27 - 12 - 2013, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
التعب الداخلي هناك أشخاص لا يوجد سبب خارجي يتعبهم، وإنما تعبهم من الداخل. مما في قلوبهم من الاضطراب، والقلق، والشك، والخوف، والتشاؤم. فكل شيء من الخارج يتعبهم بدون سبب.. هؤلاء يتعبون أنفسهم، دون أن يتعبهم أحد. |
||||
27 - 12 - 2013, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
راحة الضمير قد يقبل الإنسان تعب جسده من أجل راحة ضميره، أو راحة روحه. كالشهداء مثلا والمعترفين، الذين تحملوا عذابات كثيرة احتملها الجسد، من أجل راحة ضمائرهم بالثبات في الإيمان. مثال آخر ما احتمله القديس يوحنا المعمدان من سجن. وأخيرا قطع رأسه، لكي يشهد للحق، ويقول للملك المخطئ (لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك) مر 6: 18) ومثال آخر ما احتمله القديس أثناسيوس الرسولي من نفى وتشريد ومن أجل الدفاع عن الإيمان ضد الأريوسيين. كذلك ما أحتمله يوسف الصديق من سجن في سبيل راحة ضميره العفيف، وقوله (كيف أفعل هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله) (تك 38: 9). كذلك ما يحمله الرعاة من تعب في الجسد. لكي يريحوا الشعب من جهة، ولكي تستريح ضمائرهم من جهة أدائهم لواجبهم الرعوي. وينطبق على هذا أيضا كل من يسلك في أسلوب البذل والعطاء والأمانة في العمل.. يتعب جسديا، لكي يستريح ضميره، وتستريح روحه في أداء الواجب. إنه لا يبحث عن راحته الشخصية، إنما عن راحة غيره أيضا طالب العلم الذي يتعب، فيريح ضميره من جهة مستقبله. ويكون مبتهجا بتعبه، لأنه أراح نفسه. وبنفس الوضع كل الذين يجاهدون، في تعب وكد، من أجل هدف كبير يسعون إليه. وكما قال الشاعر: إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجساد حتى في الجهاد الروحي أيضًا: لابد أن يتعب الإنسان، ويجاهد الجهاد الحسن، ليريح ضميره الروحي، ولكي تستريح روحه في الله – وقد قال الرسول موبخًا (لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية) (عب 12: 4). وهناك من يتعب جسده، وفي نفس الوقت يتعب روحه. فلا هو أدرك سماء، ولا أرضا. كالذي يتعب أعصابه بالغضب، ويتعب صحته بالتدخين وبالخطايا الشبابية.. وبينما الإنسان الروحي يتعب من أجل البر، يتعب الخاطئ تعبا باطلا.. ومن هذا التعب الباطل، تعب الشياطين في إغراء البشر. |
||||
27 - 12 - 2013, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
في الخدمة الخادم يتعب، فيريح ضميره، ويريح غيره. وكما قال الرسول (كل واحد سينال أجرته بحسب تعبه) (1كو 3: 8). وهكذا تعب القديس بولس في الخدمة، لبناء الملكوت وخلاص أرواح الناس.. والخادم الذي لا يتعب جسديا لأجل الخدمة، لن يستريح روحيا، ولا تستريح الخدمة.. |
||||
27 - 12 - 2013, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
