13 - 05 - 2012, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 91 ) | ||||
† Admin Woman †
|
266 - كانت خدمة يوحنا المعمدان موضوع حديث الامة باسرها ، وكلن الآلاف يأتون لسماع رسالته . تسائل البعض عما إذا كان هو النبي ايليا ، وتسائل البعض الآخر عما إذا كان هو المسيح ، أما يوحنا المعمدان فكان يعرف تماما ً هويته الحقيقية . ( يوحنا 1 : 19 – 23 ) . حين تحقق نجاحا ً في مهنتك التي اخترتها لنفسك سوف يبدأ الناس يسألونك من انت ؟ وقد يكون هذا من أصعب الاختبارات التي يواجهها المرء في حياته ، لأنه ما من شيء يشبه النجاح والاسئلة التي تترتب عن ذلك للكشف عن قلب الانسان . وقد طرح الناس على يوحنا المعمدان ثلاث أسئلة تتعلق بهويته وهي أسئلة ما تزال مهمة لنا في وقتنا الحاضر . السؤال الاول ، سأل الناس يوحنا عما إذا كان هو المسيح . وعندما يحقق الناس نجاحا ً فمن السهل عليهم ان يعتقدوا انهم رجاء الله لشركتهم أو مدينتهم أو كنيستهم ، لكن إذا بدأ هذا الشعور يتغلغل في نفوسهم فسوف يسقطون بسبب كبريائهم وغرورهم . ثانيا ً سأل الناس يوحنا عما إذا كان هو ايليا ، وايليا هو النبي الذي تحدى اربعمئة نبي من انبياء البعل بمفرده وقد استخدمه الله لجلب الخلاص للشعب القديم . ويبدو ان مؤمنين كثيرين يحاولون تقليد خدمة ايليا أثناء حياتهم فهم يرون انفسهم وكأنهم النبي الوحيد على الجبل وآخر الصامدين ، لكن إذا سمحت لهذه الفكرة الخاطئة بالسيطرة عليك فسوف ينتهي بك المطاف معزولا ً عن الناس الذين انت في امس الحاجة لوجودهم في حياتك ، فسوف تصبح معرّضا ً لهجمات العدو . ثالثا ُ سأل الناس يوحنا عما إذا كان النبي . ومن بين هذه الاسئلة الثلاثة ربما يكون هذا السؤال الذي سيتم توجيهه الى غالبية المؤمنين . فربما تعتقد انك الشخص الذي يمتلك كل الاجابات والمسحة والحكمة اللازمة لأي موقف . لكن للأسف الشديد إذا سمحت لهذه الكبرياء أن تتغلغل في قلبك فسوف تصبح شخصا ً يصعب التعامل معه ويصعب تصحيحه ويصعب حتى التحدث معه . إن أسئلة كهذه تكشف بطبيعتها عن حقيقة قلوبنا وقد اجاب يوحنا المعمدان عن هذه الاسئلة الثلاثة بقوله : " أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ " . فرغم ان كل الهتاف الذي كان يحيط به الا انه بقي متواضعا ً في قلبه ، فقد كان ينظر الى نفسه على انه مجرد وعاء فارغ اختار الله ان يملأه . ان هويتنا نحن اولاد الله ، خدام الله ، جنود الله ، وطبيعة هذه الادوار تتطلب منا خضوعا ً دائما ً ، فيجب علينا ان نبقى خاضعين لسلطان الروح القدس وقيادته ومشورته ، كما يجب علينا أيضا ً أن نخضع للاشخاص الذين وضعهم الله في حياتنا لتوصيل الحق الينا ولمساعدتنا على تذكر من نكون ومن لا نكون . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 92 ) | ||||
† Admin Woman †
|
267 - لُقب ابونا ابراهيم خليل الله ، صديقه ورفيقه وصاحبه وخليله . والصديق والرفيق يصاحب ويجالس ويبقى ويكون دائما ً مع صديقه ، وبعد آدم لم يصاحب ويرافق انسان الله الا إبراهيم خليل الله . كان ابراهيم جالسا ً في باب الخيمة وقت حر النهار ونظر ثلاث رجال . واستضاف ابراهيم الرجال وصنع لهم طعاما ً قدمه لهم وأكلوا . وقال الرب لابراهيم : " فِي الْمِيعَادِ أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ ." ( تكوين 18 : 14 ) . ظهر الرب لابراهيم وأقام عنده وتحدث اليه ووعده بابن له من سارة . ومشى ابراهيم مع الرب وكشف الله له خطته لسدوم وعمورة . أما ابراهيم فكان لم يزل قائما ً امام الرب . كان يشفع لاهل الارض . كان حكم القضاء عليهم هو الحرق بنار وكبريت من عند الرب ، من السماء . وأخذ ابراهيم يتشفع لهم : يا رب افتهلك البار مع الاثيم ؟ وقبل الله شفاعة ابراهيم وقال : إن وجدت في سدوم خمسين بارا ً أصفح . وزاد ابراهيم من شفاعته : يا رب أن اكلّم المولى وانا تراب ورماد ، ربما نقص الخمسون بارا ً خمسة ؟ وقال الله : إن وجدت خمس واربعين لا أُهلك . وقال ابراهيم : وان كان هناك اربعون ؟ قال الله لا افعل من اجل الاربعين . وتمادى في رجائه وقال : عسى ان يوجد ثلاثون ؟ قال الله : لا افعل . وزاد في طلبه وقال : عشرون ؟ وقبل الله شفاعته وقال : لا افعل من اجل العشرين . ثم قال ابراهيم : لا يسخط المولى فاتكلم هذه المرة فقط : عسى ان يوجد هناك عشرة ؟ فقال : لا اهلك من اجل العشرة . ( تكوين 18 : 23 – 32 ) . ولم تكن بالارض عشرة ، ولا عشرة ابرار . كانت صداقة ابراهيم مع الله شديدة . كان لا يبرح من حضرته يتحدث اليه . وتكونت تلك الصداقة ونمت بالتجارب والتداريب والاختبارات والامتحانات القاسية . نادى الله ابراهيم يوما ً وقال له : خذ ابنك وحيدك الذي تحبه ، اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك . طلب غريب قاس ٍ ، تنفيذه صعب . اما ابراهيم فلم يناقش ، لم يتردد ولم يتوانى . بهذه الطاعة وذلك الايمان اصبح ابراهيم صديقا ً وخليلا ً لله . وانت وانا وكل انسان يطيع الله ويؤمن به يكون صديقا ً لله . ابراهيم آمن بالله وحُسب له ذلك برا ً . وانت ايضا ً إن آمنت هكذا يُحسب لك برا ً . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 93 ) | ||||
† Admin Woman †
|
268 - حياتنا سلسلة متصلة الحلقات ، وحلقات متلاحمة متتابعة متماسكة ، ورغم تلاحمها وتماسكها فهي مختلفة متباينة متعددة الاشكال والاحوال . حلقات نجاح ذهبية ثمينة وحلقات فشل رخيصة صدئة . حلقات فرح لامعة براقة وحلقات حزن سوداء مطفئة . حلقات مجد ورفعة بهية وحلقات وضعة وهوان محتقر . حلقات قوة كسهام مبرية وحلقات ضعف كأقواس منكسرة . ولا يمكن فصل تلك الحلقات أو استبدالها أو تغيير اشكالها فلا بد ان يفرح الانسان ويحزن ، يعلو الانسان ويهبط . لا بد ان يتقوى الانسان ويضعف ، يرتفع الانسان وينخفض . وكثيرا ً ما ننسى الله وقت الفرح ونسعى اليه وقت الحزن . ولا نقصده وقت القوة ونتخاذل ونصرخ وقت الضعف . حين تخور القوى ، حين يفشل الامل ، حين يضعف الرجاء ، حين يتمزق القلب ، حين تدمع العين ، حين يحل الوهن يتدخل الله ، يأتي ويتدخل وتسري قوته في الحلقات جميعها . ما ان ندعو الله حتى يستجيب . ما ان نستنجد به حتى يتدخل . يقول داود النبي عن المسكين الضعيف المريض العاجز : " الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ. " ( مزمور 41 : 3 ) . لا بد انك مررت بتجربة المرض . وهن جسمك وهزل وثقل فوجدت نفسك حبيس الفراش محاط باللون الابيض علامة المرض. ترقد على سرير ابيض ، تحنو عليك وجوه بيضاء في لباس ابيض ، تمتد اليك اياد ٍ بيضاء تقدم لك دواء وشراب ناصع البياض ، وتتحول اليهم بوجه شاحب تبتسم ابتسامة ضعيفة شاحبة ، وتربت عليك الايدي تهدّأ حركتك وتقيد رأسك الى الوسادة ، ويذهب البياض ويبتعد