رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب
متى 1: 18- 25 , 2: 1- 15 لوقا 1: 26- 56 , 2: 1 - 39 الجزء الرابع مقدمة أنجيل معلمنا لوقا من عدد 39 فى الأصحاح الأول حتى نهاية الأصحاح الثانى يرينا عدة تسبيحات أساسها الأعظم يسوع المسيح الذى حبل به فى مستودع العذراء وهذا من الأمور اللائقة فإنه إن كان الله يتنازل أن يظهر فى الجسد فيليق بكل الخلائق من الملائكة الأطهار ومن البشر الأتقياء الكبار والصغار أن يفرحوا ويتهللوا ,لم يشأ ألهنا إن أبن محبته يدخل هذا العالم بدون أن يكون له الألتفات اللائق بشأن حادثة عظيمة كهذه ,الله لما سبق ووضع أسس الأرض فى الزمان القديم إستلزم عمله أيضا تسبيحات السماء كما نرى فى أيوب 38: 4- 7 4أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. 5مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَاراً؟ 6عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قَرَّتْ قَوَاعِدُهَا أَوْ مَنْ وَضَعَ حَجَرَ زَاوِيَتِهَا 7عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعاً وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟ وكان ذلك دلالة على قصد الله أن يجعل خلائق يديه مسرورة وسعيدة ,وكيف لا والله الخالق هو المحبة عينها ,وأما التجسد فهو فعل أعظم من الخليقة الأولى وبالحقيقة نرى فى الأصحاح الأول من لوقا أن الله آخذ بوضع الأسس لخليقة أخرى جديدة بذات أبنه الذى شاء وأتخذ جسدا فمن ثم حدث فرح فى السماء والأرض ,لأنه أن طهور الله هو ظهور للفرح أيضا لأن الحزن لا يمكث أمامه ,فإن حضوره يزيله من قلوب أتقيائه وكما يقول الوحى المقدس فى أخبار الأيام الأولى 16: 23- 27 23«غَنُّوا لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ. 24حَدِّثُوا فِي الأُمَمِ بِمَجْدِهِ وَفِي كُلِّ الشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ. 25لأَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَمُفْتَخَرٌ جِدّاً. وَهُوَ مَرْهُوبٌ فَوْقَ جَمِيعِ الآلِهَةِ. 26لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ الأُمَمِ أَصْنَامٌ, وَأَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ. 27الْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ أَمَامَهُ. الْعِزَّةُ وَالْبَهْجَةُ فِي مَكَانِهِ.يعنى خبز الحزن لا يؤكل فى مجلسه الذى يحل فيه الفرح كالقداسة أيضا فنرى هنا الفرح المتعلق بحضوره فأن جنود السماء تسبح والرعاه يحدثون بالأخبار السارة التى بلغتهم وأفواه مريم وزكريا وأليصابات لم تنطق جميعها إلا بعجائب النعمة ,وسمعان الشيخ قد نال منتظر قلبه وحنة النبية المترملة قد أصبحت فرحة كالتى لها رجل ,وحتى الجنين إرتكض بأبتهاج فى بطن إليصابات ,ويسوع وهو موضع فرحهم جميعا ألا يليق بقلوبنا الضيقة أن تفرح وتتهلل أيضا ,وأريد أن نلاحظ مما سبق شخصيتان : أولهما جبرائيل الملاك ,الذى ينبغى أن نلاحظ أيضا تصرفه فى الهيكل فإنه ظهرا واقفا بجانب المذبح ولكنه لم يصعد باللهيب كما صعد الملاك الذى ظهر فى سفر القضاه 13: 20 20فَكَانَ عِنْدَ صُعُودِ اللَّهِيبِ عَنِ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ صَعِدَ فِي لَهِيبِ الْمَذْبَحِ وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا إِلَى الأَرْضِ.