منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 01 - 2014, 12:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

انا هنا موجود

انا هنا موجود
كل ما كان يفعله هو آن يصرخ قائلا : نجس .... نجس
كلمات صعبة .... مرة ... ثقيلة على اللسان .... مؤلمة وموجعة للقلب .... لا يعلم أحد كم من الزمان يقولها
ولكن له زمان ...غير معروف أو معلوم .... مع بداية الصباح يعمل كباقي الناس وعمله عبارة عن تحذير الآخرين من الاقتراب إليه !! فمنذ الصباح وحتى المساء وهو يصرخ نجس ... نجس ... ممنوع اللمس أو حتى الاقتراب ... فأنا مرض وخوف وموت بالنسبة لكم .... لم يكن هكذا ... ولا يريد أن يكون هكذا ... ولكن من ... من يختار ما هو عليه ... أو حتى ما يريد أن يكون عليه !!
كل ما يحتاجه من الحياة هو رغيف الخبز ... لقمة العيش ولكن لقمة عيشه هو مختلفة عن ... فهو بالفعل يريد لقمة العيش ... رغيف الخبز .
هو يعلم جيد أن كل شيء بالنسبة له قد توقف ... نعم توقف كل شيء ... كل شيء ألا الموت الذي ينتظره ومصيره المجهول ... الذي لا يعلمه !!! .... لا يوجد طموح ... حيث لا مستقبل ... لم يفكر أو مجرد الحلم في أن يكون جامعي ... طبيب أو مهندس أو حتى موظف ... لن يرتبط بأي فتاة فلم ولن يدق الحب باب قلبه يوما ما ... وبالتالي لن يكون له ابنا يحمل اسمه بعد أن يغادر الحياة ...
ليس لديه منزل أو سيارة ( مود يل قديم أو حديث ) ولن يكون ! ... لم يعرف يوما طريق البنك أو أماكن الترفيه ؟ لم تضحك الحياة يوما له ... بل على العكس هي ... آخذت منه كل شيء ... نعم كل شيء وتركته ينتظر لما لم يرغب فيه يوما ؟ فلم تمنحه صديقا يجده عندما يحتاج أليه ... عذرا ... لقد منحته الحياة ويا ليتها ما منحتها إذا أنها منحته من نفس فئته ... منحته زملاء في الألم والمرض ... عندما ينظر إليهم لا يرى ألا الموت يحيط بهم
... ويجد اليأس يخرج من كل جسدهم ... لم يشتم يوما رائحة زهرة جميلة ... بل كل ما يعرفه ويشمه هي رائحة الموت القوية التي تعج ممن حوله ... لتذكره برائحته هو . أية حياه يحياها ... من ... من يرغب في أن تكون حياته بهذا الشكل ؟أو من ... من يختار حياته !
نعم لقد توقف كل شيء بالنسبة له ... كل شيء ... ما عدا شيئا واحدا ... نعم تبقي شيئا واحدا لم يتوقف ... أو بمعنى أخر لم يفقده في كل هذه الألم ... والذي تولد في داخله عندما كان يسمع الذين كانوا يأتون بالطعام لهم .
كان ينصت جيدا لهم ... وكان كلام الكل في هذه الأيام عن شخص ... قد احتار فيه الجميع ! بل قسم الناس إلى فريقين ... ما بين مؤيد ومعارض .. كان الحديث آنذاك عن رجل يصنع الخير مع الكل ودون ثمن ... عن معلم في زمن خلت منه المعلمين ... لا ... بل يوجد فيه معلمين وما أكثرهم ... لكنها مجرد كلمات رنانة ... جوفاء دون حياة ... بينما هذا المعلم يعيش ومن ثم يعلم !! بل الأكثر من هذا انه رجل مقتدر في القول والفعل ... نادى على الميت فأحياه ... وقال للأعمى ابصر فانفتحت عيناه ... ومسك باليد اليابسة فرجعت فيها الحياة ... ولقد اشبع الآلاف من سمكتين وخمس خبزات ... وعن ذلك المجنون العريان ... والذي كان يسكنه اكثر من ألفين شيطان ... آمرهم ذلك المعلم فخرجوا في الحال ... وصار حرا بعد أن كان مقيدا بسلاسل ومجنون عريان .. تراه لابسا وعاقلا ... وشاهدا بإحسان الله ...
كان صديقا يسمع كلامهم وهو يفكر ... لماذا لا أقابل هذا الرجل ؟ ماذا سأخسر ؟ ماذا سيحدث لي اكثر مما أنا فيه ؟ ولكن هل هو يرغب في مقابلتي ؟ أم انه كباقي الناس من حولي ؟ كيف يمكنني مقابلته ؟ أنا لا أستطيع الذهاب من مكاني هذا ؟ وهل أن ذهبت ... هل سيراني .. أو سيهتم بي ؟ هل سيتجنن علي كما تحنن علي الكثيرين من قبلي ؟ ... ولكن لماذا لا اذهب .. ماذا يمنع ؟
كان يعيش فقط لآجل الموت وكان مستريحا لهذا ولكننا نجده ألان في صراع لم يستطع الخروج أو الهروب منه ... فهناك أمل لو انه ذهب ... ربما .... ولماذا ربما
.... أكيد اذا ذهبت واحب هذا أن يعمل معي شيئا ... فانه يستطيع .
كان مساء ذلك اليوم ... يوم التغيير ... اليوم الذي سترجع فيه الحياة ... اليوم الذي سيصبح فيه الماضي بكل ما يحمل من ألم ومرارة نفس ... وخيبة أمل ... سوف يصبح طي النسيان ... انه مساء اليوم الفاصل الحاسم الذي سيتغير فيه كل شيء ... يوم الحياة الجديدة .