فترة وتغمض عينيك ويحل الظلام ويبرق وسط الظلام بريق قوي لامع يخطف البصر ويرجف القلب ، ويتحرك رأسك نحو مصدر النور وتركن رأسك على كتف قوي ، كتف قريبة منك لا تسعى اليها بل تسعى هي اليك ، تظهر دائما ً وقت الضعف . ما ان تلقي بثقل رأسك وهمك وتعبك والمك على تلك الكتف حتى تستريح ويدب في جسدك الواهن شعور بالراحة والامان والاطمئنان ، ويهمس صاحب الكتف في أذنك وفي قلبك : تقوّى تشجع ، تكفيك نعمتي ، قوتي في الضعف تكمل . انا الرب شافيك . ثق فيه . تمسك بوعده ، استعد قوتك . انظر اليه ، استند عليه هو ينقذك . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 94 ) | ||||
† Admin Woman †
|
269 - تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا ( متى 14 : 27 )
ما أشدّ حاجتنا نحن البشر، ولا سيما في هذه الأيام الأخيرة - أيام حروب وأخبار حروب ، وزلازل مدمرة ، وبراكين ثائرة ، ومجاعات ، وأوبئة ، وتجارب متنوّعة - إلى هذا التشجيع من رب المجد يسوع ، الإله الثابت... الذي "لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ" (يعقوب 17:1). لأن الرب يسوع " هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ " ( عبرانيين 13 : 8 ) . وهو يقول لكل منا اليوم : "مَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا"(رؤيا 17:22). والرب يسوع يقول لنا اليوم : إنني على استعداد أن أشفي المرضى الذين يثقون بي ، ويلمسون ولو هدب ثوبي بالإيمان ، وأخلّص كل من ينظر إليّ بالإيمان تائبًا ومعترفًا بخطاياه وواثقًا في كفاية عملي الكفاري لأجله ، وأمتّعه بالحياة الأبدية. |
||||
13 - 05 - 2012, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 95 ) | ||||
† Admin Woman †
|
270 - حين وصل الشعب الى برية فاران على مشارف ارض كنعان الارض التي وعدهم الله بها ارسل موسى اثني عشر رجلا ً يتجسسسوا الارض وينظروا ما هي ومن يسكنها وجال الرجال داخل الارض اربعين يوما ً يفحصون الارض ويتعرفون على اهلها . كان الوقت وقت باكورات العنب فحملوا في عودتهم زرجونة أي غصن بعنقود واحد من العنب . عنقود كبير ثقيل حمله رجلان بينهما وحملوا ايضا ً رمانا ً وتينا ً وعادوا الى موسى . وقالوا حقا ً ان الارض تفيض لبنا ً وعسلا ً وهذا ثمرها وفير كثير ليس له مثيل لكن الشعب الساكن فيها قوي جبابرة عمالقة أقوياء طوال القامة اشداء بنوعناق وخافت الجماعة وفزعت وصرخت ورفعت صوتها وبكى الشعب لتلك الاخبار . بدأوا يتذمرون ويقولون : ليتنا متنا في أرض مصر أو متنا في القفر والبرية وافقدهم الخوف وعيهم حتى فكروا بالرجوع الى مصر تحت قيادة رئيس آخر غير موسى وتصدى يشوع وكالب الذين كانا ضمن الرجال الاثني عشر الذين دخلوا الارض . تصديا للعشرة الباقين وقالوا : الارض التي دخلناها جيدة جدا ً جدا ً وعلينا ان نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها واعترض العشرة على قولهم ، قالوا لا نقدر ان نصعد ، تلك الارض ارض تاكل سكانها ، قد رأينا هناك الجبابرة بني عناق فكنا في اعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم وغضب الرب على العشرة وعلى الشعب الخائف المتذمر ضد الرب وضرب الرب الجبناء العشرة بالوباء وماتوا امام الشعب وامام الرب أما يشوع وكالب الذين لم يخافا ولم يشكا في قدرة الرب وقوته فعاشا .( سفر العدد 13 ، 14 ) .
