رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عذاب الأبدية المرعب إن مجرد التفكير في يوم الموت ويوم الدينونة، يبعث في قلب الخاطئ قشعريرة، ويقوده إلي التخشع والتوبة.. · إنه يوم رهيب مخوف: · يقول عنه أشعياء النبي "هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب، ليجعل الأرض خرابًا ويبيد منها خطاتها" (13: 9). "في ذلك اليوم يطرح الإنسان أوثانه.. ليدخل في نقر الصخور وفي شقوق المعاقل، من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته، عند قيامه ليرعب الأرض" (أش 2: 20، 21) وعن هذا اليوم يقول ملاخي النبي "فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور. وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشًا، ويحرقهم اليوم الآتي -قال رب الجنود- فلا يبقي لهم أصلًا ولا فرعًا" (ملا 4: 1). حقًا أن يوم مجيء الرب لرهيب شرحه قال عنه المرتل في المزمور "السحاب والضباب حوله. العدل والقضاء قوام كرسيه. النار تسبق وتسلك أمامه، وتحرق أعداءه من حوله. أضائت بروقه المسكونة. نظرت الأرض فتزلزلت. ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها" (مز 97). هذا اليوم الرهيب شرحه القديس يوحنا الرسول في رؤياه فقال "ونظرت لما فتح الختم السادس، وإذ زلزلة عظيمة حدثت. والشمس صارت سوداء كمسح من شعر، والقمر صار كالدم، ونجوم السماء سقطت إلي الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة. والسماء انفلقت كدرج ملتف. وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما. وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر. أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال. وهم يقولون للجبال والصخور أسقطي علينا، وأخفينا عن وجه الجالس علي العرش وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤ 6: 12-17). هذا هو حال الخطاة والأشرار في ذلك اليوم. أما الأبرار فإنهم يصعدون إلي الرب علي السحاب، ويكونون في كل حين مع الرب، في مجده.. وبينما يكون الأبرار في "فرح لا ينطق به ومجيد" (1 بط 1: 8)، وبينما ترتفع تراتيل القديسين ومعهم قيثارات الله (رؤ 15: 2، 3)، وبينما يتمتع هؤلاء بصحبة الرب وقديسيه في أورشليم السمائية.. بينما هؤلاء في النعيم، يكون الأشرار في عذاب لا يطاق، لا يعرفون للراحة طعمًا إلي الأبد. · عذاب الأشرار وآلامهم: يقول الرب عنهم "فيمضي هؤلاء إلي عذاب أبدي، والأبرار إلي حياة أبدية (مت 25: 46). ويقول أيضًا "يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (مت 13: 41، 42). ما أشد هذا العذاب الأبدي الذي لا ينتهي، في بكاء وصرير الأسنان في الظلمة الخارجية، وفي لهيب النار، يزيده ألمًا تلك المقارنة التي تعقد بين حال الأشرار وحال الأبرار. يصف بولس حالتهم فيقول".. سيعاقبون بهلاك أيدي من وجه الرب ومن مجد قوته، متى جاء ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين" (2 تس 1: 9، 10). ويقول أيضًا "سخط وغضب، شده وضيق، علي كل نفس إنسان يفعل الشر اليهودي أولًا ثم اليوناني. ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح.." (رؤ 2: 8-10). لا شك أننا نخاف ونرتعش حينما نسمع هذا الرسول القديس يقول: "فإنه إن أخطأنا باختيارنا -بعدما أخذنا معرفة الحق- لا تبقي بعد ذبيحة عن الخطايا بل قبول دينونة مخيف وغيره نار عتيدة أن تأكل المضادين" (عب 10: 26، 27). ويعلل الرسول ذلك قائلًا "من خالف ناموس موسي، فعلي شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا وازدري بروح النعمة فإننا نعرف الذي قال: لي الانتقام أنا أجازي يقول الرب، وأيضًا الرب يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31) والقديس يوحنا الحبيب، الرسول المشهور بحديثة المستفيض عن محبة الله، يتحدث في رؤياه عن البحيرة المتقدة