منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 01 - 2014, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 101 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

أبونا إبراهيم ما بين الوداعة والشجاعة
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
لاشك أن إبراهيم أبا الآباء كان وديعًا. هذا الذي سجد لبنى حث، حينما طلب مكانًا يدفن فيه سارة زوجته. بينما كان بنو حث يبجلونه قائلين "أنت يا سيدي رئيس من الله بيننا. في أفضل قبورنا أدفن ميتك" (تك 23: 6-7). ومع ذلك سجد لهم..!
إبراهيم الوديع هذا، لما أخبروه بسبي لوط ضمن سبي سادوم في حرب أربعة ملوك ضد خمسة، يقول الكتاب "فلما سمع ابرآم أن أخاه لوطًا قد سبي، جرَ غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر، وتبعهم إلي دان وكسرهم، وتبعهم إلي حوية.. واسترجع كل الأملاك، واسترجع لوطًا أخاه أيضًا وأملاكه والنساء أيضًا والشعب" (تك 14: 14-16).
أكانت شهامة إبراهيم ونخوته ضد وداعته وطيبته؟! حاشا.
مثال آخر في امتزاج الوداعة بالشهامة والشجاعة والقوة، هو الصبي داود في محاربته لجليات الجبار.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 102 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

داود النبي ما بين الوداعة والشجاعة
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
لاشك أن داود كان وديعًا. يقول عنه المزمور "اذكر يا رب داود وكل دعته" (مز 132: 1). داود راعى الغنم الهادئ، صاحب المزمار، الذي يحسن الضرب على العود (1 صم 16: 21). داود الحسن المنظر مع حلاوة في العينين (1 صم 16: 12).
داود هذا، لما ذهب إلي ميدان الحرب يفتقد سلامة أخوته، وسمع جليات الجبار يعيَر الجيش كله ويتحداه، والكل ساكت وخائف.. تملكته الغيرة المقدسة. وبكل شجاعة وقوة وإيمان قال "لا يسقط قلب أحد بسببه" وعرض أن يذهب ليحاربه (1 صم 17: 32). وتقدم في شجاعة نحو ذلك الجبار الذي أخاف الكل وقال له "اليوم يحبسك الرب في يدي..! (1 صم 17: 46). وأعانه الله فانتصر عليه وخلَص الجيش منه.
وعلي الرغم من قوة داود وشجاعته، لم تفارقه وداعته ولا اتضاعه. بل قال لشاول الملك فيما بعد لما طارده "وراء من خرج ملك إسرائيل؟ وراء من أنت مطارد؟ وراء كلب ميت! وراء برغوث واحد!" (1 صم 24: 14).
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 103 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

مواقف لشجاعة الوديع

نتابع كلامنا في هذا الموضوع، فنذكر النقاط الآتية:
  1. الغضب المقدس
  2. قوة الشخصية
  3. الدفاع عن الحق
  4. تحذير لأحد الخطاة
  5. الإنقاذ
  6. الإدانة
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 104 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

الغضب المقدس

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ومثال لذلك موسي النبي الوديع، الذي قيل في وداعته "وكان الرجل موسي حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3).
ماذا فعل هذا الوديع، حينما نزل من على الجبل، ووجد الشعب في رقص وغناء حول العجل الذهبي الذي صنعوه وعبدوه؟ يقول الكتاب "فحمى غضب موسي، وطرح اللوحين (لوحي الشريعة) من يديه، وكسَرهما في أسفل الجبل. ثم أخذ العجل الذي صنعوه واحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعمًا، وذراه على وجه الماء" (خر 32: 19، 20). ووبخ موسي أخاه هارون رئيس الكهنة، حتى ارتبك أمامه هارون وخاف. وقال له "لا يُحم غضب سيدي. أنت تعلم الشعب أنه في شرَ. وقال في خوفه وارتباكه عن الذهب الذي جمعه من الناس "طرحته في النار، فخرج هذا العجل"! (خر 32: 22، 245). وعاقب موسي الشعب. فمات في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف.
موسي الوديع غضب غضبة مقدسة للرب، ووبخ وعاقب. وما كان يستطيع في وداعته أن يسكت على الذي حدث. إن الوداعة لا تمنع الغضب المقدس.
الوداعة أيضًا لا تمنع قوة الشخصية ولا قوة التأثير.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 105 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

