منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 01 - 2014, 05:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,483

الإنسان الروحي قلبه مع الله

الإنسان الروحي، حياته ليست مظهرية من الخارج، ولا هي مجرد ممارسات يمارسها، ولا مجرد ناموس (أى وصايا تنفذ حرفيًا)، إنما حياته الروحية قبل كل شيء، هي "حياة القلب مع الله". لأن الرب يقول: "يا ابنى اعطنى قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى" (أم 23: 26).
المهم أن تعطينى قلبك. وإن أعطيتنى هذا القلب، سوف تلاحظ عيناك طرقى. ويقول الوحى الإلهي في سفر الأمثال أيضًا "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أم 4: 23).. حياة الإنسان الروحية كلها تخرج من هذا القلب. لذلك على الإنسان أن يهتم بقلبه ونقاوته. ومن اهميته قال الرب في تطويباته في العظة على الجبل:
"طوبى لأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8)
حقا ما أعظم مكافاة القلب النقى.. إنه يرى الله!! فليست الحياة الروحية كلاما، ولا مظهرية خارجية.. فإن المرتل يقول في المزمور "كل مجد ابنة الملك من داخل "على الرغم من أنها "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومزينة بأنواع كثيرة" (مز 45: 13).
الإنسان الروحي قلبه مع الله

الإنسان الروحي قلبه مع الله
"ولتكن هذه الكلمات التي انا أوصيك بها اليوم على قلبك" (تث 6: 6).
وقال المرتل في ذلك "خبأت كلامك في قلبى، لكي لا أخطئ إليك" (مز 119). وحينما تكون وصية الله داخل القلب، تكون مختلطة بالمشاعر والعواطف والأحاسيس. وتكون أيضًا مرتبطة بالمحبة التي في القلب، كما قال داود في المزمور "أحببت وصاياك جدا"، "ممحص قولك جدًا. عبدك أحبه" (مز 119).. القلب هو مركز المشاعر. والله يريد مشاعر قلبك..
يريد محبتك. ولذلك قال: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك.." (مت 22: 37)
وكذلك: "تحب قريبك كنفسك". وقال الرب عن هذه المحبة، إنه بها "يتعلق الناموس كله والأنبياء" (مت 22: 40). وعبارة "من كل قلبك "تعنى أنه لا يوجد في القلب أي شخص أو أي شيء ينافس الله في محبة القلب له. ولهذا قال الرب "من أحب ابا أو أما أكثر منى، فلا يستحقنى. ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر منى، فلا يستحقنى" (مت 10: 37).. كل القلب لله.
والله يطلب هذا، فيقول في سفر النشيد: "اجعلنى كخاتم على ساعدك" (نش 8: 6).
كخاتم على قلبك من جهة الحب، وعلى ساعدك من جهة العمل. وهكذا يكون العمل الذي يقوم به الإنسان الروحي، هو نتيجة طبيعية لمحبته لله وللناس.. وكلما كان القلب عميقا في محبته، فعلى هذا القدر يكون عمله لأجل الله قويا..
الإنسان الروحي قلبه مع الله
والقلب النقى يكون كلامه نقيا، ويكون فكره أيضًا نقيا، لأن الفكر يصدر عن القلب، والكلام يصدر عن القلب، والكلام يصدر عن القلب. وقد قال الرب في ذلك..
"الإنسان الصالح، من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح" (لو 6: 45).
"والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر". إذن المهم هو القلب، "لأن منه مخارج الحياة". هو النبع الذي يخرج منه الفكر والكلام والعاطفة، بل هو المؤثر على الحواس أيضًا.. إن البعض قد يدافع عن إنسان غضوب تخرج من فمه ألفاظ قاسية شديدة، فيقول "على الرغم من غضبه، فإن قلبه أبيض "! كلا، فالقلب الأبيض تخرج منه الفاظ بيضاء مثله. وقد قال الرب
"من فضلة القلب يتكلم الفم" (لو 6: 45) (مت 12: 34) (مت 15: 18).