عندما تنظر الى نفسك وترى نفسك في حجم الجرادة ، هكذا يراك الناس . إذا استصغرت نفسك استصغرك الناس ، إذا استضعفت نفسك استضعفوك أما اذا وجدت نفسك قويا ً قادرا ً رأوك كذلك أيضا ً قويا ً قادرا ً . لا تطلبوا الحياة السهلة المريحة ، صلوا لتكونوا اقوياء . لا تطلبوا مسؤوليات تتناسب وقدراتكم المحدودة الصغيرة بل اطلبوا مقدرة تتناسب ومسؤولياتكم العظيمة الكبيرة . لا تبحث عن السهل . السهل مطلب الصغار ، الضعاف ، الجراد . ابحث عن الصعب . الصعب مطلب الكبار الأقوياء ، الابطال الاشداء . حين تواجه مسؤولية صعبة وعملا ً كبيرا ً عليك اتمامه وانجازه . لا تخف لا تستصغر قدراتك . لا تصرخ وتبكي وتولول وتتذمر . ارفع رأسك واصلب عودك وشمّر عن ساعدك وتقدم وأنجز العمل ، عند ذاك لا يبدو انجاز العمل وتحمل المسؤولية معجزة ، انت نفسك تكون المعجزة . الله لم يهيء لنا حياة مفروشة بالورود والازهار . الارض ليست ازهارا ً . يقول لنا بولس الرسول : " اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ . كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا " ( 1 كورنثوس 16 : 13 ) . . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 96 ) | ||||
† Admin Woman †
|
270 - حين وصل الشعب الى برية فاران على مشارف ارض كنعان الارض التي وعدهم الله بها ارسل موسى اثني عشر رجلا ً يتجسسسوا الارض وينظروا ما هي ومن يسكنها وجال الرجال داخل الارض اربعين يوما ً يفحصون الارض ويتعرفون على اهلها . كان الوقت وقت باكورات العنب فحملوا في عودتهم زرجونة أي غصن بعنقود واحد من العنب . عنقود كبير ثقيل حمله رجلان بينهما وحملوا ايضا ً رمانا ً وتينا ً وعادوا الى موسى . وقالوا حقا ً ان الارض تفيض لبنا ً وعسلا ً وهذا ثمرها وفير كثير ليس له مثيل لكن الشعب الساكن فيها قوي جبابرة عمالقة أقوياء طوال القامة اشداء بنوعناق وخافت الجماعة وفزعت وصرخت ورفعت صوتها وبكى الشعب لتلك الاخبار . بدأوا يتذمرون ويقولون : ليتنا متنا في أرض مصر أو متنا في القفر والبرية وافقدهم الخوف وعيهم حتى فكروا بالرجوع الى مصر تحت قيادة رئيس آخر غير موسى وتصدى يشوع وكالب الذين كانا ضمن الرجال الاثني عشر الذين دخلوا الارض . تصديا للعشرة الباقين وقالوا : الارض التي دخلناها جيدة جدا ً جدا ً وعلينا ان نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها واعترض العشرة على قولهم ، قالوا لا نقدر ان نصعد ، تلك الارض ارض تاكل سكانها ، قد رأينا هناك الجبابرة بني عناق فكنا في اعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم وغضب الرب على العشرة وعلى الشعب الخائف المتذمر ضد الرب وضرب الرب الجبناء العشرة بالوباء وماتوا امام الشعب وامام الرب أما يشوع وكالب الذين لم يخافا ولم يشكا في قدرة الرب وقوته فعاشا .( سفر العدد 13 ، 14 ) . عندما تنظر الى نفسك وترى نفسك في حجم الجرادة ، هكذا يراك الناس . إذا استصغرت نفسك استصغرك الناس ، إذا استضعفت نفسك استضعفوك أما اذا وجدت نفسك قويا ً قادرا ً رأوك كذلك أيضا ً قويا ً قادرا ً . لا تطلبوا الحياة السهلة المريحة ، صلوا لتكونوا اقوياء . لا تطلبوا مسؤوليات تتناسب وقدراتكم المحدودة الصغيرة بل اطلبوا مقدرة تتناسب ومسؤولياتكم العظيمة الكبيرة . لا تبحث عن السهل . السهل مطلب الصغار ، الضعاف ، الجراد . ابحث عن الصعب . الصعب مطلب