منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 02 - 2014, 02:41 PM   رقم المشاركة : ( 51 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الثقة بالدخول إلى الأقداس


إن الذين يتحدثون عن ضمان الملكوت يعتمدون على قول ماربولس الرسول (فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع.. لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة أجسادنا بماء نقى) (عب 10: 19 – 21).
إن هذا النص يتحدث عن ثقة الدخول ويقين الإيمان، بشروط أساسية. فعبارة (مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير) تدل على ضرورة النقاوة والتوبة (وعبارة (مغتسلة أجسادنا بماء نقى) تدل على ضرورة المعمودية للخلاص.
فهل اكتفى القديس بولس بكلامه هذا، وبهذين الشرطين فقط؟ كلا، إننا إن قرأنا باقي كلامه، نرى عكس ما يدعيه هؤلاء الواثقون! يتابع الرسول كلامه فيقول (لنتمسك بإقرار الرجاء راسخًا، لأن الذي وعد هو أمين). ولنلاحظ بعضنا بعضًا للتحريض على المحبة والأعمال الصالحة.

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
فما لزوم أهمية المحبة والأعمال الصالحة في موضوع الثقة هذا؟ إن القديس بولس يدلل بكلامه على أن الثقة في (الدخول إلى الأقداس بدم يسوع) إنما تعتمد على أعمال الإنسان وسلوكه أيضًا – وإلا تزعزعت هذه الثقة وانهارت انهيارً مريعًا.
ولذلك يتابع الرسول كلامه محذرًا ومنذرًا: (فانه إن أخطأنا باختيارنا – بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين) (عب 10: 26، 27) أين الثقة إذن، مع وجود هذه الدينونة المخيفة، إن أخطأنا؟ ألا يستلزم الأمر إذن غاية الاحتراس والحيطة، والسلوك في مخافة وانسحاق، إن كنا نريد أن نتقدم إلى الأقداس في ثقة.
ذلك لأن الرسول الذي تحدث الذي تحدث عن هذه الثقة بدم المسيح، نراه لا ينسى مطلقًا عدل الله.
بل يتابع كلامه قائلًا (فإننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب. وأيضًا الرب يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي) (عب 10: 30، 31).
إن هذا يذكرنا بما نعرفه عن البرتوستانت من خطورة استخدامهم للآية الواحدة.
كان أجدر بهم في معالجة هذا النص المقدس من أقوال مار بولس الرسول، أن لا يأخذوا الآية الأولى من الأصحاح مكتفين بها، دون أن يتابعوا كلام الرسول حتى نهايته.
ليتهم فعلوا ذلك، إذن لرأوه يقول أيضًا في موضوع الثقة:
(فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة، لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد) (عب 10: 35، 36). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). حقًا (إن الذي وعد هو أمين)، ولكن نوال الموعد يتوقف على صنع مشيئة الله، فإننا بلا شك، فإننا بلا شك لا ننال الموعد، ولا تكون لنا ثقة.
(فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة، لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد) (عب 10: 35، 36).
حقًا (إن الذي وعد هو أمين)، ولكن نوال الموعد يتوقف على صنع مشيئة الله، فإننا بلا شك لا ننال الموعد، ولا تكون لنا ثقة.
ما معنى هذا؟ هل معناه أن الله قد رجع في هباته التي هي بلا ندامة (رو 11: 39)؟ كلا، إن هبات الله هي حقًا بلا ندامة، ولكن لها شروطًا. فإذا لم تنل هباته، لا يكون هو الذي رجع هباته، وإنما تكون أنت الذي خالفت الشروط.
إن الله أمين في وعده ولكنه قال لنا على فم رسوله بولس (إذا صنعتم مشيئة الله، تنالون لموعد) (عب 10: 36).
وواضح أن عمل مشيئة الله يستغرق العمر كله. لذلك قال الرسول (لأنكم تحتاجون إلى الصبر). ومعنى هذا أن نصبر العمر كله في مرضاة الله، حتى ننال موعده..
يظهر من كلام القديس بولس الرسول في هذا الأصحاح إذن أن (الثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع) تحتاج إلى أمور كثيرة: تحتاج إلى قلب صادق، وحياة توبة ونقاوة، وأجساد مغتسلة بماء المعمودية النقي، كما تحتاج إلى التحريض على المحبة والأعمال الصالحة، وإلى صنع مشيئة الله، والصبر على كل ذلك، والاحتراس من فعل الخطيئة، وإلا فان أخطأنا باختيارنا، نتعرض لدينونة مخيفة، ومخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:42 PM   رقم المشاركة : ( 52 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الاجتهاد والصبر لحظة الثقة

