رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث قصة هذا الكتاب كثيرة جدًا هي المحاضرات التي ألقيناها عن الحروب الروحية. أما هذا الجزء الخاص بحروب الشياطين فقد اعتمدنا فيه على تسع محاضرات، بحسب التواريخ الآتية: 1 – 2 – محاضرتان عن (حروب الشياطين) في يومي الجمعة 27/3/ 70، 10/ 4/ 1970. 3 – 5 – ثلاث محاضرات تأمل في عبارة (نجنا من حيل المضاد) من سلسلة تأملات في تحليل الغروب، ألقيت في أيام الجمعة 4/ 8/ 72، 11/ 8/ 72، 18/ 8/ 1972. 6 – محاضرة عن حرب الشيطان ألقيت في الصوم الكبير في مساء الجمعة 2/ 3/ 1973 عنوانها (نبدأ، ويبدأ معنا). 7 – محاضرة عنوانها إذهب يا شيطان، ألقيت في الصوم الكبير سنة 1974. 8 – محاضرة موضوعها (الحروب الروحية) ألقيت مساء الجمعة 7/ 3/ 1980. 9 – مقتبسات من محاضرات عن حياة النقاوة عن (حروب المسميات)، وأيضًا عن موضوع (الشيطان يعدل خططه). |
27 - 01 - 2014, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
طبيعة حروب الشياطين الحروب الروحية سمح بها الله لفائدتها... ووراءها أكاليل. وعلى رأى أحد القديسين الذي قال: لا يكلل إلا الذي انتصر. ولا ينتصر إلا الذي حارب. فهي من جهة الله اختبار لحرية إرادتنا، وإعطاؤنا الفرصة التي نستحق بها خيرات الملكوت، إذا انتصرنا... أما من جهة الشيطان، فمن طبيعته أن يقاوم ملكوت الله، ويحارب الساعين إليه. وهو يحارب الله في شخص أولاده. ويشتكى عليهم كما حدث في قصة أيوب الصديق (أى 1، 2). وهو يحسد السالكين في حياة البر، لكي لا ينالوا البركة الإلهية التي حرم هو منها. وحروب الشياطين هي ضد الكل، لم ينج منها أحد. ونحن حينما نتكلم عن هذه الحروب، إنما نقصد الحرب التي يثيرها الشيطان وكل جنوده وأعوانه. منذ أيام آدم وحواء وابنهما قايين، والشيطان قائم يحارب، يحاول بكل جهده أن يلقى البشرية تحت حكم الموت الأبدي. وقد أسقط أنبياء ورسلًا، وأشخاصًا حل عليهم روح الرب مثل داود وشمشون اللذين تابا، ومثل شاول الملك الذي رفضه الرب، وفارقه روح الله "وبغتة روح رديء من قبل الرب" (1صم 16: 14). فلا تظنوا أن حروب الشياطين هي للمبتدئين فقط أو للخطاة. كلا، فهو يحارب الكل، مهما كانوا نامين في النعمة، بل يحارب هؤلاء بالأكثر، لذلك على كل إنسان أن يحترس، وأن لا يظن بأنه قد ارتفع فوق مستوى حروب معينة. ولنتذكر أن معلمنا داود النبي حورب بخطية زنا وسقط فيها، مع أنه كان قد حل عليه روح الرب وصار مسيحًا له... إن الشيطان يريد أية فريسة. وقد وصفه القديس بطرس الرسول بعبارة خطيرة قال فيها: "إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1بط5: 8). وهو دائم الجولان لصيد فرائسه. ولما سأله الرب (في قصة أيوب) "من أين جئت؟ "أجاب في صراحة "من الجولان في الأرض ومن لتمشى فيها" (أى 1: 7، 2: 2). وطبعًا الغرض من هذا الجولان هو البحث عن أية فريسة يسقطها.. |
||||
27 - 01 - 2014, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