لأن ذلك كان الرب نفسه ,وأيضا جبرائيل مع أنه ظهر فى الهيكل لم يتكلم عن نفسه كأنه أعظم من الهيكل كما فعل يسوع فيما بعد لما وقف هناك فإن يسوع إتخذ مقامه كصاحب الهيكل وبهجته ,وأما جبرائيل فكخادم يصنع خدمته فيه مؤقتا ثم ينتقل بمشيئة الله إلى موضع آخر. وثانى الشخصيتان هى أليصابات ,فمن جهة مضمون تسبحتها فنرى أنها أمتلأت من الروح القدس على سبيل حلوله على الأنبياء فنسبت البركة لمريم وثمرة بطنها وحسبت حضور أم ربها إليها كرامة عظيمة ,فقد تصرفت بوداعة وفرحت بالنعمة التى وجدتها نسيبتها قدام الله ,والحقيقة بحسب الأمتيازات البشرية كانت أليصابات أكرم من مريم بحيث أنها إمرأة كاهن وأيضا من نسل هارون ولكنها أظهرت الوداعة الكاملة إذ كرمت العذراء كأم ربها وأعطتها المقام المعين لها من الله إذ قالت لها طوبى للتى آمنت أن يتم لها ما قيل من قبل الرب ,وعرفت هى قدر نفسها أمام جلال وعظمة وهيبة زيارة العذراء والدة الإله لها ,حقيقة أن الأيمان يجعلنا نضع أنفسنا فى الموضع الصحيح ,لقد عرفت أليصابات عندما أمتلأت من الروح القدس من هو الولد الذى لم يولد بعد من مريم وقالت عنه ربى وهذا أيضا من بركات الأيمان إذ صرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنتى فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك فمن أين لى هذا أن تأتى أم ربى إليا ويجب أن نلاحظ أيضا أن الروح القدس لم يملأ أليصابات فقط فجعلها تنطق بمثل هذه الكلمات الحلوة بل أيضا إبنها أمتلأ بالروح القدس من بطن أمه ولا يوجد تعبير عن سمو نعمة الله مثل ما نراه فى إمتلاء الأثنين بالروح القدس وهذا هو سبب المكتوب عنه إرتكض الجنين بأبتهاج فى بطنى ,وأيضا نرى فى تسبحة العذراء مريم أنها أخذت تسكب تشكراتها وتسبيحها من فيض قلبها الممتلىء فرحا فتعترف بالله أى إله أسرائيل كمخلصها الذى نظر إلى أتضاعها ,لقد كانت العذراء تقية ومتواضعة كإناء مستعد ليد الله ,ولكننا نرى أنها كانت عظيمة قدامه على قدر ما سترت نفسها ,فلو عظمت نفسها لخسرت مقامها ولكنها لم تفعل هكذا ,فأن نعمة الله حفظتها لكى تظهر عجائبه تماما بواسطتها فأقرت مريم بنعمة الخصوصية نحوها ولكنها نسبت كل شىء للنعمة ولم تنسب شيئا لأستحقاقها ,فكلما أختفى الأناء الضعيف ظهر مجد الله الذى كان يعمل به ,ويجب أن نلاحظ أن هذا المبدأ نفسه يصدق علينا جميعا بإعتبار كوننا آنية لخدمة إلهنا لأنه كلما تبرهن ضعف الآنية ظهرت قوة الله بها أكثر وأكثر كما نرى ذلك فى كورونثوس الثانية 4: 1- 10 1 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، إِذْ لَنَا هَذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا، لاَ نَفْشَلُ.2بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ.3وَلَكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُوماً، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ،4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.5فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبّاً، وَلَكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيداً لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ.6لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 7وَلَكِنْ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا.8مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لَكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لَكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ.9مُضْطَهَدِينَ، لَكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لَكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. 10حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا.وأيضا فى أصحاح 12: 1- 10 1 إِنَّهُ لاَ يُوافِقُنِي أَنْ أَفْتَخِرَ. فَإِنِّي آتِي إِلَى مَنَاظِرِ الرَّبِّ وَإِعْلاَنَاتِهِ.2أَعْرِفُ إِنْسَاناً فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هَذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ.3وَأَعْرِفُ هَذَا الإِنْسَانَ. أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ.4أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.5مِنْ جِهَةِ هَذَا أَفْتَخِرُ. وَلَكِنْ مِنْ جِهَةِ نَفْسِي لاَ أَفْتَخِرُ إِلاَّ بِضَعَفَاتِي.6فَإِنِّي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَفْتَخِرَ لاَ أَكُونُ غَبِيّاً، لأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ. وَلَكِنِّي أَتَحَاشَى لِئَلاَّ يَظُنَّ أَحَدٌ مِنْ جِهَتِي فَوْقَ مَا يَرَانِي أَوْ يَسْمَعُ مِنِّي.7وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. 8مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي.9فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. 10لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. وأقرت العذراء أن جميع الأجيال تطوبها ولكن ليس لشىء منها بل لأن القدير الذى أسمه قدوس قد صنع بها عظائم فأعظم كرامة للخليقة أن تكون إناء لمشيئة الخالق ,وقد رجعت العذراء بتسبحتها إلى مواعيد الله والآباء وأقرت بأنه قد تممها . فى الحقيقة أن الصورة البديعة التى رسمها لنا الوحى فى لقاء الأمرأتين التقيتين لكى نبتهج بها أذ نراهما من الآنية المختارة من الله لتنفيذ مقاصده الجليلة والتى عواقبها تدوم إلى الأبد ,ولكن العالم لم يعرفهما فقد كانت لهما طريق بعيدة عن أفكار الناس المنهمكين بمجد هذا الدهر فإختبأتا محافظتين على مسيرتهما حيث لا يوجد سوى التقوى والنعمة لأن الله كان معهما غير معلوم عند العالم كما كانت آنية نعمته غير معلومة أيضا ,مع أنه كان يستعد أن يكمل بهما ما يشتهى الملائكة أن يتطلعوا عليه فالحوادث التى ذكرت جرت فى جبال اليهودية بعيدا عن أورشليم مركز حركات الناس وتآمراتهم لأن الله يحب أن يفتقد قلوب أتقيائه فى الخفاء وهكذا عمل مع أمتيه التقيتين ,ورأينا أن قلوبهما إنفعلت من النعمة وفرحت بتلك الأفتقادات العجيبة من فوق فقبلتا فى مخبأهما زيارات المحبة وتحققتا عظمة الله وجودته واثقين فيه أنه لابد أن يكمل العمل الذى أبتدأ به , وكما رأينا مكثت مريم ثلاثة أشهر مع أليصابات المزمعة أن تكون أم سابق الرب الذى يهيىء طريقه ثم رجعت إلى الناصرة فى بيتها عند يوسف النجار لكى تحافظ على سبيلها بالتواضع فيكمل فيها مقاصد الله فى وقته الخاص وكان ذلك قبل ميلاد يوحنا المعمدان. ميلاد يسوع المسيح (1) وقبل أن نتأمل فى ميلاد يسوع المسيح ,معلمنا لوقا ذكر لنا تسبحة زكريا فى الأصحاح الأول 67- 79 67وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَتَنَبَّأَ قَائِلاً: 68«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ، 69وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ. 70كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ، 71خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. 72لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ،73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ،مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى،لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. 77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. 79لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». أريد أن أذكر تسبحة زكريا أو نشيد البركة الذى أنشده زكريا وأنفتح فيه فمه والحقيقة هذا لم يكن مجرد تسبيح ونشيد ولكن كانت نبوة عن شخص المسيح وعن يوحنا اللى حيتقدم أمام شخص المسيح ,ولذلك لوقا بيقول أن زكريا أمتلأ بالروح القدس ونطق بالروح القدس الذى هو نفسه الذى جعل زكريا يفتكر تلك الكلمات وتلك العبارات ,وأيضا الروح القدس بنفسه هو اللى جعل لوقا يكتب هذه العبارات التى نطق بيها زكريا قائلا مبارك الرب إله أسرائيل أو نشيد البركة فهو أول ما نطق ,نطق بالبركة لربنا ولذلك لما الكنيسة بتضع هذه التسبحة فى كيهك وتقرأها لنا عايزة تقول أن النفس اللى ذاقت سر التجسد وأحست أن الأبن ولد لها لابد أن تنطق بالبركة لله ولذلك لو كل واحد فينا فعلا بيسأل نفسه هذا السؤال ياترى أنا ليا هذا الأحساس أن المسيح أتولد لى وأنا بأبارك ربنا فى حياتى أو حياتى عبارة عن سلسة من التذمرات على الله وبتقول ليه يارب بتعمل كده ..وليه يارب بتسمح بكده..