سحب غير معلن للسفراء بين مصر وقطر
..
سحب غير معلن للسفراء بين مصر وقطر .. ودبلوماسى مصرى : الباب موارب لكنه قد يغلق فى أى لحظة .. والدوحة تلعب بالنار وأوصلتنا لمرحلة القطيعة
" الباب موارب لكنه قد يغلق فى أى لحظة" ، هكذا علق دبلوماسى مصرى على مشهد العلاقات المصرية القطرية فى الوقت الراهن ، فالبلدين يعيشان حاليا أسوء فترة بعد التباين الواضح فى المواقف بين البلدين الذى ظهر بعد ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان المسلمين من الحكم ، وما تبع ذلك من دعم قطرى غير محدود للإخوان وقياداتهم بالمال والإعلام .
الدبلوماسى المصرى الذى تحدث لليوم السابع وطلب عدم ذكر أسمه أكد ان " مصر لم تسعى إلى الصدام مع دولة عربية شقيقة ، لكن الدوحة تريد ان تلعب دورا أكبر منها ، فهى مثل الذى يلعب بالنار ، تتحدث معنا عن دعمها للمرحلة الانتقالية ، وفى المقابل تدعم جماعة الإخوان الإرهابية ، وتمدهم بالخطط والأموال التى تساعدهم فى تنفيذ العديد من المخططات الإرهابية فى مصر ، كما أنها تستضيف عدد من الهاربين والمطلوبين فى مصر وترفض حتى الان الرد على طلبات تسليمهم ، كما أنها تدفع الرشاوى لوسائل أعلام ومنظمات أجنبية لتأليب الرأى العام العالمى ضد مصر ".
" نحن ألان وصلنا إلى مرحلة القطيعة مع الدوحة ، فالعلاقات شبه مقطوعة ان لم تكن مقطوعة بالفعل " ، هكذا وصف الدبلوماسى العلاقة بين البلدين ، فرغم عدم صدور قرار رسمى من البلدين باستدعاء أو سحب سفرائهم ، الا أن الواقع العملى يشير إلى وجود قرار سحب غير معلن للسفراء ، فالسفير المصرى لدى قطر محمد مرسى ، موجود فى القاهرة منذ ما يقرب الشهر تقريبا ، كما أن سفير قطر بالقاهرة سيف بن المقدم البوعينيين غادر القاهرة منذ يوم الخميس 30 يناير الماضى ، ولم يعد إليها مرة أخرى ، وأن ابلغ وزارة الخارجية المصرية أنه فى أجازة ، لكن تصادف وجود السفيرين كلا فى بلده أكد على وجود تجميد للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، وان كان القرار غير معلن .
تواجد السفيرين كلا فى بلده لم يؤثر على أداء البعثات الدبلوماسية فى القاهرة والدوحة ، وأن كانت السفارة القطرية بالقاهرة قللت من نشاطها خاصة بعد حالة الرصد لما يقوم به دبلوماسيها واتهام بعضهم بالتدخل الصريح فى الشأن المصرى ، بل والمساعدة فى إدخال أموال داخل الحقائب الدبلوماسية لعناصر أخوانيه .
المؤكد حاليا أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة التجميد ، لكن محاولات الصلح لم تنتهى ، خاصة من بعض الدول الخليجية وتحديدا الكويت ، الا أن الموقف القطرى دائما ما يفسد هذه المحاولات ، ووصل الأمر إلى ان دولة الإمارات العربية التى قادت محاولة جادة للصلح سحبت مبادرتها ، وأرجع مصدر عربى ذلك إلى الهجوم الذى شنه يوسف القرضاوى على الإمارات دون أن تتخذ السلطات القطرية موقفا ضده باعتباره مواطنا قطريا ، مكتفيه ببيان هزيل تؤكد فيه الدوحة ان المواقف الرسمية لا تؤخذ الا من الدولة والحكومة فقط ، وهو الرد الذى لم يعجب الإماراتيين خاصة أن القرضاوى هو اليد الطولى للقيادة القطرية للهجوم على من يريدون مهاجمته ، وأنه لا يجرؤ على مهاجمة الإمارات الا بمباركة القيادة القطرية .
السعودية هى الأخرى أبدت غضبها الشديد من المواقف القطرية " غير المتزنة " ، والتى تخالف التوجه الخليجى العام ، لذلك فإنها أبلغت أمير قطر ، تميم بن خليفة غضبها الشديد من تصرفات الدوحة تجاه مصر ودول الخليج ، وأنها لم تعد قادرة على تقبل الأعذار التى ساقها تميم من قبل بأن هناك جناح قوى داخل الأسرة الحاكمة فى الدوحة يؤيد الإخوان المسلمين ، وأنه يحاول السيطرة على هذا الجناح حتى لا يسبب له مشاكل داخلية ، وأكدت المملكة لتميم أن هذه الأعذار واهية وغير مقبولة .
المصدر :