مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ
كثيرون يخطأون وهم يتصورون ان الخلاص سهل ٌ ميسورٌ متاح ٌ دائما ً . هو متاح ٌ فعلا ً ، من حق كل من يؤمن ويُقبل الى المسيح نادما ً يطلب بايمان ، لكنه ليس سهلا ً رخيصا ً . يعقب خطوة التوبة والخلاص خطوة الاتّباع ، واتباع المسيح ليس نزهة ً مريحة ، اتّباع المسيح صعب . بينما كان المسيح يسير وسط الجموع جائه شاب ٌ وقال : " يَا سَيِّدُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي " (لوقا 9: 57 ) عيناه مشحونتان بالاعجاب عامرتان بالحماس . اراد ان يسير وراء المسيح ويتبعه ، والتقت عيناه بعيني المسيح ، رأى فيهما نفسه ، كشف المسيح غايته من رغبته باتباعه . قال له : " لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ»." ادرك الفتى صعوبة اتبّاع المسيح ، لن يكون له مكان اقامة وراحة فتراجع . ورأى المسيح بالقرب منه شابا ً آخر يسير ورائه لا يفارقه ، قال له " اتْبَعْنِي " وارتجف الفتى ، ارتج قلبه ، ما اعظم دعوة المسيح له ، لكنه قال : " يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي " ارتباطات ٌ وقيود ٌ والتزامات ٌ تشده وتجذبه نحو المسيح ونحو العالم بين الإتّباع ودفن الموتى . وبوضوح ٍ اعلنه المسيح : إن الموتى يدفنون الموتى ، اتّباع المسيح مناداة ٌ بملكوت الله الحي " دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ " وطلب ثالث ٌ ان يأذن له اولا ً ان يودع الذين في بيته ، يرتمي على اعناقهم ويبكي . لا يا ولدي لا " لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ». "
الخلاص ُ متاح ٌ للجميع ، واتّباع المسيح حق ٌ لكل انسان لكن التلمذة مكلفة . الله يفتح ذراعيه لك ، الله يدعوك اليه ، الله فتح الباب امامك للخلاص ، إن جئت اليه ، إن دعوته للدخول يدخل الى قلبك وحياتك ويتعشى معك وانت معه " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. " (رؤيا 3: 20 ) لكن ، وهذه ال ( لكن ) مهمة ٌ جدا ً ، لا بد ان تجلس وتحسب النفقة ، هل عندك ما يلزم ؟ هل لديك ما يكفي لبناء برج اتّباع المسيح والتلمذة له ؟ قبل ان تبدأ احسب .
" وَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ ، هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟ " (لوقا 14: 28 )
" إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي " من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا ً . حمل الصليب ثمن التلمذة . يقول بولس الرسول " مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، " (فيلبي 3: 7 ، 8 ) إن اردت ان تربح الابدية ألق ِ بالنفاية الزائلة من يدك وتعال ، تعال اليه .
