رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المغفرة بالإيمان يقولون إن المغفرة تتم بالإيمان، بدليل قول الرب: (حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا) (أع 26: 18) وأيضًا قول الآباء الرسل: (له يشهد جميع الأنبياء، أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا) (أع 10: 43). الرد على الاعتراض طبعًا بالنسبة إلى غير المؤمنين لابد من التركيز على الإيمان. لأنه لا تجوز له معمودية، وتوبته بدون المسيح إن تاب لا تمنحه مغفرة (بغير الدم). وهاتان الآيتان المستخدمتان (أع 26: 18، أع 10: 43)، كلاهما عن قبول الأمم، الذين لابد من تبشيرهم بالإيمان، قبل أي حديث معهم عن العقائد إلى هي داخل الإيمان.. فالإيمان هو الخطوة الأولى التي تقودهم إلى المغفرة. لأنهم مهما تابوا يقف أمامهم قول السيد المسيح: (إن لم تؤمنوا أنى أنا هو، تموتون في خطاياكم) (يو 8: 24) فإن آمنوا تكونون لتوبتهم حينئذ قيمة.. وإن آمن هؤلاء الأمم، يقودهم الإيمان إلى المعمودية والمغفرة: ولنأخذ مثال شاول الطرسوسي، من اليهود وليس من الأمم. لقد تقابل مع السيد المسيح في طريق دمشق، وتحدث معه فمًا لأذن. وآمن، وقال: (ماذا تريد يا رب أن أفعل) (أع 9: 6) فأرسله الرب إلى حناينا. وقال له حناينا: (أيها الأخ شاول.. لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16). فإن كانت خطايا شاول قد غفرت بالإيمان، فلماذا طلب إليه أن يغتسل منها بعد ذلك بالمعمودية؟! أليس هذا دليلًا على أن شاول بعد إيمانه بقيت خطاياه تنتظر المعمودية لكي تغسله منها؟ (من له أذنان للسمع فليسمع) (لو 14: 35) وأحب أن أقول للإخوة البلاميس: إلى جوار هذه الآيات التي عن المغفرة بالإيمان، ضعوا الآيات التي عن المغفرة بالمعمودية، وهى كثيرة منها (أع 2: 38، أع 22: 16) وضعوا أيضًا الآيات الخاصة بالتوبة مثل (لو 13: 3، 5، أع 11: 18) ولا تستخدموا أسلوب (الآية الواحدة) لأنه لا يوصل إلى عقيدة. هنا وأحب أن أهمس في آذانكم بكلمة صريحة هي: أنتم تقولون إن المغفرة بالدم وحده، وليس بالمعمودية ولا بالتوبة! فلماذا تقولون الآن إن المغفرة بالإيمان؟! حقًا إن المغفرة هي بالدم. والإيمان وسيلة، والمعمودية وسيلة، والتوبة وسيلة وهذه الوسائل الثلاث لازمة للمغفرة. ويمكن أن نضع أمامنا أيضًا قول الرب: (أغفروا يغفر لكم) (لو 6: 37) (إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم) (مت 6: 15) على أن هاتين الأخيرتين يمكن وضعهما أيضًا ضمن (التوبة) إنما ذكرتهما من جهة التوجيه إلى بعض التفاصيل. فإن آمن شخص، ولم يغفر لأخيه، أترى ينال الغفران؟! ألستم توافقون معي، على أن الحق هو كل الحق؟ حقًا إن ثمن الخلاص هو الدم، وليس ثمنه المعمودية ولا التوبة. وكذلك ليس ثمنه الإيمان. لأن الخلاص هو هبة مجانية، كقول الكتاب: (متبررين مجانًا بنعمته بالفداء) (رو 3: 24) ولأنه أيضًا (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) (عب 9: 22). ولكن الإيمان والمعمودية والتوبة، وسائل أساسية لازمة لنوال استحقاقات الدم. وبدونها لا نستفيد من دم المسيح القادر على مغفرة خطايا العالم كله. انظروا هوذا دم المسيح أمامنا، يستطيع أن يطهر من كل خطية. ولكن الرسول يضع لهذا التطهير شروطًا فيقول: (إن سلكنا في النور كما في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية) (1يو 1: 7) (إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم) (1يو 1: 9). إذن المغفرة بالدم. ولكن هناك شروطًا لنوال هذه المغفرة. ومن ضمن هذه الشروط: الإيمان، والمعمودية، والتوبة.. ومن ضمن الشروط كما يقول الكتاب: أن تغفر لغيرنا، وأن نسلك في النور، وأن نعترف بخطايانا.. وهذه النقاط الأخيرة لا مانع من إدماجها في شرط التوبة. |
|