الشيطان لا ييأس والشيطان لا ييأس، مهما كان الذي يحاربه قويًا. بل قيل عن الخطية إنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26). والشيطان لم يتورع عن محاربة حتى رسل المسيح الاثني عشر. وقد قال الرب في ذلك للقديس بطرس الرسول "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغر بلكم كالحنطة. ولكنى طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 31، 32). ولتنذكر أن إيليا النبي العظيم الذي أصعده الله إلى السماء، قال عنه القديس يعقوب الرسول "إيليا كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا" (يع 5: 17). بل إن الشيطان تجرأ أن يجرب السيد المسيح نفسه. فقدم له ثلاث تجارب على الجبل (متى 4). ولم يثنه عن ذلك كل الذي كان يعرفه عن المسيح. ولم تثنه الإعلانات الإلهية التي سبقت ذلك وقت العماد (متى3: 13 – 17). بل حاربه طوال الأربعين يومًا (مر1: 13، لو4: 2). وقيل عن السيد المسيح إنه "كان مجربًا في كل شيء مثلنا، بلا خطية" (عب4: 15). وإنه "فيما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين" (عب 2: 18). حقًا إن تجارب المسيح من الشيطان عزاء لنا في كل تجاربنا... إن حلت بك تجربة فلا تتضايق، إن المسيح قد جرب من قبلك، وكما انتصر المسيح سوف تنتصر أنت أيضًا. إن حروب الشياطين موجهة ضد الله نفسه وضد ملكوت، وضد هياكله المقدسة التي هي نحن. فهو يريد أن يقاوم هذا الملكوت بكافة الطرق. ويفرح إن أمكنه أن يسقط "حتى المختارين أيضًا" (متى 24: 24). وإن كانت ملائكة السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب (لو 15: 10)، فلا شك أن الشياطين تفرح ببار واحد إذا سقط، بل تفرح بسقوط أي أحد يخضع لهم. والقديس بولس الرسول، يشرح هذه الحروب الروحية فيقول: "البسوا سرح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين... مع أجناد الشر الروحية في السماويات..." (أف 6: 11، 12). وشرح كيف أن هذه الحروب الروحية تحتاج إلى أسلحة روحية لمقاومتها، ذكرها الرسول في نفس الأصحاح بالتفصيل..، ولابد لها من معونة الله، الذي قال "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5). وفي هذه الحرب الروحية ما أجمل أن نتذكر قول داود النبي "الحرب للرب" (1صم 17: 47). والحروب الروحية حروب دائمة. قد تتنوع، ولكن لا تنتهي. طالما أنت في الجسد، فأنت معرض لهذه الحروب، التي تظل معك حتى الموت. ولذلك قال القديس بطرس الرسول "سيروا زمان غربتكم بخوف" (1 بط 1: 17). ولا يقصد بالخوف، الرعب من الشياطين... إنما الخوف الذي يدعوا إلى الحرص والتدقيق. بالنسبة إلى الفرد، الحرب تستمر حتى الموت. وبالنسبة إلى العالم، تستمر مدى الدهر، إلى نهاية العالم. حتى أن الشيطان حينما يحل من سجنه، يخرج ليصل الأمم (رؤ 20: 7، 8). وفي نهاية الأيام سيكون هناك ارتداد عن الإيمان (1 تى 4: 1)، "وستأتي أزمنة صعبة" (2 تى 3: 1). وقبل مجيء المسيح سيكون الارتداد العام (2تس 2: 2). وسيبذل الشيطان كل جهده وسينزل إلى الأرض "وبه غضب عظيم، عالمًا أن له زمانًا قليلًا بعد" (رؤ 12: 12). |
||||
27 - 01 - 2014, 01:22 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
