رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل خلص زكا في لحظة؟! قصة زكا تشبه قصة سجان فيلبي في عبارة: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) (لو 19: 9) وتزيد عليها تفاصيل عديدة في قصة توبة زكا، لا يمكن أن تتم في لحظة. ومع أن كلمة (اليوم) لا تعنى كلمة (لحظة)، إلا إننا سنبحث تفاصيل القصة لنرى على أي شيء تدل؟ تشرح القصة: سعى زكا إلى المسيح.. رغبته، بساطته، صعوده إلى الجميزة، ودعوة الرب له: (أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك) وأسرع زكا ونوله، وقبوله للرب فرحًا. وحتى بعد كل ذلك لم يكن الرب قد قال: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت). وإنما زكا أخذ الرب إلى بيته، ودخل الرب بيته. (فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين: إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ) (لو 19: 17). ومع أن اللقاء عند الجميزة، وما قبل الجميزة من مشاعر، والدعوة، والذهاب إلى البيت.. لا يمكن أن يتم كل ذلك في لحظة.. إلا أن الرب لم يكن قد قال بعد: (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) ثم جاءت توبة زكا واعترافه، وعزمه على رد الظلم.. هل كل ذلك، يمكن أن تشمله كلمة (لحظة)؟! ومع ذلك فإن لنا ثلاثة ملاحظات على عبارة: (اليوم حدث خلاص لهذا البيت): الأولى هي عبارة: (لهذا البيت) فأهل ذلك البيت لا يمكن أن يكونوا قد خلصوا في لحظة بتوبة واحدة منهم إنما تكون توبته بدء علاقة مع الرب تؤدى إلى خلاصهم. وهذا لا يتم في لحظة. الملاحظة الثانية هي أننا لا يمكن في هذا المثل أن نتكلم عن الأسرار الكنسية لأنها لم تكن قد تأسست بعد.. الملاحظة الثالثة: هي أن زكا لا يمكن أن يكون قد خلص إلا بعد صلب المسيح، لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22). فالعبارة التي قالها الرب لا تعنى سوى وعد بالخلاص، أو إعلان أن هذا البيت مستحق للخلاص الذي سيتم بعد حين على الصليب. إن زكا وأهل بيته قد أخذوا وقتذاك صكًا للخلاص الذي لم ينالوه إلا بعد صلب المسيح، وبشرط.. يقينًا أن زكا وأهل بيته لم ينالوا الخلاص إلا بعد إتمام الفداء، وإيمانهم بهذا الفداء، وعمادهم في العصر المسيحي لمغفرة الخطايا (أع 2: 38). فبدون الإيمان بدم المسيح لا يمكن أن يخلص أحد. لابد أن يكونوا قد اعتمدوا وغسلوا خطاياهم، حسب نصيحة حنانيا لشاول الطرسوسي (أع 22: 16) فاستحقاق الخلاص شيء، ونواله شيء آخر.. إذن لا يمكن أن يكون زكا قد نال الخلاص في لحظة. إن القول بأن أحدًا نال الخلاص قبل الصلب، هو هدم صريح لعقيدة الخلاص بالدم التي يؤمن بها إخوتنا البروتستانت! حسن هو هذا الإيمان. ولكن يناسبه التبيق بالأكثر. ولا يصح أن يأخذ أحد آيات الكتاب حرفيًا، (فالحرف يقتل) كما يقول الكتاب (2كو 3: 6) بل ينبغي أيضًا أن نمزح بنص الآية الفهم اللاهوتي السليم، وإلا قادتنا الحرفية إلى السطحية. ومن له أذنان للسمع فليسمع (مت 11: 15). |
|