"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله."
متى 4:4.
يعلمنا كتاب الله المقدس بأن الأسرة أو العائلة هي الوحدة الأساسية للمجتمع البشري. وكذلك نتعلم من هذا المصدر أن الله هو سيد الأفراد والأسر والمجتمعات. فعبادته تعالى ليست ذات طابع فردي فحسب بل أنه هناك عبادة عائلية وعبادة جمهورية.
ومن الناحية العلمية يمكن النظر إلى عبادة الله كأمر ذي اتجاهين: الكلام مع الله في الصلاة والإصغاء إليه وهو يتكلم معنا في الكتاب المقدس. والعبادة الفردية والعائلية تشمل إذن تقديم آيات السجود والعبادة لله وشكره من أجل البركات الزمنية والروحية وخاصة من أجل نعمة الخلاص بيسوع المسيح وطلب الغفران والابتهال من أجل احتياجاتنا واحتياجات الآخرين. القيام بكل ما سبق وبطريقة ترض ترضي الله إنما يتطلب الإصغاء إلى تعاليم الله بخصوص عبادته.
وغايتنا في تعريب وتحضير هذا الكتاب هي مساعدة الجميع وخاصة العائلات على عبادة الله وذلك بالتأمل في بعض تعاليم الكلمة الإلهية. وقد خصص كل شهر للبحث في موضوع أو مواضيع معينة من وجهة نظر الكتاب بأسره وهكذا نكتشف أن كلمة الله ليست عبارة عن أعداد متقطعة بل إنها تشمل نظاماً روحياً وعقائدياً واحداً غايته مجد الله وخلاص الناس. وهناك أيضاً بعض الصلوات التي يمكن استعمالها كنماذج لصلواتنا والتي تتعلق بمختلف نواحي الحياة.
إن حياة الكنائس الروحية ليست أحسن خلاص من حياة الأسر التي تكن هذه الكنائس. إن كانت أسرنا تعبد الله وتخدمه وتعمل على الشهادة له في كل وقت فإن كنائسنا لا بد من أن تقوم بذلك بشكل بديهي. تقوية حياة العائلات الروحية تؤدي إلى تقوية حياة الكنائس والعمل على بعث نهضة روحية عميقة لا يخبو نورها في برهة وجيزة. ورجاؤنا من الله هو أن يقودنا إلى استيعاب تعاليم كلمته لكي نبني حياتنا على أساس وطيد وسط اضطرابات الحياة المعاصرة وفوق كل شيء لكي نصل في النهاية إلى شاطىء الأبدية الأمين وننعم بالخلاص الشامل الذي كسبه لنا يسوع المسيح على صليب الجلجثة.