الطموح الطموح هو الرغبة في الازدياد، والتطلع باستمرار إلى قدام. هو حالة إنسان لا يكتفي، ولا يحب أن يقف عند حد. فهل هذا خطأ أم صواب؟ هل هو وضع روحي أم غير روحي، طبيعي أم غير طبيعي؟ يستمر فيه الإنسان أم يقاومه؟ إنه سؤال هام نجيب عليه الآن، من حيث نوعية الطموح واتجاه مساره. الطموح هو شيء طبيعي. جزء من طبيعة الإنسان. فكيف ذلك؟ نقول إن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله. والله غير محدود فكيف يكون الإنسان على صورة الله في هذه الصفة بالذات، بينما الله هو الوحيد غير المحدود؟ الإجابة هي: لقد وجد الله في الإنسان اشتياقا إلى غير المحدود. مادام الإنسان لا يمكن أنت يكون غير محدود في ذاته، لأن هذه صفة الله، لذلك أصبحت عدم المحدودية يمكن أن تكون في رغباته وفي طموحاته كلما يصل إلى وضع، يشتاق إلى ما هو لأعلى، وما هو أفضل، في النطاق المسموح به لإنسانيته، بحيث (لا يرتئي فوق ما ينبغي.. بل يرتئي إلى التعقل) (رو 12: 3). مادام الإنسان على صورة الله، إذن فالطموح شيء طبيعي. ولكن يختلف الطموح من شخص لآخر. وحسب نوع الطموح عليه بأنه خير أو شر.. لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله) (أف 4: 18: 19). صدقوني يا أخوتي أنني أقف مبهوتًا ومنذهلًا، أمام هذه العبارة الأخيرة: (لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله)..! مادام طريق الكمال طويلا جدا إلى هذا الحد، وإلى هذا المفهوم العميق، إذن ينبغي علينا أن لا نسير فيه ببطء أو تكاسل، بل نستمع إلى القديس المختبر وهو يقول (أركضوا لكي تنالوا..) (1كو 19: 24) ويطبق هذا على نفسه فيقول (إذن أنا أركض هكذا) (1كو 9: 26). عجبًا على هذا القديس، الذي كان مازال يركض، حتى بعد أن صعد إلى السماء الثالثة. الطموح المقدس إذن هو طموح روحي. نحو الهدف الروحي، وبأسلوب روحي. ومع ذلك هناك طموح آخر، عالمي وخاطئ، فما هو؟ |
||||
27 - 12 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
الطموح الخاطئ إنه طموح مركز على الذات، ولأهداف عالمية، وربما بوسائل خاطئة.. مثل الطموح في الغنى، في اللذة، في الشهوة، في المال، في الألقاب، في العظمة في المجد الباطل، وما أشبه.. مثال ذلك الغنى الغبي. هذا الذي (أخصبت كورته) فقال (أهدم مخازني، وابني أعظم منها، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة. استريحي وكلى وأشربي وأفرحي) (لو 12: 18، 19) وهكذا كان مركزا في المادة وحول ذاته. ولم تدخل علاقته بالله في طموحه لذلك سمع ذلك الحكم الإلهي (يا غبي، في هذه الليلة، تؤخذ نفسك منك. فهذه التي أعددتها، لمن تكون؟!) (لو 12: 20). مثال آخر هو سليمان الحكيم: كانت طموحاته في العظمة والرفاهية، وفي اللذة والنساء. وهكذا قال عن نفسه (عظمت عملي. بنيت لنفسي بيوتًا، غرست لنفسي كرومًا، عملت لنفسي جنات وفراديس.. قنيت عبيدا وجواري جمعت لنفسي أيضًا فضة وذهبا، وخصوصيات الملوك والبلدان. اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات، وكل تنعمات البشر سيدة وسيدات. فعظمت وازدادت أكثر من جميع الذين كانوا قبلي في أورشليم ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما) (جا 2: 4-10). وماذا كانت نتيجة كل هذه الطموحات العالمية؟ يقول سليمان (ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي، وإلى التعب الذي تعبته في عمله، فإذ الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس) (جا 2: 11). نعم، هذا هو الطموح العالمي الباطل.. وكيف أنه قاد سليمان إلى الخطية وإلى عقوبة الله. وقال عنه الوحي الإلهي (إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه) (1مل 11: 4). من الطموحات العالمية أيضا: الذين بنوا برج بابل. أرادوا العظمة والعلو. وقالوا (هلم نبن لأنفسنا مدينة، وبرجا رأسه في السماء ونصنع لأنفسنا اسمًا) (تك 11: 4) فكانت النتيجة أن الله بلبل ألسنتهم، وبددهم على وجه الأرض.. (تك 11: 7، 8) لأن الله لم يوافق على هذا الطموح الممتزج بحب العظمة والكبرياء ولكن أسوا طموح، كان طموح الشيطان !! هذا الذي كان ملاكا ورئيس ملائكة، هذا الذي لقبه الكتاب بالكاروب المنبسط المظلل. وكان كاملا في طرقه يوم خلق (حز 28: 14، 15). وعلى الرغم من سقوطه استمر في طموحاته الشريرة. حتى وصل به الأمر أنه من على جبل التجربة قال للسيد المسيح له المجد، وهو يشير إلى جميع ممالك الأرض ومجدها (أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي) (مت 4: 8، 9) فانتهره الرب قائلا أذهب يا شيطان. واستمر في طموحاته، يريد أن ينافس الله، ويضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض (رؤ 20: 8) ويسبب الارتداد العظيم الذي يسبق المجيء الثاني (2تس 3، 9) وبنفس هذا الطموح الخاطئ عمل على إسقاط أبوينا الأولين، في الإغراء على الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، قائلا (تصيران مثل الله عارفين الخير والشر) (تك 3: 5). هناك نوع من الطموح يمتزج بالغرور. غرور سابق للطموح، وغرور لاحق له.. أما عن الغرور السابق، فهو أن يظن الشخص في نفسه فوق ما يستطيع ويرتئي فوق ما ينبغي (رو 12: 2) وربما يقفز إلى درجات روحية فوق إمكانياته، فلا يحسن منها شيئا بل يهبط إلى أسفل. أو يطمح إلى مسئوليات فوق قدراته فيفشل.. وإن نجح في شيء، يلحقه غرور آخر فيطلب المزيد.. إن كثير من القادة السياسيين أضاعهم الطموح الزائد في الاتساع ومواصلة الانتصار، حتى انتهوا إلى الفشل والضياع، مثلما حدث لهتلر ولنابوليون أيضا.. إن شهوة الاتساع والامتداد كثيرا ما أتعبت الطامحين. وأوصلتهم إلى الطمع وعدم الاكتفاء. كما يقول سليمان الحكيم (كل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن) (جا 1: 7) وأيضا (العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع) وهكذا تجد كثيرا من المحارَبين بالطموح العالمي، نفوسهم في تعب مهما نالوا ومهما أخذوا بسبب الاتساع والطمع التي لا يشبعها شيء. |
||||
27 - 12 - 2013, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
الفرق بين النوعان الطموح الخاطئ: كلما يصل ينتفخ ويتكبر. أما الطموح الروحي، فيفرح بالرب في اتضاع. إن عمل الاثنان في المجال الديني. فصاحب الطموح الخاطئ يحب أن يصل إلى مواهب الروح التي ينال بها مجدا من الناس. أما صاحب الطموح الروحي، فيسعى إلى نوال ثمار الروح (غل 5: 22، 23) التي يتمتع فيها بمحبة الله وبالفضائل الخفية.. إنه يجاهد في الروحيات لا ليفتخر بما وصل إليه، بل لأنه لذة روحية في الالتصاق بالرب. وكلما يزداد اتضاعًا، عارفا أن طريق الكمال لا يزال بعيدا. وينظر إلى المثل العليا في حياة القديسين، فيرى أنه لم يفعل شيئا! ومهما وصل طموحه يتذكر قول الرب: (متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون) (لو 17: 10) لذلك فإن قديسين كثيرين وصلوا إلى مستويات عالية جدا، ومع ذلك كانوا يبكون على خطاياهم. لأنهم كانوا في طموحهم الروحي، كانوا في طموحهم الروحي، كانوا يرون درجات أعلى وأعلى، لم يصلوا إليها بعد.. إن المقاييس تتغير بين الروحيين