إن الصبر الذي تحدث عنه بولس الرسول في قوله (فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد) (عب 10،35، 36). يعود فيتحدث عنه مرة أخرى قائلًا:

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
(.. لكننا نشتهى أن كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية) (عب 6: 11). إذن فيقين الرجاء يحتاج إلى اجتهاد يظهره الإنسان، حتى النهاية. وإلى ماذا أيضًا؟ يتابع الرسول كلامه فيقول (لكي لا تكونوا متباطئين، بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد) (عب 6: 12).
هنا نرى بولس قد أضاف إلى الإيمان شيئًا آخر، هو الأناة أي الصبر، قال بهما ننال المواعيد..
ألم يقل الرب من قبل (بصبركم اقتنوا أنفسكم) (لو 21: 19)؟ وقال أيضًا (من يصبر إلى إلى المنتهى فهذا يخلص) (متى 24: 13).
إننا نلنا خلاصًا بالإيمان في المعمودية. ولكن هذا الخلاص تتضافر قوى كثيرة ضده لكيما تفقدنا إياه: فضده إرادتنا الضعيفة التي تميل كثيرًا إلى الشر، وعدونا الذي (يجول مثل أسد زائر يلتمس من يبتلعه هو) (1 بط 5: 8) وضد خلاصنا أيضًا الخطية التي (طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء) (أم 7: 26).
ونحن محتاجون في كل ذلك أن (نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا) (عب 12: 1). ولذلك يقول الكتاب (انظروا إلى نهاية سيرتهم..) (عب 13: 7).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:43 PM   رقم المشاركة : ( 53 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الذي بدأ فيكم عملًا فهو يُكَمِّل

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
إن الذين ينادون بالثقة وضمان الملكوت، يعتمدون على قول القديس بولس إلى أهل فيلبى:
(واثقًا بهذا عينه، أن الذي ابتدأ فيكم عملًا صالحًا، يكمل إلى يوم يسوع المسيح) (فى 1:6).
نعيد ما قلناه سابقا أن الله قادر أن يمل فينا. ولكن ماذا عن موقفنا نحن؟!
إن الغلاطين الأغبياء كان الله قد بدأ فيهم عملًا صالحًا ومع ذلك فأن بولس الرسول يقول لهم: (أهكذا أنتم أغبياء، أبعدما ابتدأتم بالروح، تكملون الآن بالجسد) (غل 3: 3).
إنهم هنا هم الذين سيكملون بالجسد ولا يتركون له فرصة أن يكمل فيهم عملًا صالحًا.
أما من جهة أهل فيلبي، فمع ثقة بولس الرسول، نراه يصلى من أجلهم أن تزداد محبتهم، ويزدادوا في كل فهم، لكي يكونوا (مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح مملوئين من ثمر البر) (فى 1: 9 – 11).
0 فمع أن المسيح قادر أن يكمل، إلا أن عليهم هم عملًا، أن يكونوا بلا عثر حتى النهاية،
كما أوصاهم قائلًا (عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح) (فى 1: 27).
وقال لهم أنه (قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله.
إذ لكم الجهاد عينه الذي رأيتموه في والآن تسمعون فيَّ) (فى 1: 29، 30).
فما معنى هذا كله؟ وما دام الله سيكمل ما بدأه فيهم، فما لزوم كل تلك النصائح:
أن يزدادوا في المحبة والفهم، وأن يكونوا بلا عثرة، مملوئين من ثمر البر، وأن يعيشوا كما يحق لإنجيل المسيح، وأن يتألموا لأجله، ويكون لهم نفس جهاد القديس بولس؟!
ذلك لأنه كما أن على المسيح جانبًا في خلاصهم، كذلك هم أيضًا عليهم جانب يجب أن يتمموه. لذلك قال لهم (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).
إن المسيح سوف لا يكمل العمل وحده، وإنما سيكمله بهم وفيهم ومعهم. إن الله لا يأخذ الناس عنوة ويلقيهم في الملكوت، وإنما لابد أن يعملوا معه.
لذلك نجد أن الرسالة إلى فيلبى هي أكثر يقول فيها بولس الرسول أنه يسعى لكي يدرك (فى 3: 12، 14).
وقد شرح لهم بولس في نفس الرسالة مثالًا من أولئك الذين بدأوا ولم يكملوا حسنًا، فكانت نهايتهم الهلاك.
وأصبح الرسول يذكرهم باكيًا. وقد طلب منهم بولس الرسول أن يتمثلوا به في سعيه وجهاده ولا يتمثلوا بأولئك الهالكين (فى 3: 17).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:44 PM   رقم المشاركة : ( 54 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