إن أقبلت لخدمة الرب، فاثبت على البر والتقوى، وأعدد نفسك للتجربة والحرب الدائمة التي للشيطان قد تشتد في الأوقات المقدسة. فالشيطان يتضايق جدًا، حينما نبدأ في أي عمل روحي. ويسعى بكل الحيل لئلا تفلت الفريسة من يده. فنحن نبدأ العمل الروحي، ويبدأ هو معنا حروبه وحيله ومعطلاته الكثيرة. فنحن نبدأ العمل الروحي، وهو يبدأ المقاومة. لأنه لا يستريح لأنة صلة لنا مع الله. يظن أن هذه تهدد ملكه بالضياع. ومن العبارات الجميلة في بستان الرهبان: إنه عندما يدق جرس الصلاة في نصف الليل، فإنه لا يوقظ الرهبان فقط للصلاة وإنما أيضًا يوقظ الشياطين لكي يحاربوا الرهبان ويمنعوهم عن الصلاة... ولذلك قال القديس مار أو غريس: إذا بدأت الصلاة الطاهرة، فاستعد لكل ما يأتي عليك. إننا إذا بدأنا في الوسائط الروحية أيًا كانت، سواء في العمل الصلاة، أو التأمل، أو التسبيح، أو القراءات الروحية، أو المطانيات... فإن الشيطان لا يقف مكتوف اليدين أو متفرجًا، إنما يعمل هو أيضًا عمله، وله أنواع حروب يحارب بها. وما أصدق قول الكتاب في سفر يشوع بن سيراخ: يا ابني، إن تقدمت لخدمة ربك، فهيئ نفسك لجميع التجارب. وهذه الآية نقولها ضمن فصل نتلوه في سيامة الراهب الجديد. كما إنها إحدى قراءات الساعة الثالثة من يوم الثلاثاء من البصخة المقدسة. فالذين يستعدون لقتال الشيطان، من الطبيعي أن يستعد الشيطان أيضًا لقتالهم. لذلك لا تتعجبوا للحروب التي تصاحب العمل الروحي. وحذار أن تجعلكم هذه الحروب تتراجعون... بل اثبتوا في قوة، مهما نالكم من تعب، متذكرين قول القديس بولس الرسول "كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلًا في الرب" (1 كو 15: 58). نحن نبدأ الجهاد، وهو يبدأ الحرب. تبدأ الروحيات، فيبدأ المقاومة. الشيطان مثلًا يتضايق من الصوم، لأنك فيه تريد أن تقمع جسدك وتستعبده (1 كو 9: 27)، لكي ترتفع روحك وتلتقي بالله... والشيطان لا يقبل هذا، كما إنه يتضايق من الصوم الكبير بصفة خاصة، لأن الناس يسلكون فيه بنسك شديد، كما أن هذا الصوم يذكر الشيطان بصوم السيد المسيح وكيف قهر الشيطان فيه (متى 4). لذلك يجاهد الشيطان أن يعرقل هذا الصوم، أو أن يثير فيه مشاكل، حتى ينشغل الناس بالمشاكل، ويتركوا العمل الروحي. ولهذا فالبعض يربطون بين هذا الصوم، المشاكل والتجارب. ولا شك أن العمل الروحي يثير حسد الشياطين... إن الشيطان يحسد الإنسان الروحي على صلته بالله، التي حرم هو منها. ويحسده لأنه هو إنسان ترابي مرتبط بجسد، يحاول أن يجعل روحه تسمو وتعلو، بينما الشيطان وهو روح (متى 12: 45). بعيد عن الله، وروحه روح نجسة (مر 1: 27)! ومنذ البدء حسد الشيطان أبوينا آدم وحواء وأوقعهما في الخطية وفي حكم الموت. وهكذا نقول في صلوات القداس الإلهي "والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس". والشيطان لا يحسد إلا الناجحين في عملهم الروحي. يحسد المقتربين إلى الله، اللذين لهم دالة عنده. ويحسد التائبين في حرارة التوبة، والعابدين وهم في عمق الصلة. ويحسد المتضعين والودعاء والأنقياء. ويحارب كل هؤلاء. أما الخاضعون له وللخطية، والفاترون في حياتهم الروحية. فلماذا يحاربهم؟! يكفيهم ما هم فيه. أو إنه يضعهم تحت المراقبة، أو يورطهم في حالة أسوأ. |
||||
27 - 01 - 2014, 01:33 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
