منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2012, 12:34 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

لم يعدنا الرب في أننا سنحيا ونحن على هذه الأرض، دون أن نتعرّض للحروب والتجارب والضيقات على أنواعها، بل على العكس تماماً، إذ سبق وأخبرنا في مواضع عدّة من الكتاب المقدس، بأننا سنتعرّض للضيقات والحروب والاضطهاد... لكن !!!
والرب طلب من تلاميذه أن يحسبوا حساب النفقة قبل السير معه، وأخبرنا بأن الطريق وعر وصعب، كما أخبرنا أنه في العالم سيكون لنا ضيق... لكن !!!
كمـا ينبغـي أن نعلـم بأننـا نحيـا في عالم وُضِعَ في الشرير (1 يوحنا 5 : 19)، وأنّ رئيس هذا العالم هو الشيطان (يوحنا 14 : 30)... لكن !!!

لقد أحببت أن أبدا تأملي هذا، بإعلان هذه الحقائق الكتابية، لأن الكثير من المؤمنين، يُحبَطون ويتراجعون، والبعض الآخر يلوم الله، عندما يتعرضون لشتّى أنواع التجارب والضيقات والحروب، أو لتعاملات الله التي تهدف إلى تنقيتنا، لأنهم يعتقدون بأن المؤمنين لا يحصل معهم ذلك.. وهذا خطأ شائع.. ولهذه الأسباب ينبغي علينا وضع الأمور في نصابها، والتعلّم عن كيفية مواجهة هذه الأمور الصعبة عندما نتعرّض لها، لكي لا تبتلعنا وتؤذينا وتخرجنا من حقل المعركة، بل على العكس نجتاز في الضيقات مهما كانت أسبابها، واثقين بأنّ الرب معنا على الدوام، لا يتخلّى عنا، بل يُشدّدنا ويقوّينا وينقذنا، ويجعلنا نخرج منها منتصرين وأنقياء، نتوهّج كالذهب بعد تنقيته في النار، ونكون جاهزين لاستخدام الرب في أي مجال.

وسيدور تأملنا اليوم حول هذه الكلمة الرائعة " لكن " أو شبيهاتها " غير أنّ " أو " لأنّ " التي وردت مراراً عديدة في كلمة الله، لا سيّما في سفر المزامير.

وسأورد عدد كبير من الآيات، لتتأصل الكلمة فينا، كما أوصانا الرسول بولس:
" لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى " (كولوسي 3 : 16)، لنتأمل بها معاً ببساطة، واثقين أنّ الروح القدس سيرافقنا وسيعلّمنا الدرس الذي يريده لنا، ويرفع إيماننا.

تقول الكلمة:
" ‎كثيرة هي بلايا الصدّيق، ولكن من جميعها يُنجّيه الرب ‎ " (مزمور 34 : 19).

" كثيراً ما ضايقوني منذ شبابي، لكن لم يقدروا عليّ... الرب عادل كسر أغلال عبودية الأشرار " (مزمور 129 : 2 – 4).

" دُفعت بعنف كي أسقط، لكن الرب عضدني، الرب قوتي وترنيمي وقد صار لي خلاصاً " (مزمور 118 : 13 – 114).
كما سبق وذكرنا، كثيرة هي الصعوبات التي يتعرّض لها المؤمن، لا سيّما المؤمن الأمين للرب، الذي يعمل في حقل الرب، فهو بالطبع سيتعرّض للحروب والضيقات والإضطهاد... وهذا ما تذكره لنا هذه الآيات..
بلايا أو مصائب وضيقات... قيود قاسية ورثتها من عائلتك تضغط عليك، وهذا ما يقصده كاتب المزمور عندما يقول: ضايقوني منذ شبابي، فربما تكون قد عشت طفولة صعبة، أو ربما عشت لزمن طويل في العبودية، وما زلت تعاني من قيود صعبة.. أو ربما كما تقول الآية الثالثة تتعرّض للدفع بعنف لكي تسقط، والأسباب عديدة لهذا الدفع... " لكـــن "..
تأتي هذه الكلمة العظيمة، لتُعطينا الإيمان والمعونة في وسط التجارب والضيقات.
لكن لن يقدروا عليك..
لكن الرب سيعضدك..
لكن الرب سينجيك من كل شر..

هل هناك من يتربّص بك ويريد أذيتك؟ وأنت خائف من هذا الوضع؟
تأمّل معي في هذه المقاطع:
" لقد سلّ الأشرار سيوفهم، ووتّروا أقواسهم ليصرعوا المسكين والفقير، ليقتلوا السالكين طريقاً مستقيمة، لكن سيوفهم ستخترق قلوبهم وتنكسر أقواسهم... يتربّص الشرير بالصديق ويسعى إلى قتله، لكن الرب لا يدعه يقع في قبضته، ولا يدينه عند محاكمته " (مزمور 37 : 14 – 33).