كلمة ختامية في موضوع الثقة



كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
ما أجمل قول سليمان الحكيم في هذا المجال (الحكيم يخشى ويحيد عن الشر، والجاهل يتصلف ويثق) (أم 14: 16).
لذلك فان معلمنا بولس الرسول ينصح قائلًا (لا تستكبر بل خف) (رو 11: 20).
وقد نصح أهل فيلبي قائلًا: تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 3: 12).
ويضم بطرس الرسول صوته إلى هذه النصيحة قائلًا (إن كنتم تدعون أبًا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17).
ما دامت هناك ثقة، وهناك يقين،وهناك ضمان للملكوت، فما معنى الخوف إذن والرعدة؟!
لماذا لا يعتمد الإنسان على وعود الله، ولكننا لا نطمئن من جهة أنفسنا.
ولذلك مزج الرسول الحديث عن المواعيد الإلهية بالحديث عن المخافة، فقال (فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء، لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2 كو 7: 1).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 55 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

هل يمكن أن يهلك المؤمن؟!


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
يمكن أن يسقط المؤمن:

لعل من أشهر الأمثلة على ذلك بعض ملائكة الكنائس السبع التي في آسيا، هؤلاء ولا شك كانوا مؤمنين. وقصص سقوطهم سنشرحها في الصفحات المقبلة أن شاء الله.
وما أسهل أن نورد العديد من الأمثلة عن الأنبياء والقديسين الذين سقطوا.
على أننا سوف لا نطيل في هذه النقطة لأن غالبية جماعات البروتستانت وخلاص النفوس والبليموث، يوافقون على أن المؤمن يمكن أن يسقط.
ولكنهم يقولون لا يمكن أن يهلك.
فلتكن هذه النقطة الأخيرة (إمكانية هلاك المؤمن) هي موضوع بحثنا وإثباتنا.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 56 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

كلمة "مؤمن" وكلمة "مُختار"



كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
إن المختارين كلهم من المؤمنين، ولكن المؤمنين ليسوا كلهم مختارين، فقد يسقط بعضهم ويهلك.
ومغالطة البروتستانت هي أنهم – كلما نورد لهم قصة مؤمن هلك – يجادلون قائلين كلا أنه لم يكن مؤمنًا.
لو كان مؤمنا، ما كان قد هلك.
وسنحاول في هذا البحث أن نثبت أثباتًا قاطعًا إيمان كل مثل من الأمثلة التي نوردها لمن هلكوا.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 57 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الغُصن الذي يُقطَع

الإثبات الأول

رو 11، يو 15

مثال الغصن الذي يقطع:


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
بعد أن شبه بولس الرسول اليهود بأغصان طبيعية قد قطعت من أصل الزيتونة ودسمها، قال (ستقول: قطعت الأغصان لأطعم أنا.
حسنًا. من أجل عدم الإيمان قطعت، وأنت بالإيمان ثبت) (رو 11: 19، 20). واضح هنا أنه يكلم مؤمنا، قد ثبت في الزيتونة، وطعم فيها، وصار شريكًا في أصل الزيتونة ودسمها) (رو 11: 17).
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
فماذا تراه يقول لهذا المؤمن؟