الكبار الأقوياء ، الابطال الاشداء . حين تواجه مسؤولية صعبة وعملا ً كبيرا ً عليك اتمامه وانجازه . لا تخف لا تستصغر قدراتك . لا تصرخ وتبكي وتولول وتتذمر . ارفع رأسك واصلب عودك وشمّر عن ساعدك وتقدم وأنجز العمل ، عند ذاك لا يبدو انجاز العمل وتحمل المسؤولية معجزة ، انت نفسك تكون المعجزة . الله لم يهيء لنا حياة مفروشة بالورود والازهار . الارض ليست ازهارا ً . يقول لنا بولس الرسول : " اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ . كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا " ( 1 كورنثوس 16 : 13 ) . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 97 ) | ||||
† Admin Woman †
|
271 - تبعوه منذ ان دعاهم ، صحبوه ورافقوه الى كل مكان . منذ دعى المسيح تلاميذه وهم يسيرون خلفه ويتبعونه . دعاهم من كل مكان . اثنان كانا يلقيان الشبكة ، تركا الشباك وتبعاه . رأى آخرين في السفينة يصلحان الشباك ، تركا السفينة واباهما وتبعاه . وكان متى جالسا ً عند مكان الجباية ، دعاه فقام وترك المكان وتبعه . التفوا حوله واكتمل عددهم وساروا ورائه وسمعوا اقواله ، رأوا اعماله ، عاينوا معجزاته ، عاشوا معه والتفوا حوله ، اصطفاهم واختارهم واختلى بهم وتحدث معهم وعلمهم . رأوه عن قرب لا كما رأته الجموع ، رأوه ربا ً وسيدا ً ومعلما ً . ورآهم هو عن قرب ، رأى ضعفهم كما رأى قوتهم . عرفهم جيدا ً . وفي جلسة خاصة معهم قال : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ . لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ . أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ . لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي . " ( يوحنا 15 : 12 – 15 ) . الصياد الخشن اليدين ، المشقق الكعبين ، الاسمر الوجه والذراعين ، ليس عبدا ً لرب السماء ، لإبن الله ، لملك الملوك ورب الارباب ، ليس تابعا ً ولا تلميذا ً يسير ورائه ينفذ تعاليمه ومشيئته . هذا الصياد أصبح حبيبا ً ، صديقا ً ، رفيقا ً، محبوبا ً ، وانت وأنا وكل انسان يسمع كلام المسيح ويدركه ويؤمن به لا يبقى عبدا ً ، يصبح حبيبا ً إن فعل ما يوصيه به . ما أعظم هذه الصفة : حبيبه ، حبيب الله . والمسيح يفتخر بأحبائه ، يتلذذ بأصدقائه ، يسعد بتلاميذه . في النصرة أنت حبيبه ، وفي الهزيمة أنت حبيبه ، في القوة أنت حبيبه ، في الضعف أنت حبيبه . قال : " لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ . " ( يوحنا 15 : 16 ) . لم يختر الله عليّة القوم ، شرفائهم واغنيائهم واصحاب السلطة . لم يختر الله أصحاب الحسب والنسب ، اصحاب المجد والفخر والكرامة . اختارك انت ، دعاك أنت ، كلمك أنت ، أحبك أنت . هل تفعل بما أوصاه ؟ هل تفعل ؟ هل تقبل ما قاله ؟ هل تقبل ؟ هل تؤمن بصليبه ؟ هل تؤمن ؟ هل تنتظر مجيئه ؟ هل تنتظره ؟ فأنت حبيبه ، حبيب المسيح ، وهو حبيبك ، المسيح حبيبك . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 98 ) | ||||
† Admin Woman †
|
