مزمور 70 (69 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
هذه الأعداد الخمسة في هذا المزمور هي الآيات الختامية لمزمور (13:40-17). وأخذت هنا لاستعمالها للتسبيح في خدمات الهيكل تذكارًا لخلاص الرب لداود. ونجد فيه إلحاح على دينونة أعداء الله. والالتجاء لله والاحتماء به في الضيقات. وربما قوله للتذكير في بداية المزمور أنه يذكر ما صلي به قبلًا. ونحن نصلي بهذا المزمور في صلاة باكر طالبين معونة الله ومساندته لنا في كل ضيقة تواجهنا. ويا حبذا لو نردده دائمًا فهناك أعداء غير منظورين بالإضافة إلى المنظورين منهم (ونفهم بقولنا الأعداء الشياطين والخطايا).
آية (1): "اللهم إلى تنجيتي يا رب إلى معونتي أسرع."
وهل لنا أن نلجأ لسواه في كل ضيقة فيعطينا عزاء وثبات على احتمالها عوضًا عن أن نرتعب. بل يتحول الاتكال على الله إلى رجاء يحيي النفس.
الآيات (2، 3): "ليخز ويخجل طالبو نفسي. ليرتد إلى خلف ويخجل المشتهون لي شرًا. ليرجع من أجل خزيهم القائلون هه هه."
الشياطين يثيروا ضدنا حروبًا كثيرة عندما نريد أن نسير في طريق الله. وهم يسخرون منا في ضيقتنا وعند سقوطنا قائلين هه هه = نعمًا نعمًا (سبعينية). هم يقفوا في سخرية منتظرين سقوطنا ليشمتوا فينا. وهناك كثيرين حينما تواجههم بعض الضيقات يخاصمون الله قائلين لماذا سمحت بهذا، وهنا يسخر الشياطين منهم. وداود هنا يصلي حتى لا يسقط هذه السقطة بل تكون مؤامرة أعدائه لخزيهم إذ ينصره عليهم الله المتكل عليه.
آية (4): "وليبتهج ويفرح بك كل طالبيك وليقل دائمًا محبو خلاصك ليتعظم الرب."
الذين يطلبون الله عوضًا عن مخاصمته لا يخزيهم بل يعطيهم رجاء ويعطيهم نصرة في الوقت الذي يحدده هو. وهؤلاء يعظمون الرب على خلاصه. وهكذا على كل منا حين يتأمل في الخلاص الذي صنعه المسيح بصليبه أن يعظمه ويسبحه.
آية (5): "أما أنا فمسكين وفقير اللهم أسرع إلىّ. معيني ومنقذي أنت يا رب لا تبطؤ."
من يقول هذا؟ داود النبى والملك العظيم!! ولكنه يتضع أمام الله. فماذا يجب أن نفعل نحن؟