إنه يقول لهذا المؤمن (لا تستكبر بل خف. لأنه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك أيضًا. فهوذا لطف الله وصرامته. أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك أن ثبت في اللطف. وإلا فأنت أيضًا ستقطع) (رو 11: 20، 22).
والعبارة الأخيرة (أنت أيضًا ستقطع) هي إنذار لهذا المؤمن بإمكانية هلاكه، إن لم يثب في لطف الله
· يشبه هذا المثال ما قاله السيد المسيح في تشبيه نفسه بالكرمة، وتشبيهنا نحن بالأغصان. فالأغصان التي في الكرمة تدل على المؤمنين ولا شك. لأن الغصن هو عضو من أعضاء الكرمة، تسرى فيه عصارتها. فهل يمكن أن يهلك؟
يقول السيد الرب (كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه.. إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجًا كالغصن، فيجف، ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق) (يو 15: 2، 6) وهذا معناه أن مثل هذا المؤمن غير المثمر سيهلك لا محالة.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 58 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

الشعب العاصي في البرية

الإثبات الثاني

(عب 3 وعب 4).

مثال الشعب العاصي في البرية:


كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
يتحدث مار بولس الرسول في هذين الأصحاحين إلى (الأخوة القديسين، شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1. فهل هؤلاء القديسون كانوا من المؤمنين، أم لم يكونوا؟
طبيعي أنهم كانوا مؤمنين ولا شك. هؤلاء يحذرهم الرسول من الارتداد عن الله الحي) (عب 3: 12) وطبعًا التحذير من الارتداد إنما يوجه إلى المؤمنين، وليس إلى غير المؤمنين.
هؤلاء الإخوة القديسون، المؤمنون، شركاء الدعوة السمائية. يقول لهم الرسول (لذلك كما يقول الروح القدس:
اليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم، كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر) (عب 3: 7، 8). فما هو يوم الإسخاط هذا؟ وما الذي حدث فيه؟ وعلى أي شيء يدل في قضيتنا هذه؟
إن الذين أسخطوا الرب، هم الشعب العاصي في البرية، الذين مقتهم الرب أربعين سنة وقال (أقسمت في غضبى: لن يدخلوا راحتي) (عب 3: 11).وهكذا هلكوا في البرية، وسقطت جثثهم في القفر
هؤلاء الذين سقطوا، الذين أقسم الله أنهم لن يدخلوا راحته، الذين أسخطوا الرب في القفر، هل كانوا قد نالوا الخلاص قبلًا أم لم ينالوه؟ يجيب بولس فيقول: (فمن هم الذين إذ سمعوا أسخطوا؟ أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى) (عب 3: 16).
إنهم نالوا الخلاص الأول: أنقذهم الرب من العبودية، وشق لهم البحر الأحمر، واجتازوا في وسط الماء – الذي يرمز إلى المعمودية – وعبروا البحر. ولكنهم مع كل ذلك هلكوا في القفر، وفقدوا الخلاص الذي نالوه، وأقسم الرب أنهم لن يدخلوا راحته.
أليس هؤلاء يقدمون مثالًا واضحًا عن المؤمنين الذين يهلكون؟ إن هؤلاء العصاة يمثلون بلا شك الذين يرتدون بعد الإيمان فيهلكون. وقد هلكوا بسبب العصيان. وأرض الموعد دخلوها أناس آخرون. (والذين بشروا أولا، لم يدخلوا بسبب العصيان) (عب 4: 6).
هذا العصيان الذي يمنع من الدخول إلى راحة الرب، يحذرنا منه الرسول قائلًا (فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها) (عب 4: 11).
بل انه يقول أكثر من هذا (فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه) (عب 4: 1).
إن قصة هذا الشعب العاصي الذي فقد خلاصه الأول وهلك إنما أعطيت لنا مثالًا لنتعظ، وندرك أنه من الممكن أن يفقد المؤمن خلاصه. (وهذه الأمور جميعها أصابتهم مثلًا، وكتبت لإنذارنا، ونحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. إذن من يظن أنه قائم فلينظر لئلا يسقط) (1 كو 10: 11: 12).
· إن قصة هلاك هذا الشعب العاصي، تذكرنا بامرأة لوط التي خلصت من سدوم وهلكت خارجًا. لذلك يقول الكتاب (اذكروا امرأة لوط) (لو 17: 32).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 59 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

إن أخطأنا باختيارنا بعد معرفة الحق

الإثبات الثالث

(عب 10: 19-32).

