"فيتو" تكشف شخصية "شعبان هدية" المعتقل الليبي بمصر.. قيادي بـ"القاعدة" والذراع اليمنى لـ"أبوأنس الليبي"..لديه ميلشيا مسلحة قوامها 10 آلاف مقاتل.. وصل إلى الإسكندرية بتعليمات قطرية لتهريب "المعزول"
"شعبان هدية" ليبي تم اعتقاله في مصر على خلفية لقاءات سرية مع قيادات بجماعة الإخوان، ربما يكون هذا هو حجم المعلومات المتوفرة لدى المواطن المصري حتى الآن، لكن من هو شعبان هدية المكنى بـ"أبي عبيدة الزاوي"، وما هي غرفة "عمليات ثوار ليبيا" التي كان يقودها؟ الإجابة عن هذا السؤال توضحها "فيتو" خلال التقرير التالى، والتي ستكشف عن حجم المؤامرة الإرهابية التي تحاك ضد القاهرة، بمعاونة أجهزة مخابرات عالمية وتساهم بها قطر، وتفسر سبب قيام أجهزة سيادية مصرية بتعقب "الزاوي" واعتقاله.
هدية ليس شخصية إسلامية اعتيادية بالداخل الليبي، ساهم في القتال مع غيره من أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة التي يتزعمها القيادي عبد الكريم بلحاج، فالزاوي من الشخصيات الإسلامية الرديكالية التي أعلنت انضمامها إلى تنظيم القاعدة بأفغانستان، وهجر وطنه بهدف الانضمام إلى صفوف مقاتلى القاعدة بـ"تورا بورا" تحت قيادة زعيم تنظيم القاعدة السابق "أسامة بن لادن" الذي تمكنت القوات الأمريكية من اغتياله بعد سنوات من الملاحقة، وبعد الزاوي الذراع اليمنى للقيادي بتنظيم القاعدة، أبو أنس الليبي، والذي كان مسئولا عن تجنيد وجلب الليبيين، ومع مرور السنوات كان لـ"هدية" دور بارز في تنظيم القاعدة، لاقترابه من قيادات التنظيم لقدرته على "كتم الأسرار" وولائه التام للقيادات.
ومع الانتفاضة الشعبية التي حدثت ضد نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافى، ظهر "شعبان هدية" بقوة في ساحات القتال إلى جانب مقاتلى الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، وكان قائدا ميدانيا لعدد من العمليات التي استهدفت الجيش الليبي، ونال ثقة الأمريكان وتقابل مع السيناتور الأمريكى الجمهوري "جون كيري" الذي طار إلى ليبيا، لتهنئة المقاتلين عقب سقوط العقيد معمر القذافى.
لدى شعبان هدية اتصالات وثيقة مع الجانب القطري، وكان على رأس الوفود التي كانت تحج إلى الدوحة لوضع خطط الحرب والحصول على التمويل والسلاح كغيره من قيادات المعركة على الأرض، ظل لديه ميلشيا مسلحة قوتها تصل إلى 10 آلاف مقاتل، وظلت الدوحة تقوم بتمويل هذه الميلشيا وتمدها بالسلاح، بهدف عرقلة بناء الجيش الليبى النظامى، وعقب نجاح جماعة الإخوان المسلمين في السيطرة على البرلمان، عقب إقرار قانون العزل السياسي، وتصعيد "نوري بوسهمين: رئيسا للبرلمان الليبى، والمعروف بولائه لقطر وجماعة الإخوان، أصدر قرارا بتحويل ميلشيات شعبان هدية، إلى كيان قتالى مساند للدولة تحت مسمي "غرفة عمليات الثوار" وخصص له مبلغا مالىيا تخطى الـ900 مليون دولار، بهدف التسليح، والكفاءة التدريبية.
ممارسات "غرفة عمليات الثوار" خلال العام الماضى، أكدت أنها تحولت إلى ذراع مسلح لجماعة الإخوان، إلى جانب ميلشيات "مصراتة" التي يقودها شخص يدعى "عبد الرحمن السويحلى"، وتحولت "غرفة عمليات الثوار" التي ظل يقودها شعبان هدية، حتى قبل شهرين من الآن، إلى دولة داخل الدولة، سواء بتنفيذ عمليات اغتيال في صفوف رجال الجيش الليبي، أو اختطاف رموز بارزة، مثلما فعلت مع على زيدان رئيس الحكومة الليبية، التي تحيك جماعة الإخوان الليبية، ضده مؤامرة كبري بهدف عزله من منصبه، وتولية شخص يحمل أجندة الجماعة، ويساعد في تمرير المخطط القطري-التركي، داخل ليبيا.
وقد أكدت مصادر ليبية لـ"فيتو" في تصريحات متفرقة نشرت على مدى الفترة الماضية، أن قطر حولت قاعدة"معتيقة" إلى مخزن سلاح كبير للميلشيات المسلحة، وخاصة الموالية للقاعدة والمتوافقة مع جماعة الإخوان.
ويشرف الزاوي، طبقا لمعلومات حصلت عليه "فيتو" على معسكرات تدريب تضم عناصر تكفيرية، بالشرق الليبي، وهذه المعسكرات تضم جنسيات متعددة من بينها مصريون، وساهم بالدفع بمقاتلين إلى الأراضى السورية، لمساندة الميلشيات الإرهابية التي تقاتل الجيش العربي السوري.
وتسربت أنباء من الداخل الليبي خلال الشهور الماضية، حول عدة لقاءات تمت بين بلحاج والزاوي، وعدد من الشخصيات المصرية المحسوبة على الجماعة الأم في مصر، وهو ما يفسر وصول شعبان هدية، إلى الأراضى المصرية قبيل الاحتفالات بثورة 25 يناير، وقد كشف لـ"فيتو" مصدر ليبي مطلع أن وصول "هدية" إلى مصر لم يكن المقصود به، تفجير مديرية أمن الإسكندرية كما تم ترويجها بوسائل الإعلام، بل كان بهدف الاتفاق على الدفع بميلشيات قتالية لإثارة الفوضى واستهداف المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، واقتحام سجن "برج العرب" بهدف تهريب الرئيس "المعزول" محمد مرسي، وتهريبه إلى الداخل الليبي، بهدف تحريك قتال ضد الجيش المصري، والعودة بـ"مرسي" إلى البلاد لمنصبه، حال نجحت الخطة.