أعدوا الطريق
أنا صوت صارخ في البرية قـوِّمـوا طريق الرب" (يوحنا 23:1).
اليوم هو الأحد وقد أرسل الليل طلائعه. وكان الثلج قد نزل طوال اليوم بشدة. فربط شاب جواديه بمحراث الثلج الجديد، وشق طريقه إلى الأمام. وإذ كان على وشك الرجوع إلى الحوش بعد أن مهد الطريق أمام بيته، خطر له أن ينظف الطريق إلى الكنيسة، ليس لأنه كان ينتظر أن أحداً سيذهب إلى الاجتماع، بل لأنه قال: ربما يوجد واحد يرغب في الذهاب، فلماذا لا يعدّ له الطريق؟
وبعد أن وصل إلى باب الكنيسة قال في نفسه: يجب أن أنظف الطريق إلى بيت الكاهن إذ هو مضطر إلى الخروج على كل حال. وعند باب الكاهن ذكر أرملة في القرية وهي لم تقصر مطلقًاً عن القداس. وإذ لم يكن هناك فرق بين رجوعه من طريقه أو رجوعه من الجانب الآخر من الشارع، عبر الشارع ونظف الطريق هناك. وإذ ذاك ذكر شماس القرية في ملتقى الشارعين ومعلم مدرسة الأحد في نهاية الشارع، فنظف الطريق إليهما وعاد إلى بيته!
وبعد العشاء أعلن الشاب أنه ذاهب إلى الكنيسة ليرى ما إذا كان أحد قد ذهب أم لا، وما إذا كان الطريق سهلاً! وقالت أمه: وأنا أذهب. وقرر أبوه أن يذهب معهما. والكاهن إذ نظر من نافذته تشجع. ولما دق جرس الكنيسة أطل كثير من العائلات ودهشوا إذ رأوا طريقاً معدّاً إلى الكنيسة. ولما كان الثلج قد حبسهم اليوم كله في البيت رأوا من المفيد أن يتحركوا قليلاً فيذهبون إلى الكنيسة!!!
وحدث أن رأى الكاهن تلك الأمسية أكبر عدد من الحاضرين من وقت ابتداء فصل البرد. وكانت الآية: "أعدوا طريق الرب"! وكان الدرس المستفاد من الآية أن العالم يحتاج ليس فقط إلى من يعملون الأعمال العظيمة بل بالأكثر إلى من يعدون الطريق لمن يعملون هذه الأعمال!
وقد قال الكاهن: ولأضرب لكم مثلاً قريباً: كم واحد منكم كانوا سيحضرون هذه الليلة لو لم ينظف واحد الطريق؟ وإذا كانت عظة هذا المساء تأتي بشيء من الخير فإن جانباً من الفرح بهذا الخير يعود إلى ذاك الذي أعد الطريق لمن حضروا!!