" استرني من مؤامرة الأشرار، ومن هياج فاعلي الاثم، الذين سنّوا ألسنتهم كالسيف، وصوّبوا سهام كلامهم المر، ليرموا البريء من مكامنهم، يرمونه فجأة ومن غير رادع، يشددون عزائمهم في أمر شرير، ويكيدون لنصب الفخاخ خفية قائلين: من يرانا؟ يدبرون المكائد ثم يقولون: نحن على أهبّة الإستعداد، فقد أحكمنا الخطة. فما أعمق ما يضمره قلب الإنسان من أفكار، لكن الله يرمي عليهم سهماً فيُصابون فجأة بجراح، كلمات ألسنتهم ترتد عليهم، وكل من يراهم يهز رأسه احتقاراً، فيخاف جميع البشر ويذيعون ما فعله الله معتبرين بصنائعه " (مزمور 64 : 2 – 9).

هل تعاني من القلق والخوف، وتعتقد أن الله قد تخلّى عنك؟
تأمّل معي في هذه المقاطع:
" ‎إلى متى أجعل هموماً في نفسي وحزناً في قلبي كل يوم. إلى متى يرتفع عدوّي عليّ ‎ ، ‎انظر واستجب لي يا رب إلهي، أنر عينيّ لئلا أنام نوم الموت، لئلا يقول عدوّي قد قويت عليه، لئلا يهتف مضايقيّ بأني تزعزعت، غير أني أو (لكنّي) توكلت على رحمتك فيبتهج قلبي بخلاصك، أغنّي للرب لأنه أحسن إليّ " (مزمور 13).

" إنّ أبي وأمي قد تركاني، لكن الرب يتعهّدني برعايته " (مزمور 27 : 10).

هل تعاني في الخدمة التي تقوم بها، والأمور مختلطة عليك؟ لا بأس لست وحدك من حصل معه ذلك..
تأمل معي في ما يقوله الرسول بولس:
" لأننا لما أتينا إلى مكدونية، لم يكن لجسدنا شيء من الراحة، بل كنا مكتئبين في كل شيء. من خارج خصومات. من داخل مخاوف. لكن الله الذي يُعزّي المتضعين، عزّانا بمجيء تيطس " (2 كور 7 : 5 – 6).

" مكتئبين في كل شيء، لكن غير متضايقين. متحيّرين، لكن غير يائسين. مضطهدين، لكن غير متروكين. مطروحين، لكن غير هالكين " (2 كور 4 : 8 – 9).



وهل هناك خطر موت عليك؟ أو على أحد أحبائك؟
تأمّل معي في هذه الآيات:
" وفيما هو يكلمهم بهذا، إذا رئيس قد جاء، فسجد له قائلاً: إن ابنتي الآن ماتت، لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا ".
(متى 9 : 18).

" ولكني حسبت من اللازم أن أُرسل اليكم أبفرودتس أخي والعامل معي والمتجند معي، ورسولكم والخادم لحاجتي. إذ كان مشتاقاً إلى جميعكم ومغموماً لأنكم سمعتم أنه كان مريضاً. فإنّه مرض قريباً من الموت، لكن الله رحمه، وليس أياه وحده، بل إياي أيضاً، لئلا يكون لي حزن على حزن " (فيلبي 2 : 25 – 27).

هل تعمل كثيراً للرب، وتنفق الكثير من أجل الملكوت، وترى نفسك غير مقدّر وأحداً لا يأبه بك؟
تأمّل معي في هذه الآيات:
" أمّا أنا فقلت عبثاً تعبت باطلاً وفارغاً أفنيت قدرتي، لكن حقي عند الرب وعملي عند إلهي " (إشعياء 49 : 4).

هل تجتاز في فترة امتحان أو تنقية، وقد خارت قواك وتشعر بالفشل؟
تأمّل معي في هذه المقاطع:
" لأنك جربتنا يا الله، محصتنا كمحص الفضة، أدخلتنا إلى الشبكة، جعلت ضغطاً على متوننا، أ ‎ركبت أُناساً على رؤوسنا، دخلنا في النار والماء، ولكنك أخرجتنا إلى الخصب " (مزمور 66 : 10 – 12).

" أنت الذي أريتنا ضيقات كثيرة وقاسية، ولكنك تعود فتحيينا وتُصعدنا من جديد من أعماق الأرض، تزيد عظمتي وترجع فتعزيني " (مزمور 71 : 20 – 21).

وربما تقول لي: إن كافة أو أغلب الأوضاع والظروف المحيطة بي صعبة.. إنني أعاني من كل ما ذكرت لي.. وهناك أخبار حروب وتهديدات كما يحصل في هذه الأيام، والأوضاع الإقتصادية صعبة.. وعدة أمور تضغط معاً.. وهناك تشويش شبه كامل تقريباً..
أيضاً لا بأس.. تأمل معي في هذا المزمور العظيم:
" على الرب توكلت، فكيف تقولون لنفسي اهربوا إلى جبالكم كعصفور؟ لأنه هوذا الأشرار يمدّون القوس، فوّقوا السهم في الوتر ليرموا في الدجى مستقيمي القلوب، إذا تقوّضت الأساسات أو (انقلبت الأعمدة) فالصدّيق ماذا يفعل؟ ما زال الرب في هيكل قدسه، الرب في السماء عرشه " (مزمور 11 : 1 – 4).
كاتب هذا المزمور هو داود.. وهو يتساءل كيف تقولون لي اهرب إلى الجبال، وأنا متوكل على الرب.. كيف تهددوني بالأشرار وبأقواسهم..
فحتى لو تزعزعت الأساسات كلّها.. أو انقلبت الأعمدة كلّها..

