"الحريري" لـ"السيسي": لا تغتر بحب الناس فهو وضع استثنائي.. وتبقى العبرة بصلاحية إدارة البلاد

[Mary Naeem]

"الحريري" لـ"السيسي": لا تغتر بحب الناس فهو وضع استثنائي.. وتبقى العبرة بصلاحية إدارة البلاد

الحريري: عزل "مرسي" موقف كان حتميا على المجلس العسكري ولو لم يتخذه لانقلبت عليه القيادات الوسطى


وجه أبو العز الحريري، المرشح الرئاسي السابق، رسالة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قال إنه يوجهها له ليس رفضًا أو كرهًا فيه، بل تنبيهًا إلى حقيقة لا يجب ألا يتغافل عنها.

وقال الحريري، في رسالته، التي حصلت "الوطن" على نسخة منها: "ننبه ونحن على أبواب انتخابات رئاسية هي أقرب إلى التفويض منها إلى الانتخابات، وهي اختيارات الضرورة التي يلجأ إليها شعب في حالنا بحثًا عن رأس له ظهر".

لا نعرف للسيسي برنامجا يوضح رؤيته لواقع مصر وكيف يمكنه النهوض بها

وأضاف "أي سلطة أو قوة يستند إليها السيسي في مواجهة الإرهاب، فهي وضع استثنائي وسبب ومطلب خاص في ظروف خاصة يجب ألا يغتر فيها، خاصة أنه (السيسي) لم يظهر نتيجة تاريخ طويل من الكفاح والمواقف البطولية التصحيحية التي غالبًا ما يدفع أصحابها ثمنها، فالسيسي أعلن الموقف الاضطراري للجيش الذي وجد نفسه أمام عصابة اغتصبت كل سلطات الدولة ومنها تفكيك الجيش لتحويله إلى ميلشيات إرهابية، فلم يكن أمام الجيش إلا اتخاذ الموقف الذي عبر عنه".

وتابع "الحريري:"كان السيسي، اختير وزيرًا للدفاع وبالطبع كان من الممكن أن يكون غيره في مكانه، وعزله لمحمد مرسي موقف اضطراري حتمي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولو لم يتخذه المجلس لانقلبت عليه القيادات الوسطى والجنود لأن الجيش الوطني لا يفرط في الوطن وجيشه".

وقال: "بشكل عام لا غبار على اختلاط الوطنية بالضرورة، فكلاهما يكمل الآخر وهو سبب له في نفس الوقت، و(السيسي) لم يعبر عن موقف شخصي وإن كان هذا يشرفه بقدر ما عبر عن موقف مؤسسة الجيش وهي أداة وصانعة الدولة في كل بلاد العالم".

وأضاف "الرجل (السيسي) لا نعرف له برنامجا يوضح رؤيته لواقع مصر وكيف يمكن النهوض بها من عثرتها في المدي القصير والمتوسط وطويل المدى وحماية الجيش للشعب من العدوان الخارجي والإرهاب الداخلي مهمة الجيش بالسيسي أو بغيره".

"الجريمة" أن يتولى شخص أمرا لا يتقن إنجازه.. والمسؤولية لا تعرف التحجج بعدم الدراية السابقة

وأردف: "السيسي إن تم انتخابه لابد أن يدرك هذا وتبقى العبرة بصلاحية إدارة البلد فهي مسؤولية جماعية لمؤسسات الدولة ونجاح أي رئيس ببرنامجه وباقي مؤسسات السلطة معه من مجلس الوزراء ومجلس الشعب وباقي مكونات الدولة أحزاب وجامعات وإعلام وإدارة محلية ومواطنين".

وواصل: "الوطنيه مرتبة ومسؤولية تعلو كل معداتها من مراتب ومسؤوليات وصدق مصطفي كامل إذ يقول (الوطنية شعور بالمسؤولية ينمو كلما كبرت هموم الوطن وعظمت مصائبه) ونحن ننبه السيسي لخطورة المتخلفين وحتى حسني النية غير المدركين، فضلاً عن أصحاب المصالح الأنانية الذين يزيلون الظلم لكل مصلح يغفل عن مساوئهم وشرورهم".

وقال: "هذه نصيحة ممن عاش معارضا لكل فساد أو خطأ خلال حكم عبدالناصر، ومقاوم لكل خيانة وما أثقل ما تعرض الوطن لها خلال حكمي (السادات ومبارك) وخيانة مطلقة من المرشد وسكرتيره محمد مرسي".

وأضاف "الحريري": "الجنرال يعرف أن المسؤولية لا تعرف التحجج بعدم الدراية السابقة، فالجريمة أن يتولى الشخص مسؤولية لا يتقن إنجازها، وفي كل الأحوال نحن نتمنى للرئيس سواء كنت أنت أم غيرك كل التوفيق فالوطن مسؤولية وملك مشترك للجميع".

الوطن