رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فشل الالتجاء إلي غير الله لماذا تجعل الرب آخر من تلجأ إليه. ابدأ به حتى تصل ولا تضل. هوذا الرب يعاتبنا قائلًا: "تركوني أن ينبوع المياه الحية. وحفروا لأنفسهم آبارًا، آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (ار 2: 13). نعم، كثيرون يلجأون إلي الآباء المشققة، سواء من جهة الآخرين أو أنفسهم. يقع أحدهم في مشكلة. فيحاول أن يحلها بذكائه الخاص وتفكيره، بحيله وتدبيره. أو يلجأ إلي الآخرين لكي يسندوه في مشكلته. ولا ينتفع من كل ذلك شيئًا، لأنه لم يلق همه علي الله وحده وهو يعوله. لم يطلب المسيح لكي يريحه. إنه يحاول الاعتماد علي الذراع البشري! ويتجاهل قول الرب "تعالوا إلي".. لذلك يفشل ويبقي في مشاكله بلا حل. آخاب الملك اشتهي شهوة. أشتهي حقل نابوت اليزرعيلي. ولم يلجأ إلي الله، بل لجأ إلي إيزابل، فضيعته. أسند رأسه المتعبة علي إيزابل فضاع. كذلك شمشون أسند رأسه المتعبة علي دليل، فضاع! ولم يحدث أن أحدًا منهما وجد حلًا.. كذلك اليهود لما لجأوا إلي فرعون، لكي يخفف عنهم تعبهم، لم يخففه، بل أزاد أثقالهم، قائلًا لهم: "متكاسلون أنتم متكاسلون" (خر 5: 17). ولما لجأ الشعب إلي رحبعام ليخفف عنهم نير سليمان أبيه، أجابهم "أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب" (1 مل 12: 14). إن الذراع البشري ليس هو الذي ينقذ الإنسان. إنما الذي ينقذه هو الله. لذلك إرفع بصرك إلي الله وقل له "كل حملي سألقيه عليك، ولا أعود أفكر فيه ثانية، أنت الذي تحله، لأنك أنت حلال المشاكل وليس غيرك. وكلما ألجأ إلي غير تزداد مشاكلي وتتعقد.. عجيب أن البعض يحاول مشاكله بخطايا! هناك من يحاول أن يحل المشكلة بالكذب، وأحيانًا يقول إنه كذب أبيض! أو قد يلجأ إلي المكر وإلي الدهاء. بل قد يحاول في بعض الأوقات أن يحل مشكلته بالعنف أو قد يهرب من مشكلته بتعاطي الخمر أو المخدرات لكي ينساها، أو قد يلجأ إلي المسكنات والمنومات، أو إلي التدخين، . وكل ذلك لا يحل مشكلته، بل يضيف إليها مشكلة أخري وأسوأ من ذلك يلجأ إلي السحرة والعرافين والدجالين. والبعض قد يحاول حل مشكلته بالوهم وأحلام اليقظة. فيجلس ويتخيل أنه قد صار وصار.. وإذا لا يعجبه الواقع، يحاول علي الأقل أن يتلذذ بالخيال! ويقول لنفسه: إن لم أنل النجاح. فعلي الأقل أحلم به! وإن استيقظت من أحلامي، أنام مرة أخري لأحلم بها..! ولكن أحلام اليقظة لا تحل مشاكله التي تظل باقية. إنما يحلها قول الرب "تعالوا إلي وأنا أريحكم". من كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المزمور الثَّالِثُ عَشَرَ الالتجاء إلى الله |
إنه ليس من ملجأ يهرب إليه من الله سوى الالتجاء إلى الله نفسه |
الالتجاء إلى حماية أمّ الله |
فشل الالتجاء إلي غير الله |
الالتجاء الي حماية ام الله |