البابا كيرلس و القديس مرقس الرسول
يروي السيد/ السبع أنطونيوس بالإسكندرية:
أصبت بمرض أنهكني، وكشف على ثلاثة من الأطباء، ومن ضمنهم خالي المرحوم دكتور/ عزيز جرجس الطبيب المعروف بالمحلة الكبرى وقتذاك. وقد أفصحوا عن شكوكهم بمرض خبيث بالمصران. فتوجهت للدكتور بقطر أنطونيوس بالإسكندرية، ولم أطلعه على رأي الأطباء السابقين. ولم يستطع سيادته في تلك الزيارة أن يشخص الحالة، وأعطاني علاجاً لمدة ثلاثة أيام على أن أعود لعمل أشعة على ثلاث مواضع. وبعد اطلاعه على تقارير الأطباء السابقين لم يقطع برأي في انتظار عمل الأشعة. ولكن لم أقنع بهذا فتوجهت إلى القاهرة للعرض على أطباء آخرين. وعند وصولي للقاهرة توجهت أولاً إلى الكنيسة المرقسية للتزود بدعوات قداسة البابا كيرلس السادس فبل ذهابي لمنزل أحدى شقيقاتي حيث سأقيم خلال فترة وجودي بالقاهرة. ووجدت نفسي أطلب من البابا أن يوافق على تمرير رفات مار مرقص على جسمي. وكان ذلك بعد وصوله بيوم واحد من ايطاليا. وقلت له: "حقق لي رغبتي يا سيدنا، وأعطيني بركة من رفات مار مرقص قبل ما أموت". فقال لي:- "تعالى الساعة 11 أو 12 نصف الليل على ما يكون الجو راق، ومايكنش فيه حد، أحسن كل واحد يقول إنا كمان". فتوجهت لمنزل السيد ذكي السيوطي (زوج أختي)، ووجدت في انتظاري جميع أخوتي، وهم يتوقعون موتي بين دقيقة وأخرى. وفي الساعة الحادية عشر ليلاٍ توجهت إلى البطريركية ومعي كل من السيدة حرم الأستاذ سلامة عياد (من رجال العمال بالإسكندرية) والمهندس سمير سلامة (نجله) وشقيقتي حرم السيد/ زكي الأسيوطي، وأخي المهندس يوسف (وأني أذكر هؤلاء جميعاٍ لأنهم شهود على ما يحدث). وقد أمر قداسة البابا بتمرير الرفات المقدس على جسمي للبركة وأوفد معنا لهذا السبب القمص أقلاديوس (نيافة الأنبا بولس حالياً) والقمص يعقوب البراموسي (نيافة الأنبا لوكاس حالياً). وقد قاما مشكورين بفتح الكنيسة، وحمل أحدهما صندوق الرفات ورشمني به بعلامة الصليب، وأنا مستلق على سجادة بالهيكل ونظراً لشدة ضعفي – نتيجة المرض وعدم قدرتي على الحركة – حركوني بأيديهم لتغيير وضع نومي على وجهي بدلاً من ظهري، ثم رشموني بالصندوق مرة أخرى. وفي هذه اللحظة حدث ما لا يمكن وصفه أو شرحه...... إذ في أقل من لحظة ... أسرع من انتقال التيار الكهربي من طرف إلى آخر حدث التغيير: من الضعف والهزال والمرض إلى منتهى الصحة والقوة، لدرجة أنه قد حصل لي ما يشبه اللوثة، فانتفضت فرحاً ممجداً الله وكانت دموع الفرح تنهمر من عيون من كانوا حولي.