منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 10:23 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" أذكر يا رب داود وكل معاناته، أذكر كيف أقسم للرب ونذر لإله يعقوب القدير: لن أدخل بيت سكناي، ولن أعلو فراشي، ولن أعطي عينيَّ نوماً ولا أجفاني نعاساً، حتّى أبني مقاماً لتابوت الرب، ومسكناً لإله يعقوب القدير ".
(مزمور 132 : 1 – 5).

" إلى هذه الساعة نجوع ونعطش ونُعرّى ونُلكم وليس لنا إقامة، ونتعب عاملين بأيدينا، نُشتم فنُبارك، نُضطهد فنحتمل، يُفترى علينا فنعظ، صرنا كأقذار العالم ووسخ كل شيء إلى الآن، ليس لكي أخجلكم أكتب بهذا، بل كأولادي الأحبّاء أنذركم ".
(1 كور 4: 11 – 14).

" وآخرون تجرّبوا في هزء وجلد، ثمّ في قيود أيضاً وحبس، رُجموا، نُشروا، جُرّبوا، ماتوا قتلاً بالسيف، طافوا في جلود غنم وجلود معزى، معتازين، مكروبين، مُذلّين، وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم، تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض، فهؤلاء كلّهم مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد، إذ سبق الله فنظر لنا شيئاً أفضل لكي لا يكملوا بدوننا، لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا، لنطرح كل ثقل والخطيئة المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مستهيناً بالخزي، فجلس في يمين عرش الله " (عبرانيين 11 : 36 – 12 : 2).

" الحقّ الحقّ أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت، فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير ".
(يوحنا 12 : 24).

إنها بعض المقاطع من كلمة الله، التي لا تتم زيارتها كثيراً من قبل المؤمنين.. لأنّ الغالبية العظمى لا تتحمّلها.. والغالبية يقولون: هذا الكلام صعب !!!
ولقد أدرجت في بداية هذا التأمل هذا العدد من الآيات، لأنّ:
" كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدّين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميّزة أفكار القلب ونياته " (عبرانيين 4 : 12).

وحدها كلمة الله المصحوبة بقوة الروح القدس، تفضح وتوبّخ وتفحص الدوافع وتُصحّح المسار..
لأنّ أغلب المؤمنين يميلون إلى الاتكال على المشاعر والأحاسيس في خدمة الرب:
أشعر بأن أفعل هذا ولا أفعل ذاك.. لا أشعر بأنه ينبغي علي أن أتخلّى عن هذا أو ذاك.. ما هو الخطأ في هذا الأمر أو ذاك؟



أحبائي: لا يمكن قطعاً الاتكال على المشاعر والأحاسيس في خدمة الرب والسلوك في الحق، لأنّ المشاعر والأحاسيس عرضة للتقلبات وللمزاجية، والجسد يرغب دوماً التهرّب من البذل والتضحية، والخضوع لكلمة الله.. بل ينبغي على المؤمن أن يرتكز على كلمة الرب وحدها، لكي تحكم على دوافعه وتصرفاته وسلوكه.. وينبغي أن نعطيها السلطان المطلق علينا، إن كنّا نرغب ونشتاق أن نكون في مشيئة الرب لحياتنا.
فمشاعر وأحاسيس بطرس لم تكن ترغب أبداً بأن يلقي الشبكة تلك الليلة، عندما طلب منه الرب بأن يفعل ذلك، إذ قال للرب: تعبنا الليل كلّه ولم نصطد سمكة واحدة.. لكنه تابع قائلاً: لكن على كلمتك ألقي الشبكة، فصاد صيداً وافراً.

دراسات كثيرة حول العالم أظهرت أن عدد المؤمنين الذين تنطبق عليهم الآيات التي ذكرناها، قليل جداً.. والسبب، أنّ الغالبية لا يريدون دفع الثمن..
والمؤسف أن الكل دون استثناء، يتذمّرون من عدم وجود ثمر في حياتهم أو في خدمتهم أو الخدمة التي ينتمون إليها، والمؤسف أكثر أن الجميع دون استثناء أيضاً يلقون اللوم على غيرهم، ولا يحاسبون أو يساءلون أنفسهم ولو لمرة واحدة.. لكن اليوم وعلى ضوء هذه الآيات، لو سمحنا للروح القدس بأن يفحص دوافعنا وخدمتنا وحياتنا، بصدق وأمانة، فكم من النظريات والأحكام والسلوك والأفكار والمشاعر ستتغيّر.

