منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 01 - 2014, 03:41 PM
 
FIKRY Male
ابتديت اشد حيلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  FIKRY غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1386
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 49

تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب
متى 1: 18- 25 , 2: 1- 15
لوقا 1: 26- 56 , 2: 1- 39
الجزء الثامن


مقدمة
إن كل رموز العهد القديم وذبائحه وتقدماته إنما تشير إلى شخص السيد المسيح وعمله كالختان الذى كان علامة عهد وتقدمة الأبكار التى ترينا قصد الله فى أن يكون له أولاد حسب مسرة محبته ,نرى فى ختان المسيح وتقديمه كالبكر للرب يهوه تحقيق هذين الرمزين بالمقياس الكامل فى شخصه المبارك الذى تحقق فيه كل ما كان فى فكر الله من جهة الأنسان.
أن يسوع المسيح كأى أسرائيلى كان يجب عليه أن يختتن فى اليوم الثامن تتميما للناموس وينبغى أن نتذكر أن المسيح أتى بحسب الجسد من نسل أبراهيم فأختتن كغيره من الأولاد ولا يوجد فى إختتانه معنى خلاف ماكان له لما أجرى فى الآخرين ,ان يسوع المسيح قد صار خادم الختان من أجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء فهو مولود من أمرأة ومولود تحت الناموس ,ويشار للختان فى العهد الجديد وبه أيضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية,فالختان فى العهد الجديد يشير إلى عمل المعمودية (معمودية المسيح) وفى نفس الوقت يرمز إلى وضع كل ثقة فى الجسد جانبا وهكذا تتحول كل الثقة إلى الله ,فالختان الروحى ليس له علامة ظاهرية فى الجسد ولكنه شىء داخلى يأتينا من قبل الله أثناء معموديتنا بالماء والروح كما يقول عنه بولس الرسول فى روميه 2: 29 29بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ أن الله يسربالذين يجدون كل ينابيعهم فى شخصه , لم يكن هناك جسد الخطية فى ربنا يسوع المسيح ,والذى يرى فى المشهد فى ختانه هو علامة العهد كنموذج ومثال كامل وهو فى الناسوت من مهد طفولته إلى الرجولة فى خلال طريقه كلها كان الله هو إلهه وكان يسير طبقا لأرادته ويتكل أتكالا كليا على الله وكان هو الأنسان الذى بحسب قلب الله وإذ ختن فهذا يرينا أنه حافظ العهد بالنسبة لله ويعرف ويتمتع بكل ما فى أفكار الله من جهه بركة الأنسان وكان الناسوت فيه بعيد كل البعد عن الثقة بالذات وكان الله فى الأنسان والأنسان فى الله لأول مرة فى بركة العهد الكاملة ,وختان المسيح يشير إلى موته ,كان لابد أن يموت لأجلنا وقد متنا معه شرعا فى الصليب ويجب أن نطبق حكم الموت عمليا فى حياتنا كما فى غلاطية 2: 20 20مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. ان هذا هو الختان غير المصنوع بيد الذى فيه نخلع جسم البشرية ونضع جانبا كل ثقة فى الجسد ومميزاته ويستحضر المؤمن ألى الثقة الكاملة فى الله وتسميته بأسم يسوع بالأرتباط مع ختانه ترينا أن صفته كالمخلص تعتمد على موته واليوم الثامن فى الكتاب يرتبط بالله وبالأبدية ويفيد بداءة جديدة وكانت الحيوانات تقدم لله فى اليوم الثامن كما فى الخروج 22: 29- 30 29لاَ تُؤَخِّرْ مِلْءَ بَيْدَرِكَ وَقَطْرَ مِعْصَرَتِكَ وَأَبْكَارَ بَنِيكَ تُعْطِينِي. 30كَذَلِكَ تَفْعَلُ بِبَقَرِكَ وَغَنَمِكَ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ مَعَ أُمِّهِ وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تُعْطِينِي إِيَّاهُ. ففى المسيح كل شىء مضمون تحقيقه من الله للأنسان وكل شىء لابد أن يتم على أساس الموت والقيامة ,فموت المسيح فيه شبع قلب الله وسروره إلى الأبد ,وأذا قبلنا الختان الذى هو وضع الجسد فى حكم الموت مع المسيح ونقبل الدخول بالأيمان فى معمودية العهد الجديد (معمودية المسيح) ,فبالروح القدس نستطيع أن نميت أعمال الجسد وفى هذه الحالة يسر الله بنا ,وهنا الروح القدس يضع أمامنا النموذج الكامل للأبن البكر فى شخص السيد المسيح ,وألتزمت العذراء مريم ويوسف بالحضور إلى أورشليم لأجل تقديم الولد البكر الذكر للرب كما هو فى الخروج 13: 2 2«قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي». وقدمت العذراء فرخى الحمام لحاجتهاللتطهير كشريعة موسى ولفقرها ولكن قيمة ما قدم فى هذه المناسبة كان فيه سرور لله لأنه يرتبط بالرب يسوع حيث نرى التقدمة فى صورتها المتواضعة فى نظر الناس ولكن ما أعظم سموها فى نظر الله ,قدموا لله ما هو عتيد أن يتم فى الطفل المولود لقبول الأنسان ورفع الخطية ,لقد كانت نعمة الله آتية إلى العالم لتخلصه وما أبسط الرمز الذى قدمت به تلك النعمة كأن الله يقدم خلاصه للأنسان فى أبسط الصور ليصبح فى متناول كل أنسان وهذه البساطة يقدرها الإيمان ويتمسك بها , ووسط حالة أسرائيل المنحطة والفساد الذى عم الجميع ,كان يوجد بعض إناس أتقياء فى أورشليم نفسها ينتظرون تعزية أسرائيل ,فأمثال هؤلاء شعروا بخطية الشعب وبالشقاوة الناتجة منها ,وبالإيمان أنتظروا مجىء الموعود به ليفدى أسرائيل ويمسح الدموع من أعين النائحين والباكين على سوء حالتهم ,وهؤلاء كانوا بقية فى وسط الأمة المتمردة التى أوشك أثمها يكمل للدينونة ,ومنهم سمعان الشيخ وحنة بنت بنت فنوئيل(النبية) ,وكان الروح القدس قد أعلن لسمعان