272 - يصور لنا يوحنا صورة رائعة في رؤياه تستحق التوقف عندها .(سفر الرؤيا 14: 1 – 5 ) : الخروف واقف على جبل صهيون ومعه مئة واربعة واربعون الفا ً يحملون اسم ابيه وصدح صوت من السماء ، صوت مياه ورعد عظيم ، صوت عازفين على القيثارة وارتفعت نغمات ترنيم ، ترنيمة جديدة ليست معروفة ومعلومة لأحد من قبل الا لهؤلاء المئة والاربعة والاربعين ، هؤلاء فقط الذين يحملون اسم الآب مكتوبا ً على جباههم الذي أُشتروا من الأرض ، الاطهار الذين لم يتنجسوا ، الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب ، الذين لم يوجد في فمهم غش وبلا عيب . استطاع هؤلاء ان يعرفوا الترنيمة ويشتركوا في اللحن لأنها تخرج من اعماق القلب وخفايا النفس والاختبار والتجارب . تتكون الترنيمة ويتشكل اللحن من انغام الماضي وعزف الآن . قد تكون انغام الماضي ثقيلة قاسية أنينة حزينة باكية . وقد يكون عزف الامس كئيبا ً رهيبا ً داميا ً مخيفا ً مميتا ً لكنه يخلق في القلب رقة تستطيع ان تتلقى الترنيمة وتحفظها ويخلق في النفس حسا ً يستطيع ان يستقبل اللحن ويردده . هذه الجوقة من المرنمين جاؤوا من الارض ومروا في دروبها النجسة ، ساروا وسط آثامها وشرورها وخطاياها ، عبروا ولم يتنجسوا لأنهم تبعوا الخروف ، حمل الله ، آمنوا به واغتسلوا في دمه ، تطهروا ، أُشتروا ، خلصوا ، نجوا ، ماتوا معه وقاموا . هؤلاء فقط يستطيعون ان يتقنوا انغام السماء لا احد غيرهم يقدر ان يتعلم ويردد الحان الخلود . الملائكة لا تتقنها ، انت وحدك تستطيع ان تتقنها . الملائكة لم يحييوا في الارض كما نحيا وكما تحيا انت وتعيش . انت اختبرت الشدائد ، انت مررت في التجارب . لا يعرف تلك الانغام الا ابناء البشر المخلّصون . لا يفهم تلك الالحان الا اولاد الله المفديون . الصليب يخلق فينا أذنا ً موسيقية تعرف الترنيمة ، دم المسيح يخلق صوتا ً مناسبا ً يعزف النشيد . المسيح هو معلّم الترنيمة . المسيح هو قائد الجوقة . المسيح ضمك للفريق تغني وتشدو وترنم . النغم يحيا في قلبك . الترنيمة تملأ نفسك . ارفع صوتك ، سبّح ، رنّم ، غنّي وانشد الترنيمة الجديدة ، الترنيمة الخالدة . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 99 ) | ||||
† Admin Woman †
|
273 - منذ وطأ آدم الارض بقدمه وهو يحيا حياة كلها شقاء وتعب . قبل ان يطرد الله آدم قال له : " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا " ( تكوين 3 : 17 ) . وارتبطت الحياة بالتعب ، كل الحياة تعب ، تعب كلها الحياة ، كل ما حولك تعب ، تستيقظ صباحا ً لتتعب ، تستلقي مساء ً من التعب . الحكيم هو من يقلل من قدر التعب والجاهل من يتردى في بالوعة التعب . والانسان يسعى نحو الراحة ، يبحث عنها ، يريدها ويتمناها ويترجاها وما ان يجد مكانا ً يناسبه حتى يلقي بجسده عليه لكي يستريح . في وسط احتياجات الشعب والمسيح يكرز ويعلّم ويشفي ويطعم ، نظر الى تلاميذه ووجد التعب قد تمكن منهم ، ناداهم وقال لهم : " تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً " ( مرقس 6 : 31 ) . وتبعوه ، تبعوه حيث الراحة ، الراحة الحقيقية عنده . يقول المسيح لنا : تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ . "( متى 11 : 28 ) . مهما كانت متاعبك ، مهما كانت اثقالك ، مهما كانت احمالك ، هو الذي يريحك . لماذا تحمل اثقالك ؟ لماذا تتعب ؟ لماذا تحمل كل الهموم على رأسك وكتفك ؟ لماذا تحمل اثقال العالم ؟ لماذا تحمل هموم الدنيا ؟ لماذا هذا التعب كله ؟ انت لست المسؤول عن العالم . ليس الهم همك ، لماذا تهتم وتقلق ؟ الله هو سيد العالم ، الله هو قبطان السفينة ، الله هو الربان . كل الجلبة والضوضاء لا تزعجك ، كل الصخب والفوضى لا تفزعك . يد الله تقبض على كل شيء . الله هو الذي يسيّر كل شيء ، هو القائد . لا تتعب نفسك ، لا ترهق نفسك ، لا تهتم ولا تقلق ، استرح ، استرح . حين تلفت موسى ورائه ووجد الوفاً من الناس تتبعه . حين فكر في ما سوف يعانيه في قيادة الشعب ، حين ثقل ذلك زادت صعوبته ، قال لله : يا رب انت قلت لي اصعد هذا الشعب كيف اصعده . يا رب انت قلت لي قد عرفتك باسمك نلتُ نعمة في عينيك .( سفر الخروج 33: 12 ) . إن كنت قد نلت نعمة في عينيك علمني طريقك ، قدني ، اعنّي . وقال له الله : " وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ. ( خروج 33 : 14 ) . حين يسير وجه الله امامك تستريح ، هو الذي يقود ، هو القائد . حين يسير وجه الله امامك تستريح ، هو الذي يسيّر السفينة ، هو الربان . في متاعب الحياة ، في همومها ومشاكلها وضغوطها واثقالها قل مع المرنم : في الضعف قوي عزمي برحمتك فيستريح جسمي بنعمتك . |
||||
13 - 05 - 2012, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
274 - التجارب التي نمر بها هي لتقوية ايماننا وصمودنا . حين تهزنا التجارب تتعمق جذور الايمان وتتقوى وتمتد . إذا كنت تمر الآن في ضيقة لا تفزع ، الرب يقوي ايمانك ، لا تركز همك في التجربة ، القي بنفسك بين ذراعي الله ، القي همك عليه ، دع مشكلتك بين يديه ، أرح ثقلك على كتفيه ، لا تحاول ان تحل المشكلة ، لا تجاهد لتحمل الثقل ، لا تبذل جهدا ً ، هو الذي يُجري ، هو الذي يفعل ، هو الذي يحمي ، هو الذي ينقذ . هل تخاف ؟ هل تخشى ان لا تستطيع ؟ هل تخاف الفشل والسقوط ؟ الخوف ليس عيبا ً ، لكل منا يوم خوف . قل له : " فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ " ( مزمور 56 : 3 ). التدريبات تسبب خوفا ً والخوف يقود الى الاتكال على الله . قال الله لابراهيم : " قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ " . ووقف ابراهيم يسمع وعد الله ، وقف امام الله الذي آمن به ، الذي يحيي الموتى ويدعو الاشياء غير الموجودة كأنها موجودة . فهو على خلاف الرجاء ، آمن على الرجاء لكي يصير ابا ً لامم كثيرة . كيف يكون ابا ً لامم كثيرة وهو قد صار مماتا ً ؟ كان ابن مئة سنة . من اين ؟ كيف يحدث ذلك ؟ هو قد صار مماتا ً وسارة أيضا ً ، لكنه على خلاف الرجاء آمن ، لم يرتب في وعد الله . إن كان قد أصبح مماتا ً فالذي آمن به يحيي الموتى . هذا هو الايمان وسط الضيق ، يظهر ويتقوى ويزداد . الايمان لا يعتمد على الوجود ، يعتمد على كلمة الله ووعده . الايمان لا يحتاج ان نسير في ارض معبدة سهلة مستوية . الارض الوعرة الصعبة الجافة الخشنة القاسية تقوي الايمان . المادة الخام لصناعة الايمان هي التجارب والمشقات . قال المسيح لتلاميذه حين جاء المساء وحل الظلام : " لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ " ( مرقس 4 : 35 ) . وتقدمهم الى السفينة وصرف الجموع وذهب الى آخر السفينة وجائت العاصفة وحدث النوء وهبت الريح وتعالى الموج وكان معهم لكنه كان نائما ً في المؤخر على وسادة . فزعوا وصرخوا وايقظوه : يا رب أما يهمك اننا نهلك ؟ اراد ان تقوي العاصفة ايمانهم . اهتزوا وخافوا ، وقام ، كان معهم في نفس السفينة ، " فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ . " . لولا العاصفة لما اسكت المسيح البحر ، لولا الزوبعة لما حدث هدوء عظيم . التجربة تقوي الايمان . الضيق يجلب الصبر . |
||||
|