أقسم داود بأن لا يدخل بيته ولا يعلو فراشه، وأن لا يعطي عينيه نوماً ولا أجفانه نعاساً، قبل أن يبني بيتاً للرب ومقاماً لتابوته.. فنجح في ذلك.. وكان حسب قلب الرب..
فأين نحن من هكذا مقاصد ودوافع..
وأين نحن ممّا قام به داود بعدها عملياً لكي تتحقّق مقاصده؟

أمّا بولس فلم يأبه بكل ما تعرّض له من ضيق وخطر ورجم وعطش وجوع وعُري وتعب وشتيمة واضطهاد... بل تابع السعي وأكمله، وسمح لنفسه بأن يقول:
" جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضُع لي إكليل البر ".
والسبب، أنّه قرّر أن يدفع الثمن لكي يخدم بأمانة، من دَفَعَ أغلى ثمن من أجل خلاص بولس، وقرّر أن يخدم الرب غير عابئ برأي الآخرين وموقفهم منه، شتموه فباركهم، اضطهدوه فاحتمل، افتروا عليه فوعظهم وشجّعهم، صار قذارة ولم يأبه.. لأنّ همّه الوحيد كان الرب، وليس رأي الآخرين وتقديرهم له..

فالسبب الأساسي وراء إنكفاء وإنزواء المؤمنين والخدام عندما يُهانون أو لا يُقدّرون كما يتمنون من قبل الآخرين، هو أنهم يخدمون أنفسهم وليس الرب، وبعبارة أوضح، إنهم يخدمون لكي تظهر خدمتهم أمام الجميع بأنها ناجحة فينالوا المديح والتشجيع، ولكن هذه الخدمة ليست خدمة الخفاء التي لا يراها إلاّ الرب، ليست الخدمة التي يزيد فيها الرب وأنا أنقص، وهي خدمة لن تأتي بثمر أبداً.

وماذا عن سحابة الشهود التي وضعتها كلمة الرب أمامنا لكي تكون مثالاً لنا؟
تجارب كثيرة، هزء، جلد، قيود، حبس، رجم، نشر، موت بالسيف، تشرّد، ذلّ، عوز، توهان في الجبال والبراري.. ويقول الرب عنهم: أنّ العالم لم يكن مستحقاً لهم..



كلام صعب.. لكنه من العهد الجديد.. وكلمة الرب جعلتهم شهوداً لنا، لكي ننظر إليهم، نقتدي بهم، ونطرح كل ثقل وخطيئة وأمور تمنعنا عن الجهاد والسير على خطاهم، صابرين وناظرين إلى الرب لكي يعطينا الإيمان والقوة اللازمة للقيام بما يحتاجه السير وراءه.

كيف أتحمل كل هذا؟
كيف يُفترى عليّ فأعظ وأشجّع؟
كيف أُشتم فأبارك؟
كيف لا أقدَّر وأُمدح واستمر في العطاء والبذل والتضحية؟
كيف أُضطهد فأحتمل؟
كيف أحتاج وأعرّى وأذلّ و...
" الحقّ الحقّ أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت، فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير ".
(يوحنا 12 : 24).

موت كامل ونهائي.. فالميت لا يشعر بشيء، لا يتأثر بالعري والبرد والعوز والرجم والإهانة وعدم التقدير والجراحات، والتعب والكد والخطر والتضحية و...
هذا هو الحل، ولا يوجد حل آخر.. لأنّ كلمة الله لم تقدّم لنا حل آخر !!!
وهذا الموت يصنعه الروح القدس وحده..
فالجسد لا يمكنه – لا بل لا يرغب أبداً – بإماتة نفسه..

والكلمة تقول:
" ... ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد، فستحيون " (رومية 8 : 13).

أحبائي: ينبغي أن لا نضل، فكل خدمة لا يوجد وراءها تكريس حقيقي وموت عن الذات ورغباتها، لن تأتي بثمر يدوم.
ولا ينبغي أن نضيّع وقتنا في التفتيش عن أسباب عدم البركة وعدم الثمر في حياتنا الشخصية وفي خدمتنا وكنيستنا، محاولين إلقاء اللوم على الآخرين، أو على الظروف وعلى وضع البلد وعلى.. وعلى... بل لنخضع لكلمة الرب في هذا اليوم، ولنسمح له بأن يعمل فينا بعمق، لكي نأتي بثمر كثير، فعلى مرّ العصور، ووفقاً لما دوّنته لنا كلمة الله، فإنّ شخص أو شخصين أو أشخاص قلائل، في كل مرحلة من مراحل التاريخ، قرّروا أن يموتوا عن ذواتهم وأن يخضعوا لكلمة الرب، غير آبهين بالثمن وبالمصاعب والتضحيات، استخدمهم الرب استخدامات عظيمة، فغيّروا وجه التاريخ بأكمله !!!

وأمر آخر هام أحب أن ألفت النظر إليه..
لا تقم بهذه الأمور عن إضطرار وحزن، فكلمة الله تقول: " كل واحد كما ينوي بقلبه، ليس عن حزن أو اضطرار، لأنّ المعطي المسرور يحبه الله " (2 كور 9 : 7).

