إن الله ذاته الذي استخدم عصا موسى , و جرار جدعون , و مقلاع داود , هو الذي استخدم قيود الرسول بولس
. و لم يدرك الرومان أن السلاسل التي ثبتوها على معصميه هي التي أطلقته بدلا من تقيده ! وكما كتب بعد ذلك من سجن آخر و قال : { أحتمل المشقات حتى القيود كمذنب . لكن كلمة الله لا تقيد }(2تي9:2).
لم يتذمر الرسول من قيوده , بل بالعكس سلمها لله و طلب منه إن يستخدمها لتقدم الإنجيل , و قد استجاب الله لصلواته .
في البداية أعطته هذه القيود فرصة الاتصال بالضالين , فقد قيد مع جنود رومانيين واستطاع أن يشهد لأربعة رجال على الأقل يوميا ! وهكذا استطاع الرسول توصيل الإنجيل إلى النخبة المختارة لحراسة الإمبراطور نفسه
,و هو ما كان يعجز عنه لو أنه كان إنسانا حرا طليقا .
ثم كانت تلك القيود وسيلة اتصال مع مجموعة أخرى من الناس ممن كانوا يعملون في بلاط الإمبراطور .
إن السر يكمن في أنه طالما أن لك الفكر الموحد , فسترى أحوالك فرصا اتاحها الله لامتداد و تقدم الإنجيل, و بالتالي تفرح بما سوف يعمله الله بك بدلا من الشكوى بسبب ما لم يفعله الله معك .
{ ثم أريد أيها الأخوة أن تعلموا أن أموري قد آلت أكثر إلى تقدم الإنجيل} فيلبي12:1