وأهل العالم في طموحهم. · الذي عنده طموح عالمي يحب مثلا أن يزداد في الغنى، وتكثر أمواله وأرصدته يوما بعد يوما حتى أنه يصاب بالتجلي.. أما الإنسان الروحي، فإن طموحه هو في توزيع ماله على الفقراء، حتى يكون له كنز في السماء.. · الإنسان الذي عنده طموح عالمي، يجب أن يكون الأول باستمرار، بل الوحيد ويحب المتكئات الأولى. أما الإنسان الروحي فإن طموحه في أن يكتسب فضيلة الاتضاع، وأن يأخذ المتكأ الأخير ويضع أمامه قول الرسول (مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة) (رو 12: 10) وهكذا يجتهد أن يكون آخر الكل وخادما للكل (مر 9: 35) وهكذا يتحول إلى إنسان خدوم، يحب الخدمة وينمو فيها. ويحبه كل الناس لخدمته لهم. الطموح العالمي ينافس الناس ليحل محلهم. أما الطموح الروحي فيساعدهم على الوصول. إنه لا يزاحم الناس في طريق الحياة، بل بمحبته يفسح الطريق لهم ليسيروا. إنه من كل قلبه يريد أن يصل إلى الله. ولكنه في طموحه يحب أن يسبق غيره، أو أن يعطل غيره ليصل قبله. لما يشوع بن نون رأى اثنين يتنبآن، أراد أن يردعهما، حيث أن النبوة هي لمعلمه موسى النبي. فوبخه موسى بقوله (هل تغار لي أنت يا ليت كل الشعب كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم) (عد 11: 26 – 29) الذي عنده طموح روحي يهدف أن يصل إلى قمة الروحيات، من أجل محبته لله، ولكنه لا يفكر أبدأ أن يسبق غيره، أو ينافس غيره، أو يتفوق عليه في الروحيات.. الطموح الذي يريد التفوق على الغير، هذا قد انتصرت عليه الذات. إن طريق الله يتسع لجميعنا، وقمم الروحيات معروضة على الكل والنعمة مستعدة أن تساعد كل أحد على الوصول. فلماذا التنافس والتزاحم إذن في طريق الطموح، بينما فيه متسع للجميع؟! أتريد في طموحك أن تنتصر على غيرك في الروحيات؟! لماذا؟! وهل في هذا الانتصار، تجد روح المحبة التي تسعى إليها في طموحك؟! أما طموح الإنسان الذي لا يحب فقط أن يكون الأول، وإنما الوحيد.. فهو بلا شك طموح شرير. لأنه في طموحه، لا يريد لغيره الخير. وهذا شر. إنه طموح قد انحرف، وتحول إلى محبة الذات أو تحول إلى الأنانية. الطموح الروحي يسعى إلى الارتفاع فوق مستويات معينة، وليس فوق أشخاص معينين. فمن الجائز أن ترتفع فوق أشخاص معينين، ويبقى مستواك منخفضا. كما أن رغبة الأرتفاع فوق الغير، قد تعصف بك إلى نطاق الحسد والغيرة، مما يتعارض مع روح المحبة الحقيقية. وتظل ترقب هذا الذي ينافسك، وقد تفرح بفشله لأن هذا يعطيك فرصة التفوق عليه. وهكذا تفقد نقاوة قلبك.. اسع إلى الامتياز، وليس إلى الانتصار على الغير. وإن صرت الأول، فهذا حسن جدا. وإن لم تصر. فلا تحسد من صار الأول، بل افرح بتفوقه.. الإنسان الروحي طموحه في أن ينتصر على نفسه، لا على الآخرين. وليكن هدفك من السعي إلى الكمال هو إرضاء الله وليس المجد الباطل.. إنها وصية إلهية أن تصير كاملا (مت 5: 48) فإن صرت هكذا، تفرح بإرضاء الله الذي نفذت وصيته. ويكون فرحا بغير افتخار، وبغير مقارنة بالآخرين. الإنسان الروحي في الطموح، ينمو باستمرار. فالنمو صفة عملية للطموح. ولكنه في نفس الوقت يفرح حينما يرى غيره ينمو أيضا.. الطموح الروحي ينمو في الروحيات: في الصلاة، في التأمل، في معرفة الله، في محبته، في خدمته، في محبة الآخرين.. وكلها ليست مجالا للتنافس. إذا صلى، يحب