إن أخطأنا باختيارنا، بعد معرفة الحق:

يتكلم بولس الرسول مع نفس (الإخوة القديسين شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1).
الذين بعدما أنيروا صبروا على مجاهدة آلام كثيرة، والذين رثوا لقيود الرسول، وقبلوا سلب أموالهم بفرح، عالمين في أنفسهم أن لهم مالا أفضل في السموات وباقيًا (عب 10: 32، 34) فماذا يقول لهؤلاء الذين يبدأ حديثه معهم قائلًا (إذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع)؟

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
إنه يقول لهم (فانه إن أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين.. فإننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب وأيضًا يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي) (عب 10: 26-31).
هذا الإنذار بالهلاك لمن يخطئ من هؤلاء الإخوة المؤمنين القديسين يعطينا فكرة عن إمكانية هلاك المؤمن.
لأن بولس الرسول يقول فيه (فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة) (عب 10: 29).
نلاحظ هنا أن عبارة (دم العهد الذي قدس به)، تدل على أن هذا الهالك كان مؤمنًا، قد تقدس قبلًا بدم العهد!
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 02 - 2014, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 60 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

هلاك المرتدين

الإثبات الرابع

أمثلة من هلاك المرتدين:

هؤلاء المرتدين كانوا من قبل مؤمنين، ثم ارتدوا وهلكوا. والأمثلة في الكتاب المقدس كثيرة توضح هلاكهم.

كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
· يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثيئوس (ولكن الروح يقول صريحًا إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحًا مضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم مانعين عن الزواج، وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق) (1 تى 4: 1-3).
هؤلاء الذين تبعوا أرواحًا مضلة وتعليم شياطين، قد هلكوا بلا شك ومع ذلك فان عبارة (يرتد قوم عن الإيمان ) تدل على أنهم كانوا مؤمنين من قبل.
وهذا مثل واضح عن إمكانية هلاك المؤمن، إذا ارتد، ينطوي تحته جميع الهراطقة والمبتدعين.
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
* ومن أمثلة المرتدين ما ورد في مثل الزارع.

إذ قال الرب (والذين على الصخر، هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم أصل، فيؤمنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتدون) (لو 8: 13). لا يمكن أن نصدق أنه يكون خلاص لأولئك الذين على الصخر، الذين يرتدون وقت التجربة ومع ذلك فقد سماهم المسيح نفسه مؤمنين، ولو إلى حين.
· ومن أخطر أنواع الارتداد، ذلك الارتداد العام الذي سيحدث قبل مجيء المسيح ثانية. وفي ذلك يقول الرسول عن مجيء المسيح الثاني (لا يخدعنكم أحد على طريقة ما. لأنه لا يأتي (أي المسيح) إن لم يأت الارتداد أولا، ويستعلن إنسان الخطيئة ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل من يدعى إلهًا) (2 تس 2: 3). ولا شك أنه في هذا الارتداد العام سيهلك كثير من المؤمنين الذين يرتدون عن الإيمان.
ومن أمثلة الهراطقة المبتدعين الفاسدين، الذين يرتدون ويهلكون،
ما قال عنهم بطرس الرسول لأنه إذا كانوا بعدما نجوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب المخلص يسوع المسيح، يرتكبون أيضًا فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل. لأنه كان خيرًا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم) (2 بط: 20، 21).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخلاص في المفهوم المسيحي الأرثوذكسي † عظه للبابا شنوده الثالث † 1987
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 01:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025