المسيح وديع ومتواضع
كان المسيح وديعا ومتواضعا وقد قال تعلموا منى هذا فقد عاش لا يملك شيئًا. اختار أما فقيرة لتكون أما له، ونسب إلى أب كان يعمل تجارًا، وولد في مذود للحيوانات إذ لم يكن له موضع في البيت وعاش وليس له مكان يسند فيه رأسه. كان يستعير بيتا ليستريح فيه. أو مكانا ليعظ فيه، وإذا أراد أن يعبر البحر كان يستعير قاربًا، وفي عشاء الفصح استعار عليه، وحتى في موته لم يكن القبر الذي وضع فيه كان يملكه
لذلك لم يكن غريبا على تواضعه أن يستعير جحشًا واتانًا يركبهما، ولم يكن هناك وسادة مريحة لتوضع فوق ظهر الأتان وإنما رضى ببعض ثياب الصيادين من تلاميذه.
إنها صورة من تواضعه ووداعته ذاك الذي أخلى ذاته من مجده وأخذ صورة عبد ووجد في الهيئة كإنسان، تواضع ليرفعنا وتعب ليريحنا وأتى إلينا يدعونا أنه محتاج إلينا. فقد قال لتلاميذه رسالة إلى صاحب الجحش "وإن قال لكما أحد شيئا فقولا الرب محتاج إليهما فللوقت يرسلهما" (مت 21: 3). إنه يدعونا في متواضع ووداعة انه محتاج إلينا، فقد قال يوما لامرأة سامرية أعطني لأشرب كأن لا يملك وهو الذي قال لها أنه يعطى الماء الحي. أن المسيح يرسل التلاميذ بذات الرسالة عينها "الرب محتاج إليك"، محتاج أن تحمله إلى الآخرين ليعرفوه ومحتاج إليك ليستريح فيك.