أن ينمو في الصلاة: من جهة الوقت الذي يقضيه مع الله، ومن جهة ما في الصلاة من حرارة ومن عمق وتأمل، ومن حب وإيمان. وهكذا مع باقي الفضائل. باستمرار يمتد إلى قدام. أما غير الطموح، فقد يتوقف عند وضع معين، ويتجمد. وهذا التوقف قد يؤدى إلى الفتور. وفى الحياة العملية ينبغي أن يكون الإنسان طموحًا. يهدف إلى النجاح في كل ما تمتد إيه يده، كما قيل عن يوسف الصديق إنه كان رجلا ناجحا. وكان الرب معه. وكل ما كان يصنع، كان الرب ينجحه بيده (تك 39: 2، 3) وهناك ولعل البعض يسأل: هل يتناقص الطموح مع القناعة؟! كلا. فالقناعة تكون في الماديات، والطموح في الروحيات. ويتمشى الاثنان معًا. يقويان بعضهما البعض. يسأل البعض كيف يكون طموحي نحو الكمال، بينما الكمال لله وحده. فأقول له المطلوب منك هو الكمال النسبي، وليس الكمال المطلق.. وإن لم تصل إلى الكمال، فعلى الأقل أن ينمو. ويجدك الله سائرا في الطريق، متقدما كل يوم. كن كالشجرة التي كل يوم تنمو. فالصديق كالنخلة يعلو. ولا تجعل طموحك في أمانتك في عملك، يعطل طموحك في روحياتك. |
||||
27 - 12 - 2013, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
5) مفهوم الخطيَّة: الخطية كثيرون يقولون كلمة (أخطأت) بسهولة عجيبة! دون أن يدركوا مفهومها، ولا عمق معناها.. ونحن جميعا نكرر هذه العبارة في الصلاة الربانية: أبانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك... "اغفر لنا خطايانا".. ونقولها أيضا في المزمور الخمسين (إليك وحدك أخطأت واشر قدامك صنعت) ونفس العبارات نقولها في صلاة الثلاثة تقديسات (اغفر لنا خطايانا، وآثامنا، وزلاتنا) نقول هذا كله في هدوء، دون أن ندرك خطورة مدلولاته!! فما هي الخطية إذن؟ |
||||
27 - 12 - 2013, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
الخطية ضد الله خطورة الخطية إنها أولا موجهة ضد الله. لذلك فإن داود يقول للرب في مزمور التوبة (إليك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت) (مز 50) ويقول عن الخطاة (لم يسبقوا أن يجعلوك أمامهم) أي لم يفكروا أنك أمامهم، تراهم وتسمعهم. فالخاطئ كأنه في غيبوبة لا يدرى ماذا يفعل. يحتاج إلى من يوقظه ويجعله يفيق، لكي يدرى ما يفعل. تدل الخطية على أنك لا تشعر بوجود الله. فلو كنت تشعر بوجود الله، ما كنت ترتكبها قدامه، بدون خجل!! ولعل هذا ما كان يجول بذهن يوسف الصديق وهو يقول (كيف أفعل هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله) (تك 39: 10) إذن أنت في الخطية، إنما تخطئ إلى الله قبل كل شيء: تقاومه وتعصاه وتتحداه، تحزن روحه القدوس تدنس سكناه في قلبك.. إلخ. هل تشعر بكل هذا، وأنت تخطئ، أو وأنت تعترف بخطيتك؟ أم أنت تذكر الخطية ببساطة، دون أن تشعر بخطورتها وبشاعتها..! كإنسان مريض تسأله عن صحته، فيقول لك: (شيء بسيط. مجرد سرطان.. مجرد إيدز)!! وهو لا يدرى سرطان أو معنى إيدز!! أولا: الخطية هي التعدي (1يو 3: 4). هي التعدي على وصايا الله، كسر الوصايا، عدم الاهتمام بها.. أو هي التعدي على حقوق الله، وعلى كرامته وعلى أبوته. معنى الخطية يؤخذ من ناحتين: من جهة الله، ومن جهة الناس. الخطية من جهة الله، هي تمرد عليه. ثورة على الله، وعصيان، وتمرد.. تصوروا حينما يثور التراب والرماد، ويتمرد على الله خالق السماء