وهو مافيش حد غيرى تبعت له الحاجات دى أو التجارب أو هذه الضيقات ,والحقيقة الأنسان الذى أختبر التجسد يستطيع أن ينطق بالبركة ويقول مبارك الرب إله أسرائيل إله الشعب المختار الذى أحب شعبه ,لو تأملنا فى كلمة أفتقد نجد معناها أنه زار وكلمة أفتقاد يعنى زيارة ,والحقيقة أن الله من العهد القديم من أول ما ظهر لموسى فى العليقة قال له رأيت مذلة شعبى.... فنزلت ,لحد عندهم أزورهم علشان أخلصهم وأصنع ليهم فداء وهو نفس المنظر الذى رآه زكريا الكاهن أن الله أفتقد البشرية بمعنى أنه زار البشرية نزل,تجسد ,طيب ونزل يزور البشرية ليعمل أيه آه فداءا لشعبه يعنى يصنع لشعبه الفداء والخلاص ,وبعدين فى التسبحة نجد كلمة قرن وهى معناها دائما يشير إلى القوة وقرن خلاص تعبر عن قوة الخلاص القادم الذى سيعلن من بيت داود وهو هنا بيشهد أن المسيح خارج من بيت داود وأن هذا الكلام ليس على يوحنا ولكن على المسيح لأنه هو اللى جاء من بيت داود بينما يوحنا جاء من بيت لاوى أو سبط لاوى ,وهنا الوعد اللى أخذه داود (أما من ثمرة بطنك أضع على كرسيك) والسؤال هنا ياترى لما تكلم زكريا عن الخلاص ماذا كان مفهوم زكريا عن الخلاص وخلاص من أيه؟والحقيقة الأجابة عن هذا السؤال أن زكريا كان عنده مفهوم عن نفس الخلاص اليهودى لأنهم كانوا منتظرين أن المسيح يأتى ملكا يخلصهم من الأمم والأعداء وهو أبتدأ بهذا المفهوم كأنسان يهودى ,وليس فقط هذا بل أيضا ككاهن يهودى متعتق فى اليهودية وهذا كان رجاؤهم أن المسيح يأتى ويعيد مظلة داود الساقطة ويعيد مجد وقوة وعظمة داود ويؤسس مملكة زى اللى عملها داود مرة أخرى وهذا ما كان فى ذهنه وبأستمرار نلاحظ أن الخلاص فى العهد القديم كان مرتبط بهذا الفكر ,وكان أى مخلص يظهر مثل يشوع أو زى شمشون أو زى جدعون ,كان كل شغلة المخلص فى فكرهم أنه يخلص الشعب من الأعداء ,وزكريا أبتدأ بهذا الفكر اليهودى بحسب النبوات اللى أتت من الأنبياء اللى قبل كده ,أو بداية تحقيق كل النبوات اللى كتبت فى العهد القديم كله منذ البداية والتى كانت فى أول نبوة عن الخلاص وكانت لحواء لما قال ربنا لها نسل المرأة يسحق رأس الحية وهذه هى النبوة الأولى منذ الدهر ,وهنا بيرينا مفهوم الخلاص اللى كان فى ذهن زكريا خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا وهو أطلق عليه الخلاص السياسى أو الخلاص الحكمى أو كانوا منتظرين المسيا يأتى علشان يخلصهم من الأعداء ومن الأمم اللى حواليهم وكانت بتبغضهم وفى ذلك الوقت كانت الأمة الرومانية هى التى كانت تحتل ليس اليهود فقط بل محتله كل العالم ,ولكن فى واقع الأمر حنشوف أن هذا ليس مفهوم الخلاص عند الله وليس أننا نخلص من الأعداء الجسديين ولكن نخلص من الأعداء الروحيين ,طيب مين هم الأعداء الروحيين ,الحقيقة هم 1- الشيطان 2- الخطية 3- الذات أو الأهواء والشهوات التى تحرك ذات الأنسان ,وهذا هو الخلاص اللى جاء يصنعه المسيح وليس من يد أعداء جسديين ولكن من يد الأعداء الروحيين وهم الشيطان والخطية والذات وأهوائها التى تعمل فى الأنسان ,والحقيقة أن الأثنين مرتبطين ببعض ,وعندما نقرأ العهد القديم نلاحظ متى كان شعب أسرائيل بيقع فى أيدى الأعداء؟ لما يعيش فى الخطية ويبقى تحت سلطان الشهوات والشيطان والخطية واللذات ...وكان على طول لما الشعب يقع فى الخطية كان الله يسلمهم ليد الأعداء ,أذا الأثنين مرتبطين ببعض ,ولكن كيف يخرج ربنا زكريا بالروح من مفهوم الخلاص الجسدى اللى كان بيظن فيه على مستوى الخلاص الذى صنعه ربنا على يد موسى لشعبه ويخرجهم من أرض مصر أو أرض العبودية ,وينقله إلى المفهوم الروحى ,وهذا ما سنراه ,والحقيقة لما الواحد يقرأ هذه الآية 71خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. ويتمسك بيها قدام ربنا المفروض أنه يفرح جدا ,أنت متضايق ليه وحزين ليه وزعلان ليه ,وأيه اللى بيبغضك ,وأذا كان فى أمور بتبغضك وأمور صارت عدوة ليك فأفرح لأن