هذا أنه لن يموت قبل أن يرى مسيح الرب والروح أرشده للهيكل فى الوقت المناسب لرؤية الصبى يسوع وتكلم الروح مع سمعان عن الرب وكان هو ينتظر هذه التعزية وكان أنتظاره نابعا من أيمانه وكان يتطلع إلى المواعيد وله رغبة فى قلبه منتظرا هذه التعزية وهكذا جعله الروح القدس موضع ثقته و أخبره عن الرب يسوع بطريقة لم تعلن للآخرين وينبغى أن نلاحظ كثرة ما قيل عن سمعان بالأرتباط بالروح القدس وأن الروح القدس كان عليه ,وكان قد أوحى أليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت ...... فأتى بالروح إلى الهيكل,والحقيقة نستطيع أن نرى فى سمعان شخص ونموذج الإنسان المؤمن السهران المنتظر مجىء الرب فى المرة الثانية ,إن الروح يخاطبنا الآن فى أعماقنا معلنا لنا عمل المسيح الكفارى وحياته المباركة مانحا لنا أياها وفى نفس الوقت يجعل فينا الرجاء لإنتظاره عند مجيئه فى اليوم الأخير ,فالروح الذى عمل مع سمعان وسط ظروف كثيرة هو نفسه الذى يعمل ويستطيع أن يعمل فينا وسط الظروف المهم أن يكون لنا أرتباطا بالروح حتى نمكنه أن يعمل داخلنا,لقد أرشد الروح سمعان إلى الهيكل فى الوقت المناسب وحين دخل أبوى الطفل يسوع إلى الهيكل لإجراء المفروض عليهما حسب الشريعة كان سمعان هناك فأخذه على ذراعيه فإذ إمتلأ شكرا بارك الله وطلب الأنطلاق حالا لأنه قد عاين ما أشتهاه ولكنه لم يقتصر على تتميم رغبة قلبه فقط فإنه كان يحب أسرائيل كشعب الله وميز الصبى يسوع خلاص الله لهم كما لنفسه أيضا ,وهذا يمتاز به فرح الأيمان فى كل حين لأننا بالأيمان نرى نسبة الله لشعبه وندرك أنه له المجد يحب أن يباركهم فنحن أن كنا نهتم ببركتنا الشخصية وحدها نخسرها لأن الله يجرى أعماله حتى يظهر أعتنائه بجميع شعبه فلذلك ينبغى أن نتسع فى قلوبنا لكى تكون لنا الشركة معه ,كانت لسمعان العواطف الحبيبة الظاهرة فأستحق أن يحمل المسيح وكل من له العواطف الحبيبة نحو شخص الرب يسوع المسيح وله الأيمان الذى يؤسسه الروح القدس فينا يعاين الرب ويحمله فى قلبه فالذى يعرف حقيقة شخص الرب يعرف عظمته وجلاله ويفرح لخلاص الله المجهز فيه.
حقا إن ربنا يسوع المسيح جاء نورا لكل العالم فهو الذى قال عن نفسه أنا هو نور العالم ,نور يضىء ظلمة الأنسان ويكشف عن خطاياه ويقوده إلى حياة التوبة والرجوع لله ,نور أقتران بعهد النعمة والخلاص ,أما النبوة التى قيلت فهى نور أعلان للأمم فإنه وإن كان لكل العالم ولكنه أيضا للأمم,يعنى أن خلاص الله قد حضر فى يسوع المسيح ولكنه لايكون كشىء مخفى أو كالحوادث التى جرت أوقاتا كثيرة فى وسط أسرائيل ولم تكن لها قرينة مع الأمم , أما هذا الخلاص الذى أبصره سمعان فهو معد أمام جميع الشعوب ويكون نور أعلان للأمم أيضا الذين طالما جلسوا فى الظلام الدامس بدون أعلانات الله ,ولكن فى حضور أبن الله فهو ينيرهم فى وقته ويجعلهم يفرحون فى فرح الشعب المختار وأما المجد الخصوصى فهو لأسرائيل ,وهوذا نعمة الله بميلاد المسيح متجهه بشدة إلى كل العالم حتى أنه يأتى هنا ذكر الأمم قبل أسرائيل وكان هذا شيئا جديدا حقا لأن أعلانات الله فى القديم كانت تتجه أول ما تتجه إلى الشعب القديم (شعب أسرائيل) ولكن بمجىء السيد المسيح أصبح هناك نورا وهو نور أعلان لكل الأمم الذين أصبحوا فى دائرة نعمة الله ,ولعل سمعان عندما قال ذلك بالروح كان حاضرا أمامه قول أشعياء النبى الذى تنبأ عن المسيح فقال فى أشعياء 49: 6 6فَقَالَ: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ». فخلاص الله ونوره ومجده كان هناك مركزا فى ذلك الطفل الذى أخذه سمعان بين ذراعيه ,لقد حضر فعلا بين الناس الخلاص والنور ولم يعد شيئا مخفيا عن الجميع أما المجد الخصوصى فلأسرائيل أى الأيمان ,ونلاحظ أن سمعان بارك يوسف ومريم ولكنه لم يستطيع أن يبارك المسيح لأن المسيح يسوع هو البركة والنعمة والخلاص ومنه نحن نأخذ فهو الذى يهبنا ذلك وليس آخر فلم يكن بالأمكان أن يبارك سمعان الطفل يسوع.كان حضور السيد المسيح فى وسط أسرائيل علامة على الأتضاع لإمتحانهم فقد سبقت بعض الأشارات فى كتابات الأنبياء إلى هذا الموضوع ففى أشعياء 8: 14- 18 14وَيَكُونُ مَقْدِساً وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ لِبَيْتَيْ إِسْرَائِيلَ وَفَخّاً وَشَرَكاً لِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. 15فَيَعْثُرُ بِهَا كَثِيرُونَ وَيَسْقُطُونَ فَيَنْكَسِرُونَ وَيَعْلَقُونَ فَيُلْقَطُونَ. 16صُرَّ الشَّهَادَةَ. اخْتِمِ الشَّرِيعَةَ بِتَلاَمِيذِي». 17فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ السَّاتِرِ وَجْهَهُ عَنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَنْتَظِرُهُ. 18هَئَنَذَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ السَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ. وفى أشعياء 28: 16 16لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَئَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ امْتِحَانٍ حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيماً أَسَاساً مُؤَسَّساً. مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ وأشعياء53 1 مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.