والأرض.. لاشك أنه لون من الكبرياء، أن يتمرد التراب أمام الله.. إنه قبل أن يكسر الوصية، تكون الكبرياء قد كسرت قلبه من الداخل. الخطية إذن هي كبرياء وتشامخ. ولذلك حسنا قيل في سفر الأمثال (قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح) (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). (أم 16: 18) وبهذا الكبرياء يسقط الإنسان. إن المتضع الذي لصقت بالتراب نفسه، لا يسقط أما المتكبر، فإنه يرتفع إلى فوق ثم يسقط. الخطية أيضا هي عدم محبة لله. وفى هذا يقول القديس يوحنا الرسول (إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب) (1يو 3: 15) إذن فالإنسان أمامه أحد طريقين: إما محبة العالم، أو محبة الله. وواضح أن الخاطئ يفضل محبة العالم على محبة الله، أو قل: يحب ذاته أكثر من محبته لله (وطبعا ذاته بطريقة تهلكها). وطبيعي أن الخطية عدم محبة لله، لأن الخاطئ يعصى الله ويتمرد عليه. الخطية عداوة لله، أو خصومة معه. وواضح هذا من قول القديس يعقوب الرسول (أما تعلمون أن محبة العلم عداوة لله؟!) (يع 4: 4) فإن كانت كلمة (عداوة) صعبة فلنستخدم على الأقل كلمة خصومة. ولهذا فإن حال الخطاة يحتاج إلى مصالحة.. وهكذا يقول القديس بولس الرسول إن الله (أعطانا المصالحة) لذلك (نسعى كسفراء عن المسيح.. نطلب تصالحوا مع الله) (2كو 5: 18، 20) لذلك إن كنت إنسانا خاطئا، فأنت محتاج أن تتصالح مع الله.. وكخصومة، الخطية هى انفصال عن الله. لأنه (أية شركة للنور مع الظلمة؟!) (2كو 16: 14) فالله نور، والخطاة يعيشون في الظلمة الخارجية، إذا قد أحبوا الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة) (لأن كل من يحب السيئات يبغض النور، ولا يأتي إلى النور، لئلا توبخ أعماله) (يو 3: 19، 20). الابن الضال، حينما أحب الخطية، ترك بيت أبيه، وانفصل عنه، وذهب إلى كورة بعيدة (لو 15: 13) هكذا ينفصل عن الله، بقلبه وبفكره وبأعماله وعن هذا الانفصال يقول الرب (أما قلبهم فمبتعد عنى بعيدًا) (مر 7: 6) وبقاء الخاطئ في هذا الانفصال، وفي هذا البعد معناه أن عشرة الله لا تهمه ولا تروق له!! وهكذا فإنه يفض شركته مع الله، وينهى علاقته به، ولا تكون له بعد شركة مع الروح القدس، طالما هو يحيا في الخطية. وبالخطية نحزن روح الله القدوس (أف 4: 30) وهكذا حال الخطية منذ البدء. ففي قصة الطوفان يقول الكتاب ( فحزن الله وتأسف في قلبه) (تك 6:6) إن الله يحزن إذ يجد خليقته التي صنعها على صورته ومثاله، تتحطم أمامه، وتتدنس أمامه. وفى الخطية لا نحزن فقط روح الله، إنما أيضا نقاومه ونعانده. كما قال القديس اسطفانوس الشماس لليهود في وقت استشهاده: أنتم دائما تقاومون الروح القدس كما كان آباؤكم (أع 7: 51). بل قد يصل الخاطئ إلى حد يفارقه فيه روح الله. كما قال الكتاب عن شاول الملك (وفارق روح الرب شاول، وبغته روح رديء من قبل الله) (1صم 16: 14) ما أصعب هذا الأمر، أن يفارق روح الرب إنسانا!! وإن كان هذا الكلام صعبا عليك، وتقول في احتجاج (كيف هذا: إن روح الله يفارقني؟!) سأورد لك الأمر بطريقة أسهل.. فبدلا من عبارة (روح الله يفارقك) نقول: أنت الذي تفارق روح الله وفي كلا الحالتين حدثت مفارقة، انفصال، بعد بينك وبين روح الله.. إن القديس بولس الرسول يتكلم كلاما صعبا جدا، وبخاصة من