" ‎ولكنني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمّم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله " (أعمال 20 : 24).
هكذا خدمة يحبّها الرب.. لأنّ العكس، أي الخدمة بدافع الواجب، ستجعلك بالدرجة الأولى تخور في منتصف الطريق، وبالدرجة الثانية، سترى نفسك بصورة دائمة ضحيّة وشهيد الواجب، وستلعب دوماً دور البطل والمنقذ، وستجعلك تقارن نفسك بالذين لا يضحّون ولا يتعبون كما تفعل أنت.. وستتمحور أفكارك وكلماتك كلها حول نفسك: أنا أتعب، أنا أسهر، أنا أصوم، أنا أبذل ذاتي من أجل خدمة الرب، أنا.. أنا.. وما شابهها من عبارات أخرى..
بل لنكن على مثال الرب يسوع المسيح الذي:
" من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب ".
احتمل الصليب والإهانة والعار والخذي، وكشاة تساق للذبح لم يفتح فاه.. لأنّه رأى بخلاص البشرية، بخلاصي وخلاصك سرور، بفرح قام بكل ما قام به.. لم يأبه بكل ما عاناه، من شتم وإهانات واحتقار، ورفض وتخلّي أهله وتلاميذه عنه.. كانت مسرّته بان يصنع مشيئة الآب فقط.. وهكذا ينبغي أن نكون نحن أيضاً..

وتعالوا الآن لنرى ما حصل عندما قرّر موسى تنفيذ أمر الله بصنع المقدس:
" فأخذوا من قدّام موسى كل التقدمة التي جاء بها بنو إسرائيل لصنعة عمل المقدس لكي يصنعوه. وهم جاءوا إليه أيضاً بشيء تبرّعاً كل صباح، فجاء كل الحكماء الصانعين كل عمل المقدس كل واحد من عمله الذي هم يصنعونه، وكلّموا موسى قائلين: يجيء الشعب بكثير، فوق حاجة العمل للصنعة التي أمر الرب بصنعها. فأمر موسى أن ينفّذوا صوتاً في المحلّة قائلين: لا يصنع رجل أو امرأة عملاً أيضاً لتقدمة المقدس. فامتنع الشعب عن الجلب، والمواد كانت كفايتهم لكل العمل ليصنعوه، وأكثر ". (خروج 36 : 3 – 7).
ما أعظم هذه الكلمات، وما أعظم وأثمن هكذا مقاصد وقلب..
جاءوا بالكثير.. فوق حاجة العمل.. وأكثر !!!

فهل يحصل هذا الأمر في أيامنا هذه؟
للأسف: كلا..
فلنكن جدّيين وحقيقيين، ولنعترف بأننا لسنا هكذا.. لا بل كم من الإجتماعات لا نحضرها.. كم من النشاطات لا نشارك فيها.. وكم من الخدمات متوقفة وغير مثمرة لأننا لا نجد من يهتم بها أو من يريد المساعدة.. والأعذار كثيرة.. منشغلين بأمورنا الخاصة.. مجروحين ومنزوين لأن أحد ما قد جرحنا أو لم يقدّرنا كما نرغب، أو لأسباب أخرى أترك لكل واحد أن يفتكر بها..

ليتنا نسمح للرب في هذا اليوم بأن يعمّق هذه الدروس فينا، فنقوم من نومنا وننفض الغبار والجراح والإساءات والتقاعس ونبدأ من جديد، ونرى هذه الآيات تُطبّق في أيامنا هذه..

ونحن اليوم على أبواب إطلاق خدمات في الكنيسة كانت متوقفة، مثل خدمة الرحمة، الأحد التبشيري مرة في الشهر، عمل فريق التبشير، خدمات تدبيرية... ومؤتمر تبشيري خلال شهر أيلول، يحتاج إلى الكثير من العمل والتحضير: صلاة وتشفّع، دعوة معارفنا وأقاربنا، توزيع الدعوات، تحضيرات تدبيرية، مشاركة في أمور عملية خلال انعقاد المؤتمر...

لنكن كشعب الله أيام موسى، نتسابق لوضع الإمكانيات والمواهب التي خصّنا بها الرب، بين أيدي القادة، وبين يديّ الرب، كالسمكتين والخمسة أرغفة، ونعطي الرب الفرصة ليشبع من خلالهم الآلاف، ولنصمّم أن لا نتراجع أو نفتر أو نخور، حتّى نسمع الرب يقول لنا، كما قال موسى للشعب: لقد جئتم بكثير، فوق حاجة العمل.. وأكثر.

لنكن شركاء في عمل الرب، رجل واحد في الحرب، لنتعب، لنكد، لنسهر، لنصلّي، لنعمل بصمت وفي الخفاء، عالمين أنّ تعبنا بالرب لن يضيع أبداً، ولنرى أنفسنا دوماً عبيد بطّالين لم نعمل سوى ما ينبغي علينا عمله.
لنعد إلى المحبة الأولى، نفتّش على خروف واحد ضال لنأتي به إلى الرب، عالمين أنّ إلهنا إله الخروف الواحد، وعالمين أنّ السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب، وبعبارة أخرى:
لنكن أمناء على القليل ليقيمنا الرب على الكثير..

لنبدأ من حيث توقفنا والرب سيعظّم العمل معنا.. له كل المجد.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيحيّ هو مثل حبّة الحنطة التي حكى عنها المسيح في الإنجيل
أن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت تبقى وحدها لكن أن ماتت تاتى بثمر كثير
أن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها
إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت، فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير
أن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها لكن ان ماتت تأتى بثمر كثير


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024