لا تنسوا أيها الأحباء.. لا تنسى يا شعب الله.. لا تنسوا أيها المؤمنون..
الرب على العرش.. هو الممسك كل شيء بيمين عظمته.. هو أبونا.. لا يتخلى عنا في أي وقت..
حتّى لو كنّا مشوشين.. أو كانت الظلمة تحيط بنا، ولا نستطيع رؤية طريقنا، وكل شيء أسود وقاتم.. فالرب ليس كذلك.. فهو لا يتشوش.. لا يرتبك.. يعرف كيف يخرج أتقياءه من محنتهم.. وعنده للموت مخارج..
والكلمة تقول: " ‎الظلمة أيضاً لا تُظلم لديك، والليل مثل النهار يضيء، كالظلمة هكذا النور " (مزمور 139 : 12).
إنه داود أيضاً.. وهو يدرك تماماً أنّ الظلمة لا تظلم عند السيد الرب.. فكما الظلمة كذلك النور لديه..
لا تخافوا.. لا ترتاعوا.. لا تعتقدوا أن الأمور خرجت عن السيطرة.. فهو ضابط الكل..
اعترف بكل الأمور الصعبة التي تمر بها: ضيقات، حروب، مخاوف، همّ، قلق، ضيقة مادية، مرض، خطايا صعبة، قيود قديمة، حزن، اكتئاب.. وما شابهها..
نعم.. لا تنكر وجودها.. إنما بعد اعترافك بها.. لا تتوقف هنا.. لأنّ الإيمان لا ينكر صعوبة الموقف والظروف بل يغيرها.. ولذلك تسلّح بهذه الكلمة العظيمة.. وقل للرب:
كل الأساسات متزعزعة، والسواد يلف أغلب أموري .. لكــن..
وردد كل الآيات التي ذكرناها.. وسوف ترى كيف يُكرم الرب إيمانك هذا، ويُغيّر كل الظروف والأوقات والأزمنة من أجلك.. وكيف ستعود وترى الشمس المشرقة بعد الظلمة..

أيها الأحباء: الإيمان هو ناموس أو قانون.. وهذا ما تقوله كلمة الله:
" ... بناموس الإيمان " (رومية 3 : 27).
والقانون لا ينبغي أن نكسره، لأننا إن كسرناه سنتحمل جزاء ذلك.. ككسر أي قانون آخر..
فإن كسرت قانون الجاذبية ستسقط وتتأذّى.. وإن كسرت قانون المبادئ الصحية العامة ستمرض.. وإن كسرت أي قانون وضعته الدولة ستدفع الثمن..
كذلك علينا ألاّ نكسر قانون الإيمان أو قانون الثقة الذي يربطنا بالله..
إنها اللغة التي ينبغي علينا التخاطب بها مع الرب..
" لأنه دون إيمان لا يمكن إرضاؤه أبداً " (عبرانيين 11 : 6).
والذي ليس عنده إيمان لينظر إلى رئيس الإيمان ويطلب منه، لأنه سيعطيه بسخاء ودون تعيير..

" فالإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله أو من سماع كلمة الله " (رومية 10 : 17).
فعندما ننشغل دوماً بكلمة الله، ويكون لنا شركة دائمة معها، من خلال قراءة الكتاب المقدس، أو سماع العظات، أو قراءة الكتب الروحية... فسنجد أن الروح القدس يعمل دوماً فينا، لكي يسكن الإيمان دوماً في قلوبنا، وعندما تواجهنا أية ظروف نجد الإيمان جاهزاً في قلبنا، طالما ليس لدينا خطايا مرحبين بها ولا نقاومها ونعترف بها للرب.. وعليه سنواجه تلك الظروف..
ونقول لها:
نعم هناك ضيقة تواجهني.. هناك تهديد موجّه إليّ.. هناك بوادر مرض.. وهناك.. وهناك...
ونختم كلامنا بهذه الكلمة العظيمة التي تعلمناها اليوم:
لكــــــــــن..
إلهي على العرش.. آجالي وأيامي في يديه.. يحفظني كحدقة عينه.. هو يحارب عني.. هو يشفيني.. هو يخرجني إلى الرحب.. هو يسدد كل احتياجاتي.. وهو.. وهو...
فاذهب عني يا شيطان..

وسوف ترى كيف ستتغير كل ظروفك.. ستعود وترى الحياة جميلة، مشرقة وفيها متعة.. وستزول الظلمة وكل الأمور الصعبة التي عانيت منها.. لإلهنا كل المجد !!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إذا رأيت ضيقات تمر بك
ضيقات جديدة
عندما تمر بك ضيقات
ضيقات كثيرة
ضيقات اليوم


الساعة الآن 10:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024