أنواع من الحروب الروحية وهنا نذكر بعض أنواع من الحروب الروحية. ونذكر هنا ثلاثة أنواع رئيسية وهى: أ – حالة إنسان يحاربه الشيطان حربًا خفيفة أو ثقيلة. ب – إنسان تجاربه شهواته من داخل. ربما الشيطان قد وضع نقطة البدء، ثم ترك هذه الفريسة المسكينة يحاربها فسادها الداخلى، أو تجاربها عاداتها المتوطنة فيها، المسيطرة عليها. هناك إنسان يحارب من جسده ومن غرائزه، وآخر يحارب من نفسه أو من فكره. ج – أما الحالة الثالثة فهي لإنسان يحاربه إخوة كذبة، أو أناس أشرار، أو بيئة شريرة تحيط به، ويمكن أن نسميهم جميعًا "أعوان الشياطين"و "كل جنده"... ولهذا تعلمنا الكنيسة أن نصلى في آخر صلاة الشكر ونقول: كل حسد، وكل تجربة، وكل فعل الشيطان، ومؤامرة الناس الأشرار، وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين... انزعها عنا سائر شعبك...". وهناك نوع يمكن أن نسميه امتحانًا أو اختبارًا، وليس حربًا. وكمثال لهذا يقول الكتاب "حدث... أن الله امتحن إبراهيم. وقال له... خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق... وأصعده... محرقة..." (تك 22: 1، 2). وهنا لم يكن الله يحارب أبانا إبراهيم، حاشا... بل كان يمتحن قلبه ليرى عمق محبته له وعمق طاعته... ونجح أبونا إبراهيم في هذا الاختبار... |
||||
27 - 01 - 2014, 01:34 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
الحروب للقديسين والخطاة.. ما الفرق؟ القديس والخاطئ كلاهما معرضان للحرب. ولكن ما الفرق بينما؟ الفرق الأساسي هو أن القديس له حرب من الخارج فقط. أما داخله فإنه نقى، لا يتفق مع الحرب الخارجية بل يرفضها ويقاوم بكل قوته لكي ينتصر عليها. أما عن الخاطئ أو الشرير فقد تكون الحرب بالنسبة إليه مزدوجة، من الخارج ومن الداخل معًا. تجاربه إغراءات الشيطان من الخارج، وتجاربه شهواته من داخل قلبه وفكره. لذلك هو يستلم لحرب الشيطان، ويفتح له أبوابه الداخلية. ويقبل أفكاره ومقترحاته مرحبًا بها. وإن قاوم -لبقية ضمير فيه- فإنها تكون مقاومة هزيلة لا تستمر طويلًا، ولا تكون جادة في صد أفكار العدو الخارجي. وحروب القديسين تظهر فيها قوتهم وانتصارهم. أما الخطاة فينهزمون.. وقد يسمح الله أحيانًا بانهزام القديسين، مؤقتًا، لفائدتهم... فالإنسان المنتصر على طول الخط، ربما تُحارِبُه الكبرياء، ويظن في نفسه أنه شيء!! لذلك سمح الله أحيانًا أن ينهزم القديسون، لكي تنسق قلوبهم من الداخل، ويعيشوا في اتضاع. ولكي يعرفوا قوة العدو وقسوته في الحروب، فيشفقوا على أخوتهم المحاربين. كما قال القديس بولس الرسول: "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم. و(اذكروا) الذين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3). إن الإنسان الذي لم يجرب بحروب الشياطين، ربما يدين الذين يسقطون أو يحتقرهم، بعكس الذي قاسى وتعب، فإنه يحن عليهم ويشفق، ويصلى لأجل خلاصهم. وكما قال الرسول "عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على أخوتكم الذين في العالم" (1 بط 5: 9)... حقًا ما أرهب قول الكتاب في سفر الرؤيا عن الوحش: "وأعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم" (رؤ 13: 7). بل ما أرهب أيضًا ما قيل بعد ذلك "وأعطى سلطانًا على كل قبيلة ولسان وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض..." (رؤ 13: 7، 8)، ولكن لئلا ييأس البعض من ذلك، ذكر أن هؤلاء الساجدين هم: اللذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر الحياة... أي أبناء الهلاك... ومع ذلك هم عدد كبير بلا شك يدل على عنف حرب الشيطان وجنوده... ومما يعزينا في ذلك أيضًا، أن الوحش هو والشيطان طرحا في بحيرة النار والكبريت (رؤ20: 10)... ولكننا ذكرنا كل هذا، لكي يكون لدينا حرص. مادام عدونا بهذه الوحشية، فلنستمع إذن إلى قول الرسول "أنظروا كيف تسلكون بتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أف5: 15، 16). انتصارات الشيطان لا تدفعنا إلى الخوف، بل إلى الحرص والتدقيق. وأيضًا تدفعنا إلى عدم الاعتماد على أنفسنا، وإنما: |
||||
27 - 01 - 2014, 01:37 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
التصق بالرب في حروبنا نلتصق بالرب، لأن من عنده المعونة والنصرة. هو الذي يحارب الشيطان فينا، وهو الذي يغلب العالم فينا. ألبس هو القائل "ثقوا، أنا قد غلبت العالم" (يو 15: 33). نعم غلب العالم في حرب الشيطان معه. ويغلب العالم الآن وكل أوان، في حربه معنا. وكذلك: "شكرًا لله، الذي يقودنا في موكب نصرته" (2 كو2: 14). إنه انتصر على الشيطان في طبيعتنا البشرية. فقدس هذه الطبيعة وباركها، وأعطاها روح النصرة. وهكذا نقول له في القداس الغريغوري "باركت طبيعتي فيك"... لقد انتصر الشيطان من قبل، على هذه الطبيعة البشرية. ولكن السيد المسيح أعاد إلى هذه الطبيعة البشرية صورتها الإلهية، وهيبتها في نظر الشياطين، حينما هزم الشيطان فيها. فلم يعد الشيطان يرى أن هذه الطبيعة هي لعبته، ينتصر عليها متى يشاء... وإذ انهزم أمامها، بدأ يخشاها... وبهذا أيضًا أنقذنا من روح الفشل، وأعطانا قوة من عنده في حروب الشياطين لنا. وأصبح لنا الرجاء كل حين، أن المسيح يغلب الشيطان فينا، حينما "يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا" (أف 3: 17)، وبسبب هذا نحن لا نتضايق من حروب الشياطين، مادامت يد الرب تكون معنا فيها، ويحارب عنا وينصرنا... الله لا يمنع عنا حروب الشياطين، إنما ينصرنا فيها. هو الذي يحارب عنا، وهو الذي يغلب الشياطين. وبعد ذلك يكللنا، لأننا سلمناه إرادتنا أثناء حربه عنا ضد الشياطين. هذه مقدمة بسيطة ننتقل بعدها إلى الحديث عن الشيطان وحيله... |
||||
27 - 01 - 2014, 01:39 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
صفات الشيطان في حروبه ينبغي أن نعرف صفات عدونا، وأسلوبه في القتال، لنعرف كيف نحاربه. فما هي صفات الشيطان؟ كيف يحارب؟ وهل له أسلوب ثابت، أم أنه يتغير في أساليبه حسب تغير الحالة؟ هذا ما نريد أن نفحصه، حتى نستطيع أن نواجهه. وكما قال بولس الرسول "لئلا يطمع فينا الشيطان. لأننا لا نجهل أفكاره" (2 كو 2: 11). ونستطيع أن نعرف مما رواه لنا الكتاب عن الشيطان أنه:
|
||||
27 - 01 - 2014, 01:40 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
