رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الرجل الطيب
السيد/ د. وصفي بشري ميخائيل أستاذ الالكترونيات – جامعة وست فرجينيا – الولايات المتحدة الأمريكية كان لقائي الوحيد مع قداسة البابا كيرلس السادس عام 1960 أو 1961 . كنت مرهقا بعد الامتحانات ، فأرسلني والدي رحمه الله لأقضي أسبوعا بالقاهرة للأستجمام عند شقيقي الأكبر . وحيث انني من الصعيد ( منفلوط) فكنت أحاول الأستفادة من فرصة وجودي بالقاهرة بالتنزه هنا وهناك. وذات مساء أحسست برغبة الذهاب لنوال البركة من البابا فذهبت إلي البطريركية ، فعرفت أن قداسته يرفع بخور العشية ، وانه يبارك الشعب بعدها ، ولكنه بعد انتهاء الصلاة اتجه إلي مقره مسرعا ، وقيل للجمهور الكبير الذي حاول أن يتبعه أن قداسته متعب ، وينشد بعض الراحة. وبينما أنا واقف وسط الجموع من بعيد أرقبه يختفي بالتدريج علي السلم ، نظرت إلي الساعة نادما علي ضياع الأمسية ، وقلت في نفسي أنني لم أنل البركة ولم أفز بالنزهة ... ولحظتها توقف البابا ، وأخذ ينادي : " تعالي يا صعيدي " ... ولأني كنت مرتديا بنطلونا وقميصا ، وحولي آخرون يرتدون الجلاليب ، كما أنني كنت متعقد من حكاية صعيدي ... ومظهري لايدل علي ذلك ... فلم أرد ، وكل واحد يرد ، سيدنا يقول له " مش أنت" وأخيرا رفعت يدي ، فقال سيدنا : " أيوه أنت" ... واتجهت نحوه ، وصلي لي وصرفني بالبركة ... فغادرت المكان والسلام يملأني . وهكذا عرف البابا بالروح همسات نفسي ... ولم يشأ أن انصرف إلا فرحا سعيدا. |
|