مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة س - تفسير سفر المزامير
قطعة (س) النفس التي تكره الخطية
آية (113): "المتقلبين أبغضت وشريعتك أحببت."
الْمُتَقَلِّبِينَ أَبْغَضْتُ = "لمتجاوزي الناموس أبغضت" (سبعينية) فهو لم يبغض أعداؤه كشاول وغيره، ولكن أبغض من هو ضد الله، ويسبب عثرات للأبرياء. المتقلبين= هؤلاءتجدهم يوما مع الله ويوما آخر مع المخالفين للناموس . ويمكن فهم كلمة أَبْغَضْتُ بمعنى رفضت طرقهم. والسيد المسيح طلب أن نبغض أقرباؤنا بالجسد لكي نحب الله، ومفهوم ذلك أن لا يعطلوننا عن محبتنا لله، وأن نحب الله أكثر منهم لذلك يقول المرنم وَشَرِيعَتَكَ أَحْبَبْتُ. أما الترجمة الإنجليزية فأوردت الآية "أبغضت الأفكار الباطلة" أي كل فكر وكل شهوة تعطلني عن حب الله فأنا أبغضها. ونلاحظ أن الأفكار الباطلة هي أول خطوة في طرق الخطية والانفصال عن الله ، لذلك هو يبغضها فالخطية ستسبب فقدانه لحالة الفرح وتفصله عن الله. يجب علينا أن نطلب السند الإلهى حقا ، ولكن علينا أن لا نضع أنفسنا مع الأشرار والذين تأتى منهم العثرات .
آية (114): "ستري ومجني أنت. كلامك انتظرت."
كما احتمى داود بالله من شاول وإبشالوم، هو يحتمي به من أفكاره وشهواته.
الآيات (115-117): "انصرفوا عني أيها الأشرار فاحفظ وصايا الهي. أعضدني حسب قولك فأحيا ولا تخزني من رجائي. اسندني فاخلص وأراعي فرائضك دائما."
طلب السند الإلهي في جهاده الروحي ضد خطاياه وشهواته فرجاؤه هو الله.
الآيات (118، 119): "احتقرت كل الضالين عن فرائضك لأن مكرهم باطل. كزغل عزلت كل أشرار الأرض. لذلك أحببت شهاداتك."
المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الحسنة، فالمرنم يرفض صحبة الأشرار حتى لا يتأثر بأفكارهم الباطلة، وعوضًا عن الصحبة الرديئة التصق بشهادات الله. وحسب الأشرار كزغل= هو الناشئ عن صهر المعادن، والزغل هو الصدأ والخبث والشوائب التي ترمى كشيء لا قيمة له، بعد أن يتم تصفية المعدن نفسه. ولأنه ابتعد عن الأشرار وانفصل عنهم اكتشف لذة الوصية = لذلك احببت شهاداتك .
آية (120): "قد اقشعر لحمي من رعبك ومن أحكامك جزعت."
في السبعينية " سمر خوفك في لحمي" فما يساعد على حفظ الوصايا أن نذكر يوم الدينونة وعقاب الأشرار. إذاً لكى نستمر فى طريق الله علينا 1) نصلى ونطلب السند الإلهى 2) نتحاشى طرق الأشرار 3) نذكر دائما يوم الدينونة .