافه: "والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها" (يو10: 3).وقد فهم معلمنا بولس الرسول هذه الحقيقة في عمله الكرازي بالإنجيل فقال لتلميذه تيموثاوس: "اذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب. لكن كلمة الله لا تقيّد. لأجل ذلك أنا أصبر على كل شيء لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدى" (2تى2: 8-10).
إنه يكافح ويحتمل المشقات لكي تصل كلمة الإنجيل إلى المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح. هو يعتبر نفسه موضوع لأجل الإنجيل وينال شرف أن يكون هو الأداة أو الوسيلة التي يستخدمها الله لهذا الغرض، ولكن حتى وهو في السجن والقيود فإن كلمة الله لا تقيَّد أي لا تحبس كما قال لأنه كان يفهم قول إشعياء النبي: "ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تُخلّص" (إش59: 1).
وفى حديث بولس الرسول عن المختارين نلاحظ أيضًا إنه يبنى الاختيار على سبق معرفة الله لمن سوف يقبلون الحق الذي في المسيح. لهذا شرح هذا الاختيار في رسالته إلى أهل أفسس فقال "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة. إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته. لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب" (أف1: 3-6).

الرسول بولس يقول "اختارنا فيه (أي في المسيح) قبل تأسيس العالم.. إذ سبق فعيننا للتبني" وهو يربط بوضوح بين الاختيار وسبق المعرفة والتعيين مثلما ربط سابقًا في رسالته إلى أهل رومية بين الدعوة وسبق المعرفة والتعيين كما ذكرنا سابقًا (انظر رو8: 29، 30).

والخلاصة إن سبق المعرفة والتعيين والاختيار والدعوة كلها مرتبطة ببعضها وعلى هذا الأساس قال السيد المسيح: "أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني" (يو10: 14)،كما قال إنه "يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها" (يو10: 3). ولكن كل ذلك بشرط أن يظل المدعو أمينًا إلى النهاية حسب قول الرب: "من يغلب فذلك سيلبس ثيابًا بيضًا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته" (رؤ3: 5).
المسيح الراعي
الرعاية والمحبة

هذه العبارة قالها السيد المسيح لسمعان بطرس الرسول في عتابه له بعد قيامة الرب من الأموات، مبينًا أن رعاية الغنم، أي خراف السيد المسيح الناطقة، ترتبط ارتباطًا كبيرًا بمحبته.
وفى حديثه عن عمله كراعٍ للخراف قال الرب "أنا أضع نفسي عن الخراف" (يو10: 15). أي أنه وضع لنا مثلًا أعلى للرعاية الحقة ينبع من منطلق الحب. وقال "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13).
المسيح الراعي
الله محبة

إن مفتاح المسيحية يكمن في أن "الله محبة" (1يو4: 8، 16).
ففي علاقة الآب والابن والروح القدس يوجد مثال المحبة الكائنة قبل كل الدهور بين الأقانيم الثلاث. وحينما وجدت الخليقة العاقلة، غمرها الله الآب بمحبته بحسب مسرة مشيئته التي قصدها في نفسه. وتمتعت الخليقة بمحبة الثالوث القدوس.
وحينما سقطت البشرية كان الله قد دبر لها الخلاص بابنه الوحيد بالفداء على الصليب وبعمل الروح القدس في أسرار الكنيسة. حسب قول معلمنا بولس الرسول: "حين ظهر لطف مخلّصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن. بل بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تى3: 4-6).
عن حب الله الآب للبشرية قال السيد المسيح: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
إذن المسألة تتلخص في أمرين:
أولهما: إن المحبة كائنة وتمارس في الله قبل كل الدهور.
وثانيهما: إن المحبة الإلهية تغمر الخليقة منذ أن وجدت. وتتألق كلما أتيحت الفرصة لذلك مثلما تألقت على الصليب.


لهذا فإن عمل الرعاية يرتكز أساسًا على الحب: الحب نحو الله ونحو الخليقة. وقد لخص السيد المسيح كل الوصايا الإلهية في وصيتين: الأولى: محبة الله. والثانية: محبة القريب.

وقال إن الثانية هي على مثال الأولى "الثانية مثلها".
من هذا المنظور قال السيد المسيح لبطرس الرسول: "يا سمعان بن يونا أتحبني؟ ارع غنمي" (يو21: 16).

المسيح الراعي
لذلك فكل من يتقدم إلى عمل الرعاية ينبغي أن يمتلئ أولًا من محبة الله ثم ينطلق نحو محبته للرعية بنقاوة وطهارة على مثال المحبة الإلهية.
المسيح الراعي
المحبة ترجو كل شيء

هذه العبارة قالها معلمنا بولس الرسول (انظر 1كو13: 7). وإذا طبقناها على عمل الرعاية فمعناها أن الراعي ينظر بعين الرجاء إلى مخدوميه فلا يراهم في ضعفهم وسقوطهم وخطاياهم، بل يراهم في توبتهم وقيامتهم من الخطية وتمتعهم بحياة النصرة. مدركًا أنه "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" (مت9: 12، مر2: 17، لو5: 31) وأن الرب لم يرسله ليدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة.
بهذا المفهوم قال معلمنا بولس الرسول: "قوّموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة واصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الأعرج، بل بالحري يشفى" (عب12: 12، 13).
الرعاية تحتاج إلى صبر واحتمال وطول أناة.. تحتاج إلى حب يحتمل كل شيء، ويصبر على كل شيء، ويرجو كل شيء.. تحتاج إلى حب لا يسقط أبدًا. وقد يحتاج الراعي أن يستخدم التأديب حرصًا على إصلاح شأن من يستهين بطول الأناة. وحرصًا على خلاصه، أو حرصًا على حماية باقي القطيع من أذيته. فبسلاح البر ذات اليمين وذات اليسار يستمر الراعي في خدمته للرعية بطول الأناة والرفق أحيانًا وبالتوبيخ والتأديب في أحيان أخرى، ولكن الهدف باستمرار هو أن تنتصر المحبة ضد كل قوى الظلمة الروحية.
المسيح الراعي
الله لا ينسى تعب المحبة

كل خادم سيأخذ أجرته بحسب تعبه. والله ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة. ولابد أن الخادم الأمين يفرح بثمار تعبه وخدمته ورعايته. فالمحبة كنز لا يفنى ولا يضيع بل هو أبقى من الدهور ويعبر إلى ما وراء الزمان.
إن الوجود يفقد معناه بدون المحبة أو كما قال أحد الكتاب المسيحيين [أن توجد معناها أن تحب، وأن تحب معناها أن توجد]. والوجود المقصود هنا هو الوجود في المسيح والذي بدونه يصير الوجود بلا قيمة.
ليت الرب يثبتنا في المحبة لكي نثبت فيه ويثبت هو فينا. وليته يشعرنا بمحبته الفائقة الوصف لكي ننطلق بكل قوة في خدمتنا وفي محبتنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الراعي المسيح
الراعي وتلاميذ المسيح
المسيح هو الراعي الصالح
المسيح الراعى
المسيح الراعي


الساعة الآن 04:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024