الشيطان صاحب قتال لا يهدأ صار عمله منذ سقوطه هو المقاتلة والمحاربة. فهو دائمًا مقاتل fighter حتى قبل إسقاطه لأبوينا الأولين آدم وحواء، استطاع أن يسقط مجموعات من ملائكة السماء، تبعوه وصاروا من جنده من طغمات كثيرة. ومن ذلك الحين أصبحت هوايته إسقاط الآخرين. صار يقاتل الكل. وكما أسقط طغمات ملائكية من الكاروبيم والسلاطين والرؤساء والقوات... كذلك رأيناه يقاتل أنبياء الله ورسله ومسحاءه، ويقاتل المتوحدين والسواح والرهبان وكل مجى الله، وكل من يسمع أنه في خير، أو في بر. وقد سمى المعاند والمقاوم، لأنه دائمًا يقاوم ملكوت الله ويعاند مشيئته. كما سمى أيضًا التنين، والحية القديمة، وإبليس، والشيطان (رؤ12: 9)، وقبل الصليب كان يسمى رئيس هذا العالم (يو 14: 30). وهو في قتاله لا يهدأ مطلقًا ولا يمل ولا يستريح. دائمًا "يجول كأسد يزأر" (1 بط 5: 8). وقد قال للرب مرتين في قصة أيوب إنه مشغول "بالجولان في الأرض والتمشي فيها" (أى 1 7، 2: 2). إنه ساهر باستمرار يرقب حالة ضحاياه، ويلقى بذاره في كل مكان. وحيثما يزرع الرب حنطة، يأتي هو "ويزرع زوانًا وسط الحنطة، فيما الناس نيام" (متى 13: 25). وليس البشر فقط، بل حتى الملائكة يحاربهم. فقد وقف ضد الملاك ميخائيل يحاججه من جهة جسد موسى النبي (يه 9). ووقف ضد أحد الأرباب الذي عمل على أن ينقذ منه يهوشع الكاهن (زك 3: 1، 2). كذلك وقف واحدًا وعشرين يومًا ضد الملاك الذي أرسله الرب لدانيال النبي، لولا تدخل رئيس الملائكة ميخائيل لإعانته (دا 10: 12، 13). |
||||
27 - 01 - 2014, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
الشيطان قوي وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين... وملائكته (رؤ 12: 7). إنه يحارب في الأرض وفي السماء، مع أن كل حروبه تنتهي أخيرًا إلى هلاكه وهزيمته ولكنه لا يستطيع أن يبطل الحرب، لأنها صارت جزءًا من طبيعته. ومن صفات الشيطان أيضًا أنه قوى. لأنه أحد الملائكة "المقتدرين قوة "حسبما وصفهم المرتل (مز103: 20). هو كملاك فقد طهارته، لكن لم يفقد طبيعته القوية. لذلك وصفه الرسول بأنه "أسد زائر" (1 بط 5: 8). وهكذا نراه في سفر أيوب استطاع أن "يضربه بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته" (أى 2: 7)، كما استطاع أن يثير ريحًا شديدة صدمت زوايا بيت أيوب، فسقط على الغلمان فماتوا (أى 1: 19)... وهناك دلائل روحية كثيرة على قوته، منها: إنه استطاع أن يضل العالم كله أيام الطوفان. ولم تنج من ضلاله سوى أسرة واحدة هي أسرة أبينا نوح (تك6). ورأى الله أن الحل الوحيد لتطهير الأرض من الفساد، هو إبادة كل نفس حية على وجه الأرض. ونفس الوضع نقوله عن مدينة سادوم. فلم يجد الله فيها عشرة من الأبرار، حتى يرحم المدينة من أجل العشرة (تك18: 32). ولم يوجد فيها سوى أسرة لوط فقط (أربعة أشخاص). هلكت من بينهم امرأة لوط خارج المدينة. وأخطأت البنتان بعد خروجهما من سادوم. ولوط نفسه قيل عنه حينما كان في سادوم إنه "كان بالنظر والسم – وهو ساكن بينهم – يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2 بط 2: 8). وقوة الشيطان تظهر في إلقائه العالم كله في الوثنية. كيف استطاع أن يلقى العالم كله في الوثنية في العهد القديم، ماعدا شعبًا واحدًا؟! هذا أمر خطير. بل حتى هذا الشعب الواحد وقع في عبادة الأصنام هو أيضًا، حينما كان موسى النبي على الجبل، إذ صنعوا لأنفسهم عجلًا ذهبيًا، وقدموا له الذبائح،وقالوا "هذه آلهتك يا إسرائيل من أرض مصر" (خر 32: 1-6). وفي أيام إيليا النبي في عهد آخاب الملك، كان في شعب الله 450 نبيًا للبعل، و400 نبيًا للسواري أي ثمانمائة وخمسون