يقول الأب ثيوفان الناسك "إن عدونا الشهير اللحوح الذي لا يمل من تجربتنا، يحاول أن يضلك في ساعة الموت ببعض الخيالات والضغطات، فيتحول إلى ملاك نور... اثبت في الإحساس بمسكنتك، وأنك لا شيء على الإطلاق، وقل له بقلب شجاع بلا رهبة "ارجع أيها الملعون إلى ظلمتك، فأنا لا أستحق الرؤى والإعلانات.. إنني أحتاج إلى شيء واحد فقط، هو تحنن ربنا يسوع المسيح، وصلوات وشفاعة سيدتنا والدة الإله العذراء مريم وكل القديسين...".
حتى إن كانت هناك علامات واضحة جعلتك تظن أنك ترى رؤى حقيقية مرسلة من الله.. لا تتسرع في تصديقها، بل من الأولى أن تتأكد أنك لا شيء ولا تستحق أي شيء.. لا تظن أنك تسئ إلى الله بهذا، لأن مشاعرنا المتواضعة لا يمكن أن تغضبه.
إن كانت هناك ضرورة لمثل هذه الرؤى، فالله يعرف كيف يمنعك من غلق عينيك عنها، وسيصفح عن إحجامك نحو الإيمان بأنها منه، لأنك فعلت ذلك باتضاع نفس أمامه والذي يعطى نعمة للمتواضعين – لا يمكن أن يبعدها عنهم من أجل أعمال أوحاها الاتضاع..
لذلك يا حبيبي يجب أن نكون مسلحين دائمًا بشجاعة ضد أقوى أوجاعنا قبل أن تأتى علينا المعركة الكبرى، كى نغلبهم وننقى حياتنا منهم، حتى تكون نصرتنا أسهل عند الساعة الأخيرة، التي ربما تأتى في أي وقت متمشيًا مع قول الرب "حاربهم حتى يفنوا" (1 صم 15: 18).