مزمور 126 (125 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
هي ترنيمة المسبيين العائدين إلى أورشليم في فرح بعودتهم، أو عودة الخاطئ المستعبد للمسيح.
آية (1): "عندما رد الرب سبي صهيون صرنا مثل الحالمين."
مثل الحالمين= صرنا في ذهول غير مصدقين أنفسنا من الفرح، وكأننا في حلم. وقولهم هذا يعني بالضرورة أنهم كانوا في حزن وهم في خطيتهم، فالتعزية لا تكون إلا للحزانى.
الآيات (2، 3): "حينئذ امتلأت أفواهنا ضحكًا وألسنتنا ترنمًا. حينئذ قالوا بين الأمم إن الرب قد عظم العمل مع هؤلاء. عظم الرب العمل معنا وصرنا فرحين."
فرحهم وتسبيحهم ظهرا أمام الأمم، فهم شهدوا وسطهم بعمل الله.
آية (4): "أردد يا رب سبينا مثل السواقي في الجنوب."
السواقي: هي مجاري المياه التي تمتلئ بمياه السيول، حين تذوب الثلوج على الجبال. والجنوب يشير لأورشليم فهي جنوب بابل، والجنوب مشهور بالحرارة والشمس الساطعة. وكنيسة القديسين يسطع فيها شمس البر، ويذيب ثلوج فتورها الروحي ويملأها مياه أنهار تفيض منها هي الروح القدس (يو37:7-39). ومن الذي يصلي هذه الآية؟ تصليها الكنيسة كلها من أجل من لا يزالوا في بابل الخطية، ويصليها العائدين إلى أورشليم حتى يعود باقي الشعب الذي لم يقبل العودة لأورشليم واستمروا في بابل.
الآيات (5، 6): "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهابًا بالبكاء حاملًا مبذر الزرع مجيئًا يجيء بالترنم حاملًا حزمه."
من يَزْرَعُ بِالدُّمُوعِ = هو من يقدم توبة. وهذا يمتلئ بالروح القدس فيكون له ثمار، ومن ثمار الروح الفرح. هكذا كان داود في توبته يبلل فراشه بدموعه (مز6:6) ومن يقدم توبة لله بدموع وفى ندم وحزن على خطاياه السابقة يحول الله حزنه لى فرح كما قال السيدالمسيح "عندكم الآن حزن ولكنى سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم"(يو16 : 22) . ولابد من الجهاد في الزرع لكي يكون هناك ثمار، نزرع أعمالاً صالحة وجهاد.