جهة خطية الزنا. يقول ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح. أفآخذ أعضاء المسيح، وأجعلها زانية؟! حاشا) (1كو 6: 15) إذن الإنسان في هذه الخطية يدنس هيكل الله. وهكذا يقول الرسول (أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم! إن كان أحد يفسد هيكل الله، فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس، الذي أنتم هو) (1كو 3: 16، 17). إذن حينما تقول (أخطأت) حلل هذه العبارة، لتعرف ماذا تحوى داخلها.. أتراها تحمل كل ما ذكرناه من خطايا، أم تراها تحمل أكثر وأكثر، وبخاصة ما تحويه من تفاصيل بشعة.. والإضافة إلى هذا، فإن الخطية تدل على معنى آخر: الخطية هى استهانة بالبنوة لله. فإن كنت حقا ابنًا لله، وعلى صورته ومثاله، فإنك لا يمكن أن تخطئ. كما يقول القديس يوحنا الرسول إن (المولود من الله لا يخطئ، بل لا يستطيع أن يخطئ والشرير لا يمسه) (1يو 3: 9) (1يو 5: 18) ويقول عن الرب (إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يفعل البر مولود منه) (1يو 2: 29). هل الخاطئ -وهو يخطئ- يكون متذكرا أنه ابن الله. وصورة الله؟! أم يكون وقتذاك متنازلا عن هذه البنوة وصفاتها. هذه التي يقول عنها الرسول (بهذا أولا الله ظاهرون، وأولاد إبليس ظاهرون) (1يو 3: 10) لهذا وبخ القديس بولس المخطئين، بأنهم (نُغُولٌ لا بنون) (عب 12: 8). الخطية هى أيضا خيانة لله. لأن الخاطئ أثناء خطيته يكون منضما لأعداء الله ضده، أي لإبليس وجنوده.. بل للأسف يكون قد صار واحدا منهم. كما قال الرب موبخا اليهود (لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم.. أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا) (يو 8: 39، 44). ويوحنا المعمدان وبخهم قائلا (يا أولاد الأفاعي) (مت 3: 7) أي أولاد الشيطان. الخطية هي أيضًا صلب للسيد المسيح. وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، صاروا شركاء الروح القدس.. وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه..) (عب 6: 4-6) على الأقل، فإن كل خطاياك لا تغفر إلا إذا حملها المسيح على صليبه. كأنك بخطاياك تضيف ثقلا عل صليب المسيح، وتضيف قطرات مرة في الكأس التي شربها.. وبخطاياك تضع رجاسات على المسيح في صلبه! فهو الذي حمل خطايا العالم كله ليمحوها بدمه ويكون كفارة عنها (1يو 2: 2، 2) ومن ضمن هذه الخطايا، ما ارتكبته وما ترتكبه من خطايا.. استمع إذن في خوف إلى القديس بولس الرسول (من خالف ناموس موسى، فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقابا تظنون أنه يحسب مستحقا، من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا، وازدرى بروح النعمة)؟! (عب 10: 28، 29).. تأمل إذن هذه العبارات، لتعرف مقدار بشاعة الخطية: داس ابن الله.. حسب دم العهد الذي قدس به دنسا.. أزدرى بروح النعمة يصلبون ابن الله ثانية ويشهرونه.. حقا إنها خيانة لله، وخيانة للنعمة التي نلناها في المعمودية، حيث يقول الرسول (لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح) (غل 3: 27). هل تظنون أن يهوذا وحده هو الذي خان المسيح؟! كلا، بل أن كل من يخطئ، يخون المسيح. يخون معموديته وميرونه، ويخزن الدم الكريم الذي طهرنا من كل خطية (1يو 1: 7). |
||||