ولكن اليهود كانواينتظرونه بصفات العز والجلال ولم يخطر ببالهم أنهم يعثرون به وأن أكثرهم يسقطون لعدم أيمانهم ولا يعودون يقومون فبينما هم يتوقعون مسيحا مجيدا له جبروت كداود وجلال كسليمان ,فها إنسان فقير ظهر بينهم يدعوهم إلى التوبة والخضوع له والأمتثال بقدوته الوديعة ,ففى أفكارهم شىء عال ولكن أمامهم منظر وضيع لا صورة ولا جمال له فى أعينهم فصار لهم حجر أمتحان وصخرة عثرة وصدمة ,فقد ظهر مسيحهم على حالة وهيئة يمكنهم أن يصدموه فيها بأرجلهم ويدوسوا عليه وقد عمل هكذا كثيرين فى أسرائيل ,وأما البقية التقية مثل سمعان وغيره من المذكورين فكانوا متضعين ومتذللين بسبب خطاياهم وإنحطاط أمتهم ,فهؤلاء تحيروا أيضا من هيئة فاديهم ولكن مع ذلك كان فيهم إيمان وبصيرة وميزوا حقيقة شخصه وقبلوه فصار لقيامتهم, وكانوا يشعرون بالحالة السيئة كمن وقع فى الجب أو البحر فأحتاجوا يد المعونة والمسند لأرجلهم فناسبهم الحجر كل المناسبة فلما قبلوه أستطاعوا أن يقولوا مع المزمور 40: 1- 3 1 اِنْتِظَاراً انْتَظَرْتُ الرَّبَّ فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي 2وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُواتِي 3وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَةً لإِلَهِنَا. كَثِيرُونَ يَرُونَ وَيَخَافُونَ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ. وأما غير التائبين الواثقين ببر أنفسهم فلم يروا أنهم فى الضنك فإنتظروا منظرا حسنا حسب الجسد يناسب مشربهم الفاسد ولم يجدوا فى المسيح سوى صخرة عثرة وعلامة تقاوم ,وأشتهر صيت المسيح وكان كعلامة تظهر للجميع ,فألتزموا أن يجزموا فى شأنه أهو فادى إسرائيل ومخلصهم أم لا فقاوموه وأخيرا حكموا بأنه مضل وصلبوه ولم يزل الأمر هكذا إلى الآن ,فأنه ليس أحد من اليهود أو من الأمم يقبله قبولا حقيقيا أن لم يتذلل بسبب خطاياه ويشعر بأحتياجه الشديد إليه كفادى ومخلص ,قد رفعه الله كعلامة ويدعو الجميع أن ينظروا إليه كما رفع موسى الحية النحاسية فى البرية ,نعم الواثق ببر نفسه يعثربالمسيح دائما ويسقط وأى سقوط ,ونجد أيضا أن سمعان قال للعذراء وأنت أيضا يجوز فى نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة ,قال هذا خصوصا للعذراء مريم ومعناه أنها هى نفسها تتألم بما هى مزمعة أن تشاهد المسيح ,فأجتياز سيف فى نفسها كلام مجازى يشير إلى الألم الحاد الحاصل لها عند معاينتها رفض المسيح وموته ,ولو تأملنا فيما جرى للتلاميذ لما أنقلبت أفكارهم ووقعوا فى حيرة وحزن بعد موت سيدهم ,ولكن لتعلن أفكار فى قلوب كثيرة يعنى تلك الحوادث التى آلمت مريم العذراء أظهرت افكار القلوب ونتذكر قول رب المجد فى يوحنا 16: 20- 22 20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. 21اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. 22فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ,ظهرت أفكار العالم فإنهم فرحوا ظانين أنهم قد نزعوا حياة المسيح عن الأرض وأما أحباؤه فأظهروا أفكارهم بالحزن الشديد ,نعم قد أخطأوا إذ ظنوا أنه يمكث معهم إلى الأبد فى الحالة التى كان عليها ,ولكنهم أحبوه وبرهنوا محبتهم بالبكاء والنوح بينما العالم كان يفرح ,عادوا فحصلوا على الفرح الدائم بمشاهدتهم ربهم فى حالة القيامة من بين الأموات حيث الموت لا يعنيه أبدا ,وقد أبطل أيضا للمؤمنين به ,تبارك أسمك وتعالى إلى الأبد يا رب .
