منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 02 - 2014, 12:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

الحرارة الروحية

إنَّ التوبة حرارة تسرى في الإنسان، تشعله بالرغبة في تغيير حياته إلى أفضل. وصدق الشيخ الروحاني في قوله عن التوبة "كل مَنْ وُلد منها، أنبتت له أجنحة من نار، ومع الروحانيين يطير إلى العلاء"..
والتوبة تلد داخل القلب محبة جبارة نحو الله.
لأنَّنا كلما تأملنا في الحمل الثقيل الذي رفعه عنا، وحمله عنا. وكلما نتأمل في بشاعة الخطايا الكثيرة والمريرة التي غفرها لنا.. حينئذ تزداد محبتنا له بالأكثر. مثل تلك المرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها، وقال عنها إنَّها أحبت كثيرًا، لأنَّه غفر لها الكثير (لو 7). إنَّ الخطاة الذين يشعرون بثقل خطاياهم ومغفرة الرب لها، هم الذين يحبون الله بالأكثر، وهم الذين يفهمون عمق الصليب وعمق الفداء.

الحرارة الروحية
وفى هذا الحب يكون مستعدًا لبذل نفسه من أجل الله.
تملكه حرارة عجيبة، تدفعه إلى قدام بشدة.. هذا الدفع الذي حوّل كثيرين من الخطاة إلى قديسين، مثل بيلاجية ومريم القبطية وأوغسطينوس.
هؤلاء هم الذين تابوا، وشعروا بلذة هذه الحياة، ونموا فيها.
مشكلة كثيرين إنَّهم يفقدون حرارة التوبة التي بدأوا بها.
الحرارة التي كانت تشعل قلبهم بالحب، والتي تدفعهم إلى تعويض كل ما سبق من ضياع في حياتهم.. هذه الحرارة، إنْ لم يحتفظ بها التائب، ويشعلها باستمرار، ما أسهل أنْ يفقدها، ويتطور إلى الفتور، وربما تبرد مشاعره بعد أنْ ينسى خطاياه ويبعد عنها بعض الوقت..!
التائب يشعر أنَّ عينه قد تفتحت على حياة جديدة.
كأنَّ باب الفردوس قد فتح أمامه، ورأى هناك ما لم يره من قبل.. وهذه الحياة الجديدة تجذبه إليها بشدة، حتى أنَّ بعض آباء الاعتراف يخافون على أبنائهم المعترفين من تطرف الاندفاع في تلك الفترة.
وما أكثر الذين ينذرون أنفسهم لله في حرارة توبتهم.
مثل القديسة بيلاجية والقديسة مريم القبطية، وآخرين.
لأنَّ هؤلاء في توبتهم وندمهم على خطيتهم شعروا بزهد في العالم كله، ولم يعد فيه شيء يغريهم بعد أنْ ذاقوا محبة الله.
وفى الحرارة الروحية التي تصاحب التوبة:
يشعر التائب بقوة فيه، ما كانت عنده قبلًا.
كان في خطيته ضعيفًا أمام الشيطان وحروبه، أمَّا في توبته فإن روح الله يعطيه نعمة خاصة، وقوة على حياة التوبة.يُذكرنا بالمريض الذي من ضعفه نقلوا له دمًا، فتقوى بهذا الدم الجديد. أو أنَّ الله أعطى هؤلاء التائبين قلوبًا جديدة، يجرى منها دم جديد قوى، مشبع بمحبة الله. فتنطبق عليهم نبوءة أشعياء:
"يُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ.." (أش 31:40).
"يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ" وقوله أيضًا "يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً" (أش 29:40).
أتراك يا أخي لمست هذه القوة في توبتك، وشعرت كيف أنَّ يمين الرب قد انتشلتك إلى حياة النور، وأنَّ الله "يجدد مثل النسر شبابك" (مز 5:103). فتغنى مع داود قائلًا "يمين الرب صنعت قوة، يمين الرب رفعتني. يمين الرب صنعت قوة، فلن أموت بعد بل أحيا" (مز 118). وبهذه القوة تحيا حياة فاضلة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
“أقتنى الحرارة الروحية”
استعادة الحرارة الروحية
الحرارة الروحية
الحرارة الروحية في الإنسان
انتقال الحرارة الروحية


الساعة الآن 12:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024