27 - 12 - 2013, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
الخطية من جهة الإنسان الخطية أيضا هي فقدان للصورة الإلهية. خلقنا الله على صورته ومثاله. وفقدنا هذه الصورة بسقوط أبوينا الأولين. ثم أعيدت إلينا في نعم العهد الجديد. ولكننا نعود فنفقدها كلما أخطأنا. فالخاطئ لا يمكن أن يكون على صورة الله، لأن الله قدوس.. والخطية هي كذلك حرمان من الله. أنت غصن في الكرمة، طالما أنت ثابت فيها، تجرى فيك عصارة الكرمة، فتحيا وتثمر. والله ينقيك لتأتى بثمر أكثر. أما الغصن الذي ينفصل عن الكرمة بحياته في الخطية، فإنه يقطع ويجف ويلقى في النار (يو 15: 1-6). وفى حالة الخطية تتعرض لتلك العبارة المخيفة التي قالها السيد الرب لفاعلي الإثم (إني لا أعرفكم قط، اذهبوا عنى) (مت 7: 23) والعجيب أنه قال هذه العبارة لأشخاص قالوا (يا رب، أليس تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسم صنعنا قوات كثيرة)..! أمر مؤلم، أن يتبرأ الرب من معرفتنا!! نفس العبارة قالها للعذارى الجاهلات (الحق أقول لكن إني لا أعرفكن) (مت 25: 12) وأغلق الباب، وبقيت هؤلاء خارجا، منفصلات عن القديسات اللائي حضرن العرس.. الخطية فساد للطبيعة البشرية. تصورا حالة آدم وحواء قبل السقوط، البراءة العجيبة، والبساطة والنقاوة.. ولكن الخطية غيرت القلب، وغيرت النظرة (رأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر) (تك 3: 6) وكانت أمامها الشجرة من قبل، ولكن لم تكن تنظر إليها هكذا الخطية غيرت النظرة، وأوجدت الشهوة ففسدت الطبيعة.. دخل الإنسان في ثنائية الخير والشر، والحلال والحرام، وفقد بساطته، وعرف شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة (1يو 2: 16) وأصبح (الجسد يشتهى ضد الروح والروح تشتهى ضد الجسد، ويقاوم أحدهما الآخر) (غل 5: 7). صدقني، حتى ملامح الوجه تتغير بالخطية. نوع النظرة، والابتسامة، ولهجة الصوت، وشكل الإنسان جملة يتغير.. حتى أن الرسول ينصحنا فيقول (تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم) (رو 12: 2) فإن عاش صديق لك في الخطية، ورأيته بعد مدة، تكاد تقول: ليس هذا هو الإنسان الذي كنت أعرفه من قبل. الآن كل شيء فيه قد تغير.. حتى ملامحه!! الخطية هي هزيمة وسقوط وضعف. مهما ظن الخاطئ أنه نال من العالم شيئا. إن شاول الملك لم يكن قويا وهو يطارد داود من برية إلى برية. بل كان مهزوما من ذاته ومن غيرته. وأخيرا أحس بهزيمته، فرفع صوته وبكى . وقال لداود (أنت أبر منى، لأنك جازيتني خيرًا، وأنا جازيتك شرًا) (1صم 24: 16، 17). الإنسان الخاطئ إنسان ضعيف، لم يستطع أن يقاوم الخطية. فغلبه الشر، وغلبته شهوته فسقط وانهزم أمامها. وأصبح غير مستحق لوعود الله للغالبين، كما ذكرها الرب في رسالته للكنائس السبع (رؤ 2: 3) إنه إنسان مهزوم، ليس فقط من الخطية التي تحاربه من الخارج، بل بالأكثر من الخطية التي تسكن في أعماقه. أخيرا، الخطية هي موت. لست أجد في وصفها أروع من قول الرب لراعى كنيسة ساردس (إن لك اسمًا أنك حي، وأنت ميت) (رؤ 3: 1) وهكذا قال الآب عن توبة ابنه الضال (ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد) (لو 15: 24). |
||||
27 - 12 - 2013, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عشرة مفاهيم
6) مفهوم الحب والصداقة:
الحب أولًا لله
|
||||
|