أخيرا نرى قوة إيمان سمعان البار التقى بحيث لما أخذ الصبى يسوع على ذراعيه عرف يقينا أنه قد أمتلك خلاص الله فنزعت عنه شوكة الموت حالا وطلب الإنطلاق بسلام حسب قول الرب ,وهذا اليقين نفسه هو لنا أيضافإننا من بعد معموديتنا وبالإيمان قد أمتلكنا المسيح وننظر إلى الموت ملك الأهوال كأنه لا شىء قائلين مع بولس الرسول فى رسالته الأولى لأهل كورونثوس 15: 55- 58 55أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ 56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. 57وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 58إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ. وبعد ذلك ينقلنا القديس لوقا الى الشخصية التانية التى قابلها السيد المسيح عند دخوله للهيكل .
حنة النبية:

36وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. 37وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. 38فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ. وكما قلت بيضعنا القديس لوقا أمام شخصية تانية من الشخصيات التى عاينت سر ميلاد المسيح وبتمثل أيضا كما مثل سمعان الأنتظار والتعزية والرجاء اللى ظل منتظره أنتظارا طويلا ,ايضا حنة بنت فنوئيل فضلت تنتظر فى الهيكل عابدة الليل والنهار تطلب أنها ترى وتعاين هذا الخلاص ,كلمة حنة معناها نعمة وكلمة فنوئيل معناها وجه الله ,ومن المعروف أن أول واحد أطلق كلمة فنوئيل كان يعقوب أبو الآباء لما صارع ربنا فى التكوين 32: 24- 30 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25لَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30دَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».والكتاب المقدس بيعرف معنى كلمة فنوئيل كما رأينا بعاليه ومن هذه اللحظة عرف هذا الأسم ,وحنة بتمثل الأنسان المشتاق لأن يرى وجه الله ,اللى عايز يشوف ربنا ومين اللى يقدر يشوف ربنا ,وأبتدأ يتكلم القديس لوقا عن تلك المرأة التى نظرت وجه الله ,فهو أولا بيوصفها أنها كانت نبية وهنا بيوضح لنا أن المرأة كان ليها دور حتى فى العهد القديم , دبورة كانت قاضية ومريم أخت هارون كانت نبية وكانت مسبحة لله ,وأيضا حنة بنت فنوئيل وكانت نبية ,وعموما كلمة نبى لا تعنى فقط أنه يعرف المستقبل ولكنها كانت تعنى أيضا أنسان بيعرف كلمة ربنا و بيقولها للناس وليس مجرد أنه بيتنبأ عن حاجة فى المستقبل ,فهى جازت هذا الأختبار بمعرفتها لكلمة ربنا وأخبار الناس بيها وهى عاشت كنبية من سبط أشير وهو أحد الأسباط الأثنى عشر اللى هم أولاد يعقوب ,وكانت نبية شيخة ونستطيع أن نحسب عمرها وفقا للأنجيل ,بيقول الكتاب المقدس أنها عاشت مع زوجها سبع سنين ,يعنى أتجوزت لسبع سنين وبعدين زوجها مات بعد سنى بكورتها ,ولو قلنا أن سن البكورية فة ذلك الوقت كان 12 أو 14 سنة وظلت أرمله نحو أربعة وثمانين سنة يعنى تقريبا عمرها 105 سنة فى الوقت اللى شافت فيه السيد المسيح ,14+ 7+ 84 =105 ,وعاشت مع زوج سبعة سنين يعنى لم تستطيع أنها تعيش فترة الفرح أو فترة الأستقرار يعنى كان عمرها اللى قدرت تعيش فيه كزوجة فترة قليلة جدا ,لكن عاشت أربعة وثمانين سنة مترملة والرقم 84 يعنى حاجة كبيرة جدا لكن الحاجة الجميلة فيها أنها حولت حزنها إلى رجاء وإلى فرح وإلى ألتصاق كلى بالله ,وبدلا ما كانت قعدت تندب حظها وتقول أن أنا أترملت بدرى ,وأن أنا وأن أنا وأن أنا ..