ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺ ﺃﺳﻤﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ،
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﺳﻤﻪ ﺍﻟﺤﻆ
ﺭﺍﻛﺒﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﻭﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﻠﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ
ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻤّﻠﻮﺍ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻣﺸﻴﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻞّ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻭﻋﻠّﻬﻢ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﺄﻭﻯ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﻭﻥ
ﺟﺪﻭﻯ...
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻟـ ﺍﻟﺤﻆ : ﺳﻮﻑ ﺃﻧﺎﻡ
ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻜﻤﻞ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺷﺠﺮﺓ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻆ ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ : ﻣﺠﻨﻮﻥ ! ﺳﻮﻑ
ﺗﻌﺮّﺽ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻠﻤﻮﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﺪﻫﺴﻚ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻆ : ﻟﻦ ﺃﻧﺎﻡ ﺇﻻ ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﺘﺮﺍﻧﻲ
ﻭﺗﻨﻘﺬﻧﺎ
ﻭﻓﻌﻼً ﻧﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺤﻆ ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﺴﺮﻋﺔ
ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺷﺨﺺ ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ
ﻓﺎﻧﺤﺮﻓﺖ ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
ﻭﺩﻫﺴﺖ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ
ﻭﻋﺎﺵ ﺍﻟﺤﻆ
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺤﻆ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ ﻷﻧﻪ
ﻗﺪﺭﻫﻢ
ﻓﻌﺴﻰ ﺗﺄﺧﻴﺮﻙ ﻋﻦ ﺳﻔﺮ ، ﺧﻴﺮ -
ﻭﻋﺴﻰ ﺣﺮﻣﺎﻧﻚ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺝ ، ﺑﺮﻛﺔ -
ﻭﻋﺴﻰ ﺭﺩﻙ ﻋﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ، ﻣﺼﻠﺤﺔ -
ﻭﻋﺴﻰ ﺣﺮﻣﺎﻧﻚ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ، ﺧﻴﺮ -
ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ
ﻓﻼ ﺗﺘﻀﺎﻳﻖ ﻷﻱ ﺷﺊ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻚ
ﻷﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ
ﺍﻟﺨﻴﺮ