04 - 10 - 2013, 07:52 PM
|
|
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 939
|
|
الصوم والصلاة
ان الصوم يقاوم الجسد والصلاة ترفع الروح , نعلم ان هناك معركة قوية في داخلنا بين الخير والشر , وعلمنا ان الجسد يريد اتمام الشر اما الروح فهو الذي يريد ان يحيا في النعيم الابدي , لذلك يُقتاد الى الخير بمعونة ربنا يسوع المسيح وروحه القدوس الذي حل علينا وايضا بمشيئة اللـه الآب , ويقول الكتاب " لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام " رومية 8 : 6 , لذلك فإن حياتنا على الارض هي معركة اساسية بين الجسد والروح وفي هذا قال معلمنا بولس الرسول الى اهل غلاطية الاصحاح 5 عدد 7 " لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح يشتهي ضد الجسد , وهذان يقاوم احدهما الآخر " , وهنا أُوضِحَ لنا سر قوة الصوم والصلاة لاننا سبق وذكرنا ان الصوم يُقام الجسد والصلاة ترفع الروح , لكن الجزء الذي نريده من الآية " وهذان يقاوم احدها الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون " والمقصود هنا انه في الاغلب نقع في الخطايا بعد طول هذه المعركة فنفعل ما لا نريد , فالمماطلة في الحروب الروحية تنتهي بالوقوع في الخطية وسبقة وحدثنا سفر الامثال عن هذا فقال " الرجاء المماطل يمرض القلب " امثال 13 : 12 .
ويبقى السؤال لماذا يغلب الجسد علينا كقول معلمنا بولس الرسول  , او بطريقة اخرى لماذا المماطلة توقع بنا في الخطايا وهذان السؤالان معرفتهم تقود لاجابة سؤال آخر وهي لماذا نصوم
الحقيقة يا احبائي إن معلمنا بولس الرسول عندما ذكر " تفعلون ما لا تريدون " - وقد اشرنا انها انتصار الجسد على الروح - إنما اعطانا مفتاحا عظيما للاجابة . ان الجسد ينتصر في حالة قوته وشعوره بالذات فيقع في الخطايا لان الكتاب المقدس علمنا انه " قبل الكسر الكبرياء " وهذه ذكرت في امثال 16 : 18 , " فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا اللـه " رومية 6 : 8 . إذا يا اخواتي كيف نتخلص من جسدنا وتحكمه فينا ان لم نتحكم فيه نحن بالذل مثل ما قال معلمنا داود النبي " اذللت بالصوم نفسي " مز 35 :3 ,لنلاحظ يا احبائي من الاية ان نفس الانسان - ذاتها- تُذل بالصوم . اي ان الصوم يذل الجسد فلا يعود ويتمركز حول ذاته ويفتخر بقوته , فينشأ لنا قوة لاننا تحكمنا في ارادتنا وفي اجسادنا ايضا , ولا نتجاهل في هذا ان اولى الوصايا كانت الصوم ! ولا اقصد الوصايا العشر امنا قصدت همسة اللـه في اذن الانسان عندما قال لآدم " من جميع شجر الجنة تأكل أكلا , واما من شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل لانك يوم تأكل منها موتا تموت " تك 2 : 16-17 , بالفعل يا احبائي اراد اللـه ان نصوم عن شيئا واحدا , لكننا لم نصوم إنما قد هلكنا وبعدنا عن ما اعده اللـه لنا , و لولا رحمته وتجسده ما كونا لَنخلص , أفي هذا نتجاهل الصوم , أم نصوم لنقاوم الجسد وكل شروره أم نعود فنقول إن الصوم الذي يريده اللـه هو صوم القلب نعم اقول لكم إن هذا هو الصوم الحقيقي , لكن يا اخواتي كيف نصل لصوم القلب ان لم نُخضع ونذل الجسد , أم تستمر المعركة قائمة فنماطل ونعود فنقع في خطيتنا , ورب المجد اعطانا مثالاً رائعا بمعموديته وهو لا يحتاجها فقال " لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر " متى 3 : 15 .
هذا كان الجزء الاول الخاص بالصوم وذل الجسد اما الجزء الثاني فهو للروح والصلاة . كما علمتنا الكنيسة ان جهاد ابائنا القديسين ضد اي خطية يأخذ شقين جهاد الجسد ونمو الروح , هنا نقول ان كنا منعنا الغذاء عن الجسد فلا نمنع الروح عن الغذاء الذي هو الصلاة , العشرة مع رب المجد تعطي قوة للروح والكلام معه يحفظك من التجارب وإن جاءت تجربة يقول ابائنا القديسين اسم يسوع - صلاة يسوع, الصلاة السهميه - هي مفتاح النجاة من التجربة ، فاذا كانت صلاة يسوع هذه الجملة البسيطة ( ياربي يسوع المسيح ارحمني انا الخاطي ) تنجي فكم بالحري الصلاة بالاجيبية والمزامير التي تأخذ نوعا من الوقت , أليست هذه تحفظنا وقت أطول , الصلاة نقابل فيها شخص ربنا يسوع فنأخذ منه القوة والقدرة والنصرة لانه الوحيد الذي استطاع ان ينتصر على الموت (فبالموت داس الموت ). هذه المقابلة بين الانسان وربه بتكرارها تنقي الانسان , لانه في كل مرة يأخذ قوة وهنا تعلمنا كنيسيتنا الارثوذكسية المستندة بتعلم الآباء الرسل والقديسين ان الصلاة تأتي بالتغصب فتصبح تعود ثم تصبح حبا , وبهذا يجد الانسان نفسه في الصلاة ومعلمنا داود النبي من كثرة تعلقه بالصلاة التي احبها استطاع ان يصل لدرجة يقول فيها " اما أنا فصلاة " مز 109 : 4 فهو لا يجد نفسه إلا مع اللـه بالصلاة , لذا فان الصلاة ترفع الروح حتى أنه يذكر عن آبائنا السواح , ان روحهم تُرفع بمجرد الدخول الى عمق الصلاة في اولى كلماتها !
الانسان اذا علم ان الصوم يذل الجسد فلا يُقاوم الروح والصلاة ترفع الروح فينتصر على الجسد ما كان ليسقط مثل اهل العالم , ومن كلمات سيدنا يسوع المسيح له المجد التي تُذكرنا بها الكنيسة القبطية في ايام الصوم " واما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة الصوم " متى 7 : 21 . والمقصود ليست الشياطين فحسب انما الاهواء الشيطانية والعالمية .
نعم يا احبائي لنقول فنذل اجسامنا بالصوم ونقوي ارواحنا بالصلاة , ولا نقول اعمال الصلاح تكفينا فنحن لا نقتل او نسرق .... الى اخرهِ , لانه مكتوب " إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسين لن تدخلوا ملكوت السموات " متى 5 : 20 ,لنحسن استغلال فترة الصوم المقدس " لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون عملنا إرادة الامم " بطرس الاولى 4 : 3
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
العرض العادي
