فقدان هيبة الوسائط الروحية
فالذي يمارسها بلا روح، تفقد هيبتها عنده.
وبالتالي تفقد تأثيرها عليه. وهكذا لا يستفيد منها، فيتقسى قلبه.
قديما كان يدخل إلى الكنيسة، فيتخشع قلبه ويخاف، إذ يشعر أنه أمام الله في بيته. أما الآن، فهو يتحدث ويناقش، ولا تترك في نفسه أثرًا. وكذلك الهيكل..
كذلك اعتاد التناول، والاعتراف بغير خشية، اعتاد الصلاة والقراءة بغير روح. واعتاد الصوم كعمل جسداني.. ولأن قلبه تقسي بالخطية والاستمرار فيها، لم تعد هذه الوسائط الروحية تغير من أمره شيئا.
كمريض تَعوَّد أدوية معينة، ففقدت تأثيرها عليه.
أو كإنسان يأخذ مسكنات بكثرة، إلى أن تفقد هذه المسكنات مفعولها بالنسبة إلى آلامه. أو كموظف يقابل رئيسا له باستمرار ويختلط به، فلم يعد يخشاه أو يهابه كباقي الموظفين.. أو كإنسان عاش في أماكن مقدسة واعتادها، فلم يعد يتأثر بها كمن يزورها لأول مرة..
لذلك يحتاج من يمارس الوسائط الروحية، أن يمارسها بروح، بعمق، بفهم وخشوع، حتى تعود هيبتها إليه، ويستفيد منها لترد قلبه إلى الله..