ولذلك فخطية اللسان هي خطية ثانية تابعة. أما الخطية الأولى السابقة لها فهى في القلب فيه نفاق تخرج منه ألفاظ نفاق. القلب فيه غضب، تخرج منه ألفاظ غضب. القلب فيه حنو وعطف.. وهكذا مع باقى الأمور.. وهكذا يقول المرتل في المزمور: "فاض قلبى بكلام صالح" (مز 45: 1)
هذا يكون مع الصالحين، الذين قلوبهم والسنتهم في مجرى واحد، كما نقول في التسبحة "قلبى ولسانى يسبحان القدوس". وعكس ذلك المراءون الذين قلوبهم غير ألسنتهم! أولئك الذين وبخهم الرب قائلا".. كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنت أشرار؟!" (مت 12: 34).
هذا المرائى الذي يتكلم بغير ما في قلبه، قد تكشفه نظرات عينيه 9 فإن العين كثيرا ما تكون مرأة للقلب، تظهر فيها أحاسيسه كلها.. وقد تكشفه ملامح وجهة، أو نبرات صوته.
الإنسان الروحي قلبه مع الله
والإنسان الروحي بسيط القلب، لا يضمر غير ما يظهر!
هو إنسان صريح. ما يقوله بلسانه هو نفس الذي في قلبه. إذا امتدح إنسانا، فهو يثق به هكذا في قلبه. وإن اعتذر لإنسان عن خطأ، يكون هذا الاعتذار صادرا حقا من قلبه.. بينما غيره قد يعتذر، ولا يكون اعتذاره مقبولا، لأنه لم يصدر من القلب! وقد يقول لشخص "الله يسامحك"، وهو يقصد "الله يجازيك حسب عملك"..!!
إن الله أعلم بما القلب، فهو وازن القلوب (أم 21: 2).
وقد قال الكتاب عن الله إنه "فاحص القلوب الكلى" (أر 11: 20) "هو يعرف خفيات القلب" (مز 44: 21) "الرب يعرف أفكار والإنسان" (مز 94: 11). وقيل "القلب أخدع من كل شيء، وهو نجس من يعرفه؟! أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطى كل واحد حسب طرقه.." (أر 17: 9).. أما الإنسان الروحي، فقلبه مستقيم أمام الله.
والرب يعرف القلوب المستقيمة، والقلوب الملتوية.
ويقول الكتاب "نور أشرق للصديقين، وفرح للمستقيمى القلب" (مز 97: 11). ويقول "كراهة الرب ملتوو القلب" (أم 11: 20). والمستقيمون بقلوبهم يقول عنهم الكتاب إنهم "يدعون الرب من قلب نقى" (2تى 2: 22). وعن هذا القلب
يقول داود النبى في مزمور التوبة:
"قلبا نقيا أخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في أحشائي" (مز 51: 10).
الإنسان الروحي قلبه مع الله
وهذه النقطة تنقلنا إلى التوبة وعلاقتها بالقلب..
التوبة الحقيقية ليست هي مجرد ترك الخطية بالفعل، إنما ترك الخطية من القلب. أي أن القلب لم يعد يحبها. وكمال التوبة هو كراهية الخطية. وإذا كره الإنسان الخطية، فلن يعود إليها مرة أخرى. وهكذا تصبح توبته هي خط فاصل بين حياة بعيدة عن الله، وحياة مع الله. وهكذا قال الرب في التوبة:
"ارجعوا إلى بكل قلوبكم" (يوء 2: 12).
" مزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم" (يوء 2: 13). فالتوبة هي اشتياق للرجوع إلى الله، واستجابة لصوته ولعمل نعمته في القلب. أما الإنسان الذي لا يستجيب لصوت الله، فهو إنسان قاسى القلب. وفي ذلك يقول الرسول:
"إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3: 8، 15).
ويكرز ذلك في (عب 4: 7). وهذا نفس ما قيل قديما في المزمور "ليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (مز 95: 7، 8). إذن فالله ينظر إلى عدم التوبة، من خلال القلب الرافض، قبل العمل العاصى. ولذلك فهو في قيادتنا إلى التوبة، يعدنا بتغيير هذا القلب. فإن تغير، يتغير السلوك طبقًا لذلك. وهكذا يقول الرب: "اعطيكم قلبا جديدًا، واجعل روحًا جديدة داخلكم" (حز 36: 26).
"أنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم". فهو يعتبر التوبة تبدأ من القلب. والقلب التائب هو قلب حجر، قلب صخر، قلب قاس، كما كان قلب فرعون قلبا قاسيا.
ويكرر الرب نفس الكلام في سفر ارمياء النبى فيقول "وأعطيهم قلبا ليعرفونى أنى أنا الرب، فيكونوا لي شبعا، وأنا أكون لهم إلها. لأنهم يرجعون إلى بكل قلوبهم" (أر 24: 7).
الإنسان الروحي قلبه مع الله
ورجوع الإنسان معناه ان ارادة قلبه تتحد مع ارادة الله.
الله يعمل في قلبه، وهو يرجع بقلبه إلى الله. وهكذا يقول الرب في سفر يوئيل لنبى "ارجعوا إلى بكل قلوبكم" (يؤ 2: 12). ويقول في سفر حزقيال النبي "اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها. واعملوا لأنفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة" (حز 18: 31)،وعن نتائج هذا القلب الجديد، يقول القديس بولس الرسول".. تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو 12: 2). فإن القلب إذا تغير من الداخل، تتغير افكاره ايضًا. لأن الأفكار الشريرة تخرج من القلب، كما قال الرب (مت 15: 19). إذن لابد من تغيير القلب.
عيب الكثيرين أنهم يظنون التوبة مجرد الاعتراف بالخطايا، ويستبقون خطية محبوبة في القلب.
وبسبب هذه الخطية المحبوبة يرتدون عن توبتهم، ويسقطون مرارا كثيرة، لأن القلب ليس كله الله، ولأنهم لم يرجعوا إلى الله بكل قلوبهم.. ولم تتجدد أذهانهم، إذ لا يزال الفكر متعلقا بالخطية، كالقلب ايضًا.. هؤلاء توبتهم من الخارج وليس من الداخل. وينظر الله إلى الداخل ويقول "يا ابنى اعطنى قلبك".. حنانيا وسفيرا وضعوا المال تحت أقدام الرسل. ولكن لم يضعوا الله في قلوبهم. كانت في قلوبهم محبة المال، ولو بعض المال (أع 5: 1 – 4).
الإنسان الروحي قلبه مع الله
كثيرا من ندعو أولادنا إلى الحشمة في ملابسهم، دون أن ندخل الحشمة إلى قلوبهم!
بينما لو دخل الله إلى قلوبهم، لاقتنعوا بالحشمة قلبا وفكرًا. وحينئذ تأتى الحشمة في الملابس والزينة كعمل تلقائى طبيعى، دون ضغط من الخارج، يكون فيه القلب مشتاقًا إلى غير ذلك!
ينبغى أن نسمو عن مستوى الأعمال الظاهرة، إلى مشاعر القلب من الداخل.
يوجد إبن قد طيع أباه خوفا أو لمجرد فضيلة الخضوع، بينما قلبه متمرد من الداخل على أوامر أبيه، ولم يخضع بعد قلبا ولا فكرا.. وقد إنسان العشور، وقلبه غير مستريح. فهو قد دفعها من جيبه، وليس من قلبه..
أما الإنسان الروحي إذا أعطى، يعطى، يعطى من قلبه، برضى وسرور، حسب قول الكتاب "المعطى بسرور يحبه الرب "0
وقد يصوم إنسان عن الطعام بفمه، وقلبه غير زاهد في هذا الطعام، ويتحايل على الطعام بألوان وطرق شتى، فيبحث عن المسلى الصيامى، والجبنة الصيامى، والشيكولاته الصيامى. كما يبحث عن طريقة الطهى التي تجعل الطعام الصيامي شهيًا..!! أين جوهر الصوم هنا؟ وما علاقته بالقلب؟!
وقد يضرب إنسان مطانية بجسده، بينما قلبه لم ينحن مثل انحناءة رأسه.
