الفرح المسيحي والتأثر
كمال أن الحزن الشديد يجلب الدموع، كذلك يسببها الفرح العميق أيضا.
إن يوسف الصديق وأباه يعقوب لم يضبطا أنفسهما من البكاء الشديد عند لقائهما بعد غيبة طويلة.
التأثر الشديد داخل القلب، فاض دمعًا. ويقول الكتاب إن يوسف لما رأى أباه "وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانًا" (تك 46: 29).
ونفس التأثر والبكاء، حينما عرف يوسف أخوته بنفسه.
وإن كانت المشاعر وقتذاك تختلف عن مشاعره حين لقائه بأبيه ويقول الكتاب في ذلك "فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه.. فصرخ: اخرجوا كل إنسان عنى. فلم يقف أحد عنده، حين عرف يوسف اخوته بنفسه. "فأطلق صوته بالبكاء.. وقال يوسف لأخته: أنا يوسف. أحى أبى بعد؟" (تك 45: 1-3)0
ونفس التأثر نراه حينما قابل يعقوب في غربته، راحيل ابنة خاله.
كانت مصادقة مفرحة ما كان يتوقعها. فلما رآها، وسقى لها غنمها، يقول الكتاب "وقبل يعقوب راحيل. ورفع صوته وبكى. وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها، وأنه ابن رفقة" (تك 29: 11).
إن دموع الفرح باب طويل..
دموع الفرح بالنجاح والتوفيق.... دموع الفرح باللقاء بعد غيبة.
دموع الفرح بعمل الله معنا، في أي أنقاذ من ضيقة. وفي حل أي اشكال معقد.. دموع الفرح بالنجاة وبالفرح..
ما أكثر دموع القديسين فرحًا.. وليست كلها بكاء على الخطايا.
وهنا نذكر مجالًا آخر للدموع، أو سببًا لها وهو الصلاة.