بالنار والكبريت" (رو 21: 8). ويصف عقاب الخاطئ فيقول "سيشرب من حمو غضب الله المصبوب صرفًا في كأس غضبه، ويعذب بنار وكبريات أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف. ويصعد دخان عذابهم إلي الآبدين. ولا تكون راحة نهارًا وليلًا" (رو 14:10، 11). "وسيعذبون نهارًا وليلًا إلي أبد الآبدين" (رؤ 20: 10). ويشرح كمثال لهذا العذاب عقوبة بابل الزانية فيقول "بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت، بقدر ذلك أعطوها عذابًا وحزنًا.. وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا حينما ينظرون دخان حريقها واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين: ويل ويل" (رؤ 18: 17-10). ما أرهب تلك الدينونة. من أجل هذا وضعت الكنيسة المقدسة، أن يقال في صلاة الستار يا رب إن دينونتك لمرهوبة، إذ تحشر الناس، ويقف الملائكة وتفتح الأسفار، وتكشف الأعمال، وتفحص الأفكار. أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط في الخطايا، من يطفئ لهيب النار عني، أن لم ترحمني أنت يا محب البشر..". والله لا يرحم الخاطئ، إلا إذا كان يتوب.. حقًا، إنه خجل عظيم، أن تكشف جميع العمال والأفكار، أمام كل الناس والملائكة. من يستطيع أن يحتمل انكشافه في تلك الساعة؟ ومرعب أيضًا ومخجل أن ينفصل الخطاة عن الأبرار.. هنا علي الأرض يجتمع الكل معًا، أنجس الفاسقين مع أقدس الصالحين. أما هناك فلا. يبدأ الله فيفصل الزوان عن القمح، والجداء عن الخراف، وأهل الشمال عن أهل اليمين. يحرم الخطاة من عشرة القديسين إلي الأبد، ومن عشرة الملائكة، ومن عشرة الله.. تصوروا الإنسان البار عندما ينتقل تحمله الملائكة مثل لعازر (لو 16: 22). وتأخذه إلي أحضان القديسين.. تقوده في ذلك وتعرفه بكل أحد. هذا هو نوح، وهذا هو هابيل، وهذا هو شيت، وباقي الآباء البطاركة وهؤلاء هم موسى، وصموئيل، وأرمياء، وأشعياء، ودانيال، وباقي الأنبياء.. وهنا الأنبا أنطونيوس، والأنبا مقاريوس، والأنبا باخوميوس، وباقي الآباء الرهبان..متعال لنريك الأنبا بولا، وأبا نفر والأنبا ميصائيل وباقي الآباء السواح.. وانظر هنا الأنبا أثناسيوس، والأنبا كيرلس، والأنبا ديسقورس، وباقي أبطال الإيمان.. وهنا مارجرجس، ومارمينا، والقديسة دميانة، وباقي الشهداء.. وهؤلاء هم الملائكة، والقوات، والأرباب، والسلاطين، والشاروبيم، والسارافيم وكل الجمع غير المحصي الذي للقوات السمائية.. إنها حفلة تعارف عجيبة تتعرف فيها الروح البارة علي مجمع الملائكة والقديسين. · أما الخطاة فيكونون واقفين من بعيد، في الظلمة الخارجية، بينهم وبين الأبرار هوة عميقة من بعيد، في الظلمة الخارجية، بينهم وبين الأبرار هوة عميقة، محرومين من مجمع الأبرار، ومن متعه الخلطة بهم.. لا شك أنها مؤثرة جدًا تلك الكلمات التي تشرح حالة الغني في الجحيم، إذ يقول الكتاب في ذلك عنه: فرفع عينية في الجحيم، وهو في العذاب، ورأي إبراهيم من بعيد، ولعازر في حضنه، فنادي وقال يا أبي إبراهيم ارحمني.. وأرسل لعازر، ليبل طرف أصبعه بماء، ويبرد لساني، لأني معذب في هذا اللهيب. (لو 16: 23، 24) يا للعجب أليس هذا هو لعازر المسكين الذي كانت الكلاب تلحس قروحه الذي كان هذا الغني إليه من قبل في اشمئزاز.. وهوذا الآن قد تغير الوضع، وأصبح الغني العظيم يشتهي أن يأتيه لعازر، ولا يحصل علي مشتهاة... عن الخطية هي حرمان من القديسين، وهي بالأكثر حرمان من الله.. كل هذا عن العقوبة الأبدية. ولكن بالإضافة إلي هذه، هناك عقوبات أخري للخطية، عقوبات علي الأرض. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن عذاب البنين هو نفس عذاب الأمهات |
لا تؤجل التوبة حتى لا تعذب عذاب الأشرار عذاب دائم في جهنم |
السندوتش المرعب |
عذاب أن تحب وعذاب ألا تحب، ولكن أعظم عذاب هو أن تحب بلا أمل |
ما هذا الشر المرعب |