الله يعطيك خلاص من جميع أعدائك ومن جميع مبغضيك ,ولكى نعرف معنى الأختبار الروحى والأنسان اللى فعلا ذاق ربنا وكما يقول الكتاب المقدس فى رومية 8: 31 31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! ده المسيح جاء مخصوص علشان يعطينى هذا الخلاص وعلشان كده مفيش حاجة حتضايقنى ومفيش حاجة حتحزننى ومفيش حاجة حتحبطنى لأنه هو أعطانى خلاص من جميع أعدائى ومن جميع مبغضيا وحتى الخطية لأنه أعطانى الخلاص من الخطية ,ولا يسعنى إلا أن أقول أشكرك يا إلهى لأنك جعلتنى أجد الأجابة فى هذه التسبحة على كل ما يحزننى من أسقف أو قس أو أى أنسان فى كنيستى يحيد عن تعاليمك يارب ويلجأ إلى الأساليب الغير لائقة التى تعثر الكثيرين أو أى أنسان يبغض شعبك ويضطهده وأتذكر أنك صنعت وتصنع لنا خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا إلى الأبد,والحقيقة سبب الخلاص اللى بيقدمه ربنا هو رحمة ربنا ناحية الأنسان وحب الله للأنسان وليس لأستحقاق الأنسان وهو عايز يصنع رحمة ,والله أمانته تجاه وعوده اللى وعد بيها ولذلك الله يصنع ليا خلاص ليس من أجل أستحقاقى ولكن من أجل أمانته ومن أجل رحمته وحبه ,فالحب والرحمة اللى فى قلب ربنا لم ولن ينطفئوا أبدا فى يوم من الأيام بسبب معصية الأنسان أو خطيته ولذلك هذه الآية 72لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ، أيضا جميله بتورينا أن ربنا دايما عايز يذكر عهده معاك ورحمته معاك بل ربنا فعلا بيذكر , ويكمل زكريا ويقول 73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: ليس فقط أنه أعطانا هذا العمل أو صنع لينا هذا الخلاص وذكر العهد لكن كمان أكده بقسم أعطاه لأبونا أبراهيم وقد قال له بذاتى أقسمت يقول الرب ,يعنى ربنا أكد هذا العمل ,وبعدين نجد كلمة بلا خوف ,وكما نعلم أن العبادة اليهودية كانت قائمة على أساس خوف وهذا لاحظناه لما سمعوا صوت ربنا بيرعد والجبل بيدخن وكانت البهيمة التى تقترب من الجبل ترجم من بعيد ,يعنى كانت عبادة قائمة على الخوف ,ولكن ابتدأ زكريا ذهنه ينفتح بالروح القدس على العبادة فى العهد الجديد التى ليست عبادة الخوف أنما بلا خوف ,يعنى بلا خوف نعبده وبلا خوف ندخل معاه فى علاقة وفى محبة ,وليس فقط بلا خوف بل أيضا منقذين ,وكان زمان بتقول الآية لا يرانى الأنسان ويعيش ,يعنى ماكنش فى إنقاذ لكن الآن فى أنقاذ ,يعنى ليس فقط بلا خوف لأن المحبه تطرح الخوف إلى الخارج ,اللى مابيننا وبين ربنا هو المحبة و نستطيع أن نرى الله ونتكلم مع الله, بل أيضا وهو الأجمل أننا نأكل ربنا ونخليه جوانا ونحن منقذين لأن زمان كان مجرد الرؤية تميت الأنسان لكن الآن الأنسان بيأكل جسد ودم الله ,وبعدين زكريا بيقول بقداسة وبر ,وهنا يتضح لنا المفهوم الجديد للعبادة فى العهد الجديد أنها عبادة مبنية على قداسة وبر ,القداسة نتيحة الشركة ما بيننا وبين الروح القدس الذى يقدسنا ويطهرنا ,والبر يعنى نتيجة بر المسيح وليست أعمال صالحة الأنسان بيعملها لأن العهد القديم كله كان قائم على البر الذاتى فالفريسى يقف قدام ربنا ويقول له أنا بأصوم مرتين فى الأسبوع وبأعشر أموالى وبأعمل وبأعمل وبأعمل .. لكن بر العهد الجديد ليس قائم على بر الأنسان أو أعماله لكن قائم على بر المسيح الذى يعطيه لنا ,ولذلك فى العهد القديم كان الكتبة والفريسيين يبدون كقبور مبيضة من الخارج من حيث المظهر ولكن من الداخل مليان نجاسة وأختطاف وعبادة أموال يعنى مظهرية ,لكن عبادة العهد الجديد قائمة على القداسة ,وهذه القداسة شىء داخلى من داخل الأنسان نتيجة تطهير الروح القدس للنفس وعمل الروح القدس فى النفس ولذلك بيضع شرطين وهما قداسة وهى شىء داخلى داخل الأنسان نتيجة عمل الروح القدس وبر وهو شىء ظاهرى بيظهر خارج الأنسان ليس نتيجة أعمال الأنسان لكن نتيجة بر المسيح ,وهنا الروح القدس كشف لزكريا عن العبادة فى العهد الجديد والفرق بينها وبين العبادة فى