رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تصميم بلا رجعة الانتصار علي الخطية يحتاج بلا شك إلي معونة. والسير في الطريق الروحي وفي عمل البر يحتاج أيضًا إي معونة.. معونة.. ونحن نطلب الأمرين معًا في بداية العام الجديد. وإن أرادهما الله في عمل واحد من أعمال روحه القدوس، فليكن لنا كقوله.. وماذا عن طلباتنا أيضًا في العام الجديد؟ لا شك نريد ثباتًا.. نريد فيه تصميمًا علي الحياة مع الله، تصميمًا بلا رجعة. فلا تدخل إلي العام الجديد، وعيناك لاصقتان بالعام القديم في كل شهواته وأخطائه ونقائصه. لا تكن مثل امرأة لوط، التي خرجت جسديًا من أرض سادوم، وقد تركت فيها هناك، وعيناها لا تزالان متجهتين نحو سادوم.. ولا تكن أيضًا مثل بني إسرائيل، الذين عبروا البحر الأحمر، وخرجوا من أرض مصر. ولكن عقلهم لا يزال متعلقًا بقدور اللحم التي في مصر، وبالبطيخ والكرات.. لكن أخرج من خطايا ذلك العام بغير رجعة. وفي بداية هذا العام الجديد، أحتفظ في أذنيك وداخل قلبك بالعبارة التي قالها الملاكان للوط وهم يخرجونه مع أسرته من سادوم: "لا تقف في كل الدائرة. اهرب لحياتك" (تك 19: 17). نعم، لا تقف في كل الدائرة القديمة، بكل ما تحوي من خطايا وعثرات. وبكل ما فيها من ضعفات وسقطات. أهرب لحياتك. لا تنظر إلي الوراء، ولا تمس نجسًا.. وقل للرب عن العام الماضي كله: هذه العام الماضي كله، سأدفنه يا رب عند مراحمك الكثيرة.. سألقيه كله في لجة محبتك. سأتركه في المغسل الإلهي، حيث يغسل الرب نفسي فتبيض أكثر من الثلج. لست أريد من ذلك العام شيئًا. أنا متنازل عنه كله. حتى أن كانت لي فيه فضيلة معينة، فهذه أيضًا لا أريدها. كل ما أريده يا رب، هو أن أبدأ معك من جديد.. أريد أن انسي ما هو وراء، وامتد إلي قدام (في 3: 13). أريد أن أبدأ معك بداية جديدة، كما بدأت بنعمتك مع نوح، بعد أن أزلت الماضي القديم كله، وغسلت الأرض من أدناسها.. هذا الماضي القديم كله، أنا متنازل عنه. يكفي اليوم شره (مت 6: 34). أما العام الجديد، فأريد أن أبدأه بالرجاء. ربما يحاربني الشيطان باليأس. ويقول أنت هو أنت، في يدي، لا تخرج. ولن تستطيع أن تغير طباعك القديمة أو تتخلص من نقائصك! نعم، أن لا أقدر. ولكن الله يقدر. وأنا لي رجاء في الله، وفي عمله معي وأنا لست وحدي في هذا العالم الجديد، لأن الآب السماوي معي. سأبدأ هذا العام الجديد، معي روح الله القدوس.. ومعي نعمة ربنا يسوع المسيح. ومعي من ملائكة ومن أرواح القديسين ومن صلوات الكنيسة المنتصرة،ومعي أيضًا وعود الله الصادقة. معي وعود الله المحب الرءوف.. والله أمين في كل مواعيده، لا يرجع عن شيء منها.. وأنا سأتمسك بوعود الله، وأطالبه بها، وعدًا وعدًا: يكفيني أن أضع أمام الله ما وعد به في سفر حزقيال النبي. وأقول له في دالة الحب: ألست أنت القائل "أعطيكم قلبًا جديدًا. واجعل روحًا جديدة في داخلكم" (حز 36: 26). أين هو هذا القلب الجديد، الذي وعدت به يا رب؟ وأين هذه الروح الجديدة؟ سامحني يا رب واغفر لي، أن قلت وأنا تحت إقدامك: أنت مديون لي بهذه المواعيد. وأنا سأطلبك بكلامك... حقًا إنني مسكين وفقير ولا أملك شيئًا. ولكني أملك مواعيد. أملك محبتك المجانية التي وهبتني إياها. أملك عهدك معي، وقولك الإلهي: "من كل نجاساتكم ومن كل أصنامكم أطهركم"، أجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي" (حز 36: 25، 27). ولعل الرب يقول: أعطيتك قلبًا جديدًا، فرفضت أن تأخذ! أو لعله يقول "جعلت روحي في داخلك. ولكنك أحزنت الروح، وأطفأت الروح وقاومت الروح". فأنت المديون بهذا كله. نعم يا رب أنا أعترف بهذا. ولكن لا تتركني لضعفاتي. وأن أخطأت، فلا تتركني لخطاياي ولا تحاسبني عليها، وإنما أنقذني منها. فأنت الذي قلت عن سلبياتنا: "من كل نجاستكم أطهركم". وأنت الذي قلت عن الإيجابيات "وأجعلكم تسلكون في فرائضي". وأنا متمسك بكل هذا. وأن كنت أنا ضعيفًا عن حفظ ملكوتك في داخلي، وأن كنت مديونًا لك، إلا أني أقول لك: تقلد سيفك علي فخك أيها الجبار، أستله وأنجح وأملك. العمل ليس عملي، وإنما عملك أنت. تعال إذن وأملك.. أنزع بنفسك القلب الحجر، وامنح القلب الجديد، وأعطني أن أستسلم لعملك في، كما يستسلم المريض لمشرط الطبيب، فيقطع منه ما يلزم قطعه، ويصل ما يحسن وصله. وهو بلا إرادة ولا وعي تحت مشرطه فلأكن يا رب هكذا معك، وأعطني قلبًا جديدًا.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وانت متى رجعت |
نُعمي رجعت إلى بيت لحم |
ثم رجعت إلى بيتها |
رجعت ليك |
رجعت ياعدرا |