نبيًا كاذبًا كانوا يأكلون على مائدة الملكة إيزابل (1 مل18: 19). وحدث أن كثيرًا من ملوك يهوذا وإسرائيل وقعوا في عبادة الأصنام "وجعلوا إسرائيل يخطئ "كما تروى لنا أسفار الملوك وأخبار الأيام. ومن قوة الشيطان إسقاطه لسليمان الحكيم في عبادة الأصنام. سليمان أحكم أهل الأرض، الذي أخذ الحكمة من الله نفسه (1مل 3: 12)، الذي تراءى له الله مرتين (1 مل 3: 5، 9: 2). يقول عنه الكتاب "وكان في زمان شيخوخة سليمان، أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى... فذهب سليمان وراء عشتا روت إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين" (1 مل 11: 4-8). حقًا إنها لمأساة عجيبة وخطيرة، ترينا مدى قوة الشيطان. ومن دلائل قوة الشيطان ما سيفعله في آخر الأيام. وذلك عندما "يحل من سجنه"، ويخرج ليصل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض (رؤ 20: 7). بل يضل لو أمكن المختارين أيضًا عن طريق من يرسلهم من مسحاء كذبة وأنبياء كذبة، يعطون آيات عظيمة وعجائب (متى24: 24). ومن خطورة عمله العنيف في تلك الفترة الصعبة قول الرب عنها: ولو لم تقصر تلك الأيام، لم يخلص جسد" (متى 24: 22). ، "ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام". وفي تلك الأيام سيرسل الشيطان أيضًا من عنده ضد المسيح، إنسان الخطية المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهًا "الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2 تس 2: 9، 10). ومن نتائج قوة الشيطان هذه، يحدث الارتداد العام. وذلك قبيل مجيء المسيح (2 تس 2: 3). ولكن نشكر الله الذي سيقصر تلك الأيام الصعبة. وسيبيد هذا الأثيم (ضد المسيح) بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه (2 تس 2: 8)... إلى هذا الحد وصلت قوة الشيطان. ومن أمثلة قوة الشيطان أيضًا: إنه استطاع أن يتكلم على فم رسول عظيم كبطرس، فانتهره الرب قائلًا "اذهب عنى يا شيطان. أنت معثرة لى" (متى 16: 22، 23). ومن أمثلة ذلك أيضًا أنه غربل الاثني عشر رسولًا. وقد طلب الرب من أجل بطرس لكي لا يفنى إيمانه (لو 22: 21، 32). ومن أمثلة قوته أنه أسقط جبابرة مثل داود وشمشون، وأهلك نبيًا كبلعام، وضيع تلميذًا من تلاميذ بولس كديماس... "وكل قتلاه أقوياء" (أم 7: 26). حقًا كما قال داود النبي "كيف سقط الجبابرة، وبادت آلات الحرب" (2 صم 1: 27). ومن أمثلة وته أيضًا صرعه لأناس كثيرين. هؤلاء الذين احتاجوا أن يخرج الشيطان منهم، وقيل إنه كانت عليهم أرواح نجسة. وعنهم قال الرب لتلاميذه "اخرجوا شياطين" (متى 10: 8). وكان على واحد من المرضى فرقة من الشياطين "لجئون" (مر 5: 9)، "ولم يقد أحد أن يذلله". وبعض هذه الشياطين لم يقدر تلاميذ الرب وقتذاك على إخراجها. فقال لهم الرب "هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم" (مر 9: 29). ولعله بسبب قوة الشيطان، قيده الله ألف سنة. "وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه وختم عليه، لكي لا يضل الأمم في ما بعد، حتى تتم الألف سنة. وبعد ذلك لا بد أن يحل زمانًا يسيرًا" (رؤ 20: 2، 3). ولكن ليس معنى الحديث عن قوة الشيطان، أن تخافوا منه!! كلا فإن كان الشيطان قويًا، فالله أقوى منه... |
||||
|