لم يستطع النوم في هذا المساء ... من كثرة الأحلام الجميلة في المستقبل ... فهو يريد أن يكون ويكون ويكون ... ، هاهي الشمس ترسل أول أشعتها ويأتي بداية النهار ليعلن عن انتهاء الظلام .. جاء ليحقق حلم ورجاء من ينتظره ... وهاهو صديقنا يقفز من مكانه ... تاركا تفكيره وأيام تشريده ... ذاهبا إلى ذلك الطبيب العظيم ومن سرعته اصطدم برفقاء الدرب بالغلابة والمساكين ... اصطدم بأصحاب المرض الخطير ،، فيعتذر عن هذا لكي يكمل الطريق ... ويتوقف للحظة وهو يقول لهم : لقد وجدت الحل لما نحن فيه !! فهناك يوجد طبيب عظيم .., يجول يصنع خيرا ويشفي كل مريض .. هيا جميعا إليه ... فهو قريب .
ونجد أصدقاؤه يتسألون ... ماذا يا ترى حدث له ... فبالأمس كان رفيق ... واليوم نراه مختل العقل ويحلم كثير ... أبقي يا صديقنا معنا ... والله يكفيك شر الطريق .
مفيش فآية ... خليك هنا تروح لمين .. ده الناس كتر خيرهم كل يوم بيجبولنا اللي فيه النصيب ... بلاش تتنطط على لقمة عيشك ... خليك وسطينا وكلها بكره أو بعده وكلنا هنموت !!!
يرد عليهم المحروم ويقول : الموت .. الموت ... ليه حبين الموت ... وكأنه الموت هو الحياة .... وليه نموت وسر الحياة موجود ... ليه نقول الموت علينا حق ... والرب اللي بيحي موجود ... أفكار غريبة رهيبة ...
تعالوا أده الرب اليوم هيمر بينا ... هيحينا ويخلينا أولاد وارثين أمجاد .... وده كله من حبه فينا .
مجنون ... والعقل تركته لينا ... امشي روح ... واليوم هيكون يوم وفاتك يا مسكين
هنا موت وهناك موت ... دعوني اذهب .
ويذهب صديقا باحثا على من قد وضع الرجاء والآمال عليه تاركا أصوات كثيرة من خلفه تناديه ...ارجع يا مجنون ... حقا انه مجنون ... لم يفهم ما نحن نفهمه !!!!
وهاهو يسمع أصواتا كثيرة ... ربما هو .. نعم ... نعم انه هو ... سائرا ومن حوله الناس ... كما سمعت عنه .. أنا قادم إليك يا سيد ... يذهب متخفيا مخترقا الازدحام ....وفجأة يقف هذا الرجل أمام طبيبه ... وها هي عيناه تقع ولأول مرة على الطبيب ويجد نفسه منجذبا نحوه ولا يشعر بنفسه إلا وهو مخترقا للجمع وساجدا أمام هذا العظيم لينطق بكلماته الشهيرة يا سيد .... نعم يا سيد ... فعندما رأيتك شعرت بهيبتك من حولك ... يا سيد وجدت فيك ما لم أجده في غيرك ...
يا سيد هل تعرفني ... هل حقا تعرف من أنا ؟ هل تعرف حالتي .. همومي ومشاكلي ... هل تعرف ماذا احتاج ...؟ يصمت الأبرص قليلا ... بعد أن ملأت عيناه الدموع ... لينطق بصوت حاملا كل الهموم ... صوت يملأه الحزن ... هل أجد لنفسي مكانا في قلبك ؟ يا سيد أن أردت ( أن آنت أحببت ) نعم أن أردت ... فأنت تستطيع بلا شك أن تطهرني ... فأنا احتاج لمن يحبني ... يحبني وأنا هكذا ... أنا اعلم أن تستطيع أن تشفيني ... لديك القدرة لهذا ... ولكن هل تحبني لدرجة أن تحررني مما أنا فيه ؟ من لعنة المرض ... هل تحبني إلى الحد الذي يصبح بينا تواصل وتفاعل ... أتيت إليك لأني سمعت عنك الكثير ولم أبالي بكل المخاطر ... أتيت وكلي رجاء وثقة فيك ... فماذا أنت فاعل ؟
وينظر إليه يسوع الطبيب العظيم وعيناه معبرة للحب الذي يملاء قلبه .. نعم أنا أعرفك من البداية ... أنا احبك ... نعم احبك ... وسوف تدرك هذا يوما ما ... أنا لست فقط طبيبك ولكني أفاديك أيضا !!! أنت لست اقل من الآخرين ... أنت مثلهم ... ولكنك أنت أفضلهم كونك عرفتني ... انظر حولك الكثير يتبعني ...
منهم من أكل وشبع ... ومن من شفي من مرضه ... ومنهم من رأى معجزاتي ... ومنهم من اجل كلماتي ... ومنهم من أعجبتهم أخلاقي ... ومنهم من وجدا خلاصه حقا فقرر اتباعي ... وهناك الكثير حولي ولكنهم لم يأتوا إلى !!!!!!!!! لذا أنا احبك ... أحببتك عندما صنعتك يداي ... أحببتك حتى مهما كلفني ….فداك ... أنا احبك ... لذا أنا هنا موجود !!!احبك ... أريد …..فأطهر
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
Dessin animé pour enfants | الحزن موجود وأنا موجود
المسيح موجود إذن الرجاء موجود
لا تخف أنا موجود
انا موجود
انا موجود


الساعة الآن 11:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024