العهد القديم ,وزكريا أبتدأ بفكر يهودى عن الخلاص وعن العبادة ولكن نرى كيف أن الروح يقوده إلى الفكر المسيحى بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا ,وأصبح كل واحد فينا يترائى أمام الله لأنه زمان فى العهد القديم كان الكاهن فقط هو الذى يستطيع أن يترائى أمام الله ,ولكن الآن كلنا أمام الله فى حضرة الله وهو عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ولذلك أطلق علينا فى العهد الجديد ملوك وكهنة ,وبعدين تيجى عبارة جميع أيام حياتنا ,لأن زمان كانوا يتراءوا فى المواسم والأعياد أو فى أيام السبت ,لكن صار زمن الأنسان كله زمن شركة بينه وبين المسيح وحضور المسيح فى حياة الأنسان الدائم وهذا ما نطلق عليه الأبدية ,ولذلك ترائينا أمام الله ليس فقط يوم الأحد ولا اليوم اللى بنيجى فيه القداس ,لكن كل لحظة بنعيشها بنعيشها فى حضور ربنا ونعبده بقداسة وبر كل أيام حياتنا وهذه كانت النبوة عن شخص المسيح اللى مازال فى بطن العذراء وهو هنا تكلم عن الموعود به وصاحب القسم والآن أبتدأ يلتفت إلى الذى ولد فعلا لكى ما يعد الطريق للشخص الموعود به ,قال وانت أيها الصبى يعنى بدأ ينظر لأبنه ويتكلم عنه وقاله الشخص الموعود هو أبن العلى أما أنت تكون نبى العلى تدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه ,يعنى دور يوحنا أنه يتقدم أمام المسيح لكى ما يهىء الطريق أمام المسيح لتعطى شعبه معرفة الخلاص لمغفرة خطاياهم ,وبهذه الآية أكتمل مظهر الخلاص فى العهد الجديد ,وكما قلنا أن مفهوم الخلاص فى الفكر اليهودى هو مجرد الخلاص من الأعداء والمبغضين لكن هنا بيعطينا المفهوم الجديد للخلاص أن الخلاص بيساوى مغفرة الخطايا ,وهنا لأول مرة بينفتح العهد الجديد و تقدمة المسيحية أن الخلاص ليس مجرد الخلاص من الأعداء ,ولكن الخلاص الحقيقى هو غفران الخطية ,المقابلة اللطيفة أن عمل يوحنا وكيفية أعداده الطريق أمام المسيح هى أنه يجعل الناس تتوب وقام بتعميدهم بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا ,وهنا أبتدأ المفهوم الجديد للخلاص يظهر أن الخلاص هو بغفران الخطية ,وأنه لاشىء يستطيع أن يذل الأنسان ولا يوجد شىء يربط الأنسان أو شى يضيعه إلا الخطية ,وليست شوية ناس بيتآمروا أو شوية ناس بيضايقوا أو شوية تصرفات بتحصل فى حياة الأنسان ,لكن الشىءالوحيد اللى بيتعب الأنسان والأنسان محتاج إلى خلاص منه هو الخطية ,وللأسف لو كل واحد فينا مكث يفكر فى حياته ويشوف الحاجات اللى بتنغص عليه عيشته ومتاعبه سواء زوجته أو زوجها أو ناس معينين مستقصدينه فى الشغل أو فى الكنيسة أو جيرانه أو واحد ظالمه فى الميراث أو خلافات أو خناقات ويفتكر أن حياته مره بسبب شوية الناس والمشاكل الموجودة فى حياته ,لكن فى واقع الأمر أن مرارة الحياة ,وانت محتاج الخلاص مش من الناس ولكن من الخطية الموجودة بداخلك يعنى مشكلتك ومشكلتى مش فى الناس لكن هى فينا فى الخطية المتربصة جوانا وعلشان كده معنى التجسد أن المسيح تجسد لخلاصى وأنه جاء لأجل مغفرة خطاياى وهذا هو المفهوم الجديد اللى لازم تدركه ولازم تعيشه وإلا حيكون ميلاد المسيح بالنسبة لك لا يساوى أى شىء لأنك رحت الكنيسة وحضرت العشية وصمت الميلاد ولبست لبس جديد فى العيد وجاملت الناس وأكلت وشربت وأتفسحت لكن مازالت الخطية مسيطرة جوه يبقى أنت معرفتش ميلاد المسيح يبقى يوحنا حايتكلم عن المفهوم الجديد للخلاص لمغفرة الخطايا والمسيح هو اللى حايحقق هذا المفهوم الجديد للخلاص فى حياة البشرأو الخلاص العظيم اللى حايقدمه المسيح بسر الفداء , وبعدين زكريا بيقول 78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ ِمِنَ الْعَلاَء. ولو أخدنا بالنا من الربط الجميل هنا أن هذا الخلاص لغفران الخطايا سيتم بأحشاء رحمة إلهنا ,طيب هو ربنا ليه أحشاء ,طيب يعنى أيه أحشاء؟