رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النعمة والحق يقول القديس يوحنا الحبيب في إنجيله: "لأن الناموس بموسى أعطى، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو1: 17). ويقول القديس غريغوريوس الأرمني St. Gregory the Illuminator (لقد أخلى السيد المسيح نفسه وصار إنسانًا، غير المائت صار قابلًا للموت (بحسب الجسد)، لكي يمنح البشر أن يصيروا شركاء طبيعته الإلهية غير المائتة). والقديس غريغوريوس يقصد بهذا أن النعمة الفائقة للطبيعة التي يمنحها السيد المسيح بالروح القدس هي التي تعطى للمؤمنين باسمه والمتحدين معه بشبه قيامته، أن يشتركوا في الحياة الأبدية. إن عبارة القديس بطرس الرسول الواردة في النص التالي من رسالته الثانية: "كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2بط1: 3، 4) هذه العبارة المشهورة، التي يحاول البعض أن يخرجوا بها عن الإطار الذي قيلت فيه، مقصود بها شركة الحياة الأبدية وشركة عدم الموت، بعد شركة الحياة الروحية بالجهاد ضد الخطية والهروب من الفساد الذي في العالم بالشهوة. لذلك أكمل قوله: "ولهذا عينه -وأنتم باذلون كل اجتهاد- قدموا في إيمانكم فضيلة.." (2بط1: 5). إنها شركة العمل مع الروح القدس، وهى شركة مع الثالوث القدوس، هي التي تؤهلنا أن ننال المواعيد العظمى والثمينة التي بها نصير "شركاء الطبيعة الإلهية"في حياة القداسة وفي النهاية شركة الحياة الأبدية. إن هناك فرقًا واضحًا بين "الجوهر الإلهي" غير المدرك، وبين "الطاقات الإلهية" التي نعرف الله بها. إن الطاقات الإلهية هي التي تعمل فينا بالنعمة، والتي تهب لنا العطايا الفائقة للطبيعة. مثل نعمة البنوة لله في المعمودية، ومثل مواهب الروح القدس في سر المسحة المقدسة. وهى أيضًا التي تمنحنا عربون الحياة الأبدية في سر الافخارستيا. فإن الاتحاد بالمسيح في سر الافخارستيا، لا يعنى اتحادًا أقنوميًا يماثل الاتحاد الطبيعي بين لاهوته وناسوته في تجسده من العذراء مريم، بل يعنى اتحادًا بالحياة الأبدية الممنوحة لنا بالنعمة كعربون، لكي نثبت فيه ونقهر عوامل الخطية والموت والشركة مع إبليس. إننا لا نتحد بجوهر اللاهوت مثل الاتحاد الحاصل في تجسد الله الكلمة، بل نتحد بالطاقات الإلهية الممنوحة لنا بالنعمة. لهذا قال القديس يوحنا الإنجيلي: "أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو1: 17). النعمة في العهد الجديد إن النعمة في العهد الجديد ليست مجرد المواهب الفائقة للطبيعة التي يمنحها الروح القدس مثل الوحي لكتبة الأسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد، ولا القوات والعجائب التي أجراها الأنبياء في العهد القديم والتي تجرى مع المؤمنين في العهد الجديد. ولكنها تتخطى هذا بكثير لأنها تمنح الخلاص والتجديد ومغفرة الخطايا والميلاد الفوقاني وثمار الروح القدس مثل المحبة والفرح والسلام، وتمنح عربون الحياة الأبدية، وتعلن الأسرار الإلهية،كما أنها تمنح أمجاد الشركة مع الله في حياة القداسة المناسبة لنا، وتمنح القيامة بالجسد الممجد في اليوم الأخير. ما أجمل كلمات بطرس الرسول: "كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مبتهجين.. وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألّمتم يسيرًا، هو يكمّلكم، ويثبّتكم ويقوّيكم، ويمكّنكم، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين" (1بط4: 13، 5: 10، 11). |
21 - 06 - 2014, 07:39 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: النعمة والحق
|
||||
21 - 06 - 2014, 08:46 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النعمة والحق
شكرا على المرور
|
||||
|