أمثلة على الأمانة
كن أمينًا على الذي في يدك، يقيمك الله على الذي في يده هو.
كن أمينًا في استخدام إمكانياتك الحاضرة، يقيمك الله على الإمكانيات التي ليست لك. إن أتقنت المشي مع المشاة دون أن تتعب، يقيمك الله على مباراة الخيل (أر12: 5).
إن كنت أمينًا في محاربة الخطايا الظاهرة، يقيمك وينصرك على الخطايا الخفية والشهوات.
إن كنت أمينًا لله في فترة الطفولة والفتوة، يجعلك الله أمينًا في محاربات الشباب.
إن كنت أمينًا في قبول ليئة، يقيمك الله على الزواج براحيل (تك29: 27) وإن كنت أمينًا في غربة برية سيناء، يقيمك الله على أرض الموعد في كنعان.
إن كنت أمينًا في هذا العمر القصير المحدود، يقيمك على الأبدية غير المحدودة.
المهم أن تكون أمينًا في كل ما تمتد إليه يدك مهما كان صغيرًا وقليلًا. لذلك كن أمينًا في الوزنة الواحدة التي معك، يقيمك على الخمس وزنات. وكن أمينًا في الأمور التي تري يقيمك على التي ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان (1كو2: 9).
كن أمينًا على ثمار الروح، يقيمك على مواهب الروح.
لا تسرع في طلب المواهب (1كو12)، دون أن تقتني الثمار أولًا (غل5: 22، 23) فثمار الروح في معالم الطريق الروحي، لابد أن تسبق المواهب. لو كان أبونا آدم أمينًا في القليل (مجرد أنه لا يأكل من إحدى الأشجار)، ما كان قد حدث له كل ما حدث. ولأمكنه لو نجح في الاختبار، أن يأكل من شجرة الحياة.
من قوانين الرهبنة، أن الذي يكون أمينًا في فترة المجمع وفي اقتناء فضائلها، يمكنه أن يدخل في حياة الوحدة إن أراد.
قال أحد الرهبان للأب الروحي في الدير " اسمح لي أن أسكن في الوحدة، لأني لا أطيق مضايقات الأخوة ". فأجابه الأب المختبر:
إن كنت لا تحتمل مضايقات الأخوة في المجمع، فكيف تحتمل حروب الشياطين في الوحدة؟!
اللص اليمين كان أمينًا خلال ساعات خمس قضاها على الصليب، فأقامه الله على الدخول معه إلى الفردوس.
أحد الآباء طلب من إبنة أن ينظف الحقل من الشوك. فلما ذهب ووجد الحقل مملوءًا شوكًا، يئس ونام دون أن يفعل شيئًا. فلما علم أبوه بما حدث، قال له " يا ابني. نظف كل يوم على قدر مفرشك فقط. وسيأتيك الوقت الذي يصبح فيه كل الحقل نظيفا من الشوك.
القديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم كان أمينًا في فضيلة الرحمة، يعطي كل من يسأله، ولا يستبقى شيئًا من ماله له، بل الكل للمحتاجين. فلما رآه الله أمينًا هكذا، ائتمنه، ولا يستبقي على عمل الرحمة أكبر وأعظم، إذ منحه شفاء المرضى.. وهكذا كان الأنبا إبرام في أمينًا في القليل.