الأحشاء هى الأعضاء الداخلية ,القلب والرئتين والكليتين والطحال و.... دى بيسموها الأحشاء ,وكان فى العهد القدبم كانت الأحشاء بأستمرار من نصيب ربنا وتحرق على المذبح ,أذا كلمة أحشاء بتساوى على طول ذبيحة ,وكأن مغفرة الخطايا والخلاص لمغفرة الخطايا مش حايتم إلا بذبيحة إلهنا ,وعلى طول نسأل ونجاوب مين هو أحشاء رحمة الله هو المسيح وعلشان كده هذا الخلاص بواسطة هذه الذبيحة التى تقدم وهى الذبيحة الإلهية وليست الذبيحة الحيوانية ,وكما قلنا من قبل أفتقدنا يعنى زارنا ,نزل لحد عندنا ,تجسد من أجلنا ,ومن كلمة المشرق من العلاء نجد أنهم وجدوا دلائل كثيرة دلت على ذلك ومنها أن نجم ظهر فى المشرق كالشمس لما تشرق من ناحية المشارق ,والمشرق من العلاء يعنى هذا هو النور اللى جاء ليضىء علينا كلنا لكى يقدم لنا هذا الخلاص وبعدين قال 79لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». الناس اللى عايشة فى الظلام وأحبت الظلام واللى بتدمر كنيستها وبهدلتها وحبستها وهو كل أنسان عايش فى الظلمة هو أنسان عايش فى الخطية وهنا على طول فى وعى روحى نبوى وزكريا يستلهم نبوات العهد القديم كلها أن المسيح حاييجى علشان ينور كنور حقيقى للناس اللى عاشت فى الظلمة وهى الناس اللى عايشة فى العالم فى الظلام وظلال الموت أى الناس اللى ماتوا ونزلوا فى الجحيم لأن الجحيم أيضا ظلمة ولو رحنا لسفر أشعياء نشوف النبوة الجميله اللى أخذها زكريا وأتكلم فيها 9: 1- 2 1 وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. 2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. وسالك يعنى عايش فى الظلمة وجاله نور عظيم لما المسيح تجسد ,والجالسون فى أرض ظلال الموت هم اللى ماتوا وأستقروا فى أعماق الجحيم وأيضا لو رحنا لأشعياء 42: 6- 7 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. طيب أيه هو بيت السجن هذا؟ طبعا الجحيم ,فهنا أشرق النور العظيم المشرق من العلاء لكى يبدد هذه الظلمة وبعدين يقول لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». الواحد اللى ماشى فى النور بيعرف أين يضع قدميه ,لكن اللى ماشى فى الظلام لا يعرف أين توضع قدميه وممكن يقع فى حفرة ,ولذلك النور يعطى الأنسان سلام وسلامة , وهنا المسيح النور المشرق من العلاء جاء علشان يقود النسان ويهدى خطوات الأنسان لطريق السلام ,ولذلك سنرى أن أول كلمة أتقالت وأعلنت لبشرية عند ميلاد المسيح (المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ) يعنى السلام هنا تحقق فى العالم , فقيادة النور لينا تقودنا فى مسيرة السلام . انجيل معلمنا متى بيذكر لنا بعد عودة السيدة العذراء من عند اليصابات ويقول الكتاب المقدس 18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وقد تكلمت عن القديس يوسف النجار فى الجزء الأول وكيف انه لأنه رجل بار مرضاش يفضح العذراء مريم وأراد انه بعطيها كتاب الطلاق كالشريعة اليهودية فى السر وبعدين وهو فى هذه الحيرة 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ، لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا.24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ. وقد تكلمت أيضا عن ظهور ملاك الرب له وكيف أنه أزال كل حيرة سيطرت عليه وعلى فكره وكيف أطاع يوسف ,ونلاحظ هنا أن كلمة يسوع معناها مخلص وأصل الكلمة من يشوع ومن هوشع أو يهوة يخلص ,أذا كلمة يسوع معناها مخلص وكلمة المسيح معناها الممسوح وكان ثلاثة بيتمسحوا فى العهد القديم 1- الملك 2- النبى 3- الكاهن , هؤلاء الذين كان لهم مسحة مقدسة والمسيح أخذ هذه الثلاثة وظائف ملك ونبى وكاهن ولذلك لقب بيسوع المسيح يخلص شعبه من خطاياهم ,والقديس متى كان بيكرر كلمة (لكى يتم ما قيل )وهذه النبوة التى قالها أشعياء فى الأصحاح 7: 14 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».