لكن حولت كل طاقتها لعلاقة بينها وبين ربنا ,وأذا كنا أتكلمنا عن الرعاه اللى قدروا يعاينوا الميلاد وقلنا أنهم بيرمزوا للناس السهرانين على خلاص نفسهم وعلى خلاص الآخرين ,والمجوس اللى بيمثلوا الأنسان اللى بيطلب الحكمة ,ويوحنا المعمدان اللى أمتلأ بالروح القدس فى بطن أمه وسمعان الشيخ اللى بيمثل البر والتقوى التى تستطيع أن تعاين خلاص الله ,فكانت حنة بنت فنوئيل بتمثل الأنسان اللى بيحول أحزانه والضيقات والمرارة اللى ممكن يعيشها ويختبرها إلى فرح وإلى رجاء فى شخص الله وكانت تمتلك رؤية وقدرة روحية عالية جدا يعنى كون واحدة سنها 105 سنة يوصفها الكتاب بأنها لا تفارق الهيكل يعنى مش سايبة بيت ربنا وبيت ربنا هو مش مجرد الحيطان وهو هنا عايز يقول لا تفارق الحضرة الإلهية وربنا موجود فى حياتها وموجود بقوة جبارة جدا فى حياتها وفضلت لازقة فى ربنا , ساعات الأنسان لما بتحصل له مشكلة وضيقة أو حزن يخللى الأحزان دى تفصله عن الله ,ويبطل يروح الكنيسة وعلاقته بربنا ضعفت وفضل مشغول بأحزانه وهمومه وضيقاته ومشاغله ومشاكله ,لكن النفس الشاطرة هى اللى تحول كل الأحزان وكل الآلام اللى فى حياتها إلى طاقة جبارة تجعلها تلتصق بربنا أكثر وتتمتع بحضور ربنا وتتمتع بالعشرة مع ربنا أكثر ويمكن أيوب خير مثال لكده اللى كان زمان يقول لربنا لما كان عايش الرغدة وكان مبسوط (بسمع الأذن سمعت عنك) لكن أمتى رأتك عيناى لما دخل فى الضيقة وفى الألم ,وحنة كانت قاعدة فى الهيكل عابدة ومش قاعدة بتتفرج ,يعنى قاعدة عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا, يعنى حنة تبكت أى واحد فينا عندها 105 سنة ولسه بتصوم وبتصلى وليل ونهار مستمرة ,وده أحنا يعنى لما بنقف نصلى أو نصوم لنا يومين بنعمل هوليله ,لكن هى عابدة ليلا ونهارا وحولت حزنها إلى روح نبوة وإلى روح رجاء حى ينبثق من وسط أحزانها حتى أنها ألتصقت ألتصاق كلى بالله مدى الحياه طول الأربعة وتمانين سنة اللى أترملت فيهم وعاشت مع ربنا على طول ولم يخبرها أحد أن هذا هو المسيح لكن هى عرفته ,وفى أوقات كتيرة الأنسان بيقول وأسمع صوت ربنا أزاى أو أعرف ربنا بيقول لى كده أزاى ؟ الحقيقة مش حا تعرف إلا من خلال العشرة ,ومن خلال الصوت اللى أنت أتدربت أنك تسمعه ,يعنى سمعان الشيخ عاين خلاص الله فى ميلاد المسيح ,ولكن حنشوف أن حنة فاقت سمعان الشيخ فى أنها نظرت للموضوع بنظرة أخرى فهى فى تلك الساعة وقفت تسبح الرب ,طيب هى بتسبح الرب على أيه؟ ويقول الكتاب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء فى أورشليم ,يعنى شافت سر الفداء على طول يعنى شافت الصليب ووقفت تتكلم فى تسبحة كأن الله أتم هذا الفداء وكأن المسيح أتم هذا العمل اللى جاء من أجله ولذلك رؤية حنه فاقت كل الرؤى التى سبقتها قبل كده لأن سيرة حياتها فاقت كل السير اللى قبل كده ,فهى أمرأة ضعيفة يلفها الحزن ,لكن يتحول كل هذا إلى ألتصاق كلى وسيرة تقوى وسيرة حياة بجد ونشاط ومعها نفهم موضوع صلواتها وموضوع أصوامها ,لأنه هى كانت بتصوم وبتصلى ليه ؟ طبعا علشان الله يتمم الفداء اللى كان كل الشعب بينتظره ومش كانت بتصوم وتصلى علشان ربنا يجوزها واحد تانى أو علشان المشاكل تتحل أو علشان أنها تعيش عيشة معينة الحقيقة لأ ده كان موضوع صلواتها أن الفداء اللى بينتظره كل شعب أسرائيل بل تنتظره البشرية كلها أنه يتم وهذا يعطينا لمحة جميلة أنها ليست هى وسمعان الشيخ فقط بل بيقول الأنجيل مع جميع المنتظرين فداء أورشليم يعنى كان فى ناس بداخل قلوبهم رجاء أن النبوات تتم وأن المسيا المنتظر يأتى وأن الخلاص والفداء يتم فى شخص المسيح ,يعنى كان فى ناس بتصلى وبتصوم وبتعبد ربنا بخصوص هذا الموضوع وهذا ير جعنا للآية فى سفر التكوين اللى قالها يعقوب 49: 18 18لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ. يعنى هذا الخلاص كان فى ناس كتيره منتظراه ومترقباه ومتوقعاه والعجيب أن كان فى شخصيات زى حنة وسمعان الشيخ موجودة كثيرة تنتظر خلاص ربنا بينما رؤساء الكهنة و الكتبة والفريسيين كانوا منشغلين بالشكليات وفى البيع وفى الشراء وفى المجد والكرامة وفى الطقوس وفى الفرائض , بينما الناس البسطاء أو الناس اللى محدش بيسمع عنهم حاجة كانوا بيصلوا من أجل أتمام هذا الفداء وكانوا بيطلبوا من ربنا وبيعبدوا ربنا بلجاجة من أجل أن هذا الموضوع يتم وهنا القديس لوقا بيسجل لنا شوية شخصيات على هامش حياة السيد المسيح , ناس كانت منتظرة وبتصلى من أجل هذا الموضوع .