ولا نكون في مطانياته روح الندم، ولا روح الخشوع، ولا روح التوبة. ولذلك حينما بتعذر لغيره بمطانية، لا تكون مقبولة منه.. وقد يعترف إنسان بخطاياه، وقلبه غير نادم عليها!
وقد يصمت إنسان عن الكلام بلسانه، ويكون في فكرة كلام كثير!
وقد يتكلم إنسان بكلام إتضاع، ولا يكون قلبه متضعًا، وقد تكون كلماته ألين من الزيت، وهى سهام (مز 55: 21). وفى كل ذلك يقول الرب "يا ابنى اعطنى قلبك".
الإنسان الروحي يعطى القلب لله، لأن القلب فيه كل المشاعر والروحيات.
خذوا الإيمان مثلا: فرق كبير بين المؤمن اسما، وبين المؤمن من أعماق القلب، الذي يظهر إيمانه في كل اعماله (يع 2: 18).. المؤمن الذي يرى الله أمامه في كل حين. ووجود الله بالنسبة اليه، ليس مجرد عقيدة، بل هو حياة يحياها ويحسها.. والغيرة المقدسة ليست مجرد عمل أو كلام، بل من القلب تصدر والوداعة والإتضاع وباقى الفضائل، ليست هي مجرد أعمال ظاهرية. فهناك فرق كبير بين المتواضع بلسانه، والمتواضع بقلبه المقتنع في داخله بأنه خاطئ وضعيف، ولولا نعمة الله التي تسنده لسقط كغيره..
الإنسان الروحي قلبه مع الله
والقلب أيضًا هو مصدر الأحلام والظنون والأفكار والشكوك.. وهو أيضًا مصدر كل ثمار الروح (غل 5: 22، 23).
المحبة مثلا، والفرح، والسلام.. كلها صادرة من القلب.. وطول الأناة واللطف والصلاح والتعفف.. كلها صادرة عن القلب، إلا فإنها تفقد معناها وما فيها من بر..
الصلاح ليس قبورا مبيضة من الداخل (مت 23: 27)، وإنما هو صلاح القلب. الطهارة ليست مجرد الهرب من الخطية، وإنما هي نقاوة قلب..
الإنسان الروحي قلبه مع الله
الإنسان الروحي في كل عمل يعمله، يدرك أن الله ناظر إلى قلبه وإلى نيته وقصده.
ومن كنز قلبه الطاهر، يخرج كل عمل طاهر. حيث يكون كنزه، يكون قلبه أيضًا (مت 6: 21). وكنزه الوحيد هو الله.. وهو في كل حين يقول للرب "مستعد قلبى يا الله مستعد قلبى" (مز 57: 1). حتى إن نام، تقول نفسه لله "أنا نائمة، وقلبى مستقيظ" (نش 5: 2).
الإنسان الروحي قلبه مع الله
الإنسان الروحي في صلاته، تكون خارجة من قلبه.
وليس مثل أولئك الذين قال عنهم الرب "هذا الشعب يكرمنى بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا" (أش 39: 12) (مت 15: 8).. إنما قلبه متصل بالله تماما. وهو يتكلم ويشعر بوجوده في حضره الله، وأنه يكلم الله. ويقول "قلبى ولسانى يسبحان القدوس "ويردد مع داود قوله في المزمور:
"من كل قلبى طلبتك" (مز 119).
حتى في القداس، وفي التسبحة، ولا تكون صلاته مجرد لحن، أو مجرد ألفاظ يرددها، أو تلاوة، إنما هي مشاعر قلب انسكب أمام الله.. في انسحاق، في خشوع، في إيمان، في حب، في فهم في تأمل، في حرارة والتهاب قلب.
ويتقدم واحد من الأربعة والعشرين قسيسًا ويأخذ صلاته في مجمرته الذهبية، ويصعد بها إلى فوق.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن كان الإنسان يطلب الله من كل قلبه فلن يتخلى عنه الله
يتمتع الإنسان بغفران الله ونقاوة قلبه
إن الله يطلب من الإنسان، أن يعطيه قلبه وديعة
الإنسان الروحي، الذي يملك السلام على قلبه، فلا يخاف الموت
الإنسان الروحي قلبه مع الله ا


الساعة الآن 12:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024