وهنا متى بيربط لليهود النبوات التى تمت فى شخص المسيح وآدى النبوة اللى قالها أشعياء هوذا العذراء (ألما باللغة اليونانية التى تعنى فتاه فى سن الزواج وغير متزوجة) تحبل وتلد أبنا ويدعون أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا وهنا بيعلن أعلانين عن شخص المسيح:- 1- يسوع : اللى جاء ليخلصنا من خطايانا .طيب لما بنقرأ هذا الجزء يا ترى أحنا متمتعين بهذا الخلاص وشاعرين أن المسيح بيريح ضمائرنا وبيغفر خطايانا وبيجددنا ,,يسوع,, ولو مكثنا نردد هذا الأسم يسوع ونشعر أن يسوع بيشيل تلك الخطايا اللى علينا والصك اللى مفروض ومكتوب علينا وهذا هو أختبار التجسد أن ليك يسوع مخلص فياترى أنت فرحان بهذا الخلاص ومتمتع بهذا الخلاص أم لأ . 2 – عمانوئيل: اللى تفسيره الله معنا ,طيب ياترى شاعرين بوجود عمانوئيل فى حياتنا وشاعرين بوجود ربنا فى حياتنا أو لأ وربنا واضح أو لأ ياترى جلست مع ربنا وقلت له أنا عايز أشعر أنك عمانوئيل الذى تفسيره الله معى , بوجودك يارب فى حياتى وأنك مش مجرد كلام ولا ذكريات ولا شوية تأملات ولكن أختبار حى . فلو أردتم أن تقرأوا الأنجيل وتستفيدوا منه تمسكوا فى حقكم فى كلمة يسوع وفى كلمة عمانوئيل ,أن أنت جئت يارب علشان تخلص وأنك جئت يارب علشان تبقى معايا . وأريد أن أتوقف عند الآية 25 علشان فى مغالطات كثيرة بشأن هذه الآية ,فبعض الطوائف بتقول أن يوسف تزوجها وأنجبت نسل ,وبيقولوا أن الدليل على كده أن فى أوقات كثيرة الأنجيل بيقول وأخوته يعنى المسيح كلن ليه أخوات ,ولكن كلمة حتى بالذات لا تعنى تغير الوضع بعد ما تمت الولادة ,يعنى لما بيقول فى صموئيل الثانى 6: 23 23وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا. أوحتى يوم موتها يعنى لما ماتت لم يكن لها أبن لكن الوضع كان مستمر حتى بعد ما ماتت وكلمة till,untill,unto بالأنجليزية كلها معنى واحد وهو حتى باللغة العربية وهى لا تعنى تغير الظروف أو تغير الوضع ,وكلمة حتى تستخدم أيضا بأستمرار الظروف كما نقول أجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك عند موطىء قدميك ,طيب وبعد ما يضع أعدائه عند موطىء قدميه يقول له قوم من على يمينى ! ولكن سيظل جالس على اليمين ,أذا حتى لا تعنى تغير الظروف والدليل أن المسيح لم يكن له أخوات من يوسف أن للعذراء لما كانت تحت الصليب لو كان ليها أبناء كان بالأولى قال لها المسيح روحى عند أخواتى أو كان سكت ولم يقل شىء لأنها من الطبيعى سيعتنى بها أخوته ولكن السيد المسيح ذكر تلك العبارة بالذات فى يوحنا 19: 25- 27 25وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. 26فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». 27ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.يعنى جعلها تذهب ليوحنا وقال لها هذا أبنك وقاله دى أمك ,وحنشوف أن اخواته تعنى ولاد خالته ,لكن ظلت العذراء دائمة البتولية بالضبط زى ما شافها حزقيال 44: 2 2فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً.ولذلك نحن نؤمن ككنيسة أرثوذكسية ببتولية العذراء الدائمة وأن هذه الآية ليست تعنى تغير الظروف وأن يوسف تزوجها بعد كده ولكن تعنى أن ولادة المسيح كانت من عذراء وكانت من الروح القدس ,وحتى عقليا غير مقبول أن يوسف بعد ما يشوف كل الحاجات دى أنه يقدر يقرب من العذراء مريم ,على العموم هذا موضوع سنتأمله قريباوسنتعرض لكل الآراء ووسنناقش أيضا الأثباتات التى تؤيد كل رأى. وبعدين ننتقل لأنجيل لوقا 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ.2وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.3فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ.7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.وهذا ما سنتعرض له فى الجزء القادم ميلاد يسوع المسيح (2) . وإلى هنا تمت التأملات فى ميلاد يسوع المسيح (1) والى اللقاء مع الجزء الخامس راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين. أخوكم +++ فكرى جرجس |
|