قوة الشخصية

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
كان السيد المسيح وديعًا، وفي نفس الوقت كان قوي الشخصية، وكان قويًا في تأثيره على غيره. ولكنني أريد هنا أن أقدم مثالًا في مستوي البشر الذي شرحنا من قبل شيئًا عن وداعته، وهو بولس الرسول.
يقول سفر الأعمال عن القديس بولس وهو أسير "وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، أرتعب فيلكس (الوالي) وأجاب: أما الآن فاذهب. ومتى حصلت على وقت أستدعيك" (أع 24: 24، 25).
ولما وقف بولس -وهو أسير أيضًا- أمام أغريباس الملك. قال له بعد أن ترافع أمامه "أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن". فقال أغريباس الملك لبولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع 26: 27، 28).. وحينئذ في قوة وعزة، أجابه القديس بولس: "كنت أصلي إلي الله، أنه بقليل وكثير، ليس أنت فقط، بل أيضًا جميع الذين يسمعونني، يصيرون هكذا كما أنا، ما خلا هذه القيود" (أع 26: 29). أتري تتعارض الوداعة مع هذه القوة؟! كلا بلا شك.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 106 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

الدفاع عن الحق

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ووقت الضرورة، لا تتنافي الوداعة مع الدفاع عن الحق.
*ويتضح هذا الأمر من قصة بولس الرسول مع الأمير كلوديوس ليسياس، لما أمر أن يفحصوه بضربات، ليعلم لأي سبب كان اليهود يصرخون عليه. يقول الكتاب "فلما مدوه بالسياط قال بولس لقائد المائة الواقف "أيجوز لكم أن تجلدوا رجلًا رومانيًا غير مقضيَ عليه؟! وإذ سمع القائد هذا، أخبر الأمير الذي جاء واستخبر من بولس عن الأمر."وحينئذ تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه. واختشى الأمير لما علم أنه روماني، ولأنه قيده" (أع 22: 25- 29).
ما كان القديس بولس يهرب من الجلد، فهو الذي قال "من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة" (2 كو11: 24). لكنه هنا دافع عن حق معين، وأظهر للأمير خطأ كان مزمعًا أن يقع فيه. وما كان هذا يتنافي مع وداعة القديس بولس.
*وبنفس الوضع لما أراد فستوس الوالي أن يسلَمه إلي اليهود ليُحاكم أمامهم. وبهذا يقدم لهم منة (أي جميلًا)، فقال له القديس بولس في حزم -مدافعًا عن حقه- "أنا واقف لدي كرسي ولاية قيصر، حيث ينبغي أن أُحاكم. إلي قيصر أنا رافع دعواي". فأجابه الوالي "إلي قيصر رفعت دعواك, إلي قيصر تذهب" (أع 25: 10- 12).
لم يكن القديس بولس خائفًا من اليهود. لكنه -في حكمة- طلب هذا، ليذهب إلي رومه -حيث يوجد قيصر- ويبشر هناك. لأن الرب كان قد تراءي له قبل ذلك وقال له "ثق يا بولس. لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في روميه أيضًا" (أع 23: 11). وهكذا دافع عن حقه في وداعة وحكمة دون أن يخطئ. بل تكلم كلامًا قانونيًا.
الوداعة أيضًا لا تمنع من تنبيه خاطئ، لإنقاذه من خطأ أو خطر.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 107 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

تحذير لأحد الخطاة

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
كما قال القديس يهوذا الرسول غير الأسخريوطى "خلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار" (يه 23).
فهل إذا رأيت صديقًا أو قريبًا على وشك أن يتزوج زواجًا غير قانونى، من قرابة ممنوعة، أو بعد طلاق غير شرعي بتغيير المذهب أو الملَة. أو أنه مزمع أن يتزوج زواجًا مدنيًا أو عرفيًا. أو ما شاكل ذلك.. هل تمتنع باسم الوداعة عن تنبيهه إلي أن ما ينوي عمله هو وضع خاطئ؟! كلا، بل من واجبك أن تنصحه. وليكن ذلك بأسلوب هادئ في غير كبرياء ولا تجريح. أما إن سكَت، فإن سكوتك سيكون هو الوضع الخاطئ.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ليست الوداعة أن تعيش كجثة هامدة في المجتمع. بل تتحرك، وتكون لك شخصيتك. وبأسلوب وديع. قل ولو بكلمة واحدة -كقول المعمدان- "لا يحل لك" (مت 14: 4).
بشرط أن ما تقوله يكون هو الحق، وليس مجرد اندفاع متهور بغير معرفة..
يقول القديس بولس "اسهروا متذكرين أنى ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن انذر بدموع كل واحد" (أع 20: 31)، ولكن بأسلوب وديع، كان ينذر بدموع. حتى لو قال كلمة شديدة، سيقبلونها منه.
هل تظنون أن الوديع قد أُعفي من قول الرب لتلاميذه "وتكونون لي شهودًا" (أع 1: 8). كلا، بلا شك. فحيثما تلزم الشهادة للحق، لابد أن نفعل ذلك.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 108 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

