رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" البطَّال يتمنــى ولا ينـال، والمجتهـد ينجح فيغنى... شهوة البطَّال تقتلهُ، لأنَّ يديه ترفضان العمل. يشتهي طوال ليله ونهاره... ". (أمثال 13 : 4، 21 : 25 – 26). " وأقبلَ إليه شابٌ وقالَ لهُ: " أيها المعلم، ماذا أعمل مــن الصـلاح لأنال الحياة الأبدية ؟ " فأجابهُ يسوع: ... إذا أردت أن تدخل الحياة فاعمــل بالوصايا ". فقالَ له: " أيَّ وصايا ؟ " فقالَ يسوع: " لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك، أحب قريبك مثلما تحب نفسك ". فقالَ لهُ الشاب: " عملت بهذه الوصايا كلها، فما يُعوزني ؟ " أجابهُ يسوع: " إذا أردتَ أن تكون كاملاً، فاذهب وبع ما تملكهُ ووزع ثمنهُ على الفقراء، فيكون لكَ كنزٌ في السماوات، وتعالَ اتبعني ! " فلمَّا سمعَ الشاب هذا الكلام. مضى حزيناً لأنهُ كانَ يملك أموالاً كثيرة " (متى 19 : 16 – 22). " ...وكانَ يوسف حسن الهيئة وجميل المنظـر. فحـدثَ بعـد ذلـكَ أنَّ امرأة سيده رفعت عينيها إليه وقالت: " اضطجع معي ! " فرفضَ وقالَ لها: " سيدي لا يعرف شيئاً ممَّا في البيت، وكلُّ ما يملكه ائتمنني عليه. لا أحد في هذا البيت أعظم مني إلاَّ سيدي، وسيدي لم يمنع عني شيئاً غيرك لأنك امرأتهُ، فكيفَ أفعل هذا الشر العظيم وأخطأ إلى الله ؟ " وكلمتهُ يوماً بعدَ يوم أن يضطجع بجانبها ويكون معها، فلم يسمع لها " (تكوين 39 : 6 – 10). " بالإيمان رفضَ موسى، بعدما كبرَ، أن يُدعى ابناً لبنت فرعون، وفضَّلَ أن يُشارك شعب الله في الذل على التمتع الزائل بالخطيئة، واعتبرَ عارَ المسيح أغنى من كنوز مصر، لأنهُ تطلعَ إلى ما سينالهُ من ثواب " (عبرانيين 11 : 24 – 26). " وأمرَ الملك كبير أمنائه، واسمهُ أشفنز، أن يُحضر من بني إسرائيل، من نسل الملك ومن الأمراء فتياناً لا عيبَ فيهم، حسان المنظر، يعقلون كل حكمة ويُدركون العلم ويتبينون المعرفة، ممن لهم القدرة على القيام بالخدمة في قصر الملك، فيُعلمهم أشفنز أدب البابليين ولغتهم. وعيَّنَ لهم الملك رزق كل يوم في يومه، من طعام الملك ومن خمر شرابه، ليُربّوا ثلاث سنين، وبعدَ انقضائها يُقدَّمون أمام الملك. وكانَ بينهم، من بني يهوذا، دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا. فسمَّى كبير الأمناء دانيال بلطشاصر، وحننيا شدرخ، وميشائيل ميشخ، وعزريا عبدنغو. وعزمَ دانيال في قلبه أن لا يأكل من طعام الملك ويشرب من خمره، لئلاَّ يُخالف الشريعة... " (دانيال 1 : 3 – 8). " ولكنني لستُ أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله ". (أعمال 20 : 24). كلمات كبيرة... مقاطع ثمينة... رجالات مميزين... وكل ذلك، وكما يقول بولس الرسول كتب من أجلنا لكي نتعلم... - بطَّال ورجل غني، تمنوا واشتهوا أن يتبعوا الرب... الأول لم ينل، والثاني مضى حزيناً... - يوسف، موسى، دانيال وبولس، عزموا في قلوبهم أن يتبعوا الرب... جميعهم نجحوا وأصبحوا من سحابة الشهود