رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السلوك الروحي واستقامته الإنسان الروحي يسلك حسب الروح: حسبما الروح يقوده ويرشده وليس حسب الجسد، أي ليس حسب مشيئة الجسد ورغباته وماديته... والذي يسلك حسب الروح، يكون مقبولًا أمام الله، بينما الذي يسلك حسب الجسد يقع تحت الدينونة. ولذلك قال القديس بولس الرسول: "لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح" (رو8: 1). المفروض في الإنسان الروحي أن يهتم بروحه: في غذائها وصحتها ونموها... يعطي روحه ما تحتاج إليه من غذاء يحفظها في قوة وفي نمو، مثل كل وسائط النعمة من صلاة وصوم، وقراءات روحية، وتأمل ومطانيات واجتماعات روحية، وخلوة روحية، وارشاد روحي. كما يحتاج أن ينمي روحه بحياة الفضيلة التي يسلك فيها وبالمحبة التي تربطه بالله وبحياة التوبة التي تحفظ روحه نقيه. غير أن غالبية الناس يهتمون بأجسادهم إهتمامًا كبيرًا يفوق اهتمامهم بأرواحهم. يضعون كل الاهتمام في الجسد وكل ما يختص به من مأكل وملبس ومسكن وترفيه وزينة، بل يهتمون برغبات هذا الجسد، وتحقيق شهواته وملاذه، بشكل يشمل كل الفكر وكل العاطفة، حتى لو تعارض هذا كله مع نقاوة أرواحهم. وينسي كل هؤلاء قول الرسول: اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام، اهتمام الجسد هو عداوة لله.. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله... (رو8: 6 8). لذلك يسمون هؤلاء جسدانيين.. ولا يستطيع الجسدانيون أن يرثوا ملكوت الله، لأنه ملكوت روحي، يعيش فيه فقط، الروحانيون السالكون حسب الروح. ولذلك فعندما تكلم الرسول عن محبة العالم التي هي عداوة لله، قال " لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة" (1يو2: 16). وهكذا وضع شهوة الجسد في مقدمة العالميات. هنا نسأل سؤالًا يفرض نفسه: هل الجسد إذن خطية؟ |
|