رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبل أن يقول الله : "ليكن نور" كان روح الله يرف على وجه المياه. لقد كان الروح هو المفتاح الأول الذى انبعث منه صوت فى الكون وللنفس البشرية. لم يكن هناك فائدة من حضور النور، ما لم يكن الروح أولاً. فالنور لا يجعل وجه المياه سعيداً، ما لم ترف الحياة عليه. إن النور هو فى الخارج فقط، أما الروح فمكان راحته فى الداخل حيث تنبعث السعادة من العمق. هكذا أيضاً من العبث أن تحيطنى بالنور والعشب وطير السماء وسمك البحر، بل حتى ولو بلغت القمة فى علاقتى مع إخوتى البشر الذين خُلقوا على صورة الله، فلن تكون هناك سعادة فى أعماقى، ما لم يرف الروح على وجه نفسى. إن ما يجعلنى سعيداً ليس ما أحصل عليه، بل ما أكونه، وما أكونه أنا هو الروح !! إذن، فقد كان من الضرورة حضور الروح قبل كل هبات الله: قبل النور، وقبل الجلد، وقبل كل خليقة، وقبل عشب الحقل. وكما أنه من الحسن أن يسبق فرح الحياة فى القلب الفرح بالكون، هكذا قبل أن يقوم النور يجب أن يرف روح الله على وجه المياه. أيها الروح الإلهى الذى سبق نسيمك كل الأشياء، إننى، بجهل، أسعى لأقلب ترتيب أعمالك، إننى أسأل عن الأشياء قبل أن أسأل عنك. إننى قبل أن أطلبك، أسعى فى طلب النور والشمس والقمر والنجوم والعشب الأخضر وطير السماء وحيوان الأرض ووجوه الناس. لقد نسيت أن النور بدونك لا يكون، والحشائش لا تنمو، والطيور والحيوانات لا توجد. تعال انت بنفسك فى قلبى قبل كل شئ، ورف على وجه المياه. لتُعط النور حقيقته ومعناه، وللحشائش قوتها ونفعها، وللطير والحيوان أُلفته وصحبته معى. تعال واجعلنى أرى صورة الله التى فى الإنسان، فأطلبها قبل أن أطلبه، وأحبها فأحبه، وأكرمها فى كل وجه، فأجد الفرح والسلام. فبدونك، أيام خليقتى هى أمسية حزينة، بدون صباح، ولكن عندما تتحرك على وجه المياه سوف يشرق فى قلبى سبت الخلود الذى لا يغشاه ليل!. |
|