الإنقاذ
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

هل إذا أتيحت فرصة للوديع أن ينقذ أحدًا معتدي عليه مثلًا أو في خطورة.. ، أتراه يمتنع عن ذلك باسم الوداعة؟
هل من المعقول أن يقول "وما شأني بذلك؟!" أو يقول "وأنا مالي؟ خليني في حالي"!! أم في شهامة ينقذه، وبأسلوب وديع. كما أنقذ السيد المسيح المرأة المضبوطة في ذات الفعل من أيدي راجميها. في هدوء. وقال للراغبين في رجمها "من كان منكم بلا خطية، فليرمها بأول حجر" (يو 8: 7). وفعل ذلك بوادعة دون أن يعلن خطاياهم "بل كان يكتب على الأرض".
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 109 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

الإدانة

هل يمكن للوديع أن يدين أحدًا. متى! وكيف؟
أمامنا أمثلة من الكتاب المقدس، في مقدمتها السيد المسيح له المجد:
هذا الذي قال "لم يرسل الآب ابنه إلي العالم ليدين العالم، بل ليخلص" (يو 3: 7)، والذي قال لليهود "أنتم حسب الجسد تدينون. أما أنا فلست أدين أحدًا" (يو 18: 15).. هو في مناسبات عديدة أدان كثيرين: مثلما أدان الكتبة والفريسيين (مت 23). وأدان كهنة اليهود قائلًا لهم "إن ملكوت الله يُنزع منكم، ويُعطى لأمة تصنع أثماره" (مت 21: 43). وأدان الصدوقيين قائلًا لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29). وأدان تلميذه بطرس لما قال له حاشاك يا رب (مت 16: 23).
السيد المسيح -مع وداعته- أدان، ولكن بسلطان، وبهدف روحي.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
كذلك فإن القديس بولس الرسول قال لتلميذه تيموثاوس "الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف" (1 تى 5: 20). هنا الإدانة بسلطان، ومن أجل سلامة الكنيسة.

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
هناك أشخاص من حقهم -بل من واجبهم- أن يدينوا.
ولا تتعارض إدانتهم مع الوداعة. مثل الوالدين، والأب الروحي، والمدرس بالنسبة إلي تلاميذه، والرئيس بالنسبة إلي مرؤوسيه.. بل إن عالي الكاهن قد عاقبه الله، لأنه لم يحسن تربية أولاده ويدينهم (1صم 3).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
هوذا الكتاب يقول "لا تخالطوا الزناة" (1 كو 6: 9). فهل تقول: أنا لا أدين هؤلاء! حتى إن لم تقل عليهم أية كلمة إدانة، فإن عدم مخالطتهم وعدم مخالطة مجموعات أخري من الخطاة (1 كو 6: 11) تحمل ضمنًا إدانتهم. وكذلك بالنسبة إلي المنحرفين في التعليم الديني، يقول الرسول "إن كان أحد يأتيكم، ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو 10، 11). فهل باسم الوداعة نقبل هؤلاء؟! كلا. بلا شك.
المسألة ليست حكمًا وإدانة. بل يقول الرسول "خطايا بعض الناس واضحة، تتقدم إلي القضاء" (1 تى 5: 24)، أنت لست تدينهم، بل أعمالهم تدينهم. وأنت بكل وداعة تبتعد عنهم، كما ينصح المزمور قائلًا "في طريق الخطاة لا تقف، وفي مجلس المستهزئين لا تجلس" (مز 1).
هناك مواقف يجد فيه الوديع نفسه مضطرًا أن يتكلم، ولا يستطيع أن يصمت. مثلما فعل أليهو في قصة أيوب الصديق وأصحابه:
كان أليهو وديعًا. ظل صامتًا مدة طويلة. ولكنه أخيرًا لم يستطع أن يصمت. وكان الله هو المتكلم على فمه. وهو الوحيد الذي لم يجادله أيوب (أي 32-37).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب حياة التواضع والوداعة - الوداعة
من كتاب حياة التواضع والوداعة -التواضع واحترام الآخرين
من كتاب حياة التواضع والوداعة لقداسة البابا شنودة الثالث علاقة التواضع بالصلاة
من كتاب حياة التواضع والوداعة - علاقة الاتضاع
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 02:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024