مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ت - تفسير سفر المزامير
قطعة (ت) التوسل لنوال الخلاص
الآيات (169، 170): "ليبلغ صراخي إليك يا رب. حسب كلامك فهمني. لتدخل طلبتي إلى حضرتك. ككلمتك نجني."
هناك قصة تشرح المقصود، وهي لامرأة أصيبت بمرض خطير جدًا فالتجأت إلى الله في صلوات طويلة. وذات يوم قالت لأب اعترافها "يا أبي سوف أموت يوم كذا.. فقال لها كيف علمت بهذا فأجابت السماء أخبرتني أنني سوف أرتاح في هذا اليوم. فقال لها ربما يعني هذا شفاءكِ.. أجابت أنا لست خائفة من الموت، فإن كنت هنا أفرح بهذا المقدار فكم وكم سيكون الفرح في الأبدية، معنى الراحة يا أبي أنني سأذهب للسماء، لذلك لست في خوف من الموت، بل أنا أشتهيه. وهذا لسان حال بولس الرسول (رو24:7 + في23:1). وهذا ما يعبر عنه المرنم هنا، أنه يشتاق لهذا الخلاص النهائي في السماء حيث لا يعود الجسد يتعبه بشهواته وعثراته، فيكون سلامه بلا حدود. وهو يصرخ لينال هذا.
الآيات (171، 172): "تنبع شفتاي تسبيحا إذا علمتني فرائضك. يغني لساني بأقوالك لأن كل وصاياك عدل."
تنبع= تفيض. هنا نرى أنه كلما إلتزم الإنسان بوصايا الله كلما امتلأ القلب سلام، وعلامة هذا أن تفيض الشفاه بالتسبحة علامة الفرح والشكر. لذلك يصلي المرنم لله حتى يعلمه الوصايا فيفرح ويسبح، وهكذا ينبغي أن نقضي حياتنا بالجسد الآن، نصرخ لله ليعيننا على حفظ الوصية، وعلى أن نسبحه كل اليوم وكل العمر في انتظار يوم الخلاص الأبدي.
الآيات (173، 174): "لتكن يدك لمعونتي لأنني اخترت وصاياك. اشتقت إلى خلاصك يا رب وشريعتك هي لذّتي."
طلب المعونة الإلهية، وهكذا ينبغي أن لا نكف عن الطلب حتى آخر لحظة منعمرناليعيننا الله على أن نحفظ الوصايا. ونرى شهوة المرنم للخلاص الأبدي.
الآيات (175، 176): "لتحي نفسي وتسبحك وأحكامك لتعنّي. ضللت كشاة ضالة. اطلب عبدك لأني لم انس وصاياك."
كل منا هو الخروف الضال، والمسيح هو الراعي الصالح الذي أتى ليفتش على الخروف الضال ويعينه حتى يعود للحظيرة ثانية.