أهمية التفاهم بين الخطيبين والزوجين

[sama smsma]

أهمية التفاهم بين الخطيبين والزوجين

وعموما بين أي اثنين سواء كانوا أخوة أم أصدقاء أم زملاء في العمل أو أي اثنين بينهما أي تعامل. إن عدم التفاهم و سوء الفهم مشكلة واضحة جداً بين المصريين. لذا فقد حان الوقت أن نُعطي هذه المشكلة أهميتها. توجد في المجتمعات الغربية مثل استراليا وأمريكا برامج تدرس وتعلم أهمية التفاهم وطريقة التعامل بين الآخرين عملياً ونظرياً حتى يمكن تجنُب الخلافات وسوء الفهم وحتى تسير أمور الحياة في سلام عندما يتم التفاهم و التعامل مع بعض بطريقة أفضل. إن عدم التفاهم بين الخطيبين في فترة الخطوبة هو من أهم أجراس الخطر التي يجب أن نتنبه إليها وعلى الأهل أن يراعوا أعراض هذه المشكلة المدمرة، وأعراض هذه المشكلة هي الآتي:
- عدم وضوح الرؤية لأمور المستقبل مثل ترتيبات الفرح أو تأسيس المنزل أو تأسيس العلاقات بين أهل الخطيبين، وسنتكلم عن هذا الموضوع بوضوح في المقالة القادمة. أعطي مثلا لذلك وهو أنه يجب على الخطيبين أن يحددا مستقبلهما وحدهما، يحددا طريقة الفرح وتأسيس المنزل ولا داعي لتدخل الأهل في ذلك إطلاقا إذا كان الخطيبين سيتكفلان بميزانية الزواج. أما فى حالة تكفل الأهل بمصاريف الفرح وتأسيس المنزل فيكون لهم بعض الحق في أن يبدوا رأيهم.
- إذا وجد عدم التفاهم بين الزوجين فلابد من العمل على تأسيس طريقة للتفاهم على أسس حق الإنجيل حتى تسير الحياة بسلام. لابد من وجود طريقة للتفاهم بين الخطيبين والزوجين. إن تخزين الجروح النفسية في داخلنا في الضمير الواعي والضمير اللاواعي يسبب نتائج غير مرغوب فيها روحيا ونفسيا وجسديا (سنتكلم عن هذا بإيضاح في مقالة عن المرض قريبا) حتى لا ينفجر الإنسان في غضب، وهذا غير مرغوب فيه.
للتفاهم أسس يجب أن نراعيها حتى نكون في سلام وتكون العلاقات العائلية سبب بركة بدل أن تكون سبب تعاسة في حياتنا. يجب أن نراعي عدة نقاط في تعاملنا مع الآخرين منها الآتي:
1- توقيت الكلام: عندما تشعر بغضب بسبب ما فرجاء أن لا تتكلم في هذا الوقت لتعطي نفسك فرصة حتى تهدأ وتفكر في ما تقوله فربما تغير بعض آرائك في اليوم الثاني أو الثالث.

2-نوعية الكلام: الرجاء تجنب الكلام الجارح مثل: "كان يوم اسود لما أتجوزتك" ؛ "أنا كنت اخذ سيد سيدك"؛ "البيت ده اصبح جحيم" وهكذا .. (الجواب الليّن يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط) {ام15: 1} أن كلام الغضب سيخلق أشكالات لا حد لها فالرجاء أن يكون كلامنا وجوابنا لين مثل ما يقول الإنجيل، وأيضا (لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام.) {ام17: 1} إن البيت المليء بالخصام يصبح جحيماً. اصلي إلى إلهنا الصالح أن يكون كلامنا سبب شفاء للنفس وبالتالي شفاء للجسد أيضا.

3- طريقة الكلام: قد نقول أن كل هذا الكلام صحيح ولكن الطريقة التي نقولها تفرق كثيرا، قد تقول "يا حبيبتي اعملي كذا" ولكن طبقة صوتك عالية وبها إحتداد. قد تقول "أنا تعبان" وصوتك به احتداد وقد تقول نفس الجملة وفعلا صوتك يعبر عن التعب ولكن بطريقة مريحة للسامعين. هذه غلطة يقع فيها كل من الزوجين. أؤكد لكم إن هذه الطريقة ستسبب مشكلة أيضا. يجب أن نراعي الطريقة التي نتكلم بها.
النقاط السابقة هي السلبيات التى يجب أن نتجنبها وعلينا الآن أن نعمل على الإيجابيات ومنها الآتي:

1- الله خلق كل إنسان بعدة مميزات وعلى الإنسان الآخر أن يصلي إلى ربنا يسوع المسيح لكي يرشده إلى مميزات الآخر. فمثلا قد يكون شريك حياتك طويل البال وأنت تفتقدي البال الطويل، في هذه الحالة حاولي أن تستفيدي من طول بال شريك حياتك. فعندما تشعرين ان صبرك قد نفذ مع هذه المشكلة عندئذ حاولي أن تسألي شريك الحياة لكي يتدخل بقوة احتماله. مثال آخر - قد تكون الزوجة منظمة جدا آما الزوج فليس له في النظام ولكنه يستطيع أن يصلح أشياءعديدة في المنزل، اشكري ربنا انه يستطيع أن يصلح أشياء أنت لا تستطيعين أن تفعليها وهو يفعلها. إلهنا الصالح لم يخلق أحد بدون مميزات وعلى كل من الزوج أو الزوجة أن يعرف مميزات شريك الحياة ويشكر ربنا يسوع المسيح عليها. عندما نفعل ذلك سنقدر الآخر اكثر جدا جدا وسنراه بطريقة مختلفة وتسير الحياة في سلام..

2- إن أمكن لأحد الطرفين في وقت الاحتداد أن يعلق تعليق مضحك (بدون سخرية) أو يبتسم أو يفعل حركة حتى يجذب الانتباه في اتجاه أخر حتى يخفف من حدة الكلام وبذلك تخف حدة المناقشة. صدقوني لقد وجد علماء علم النفس إن هذه الطريقة مفيدة جدا ويمكن تطبيقها في حياة كل منا وسترى نتائج رائعة إن طبقتها.
3- انصح جدا أن تجد مرشد روحي يكون على قدر من الوعي المسيحي المبني على كلمة الكتاب المقدس. للأسف الشديد نجد إن هذا نادر جداً، فرعاة الكنائس ليس لديهم وقت حتى يسدوا احتياجات الشعب. والسؤال الذي أريد أن أساله هو: هل الكتاب المقدس هو مصدر كل النصائح التي تسمعها؟؟ أم هي حكمة تورثناها من آخرين وبعيدة كل البعد عن تعاليم الإنجيل!! والاكثر من ذلك هل هي حكمة ضد تعاليم الإنجيل!! وما أكثرها الآن بين الخدام. نصيحة لكل من يريد إرشاد روحي من أحد الخدام أن يفعل الآتي: عندما يعطيك أحد نصيحة أساله: "أين أجد هذه النصيحة في الإنجيل؟" إن استطاع أن يعطيك المرجع في الإنجيل فإسمع له، وان لم يستطع، ففي هذه الحالة اسمعها من أذن وأخرجها من الأذن الأخرى.

[بنت معلم الاجيال]

ميرسي يا سمسمة ربنا يبارك خدمتك