الناصرى:

39وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ، رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ.والقديس لوقا فى أتفاق مبدع جدا لوقا عايز يكمل هذا الفكر أن المسيح تمم كل شىء حسب الناموس وكما نعرف ان معلمنا لوقا كتب هذا الأنجيل للناس الأممين الى كان علشان يقدروا يقربوا من ربنا مثل شعب أسرائيل عليهم مطالب كثيرة جدا من الناموس من فرائض وطقوس ووصايا كثيرة ,فالخبر المفرح اللى عاوز يقولوه لينا أن المسيح تمم كل شىء حسب الناموس بدلا عنا جميعا ونحن ما علينا إلا أننا نقبل المسيح لأنه هو اللى تمم كل شىء عنا وهنا القديس لوقا بقوله رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة بيختزل فترة كبيرة جدا فى حياة السيد المسيح اللى معلمنا متى البشير قد غطى هذا الموضوع أو هذه الفترة التى لم يذكرها القديس لوقا ,وهى أن المجوس أتوا ووصلوا وزاروا العائلة المقدسة بعد أن سألوا هيرودس وهذا كان أخذ سنتان من ميلاد المسيح وبعد زيارة المجوس الملاك ظهر ليوسف النجار وقال له قم خذ الصبى وأمه وأهرب إلى أرض مصر وهذه العملية أخذت حوالى من سنتين إلى ثلاثة سنين تقريبا ,وبعض الناس بتقول أنها طالت فى أرض مصر إلى أربعة سنوات وبعد كده رجعت العائلة ولكن لم ترجع لبيت لحم ولكن رجعت للناصرة وعاشت العائلة المقدسة فى الناصرة فى مكان بسيط ويوسف النجار أشتغل كنجار فى هذه المدينة وكانت الناصرة مشهورة لأنها فى المنطقة الشمالية فى منطقة الجليل البعيدة عن الهيكل الذى كان فى أورشليم فى جنوب فلسطين ,وكانت قريبة من العشر مدن وكان فيها يونانيين كثير ولذلك كتن معروفة أن الناصرة كانت بلد فساد وشر لأن ليس بها معرفة ربنا وهذا ماجعل نثنائيل وفيلبس يدور بينهما الحديث( أمن الناصرة يخرج شىء صالح)وكان دائما أهل الجنوب يحتقروا أهل الشمال أو أهل الجليل بالذات على أساس أنهم ليس لهم علاقة بربنا وبعيدين عن الهيكل ومختلطين بالأمم وكانوا بيوبخهوهم كثيرا جدا وأطلقوا عليهم جليل الأمم ولكن ذلك لكى تتم النبوة فى أشعياء 9: 1و 2 1 وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. 2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ.يعنى ليس فقط أن المسيح أتولد فى أفقر مكان (فى المزود)ولكن أيضا عاش فى الناصرة أفقر حياة مع يوسف النجار ومع مريم ,وأيضا فى أحط مكان فى نظر الناس .وتنقلنا الأحداث إلى أنجيل معلمنا متى البشير لنتعرف على حكاية المجوس ومين هم وكانوا عايزين أيه وكل الأسئلة اللى بتدور فى ذهن كل واحد فينا.
زيارة المجوس 1:

1 وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ،إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ:6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ،أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي،لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ».9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ. معلمنا متى لما كتب أنجيله كان بيصر أنه يوضح شخصية المسيح كملك وأثبت أنتسابه لسلسة ملوك يهوذا والحقيقة قصة هيرودس والمجوس أحنا كلنا عارفينها لكن نلاحظ أن القديس متى وصف المسيح هنا بلقب صبى وليس طفل لأن اللى متى لم يكتبه كتبه لوقا لأن متى لم يصف ميلاد المسيح كما وصفه لوقا أن العذراء ولدته فى مزود وقمطته وأضجعته ولم يتعرض أيضا للرعاه اللى جاءوا وزاروا المسيح الطفل المولود وذهب إلى زيارة المجوس للمسيح على طول لأنه كما قلت بيركز على أن المسيح هو ملك اليهود ولم يتكلم كثيرا فى تفاصيل الميلاد كما كتب لوقا لكن أنتقل لمرحلة أن المسيح زاره مجوس وكان صبى ويقال أن المسيح أثناء زيارة المجوس كان عنده حوالى سنتان وعلى هذا الأساس لما هيرودس أراد أن يقتل أطفال بيت لحم قام بقتل من سن سنتين فما دون ,لكن ما كان مهتم به القديس متى كما قلت أنه فعلا كان يريد أن يظهر السيد المسيح فى زيارة المجوس له أن هو ملك اليهود وفى نفس الوقت أراد أن يقدم صورة المسيح كملك ولذلك بيقول لما جاء هيرودس وأحضر رؤساء الكهنة قال لهم أين يتولد ملك اليهود فقالوا له فى بيت لحم علشان فى نبوة بتقول وانتى يابيت لحم أرض أفراته لست الصغرى بين ولايات يهوذا لأنه منك يخرج مدبر يرعى شعبى أسرائيل ,وهنا القديس متى بيقدم السيد المسيح فى شخصية جديدة تضاف للصفات الثلاثة السابقة (يسوع و عمانوئيل و الصبى)وهى مدبر يرعى وهذا ما يريده الكتاب المقدس أنه يقدمه لنا فى شخص المسيح ,لأن شخص المسيح مدبر وهذا