رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاتضاع بين الفضائل الاتضاع هو الأساس الذي تبنى عليه جميع الفضائل. وهو السور الذي يحمي جميع الفضائل وجميع المواهب. ومن هنا يمكن أن نعتبره الفضيلة الأولى في الحياة الروحية. الأولى من حيث ترتيب البناء الروحي، الذي تجلس في قمته المحبة من نحو الله والناس. هو إذن نقطة البدء. ورب المجد في العظة على الجبل، بدأ التطويبات بقوله: "طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السموات" (مت5: 3). ثم طوّب الودعاء (مت5: 5). إن كل فضيلة خالية من الاتضاع، عرضة أن يختطفها شيطان المجد الباطل، ويبددها الزهو والفخر والإعجاب بالنفس. لذلك إذا منحتك النعمة أن تسلك حسنًا في إحدى الفضائل، اطلب من الرب أن يمنحك اتضاعًا حتى تنسى أنك سالك في فضيلة، أو حتى تدرك أنها لا شيء إذا قورنت بفضائل القديسين.. كذلك إن منحك الله موهبة من المواهب السامية، ابتهل إليه أن يعطيك معها اتضاع قلب، أو أن يأخذها منك، لئلا تقع بسببها في الكبرياء وتهلك.. وحسنًا، يعمل الله، إذ يعطي مواهبه للمتواضعين.. لأنه يعرف أنها لا تؤذيهم. وقد اختار للتجسد الإلهي فتاة متواضعة تنسحق أمام ذلك المجد العظيم.. وهكذا "نظر إلى اتضاع أمته" (لو1: 48)، هذه التي تستمر في اتضاعها مهما كانت جميع الأجيال تطوبها (لو1: 48)، .ويقول الكتاب إن الله يكشف أسراره للمتضعين، وأنه يعطيهم نعمة (يع 4: 6) (1بط 5: 5) (أم3: 34). هؤلاء الذين كلما زادهم الله مجدًا، زادوا هم اتضاعًا وانسحاق نفس قدامه. والاتضاع ليس فقط فضيلة قائمة بذاتها، إنما هو أيضًا متداخل في باقي الفضائل. إنه كالخيط الذي يدخل في كل حبات المسبحة.. بحيث لا يكون قيام لأية حبة منها، ما لم يدخل هذا الخيط فيها.. فكل فضيلة لا اتضاع فيها، لا تعتبر فضيلة، ولا يقبلها الله. لذلك قلنا إن الاتضاع أساس لكل الفضائل. كما قلنا أيضًا إنه سور لها يحميها من المجد الباطل. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لقداسة البابا شنودة الثالث ( الاتضاع بين الفضائل ) |
الاتضاع حارس لكل الفضائل |
الاتضاع هو الحصن الذي يحمي الفضائل |
الفضائل الأمهات: المحبة، التسليم، الاتضاع |
الاتضاع هو الارض التي تبني عليها الفضائل |