التي تكلمت عنها رسالة العبرانيين، ليكونوا مثالاً لنا نتعلم منهم، نقتدي بهم، فننجح ونأتي بثمر... لا أشك لحظة بأن رسالة الأسبوع الماضي التي وجهها الرب للكنيسة في الحازمية، هيَ رسالة حقيقية وجديِّة، والرب ساهر على كلمته هذه لتنفيذها، وقد أرسلَ لي الرب تأكيدات عدة من عدد من الإخوة الذين قرأوا هذه الرسالة في لبنان وخارجه... وأنا لا أشك لحظة، بما يتمناه كل مؤمن من أولاد الله بصورة عامة لجهة ربح النفوس.. بناء كنيسة الرب يسوع المسيح.. وامتداد الملكوت.. ولا أشك لحظة بأن تمنيات مؤمني كنيسة الحازمية، لا سيما بعد رسالة الرب هـــذه: " أجيــال جديدة... وسمك كثير !!! "، هيَ تمنيات وأشواق كبيرة لرؤية هذه الكنيسة تمتد، تربح النفوس، تستقبل أجيال جديدة وسمك كثير، يُفرح قلبها ويُفرح قلب الرب !!! ولو تذكرنا قليلاً من خلال رسالة الأسبوع الماضي، ما فعلهُ داود ودانيال، عندما تلقيا وعداً من الله، لأدركنا أنهما قاما بدورهما على أكمل وجه، فتحقق حينها وعد الرب لكل منهما.. لقد آمن داود بالوعد، صلَّى به مراراً أمام الرب، تواضع تحت يده، خاضَ معارك كثيرة وانتصر على أعدائه واستعبدهم، فنصره الرب حيثما توجه.. ودانيال استمر في الصلاة والصوم لمدة ثلاثة أسابيع إلى أن وصلَ إليه الملاك وإبلغهُ إجابة الرب على صلاته.. لقد تمنى داود أن يــرى وعد الله وخطته يتحققان.. ثمَّ عزمَ أن يعمل مع الله لكي يتحققا.. فتحققت خطة الرب.. وتمنى دانيال أيضاً أن يحصل على إجابة من الله على صلاته.. ثمَّ عزمَ أن يصلي ويصوم لكي تصل الإجابة.. فوصلت بعدَ ثلاثة أسابيع.. وهكذا فعلَ كل من يوسف وموسى ودانيال ورفاقه وأخيراً بولس.. تمنوا.. ثمَّ عزموا.. فتحققت وعود الله ومشيئته.. أمَّا البطَّال فقد تمنى.. لكنه لم ينل تمنيه لأنه وقف عند الحد الفاصل بين التمني... والعزم، ولم يعزم في قلبه أن ينال تمنياته، ولم يقم بما قام به الأبطال الذين ذكرنا أسماؤهم... فقتلته شهوته لأنَّ يديه رفضتا العمل.. وكذلكَ الرجل الغني.. تمنى أن يفعل ما يريد الرب.. لكنه مضى حزيناً لأنهُ وقفَ أيضاً عند الحدّ الفاصل بين التمني... والعزم، وهوَ أيضاً لم يقم بما قام به الأبطال الذين ذكرنا أسماؤهم.. ولأنَّ الكتاب المقدس روى لنا هذه الأحداث التي وقعت مع من سبقونا لنتعلم منها، كما سبقَ وذكرنا، تعالوا نسأل أنفسنا السؤال التالي: ماذا عنا نحن ؟ وبعد أن تلقينا وعداً من الله بأجيال جديدة... وسمك كثير، هل سنطلق التمنيات والأشواق بأن يتحقق هذا الوعد ونقف عند هذا الحدّ ؟ أم أننا سنعزم أن نؤمن، نصلي، نتواضع تحت يد الرب، نحارب، نتعب، نكد، نسهر، نصوم... فيتحقق الوعد ؟ لم ولن ينسى الرب تعبنا وصلواتنا ودموعنا وسهرنا وصومنا وكل ما قمنا به، ولأنهُ نظر إلى ذلكَ أطلقَ وعدهُ لنا، وهوَ صادق وأمين وسيسهر على كلمته لتنفيذها، لكن المقطعين المفتاحين اللذين وضعهما بينَ أيدينا لتحقيق ذلكَ يقولان: " فما الله بظالم حتى ينسى ما عملتموه وما أظهرتم من المحبة من أجل اسمه... ولكننا نرغب في أن يُظهر كل واحد منكم مثل هذا الاجتهاد إلى النهاية، حتى يتحقق رجاؤكم. لا نريد أن تكونوا متكاسلين، بل أن تقتدوا بالذين يؤمنون ويصبرون، فيرثون ما وعدَ الله " (عبرانيين 6 : 10 – 12). " ولا نيأس في عمل الخير، فإن كنا لا نتراخى جاءَ الحصاد في أوانه " (غلاطية 6 : 9). نعم ليسَ الله بظالم ولن ينسى تعب المحبة وما قمنا به، لكـنهُ... يرغب في أن نظهر هذا الاجتهاد إلى النهاية، نؤمن، نصبر ونرث الوعد... ولا نيأس.. ولا نتراخى لكي يأتي الحصاد في أوانه، أجيال جديدة... وسمك كثير.. وكل ذلكَ لأنَّ ملكوت الله يُغتصب اغتصاباً.. ولأنَّ عدونا إبليس سيحاربنا وسيحاول بكل طاقته وقواه وخدعه وأكاذيبه أن يوقفنا عن إكمال سعينا لكي نرى وعود الله تتحقق في حياتنا وفي كنيستنا وفي الملكوت.. فماذا سنفعل نحن ؟ إبليس عدو شرس ؟ نعم بكل تأكيد. لكنَّ الله لم يقف متفرجاً، أرسل يسوع، فجرَّد إبليس من كل قوته، وأعطانا السلطان لكي ندوس العقارب والحيات وكل قوة العدو، ونالَ لنا الموعد فأرسل لنا الروح القدس، روح القوة، لكي يؤيد كل صلواتنا وحروبنا، وخططنا وتحركاتنا... لم يتركنا يتامى، وتذكر إننا في العهد الأفضل.. الذي اشتهى من سبقنا من رجالات الله أن يراه ولم يتمكن بل حياه من بعيد.. لم يكن متوفراً ليوسف ما هوَ متوفر لكَ اليوم.. لكنه رفض وعزمَ بقلبه أن لا يفعل هذا الشر العظيم ويُخطىء إلى الله، فنجحَ !!! لم يكن متوفراً لموسى ما هوَ متوفر لكَ اليوم.. لكنه رفض مجد فرعون ومصر والتمتع الزائل بالخطيئة، وعزم بقلبه أن يعتبر عار المسيح أغنى من كل كنوز مصر، فنجحَ !!! لم يكن متوفراً لدانيال ما هوَ متوفر لكَ اليوم.. لكنهُ عزم بقلبه أن لا يأكل من طعام الملك وأن لا يشرب من خمره، وبعدها أن لا يسجد للتمثال الذي وضعوه لهذه الغاية بل سجدَ لله وحدهُ، فنجحَ !!! أمَّا بولس فكانَ متوفراً لهُ ما هوَ متوفر لكَ اليوم.. فلم يحتسب لشيء، ولم يعتبر نفسه ثمينة عندهُ، حتى يُتمم المهمة التي أخذها من الله، فأكمل السعي، وجاهد جهاد الإيمان، فنجح !! ونحنُ اليوم محاطون بهذه السحابة من الشهود، ونحنُ اليوم وبعد كل ما قمنا به من صلوات، وتشفعات، وأصوام، وتواضع، ودموع أمام الله، وخدمات، وتبشير، فنلنا وعداً من الله بأجيال جديدة... وسمك كثير، هل سنتمثل بيوسف وموسى ودانيال وبولس ؟ نكمل السعي، نظهر الاجتهاد إلى النهاية، نؤمن، نصبر ولا نتراخى لكي نرث الوعد ويأتي الحصاد في أوانه ؟ أم أننا سنتمنى ونشتهي ونقف هنا ونمضي حزينين ؟ إنه الحدّ الفاصل بين التمني... والعزم !!! واسمح لي وقبلَ أن تتسرع في الإجابة، أن أنقل لكَ كلام الرب يسوع المسيح الذي قالهُ للجموع الكبيرة التي كانت ترافقهُ عندما كانَ على هذه الأرض، واضعاً معيار محدد للصفات التي يجب أن تتوفر بكل من أراد من بينهم أن يكون لهُ تلميذاً: " فمن منكم إذا أراد أن يبني برجاً، لا يجلس أولاً ويحسب النفقة ليرى هل يقدر أن يكملهُ، لئلاَّ يضع الأساس ولا يقدر أن يُكمل، فيستهزىء به الناظرون إليه كلهم ويقولون: هذا الرجل بدأ يبني وما قدر أن يُكمل... وهكذا لا يقدر أحدٌ منكم أن يكون تلميذاً لي، إلاَّ إذا تخلى عن كل شيء له ". (لوقا 14 : 28 – 33). نعم قبلَ أن تجيب على السؤال الذي وجهتهُ لكَ، لا بد أن تحسب حساب النفقة، وتعرف المعيار الذي وضعهُ الرب للصفات التي يجب أن تتوفر بالمؤمن لكي يكون تلميذ: " تتخلى عن كل شيء... تحمل صليبك كل يوم... وتتبع يسوع ". كثير من المؤمنين... لكـــن... قليل من التلاميذ !!! يوسف تخلى عن كل شيء، رفض التنعم في قصر فوطيفار عندما أصبح الثمن خطيئة الزنى، وعدم الأمانة والغدر بسيده... فدفع الثمن ثلاثة عشر سنة في السجن، لأنه قرر أن لا يفعل هذا الشر العظيم ويُخطىء إلى الله... لكن الله ليسَ بظالم حتى ينسى ما فعلَ يوسف من أجل اسمه، فعندمــا رأى اجتهاده حتى النهاية وإيمانه وصبره، جعله يرث الوعد... فأقامه حاكماً على كل مصر وجميعنا يعرف باقي القصة. موسى تخلى عن كل شيء، رفض التمتع الزائل بالخطيئة، ورفض مجد فرعون وقصره، وشارك شعب الله في الذل، واعتبرَ عار المسيح أغنى ما في الوجود... لكن الله ليسَ بظالم حتى ينسى ما فعلَ موسى من أجل اسمه، فعندما رأى اجتهاده حتى النهاية وإيمانه وصبره، جعله يرث الوعد... فأقامه رئيساً على شعبه، كان صديق الله، رأى وجه الله، قاد الشعب، على يده أنزل الله وصاياه، وجميعنا يعرف ما قام به موسى أيضاً. دانيال تخلى عن كل شيء، رفضَ التمتع بأطايب الملك وخمره، ورفضَ السجود للتماثيل، تعرض للموت عندما ألقيَ في جب الأسود، لكي يبقى أميناً لوصايا الله، ... لكن الله ليسَ بظالم حتى ينسى ما فعلَ دانيال من أجل اسمه، فعندما رأى اجتهاده حتى النهاية وإيمانه وصبره، جعله يرث الوعد... نجاه من جب الأسود، وبفضل حياة وإيمان دانيال أصدرَ الملك داريوس أمراً إلى جميع الشعوب في الأرض كلها يقول: " يجب عليكم أن تهابوا وترهبوا إله دانيال، لأنهُ الإلـه الحـي القيـوم إلـى الأبـد، وملكــهُ لا يفســد وسلطانـهُ إلـى المنتهـى. هـوَ المنقـذ المنجـي الصانـع المعجـزات والعجائـب في السماوات والأرض " (دانيال 6 : 26 – 28)، حياة دانيال جلبت المجد لاسم الرب في كل الأرض !!! بولس تخلى عن كل شيء، سهر، تعب، صام، جلد، ضرب، هاجمته الأسود، ولم يحسب نفسه ثمينة من أجل دعوة الله على حياته، وأخيراً استشهد من أجل الرب... لكن الله ليسَ بظالم حتى ينسى ما فعلَ بولس من أجل اسمه، فعندما رأى اجتهاده حتى النهاية وإيمانه وصبره، جعله يرث الوعد... إنه بطل نشر البشارة المسيحية حول العالم ورسائله التي كتبها بوحي من الروح القدس ما زالت حتى يومنا هذا وستبقى لكل الأجيال الآتية مرجعاً روحياً للتعليم والتوبيخ والتفنيد والنمو وربح النفوس... كلهم يجمعهم قرار واحد: " عزموا في قلوبهم أن يدفعوا الثمن ليروا الأجيال الجديدة... والسمك الكثير ". والآن ماذا عنكَ أنت بعد هذا التأمل ؟ الآن يُمكنك التفكير، الصـلاة، الصـوم ومـن ثمَّ الإجابـة، هل ستكون من أتباع يسوع الذين يتمنون تحقيق الوعود ويقفون عند الحدّ الفاصل بين التمني... والعزم ؟ أم ستكون من تلاميذ يسوع الذي عزموا في قلوبهم حساب النفقة، دفع الثمن، ترك كل شيء، حمل الصليب، والسير خلف الرب، لكي يرثوا الوعد، ويستقبلوا الأجيال الجديدة... والسمك الكثير ؟ ليسَ بالضرورة أن تسجن كما سجن يوسف، او أن تتعرض لما تعرض لهُ موسى، او أن ترمى في جب الأسود، أو أن ترجم وتجلد وتتعرض للموت مثلَ بولس، لكن هل أنتَ عازم مهما غلت التضحيات أن تتبع يسوع ؟ هل أنتَ مستعد للتخلي عن عادات سيئة، وخطايا عالقة، وهل أنتَ مستعد أن تقدم إسحق الخاص بكَ على مذبح الله ؟ هل أنتَ مستعد أن تصوم وتصلي وتسهر وتتعب من أجل الملكوت، حتى ولو كان كل ما تقوم به في الخفاء ولا يراك سوى الله وحده ؟ هل أنتَ مستعد أن تعيد ترتيب سلم أولوياتك في الحياة ليكون يسوع هوَ الأول، أو أكثر من ذلكَ هو الوحيد في حياتك ؟ وكما وضع الرب يسوع المسيح معياراً لمن سيكون تلميذاً لهُ، فقد سبقَ للرب أن وضعَ معياراً للمقاتلين الذين ربح بهم الحرب مع جدعون، حيثُ بقي منهم 300 مقاتل من أصل 32000 مقاتل رجعوا إلى منازلهم (قضاة 6 : 2 – 7)، وكذلكَ أتباع يسوع الكثر، بقيَ منهم 11 وتركه الباقون قائلين: " كلامهُ صعب من يستطيع أن يحتمله " (يوحنا 6 : 60). والآن ليسَ الله بظالم حتى ينسى ما فعلَ كل واحد منَّا من أجل اسمه، لكنهُ يحبنا ويريدنا أن نحسب حساب النفقة حتى لا يستهزىء بنا إبليس ويقول: بدأنا بالبناء وما قدرنا أن نكمل... ولهذا جاءَ برسالته لنا في هذا الصباح لكي نحسب حساب النفقة، ندرك أن الذي وعدنا هوَ أمين، وساهر على كلمته ليجريها، لكنه يوصينا أن نكمل السعي، نظهر الاجتهاد إلى النهاية، لا نكون متكاسلين، بل نؤمن، نصبر، نحارب، ندفع الثمن، ونرث ما وعدنا به الله من أجيال جديدة... وسمك كثير. فأينَ سنكون ؟ مع الأتباع الذين مضوا خائرين ؟ مع المقاتلين الذين عادوا إلى منازلهم ؟ مع الذين وجدوا كلام يسوع صعب لا يمكن احتماله ؟ مع البطالين الذين يتمنون فقط ؟ مع الرجل الغني الذي مضى حزيناً ؟ أم مع التلاميذ الأحدى عشر، مع يوسف وموسى ودانيال وبولس والمقاتلين الثلاثمئة، نجتهد إلى النهاية، نؤمن، نصلي، نحارب، نتخلى عن كل شيء، نحمل صليبنا كل يوم ونتبع يسوع، ونستقبل الأجيال الجديدة... والسمك الكثير !!! أسئلة أتركها معكم في هذا الصباح، بعد أن اقول لكَ أن الله ليسَ بظالم ولن ينسى تعبك، ويريدك أن تكون في صف تلاميذه وهوَ مستعد أن يمدك بكل ما تحتاج لإكمال السعي والمسيرة والنهاية المشابهة لنهاية رجالاته الذين سبقونا، لا سيما أننا في العهد الأفضل، عهد النعمة الغنية، عهد الروح القدس الذي سيمدنا بكل ما نحتاجه، إن نحنُ قررنا إكمال الطريق. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ابن الله والغسل |
النحل والعسل |
الكركم والعسل |
الأرجان والعسل |
والعسل يا شيخ ؟ |