المدبر فى حكمته يستطيع أن يرعى ,ولكن لكى تستطيع أن تأخذ هذا التدبير ولكى تستطيع أن تتمتع بهذه الرعاية تعالوا نلقى نظرة على الشخصيات التى ظهرت لينا فى هذا الموقف ,بيقول الوحى لما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية لأن كان فى بلد تانية أيضا أسمها بيت لحم فى الشمال فوق ولذلك حدد بيت لحم اليهودية اللى كانت فى الجنوب وهى مدينة الملك داود ,وأسم بيت لحم هو بيت الخبز لأنها كانت أرض سهلة منبسطة وكان فيها زراعة القمح كثير فى أيام هيرودس الملك ,طيب تعالوا نشوف الشخصيات اللى ظهرت وهى 1- هيرودس 2- المجوس 3- الكهنة ,وكل واحد من هؤلاء الثلاثة كان له موقف مختلف ,أولا هيرودس وهو أدومى أو من جنس أو نسل أدوم الذين هم أولاد عيسو أخو يعقوب ولكن لم يكونون من اليهود ,ولكنه تزوج أمرأة يهودية وسعى أنه يأخذ الحكم من الرومان أو يكون عنده زى أستقلال ذاتى ولأنه قدم خدمات كثيرة للرومان ولأنه كان شخصية متميزة فأعطوا له الحق أنه يملك هو وأولاده على اليهودية وعلى منطقة فلسطين وكان أول واحد أبوه كان أسمه أنتيباتير وكان قد حكم مكان فى فترة صغيرة وبعدين جاء هيرودس اللى بنتكلم عنه وكان لقبه هيرودس الكبير و زمان ميلاد المسيح الذى تم فيه هذا الحدث كان سنة 4 قبل الميلاد وهذه التواريخ بعد المراجعة صحيحة وسليمة لأن هيرودس الكبير مات فى السنة 750 لتأسيس الأمبراطورية الرومانية التى توافق سنة 4 قبل الميلاد وهذا هو الزمن أو السنة التى أتولد فيها السيد المسيح ,وكما قلت هيرودس كان من جنس أدومى واليهود لما وجدوا أنه لا يوجد لهم ملك من سلسلة أنساب يهوذا أو من بيت داود بيملك عليهم قالوا كويس نرضى بهيرودس وأهو قريبنا ويعتبر له قرابة جسدية وخضعوا تحت حكم هيرودس ورضوا به وهو علشان يجاملهم أبتدأ يهتم بالهيكل ويعيد تجديده ويعيد بنائه ويجمله ويزينه علشان يكسب صداقة اليهود ولكن فى نفس الوقت بيحكى عنه يوسيفوس المؤلف أنه كان رجل دموى وشهوانى جدا لدرجة أنه عندما تقرأون قصة حياته قام بقتل كمية من الناس لا تتخيلوها ومش أى حد ده قتل حماته ومراته وأتنين من أولاده واحد أسمه أرسطوبولس والثانى أسمه أسكندر وقبل ما يموت بخمس أيام قتل أبن تالت ليه أسمه أنتيباتير يعنى حتى أولاده قتلهم ,وفى مرة من المرات مسك مجمع السنهدرين 70 شيخا من شيوخ اليهود وقام بذبحهم وبيقول يوسيفوس عنه أنه لما أحس أنه حايموت وهو مات بعد مذبحة أطفال بيت لحم بحوالى ثلاثة شهور ,جمع كل شيوخ اليهود وكل عظماء أورشليم وحبسهم فى مكان وأمر بأنهم يموتوا فى اللحظة اللى هو حايموت فيها يعنى أول ما يموت يقومون بذبحهم ولكن لم يتم هذا الموضوع ,وكان السبب فى أنه فعل ذلك أنه قال أنا مش عايز يكون فى فرح لحظة موتى ,يعنى حتى لو فى ملك جديد يبقى فى حزن فى كل البلاد ولذلك كان هو أنسان محب للدماء ولم يسلم من الذبح حتى بيته ,وكان سنه وقت ميلاد المسيح 70 سنة ,وتخيلوا هيرودس اللى عند 70 سن يضطرب لما يسمع خبر طفل صغير أتولد ويواصل معلمنا متى كلامه عن قدوم مجوس من المشرق ,وقصة المجوس وإلى الآن لم يستطيعوا أن يعطوا لقب معين للمجوس وماهى وظيفتهم , وبعض الآراء قالت أنهم كانوا كهنة كلدانيين من بلاد فارس وآخرين قالوا أنهم مجموعة حكماء وآخرين قالوا أنهم كانوا بيشتغلوا بالتنجيم وعلم الفلك وآخرين قالوا أن كلمة مجوسى يعنى كاهن ولكن اللقب الأنجليزى الذى أطلق عليهم كان لطيف وأسموههم wisemen يعنى رجال حكماء وكانوا عندهم حكمة أنهم أستطاعوا يشعروا بحكمة بوجود المخلص أو بأن هناك حدث معين وبالرغم أنهم كانوا من الأمم ولا يعرفوا شيئا لكن أستطاع المسيح أن يستعلن ليهم , طيب من أين عرفوا كل هذا؟ ولماذا ربطوا بظهور نجم أن هناك أحد سيولد ؟ المجوس ليهم خلفية أو ليهم أصل , طبعا أكيد كلنا سمعنا عن بلعام بن بعور لما سمى نفسه وحى الرجل ذو العينين ليرى رؤى القدير ورؤى العلى ,فمنذ كان شعب أسرائيل فى البرية ربنا أعلن لبلعام عن شىء معين ونشوف نبوة جميلة جدا ففى سفر العدد 24: 15- 19 15ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَال: «وَحْيُ بَلعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ المَفْتُوحِ العَيْنَيْنِ. 16وَحْيُ الذِي يَسْمَعُ أَقْوَال اللهِ وَيَعْرِفُ مَعْرِفَةَ العَلِيِّ. الذِي يَرَى رُؤْيَا القَدِيرِ سَاقِطاً وَهُوَ مَكْشُوفُ العَيْنَيْنِ. 17أَرَاهُ وَلكِنْ ليْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ ليْسَ قَرِيباً. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيل فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ وَيُهْلِكُ كُل بَنِي الوَغَى. 18وَيَكُونُ أَدُومُ مِيرَاثاً وَيَكُونُ سَعِيرُ أَعْدَاؤُهُ مِيرَاثاً. وَيَصْنَعُ إِسْرَائِيلُ بِبَأْسٍ. 19وَيَتَسَلطُ الذِي مِنْ يَعْقُوبَ وَيَهْلِكُ الشَّارِدُ مِنْ مَدِينَةٍ».قال أنا شايف حاجة مش قريبة لأن بلعام كان فى وقت موسى النبى أن فى كوكب من يعقوب سيكون له التسلط على كل البلاد ,ولو رجعنا لسفر الرؤيا 22: 16 16«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».المسيح هو كوكب الصبح المنير ونعود لنبوة بلعام التى تقول بمجىء المخلص اللى سيجىء من يعقوب حيظهر نجم وظلت هذه النبوة متوالية ألى أن أخذها دانيال النبى وسلمها للمجوس لأن دانيال لما أخذ فى السبى لبابل كان كبير المجوس ,والملك عينه كبير للحكماء والناس اللى بتشتغل فى الفلك ومن دانيال أخذوا المجوس هذه الفكرة أن لما يتولد المسيح حيبرز كوكب أو سيظهر نجم عند المجوس وعند اليهود ,وسنرى لماذا اليهود لم يعرفوا ويتأكدوا ,يعنى أرتبط ظهور النجم بميلاد المسيا أو الملك الخلص اللى هو سيستطيع أن يتسلط وكان هذا النجم نجم غريب لأنه معروف أن النجوم لها مسار معين أى تسير دائما من الغرب للشرق ,ولكن هذا النجم كان نجم مخالف للنجوم الأخرى ولذلك لما وجدوه عرفوا أنه مش نجم عادى لأن النجم أحضرهم من الشرق للغرب ,وهذا النجم بيظهر فى الصباح وفى أوقات معينة وبيمشى وبيقف ,فكان نجم له دلالات معينة بحيث أنهم لما رأوه بدأوا يتحركوا فعلا بسرعة ناحية المشرق لأورشليم علشان يشوفوا النبوة اللى تمت ,ولو أخذنا بالنا من السؤال اللى سألوه قالوا أين هو المولود ملك اليهود ؟ وهذا سؤال ناس متأكدين أن فى ملك أتولد لليهود ولم يسألوا ياترى عندكم ملك أتولد أو لأ ؟دول ناس متأكدة بقولهم أين هو المولود ملك اليهود يعنى فى فعلا واحد أتولد ,وكان الناس دى عندها أيمان عجيب جدا أنها تصدق النبوة وأن النبوة فعلا تمت لأنهم درسوا وعرفوا وكانوا حكماء والمسيح نفسه هو شخص الحكمة , وهنا الحكمة تعارفت على الحكمة ,وتكبدوا كل مشقات الطريق والسفر من أجل أنهم يبحثون عن هذا المولود ملك اليهود برغم أنهم مش من شعب اليهود ولكن كان وراهم حاجة معينة بيبحثوا عنها وكان عندهم أيمان أن اللى اتقالت عنه النبوات أنها فعلا تمت لما شافوا هذا النجم الغريب , وبعدين قالوا أتينا لنسجد له ,طيب ليه عاوزين تسجدوا له؟ ونلاحظ ملاحظة عجيبة أن سجود المجوس هذا لم يعنى سجود الأكرام لماذأ؟ لأنهم لم يسجدوا لهيرودس فلو كانوا سيقدموا له سجود الأكرام كملك فقط كانوا سجدوا لهيرودس وسجدوا أيضا للملوك اللى موجودة ,لكن قالوا أتينا لنسجد له سجود معين وهو سجود العبادة وليس سجود الأكرام ,وهيرودس أضطرب لما سمع لأنه عارف لأن الكهنة قالوا له ولما سمع عرف أن مملكته ستنقضى ولذلك خاف على مكانته وعلى مركزه وخاف على كل ما حققه وأمتلكه فأضطرب وأضطربت كمان أورشليم كلها معاه ,طيب ليه أضطربت؟ لأن هيرودس أضطرب وهو معروف أنه سفاك دماء ,طبعا لما حيعرف أن فى ملك أتولد كانوا متوقعين أنه سيطيح بالبد كلها ,ويقال أيضا أن المجوس لم يكونوا ثلاثة فقط فهناك رأى بيقول أنهم كانوا 12 ورأى آخر أنهم كانوا 1000 بأتباعهم ولذلك عملوا رجة جامدة فى المدينة , وهناك قصة لطيفة فى بلد ألمانية أسمها كيرل فيها كتدرائية ضخمة جدا وبداخل الهيكل واضعين صندوق من الذهب وبيقولوا أن فيه أجساد المجوس اللى قدموا للمسيح الهدايا وبيقدموا أسمائهم 1- ملكى يور 2- بلشاصر 3- كاسبار وواضعينهم فى صندوق من الذهب فى منظر جميل جدا عاملينه وبيمجدوا الحكمة التى أستطاعت أن تصل إلى المسيح ,ولكن هم غير معروف عددهم بالصبط ولكن قيل 3 على حسب الهدايا التى قدمت للمسيح من خلالهم .
ولم يبقى لنا سوى الجزء الثانى من حكاية المجوس وبعدين هروب المسيح لمصر ومذبحة أطفال بيت لحم .
وإلى هنا تم الجزء الثامن والى اللقاء مع الجزء الأخير راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
أخوكم +++ فكرى جرجس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السابع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الأول
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الثالث
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الرابع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الثامن


الساعة الآن 03:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024