منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 10 - 2013, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

40- عنصر العمق

* أعمال عظيمة قام بها أنبياء ورسل في خدمة. ولكن لا يوجد واحد منها يوازي طاعة أبينا إبراهيم في ذهابه لتقديم ابنه الوحيد محرقة للرب.. (تك22).

هنا عمق معين يعطي لعمله وزنًا خاصًا وقيمة ليست لأي عمل آخر. هنا إيمان وبذل، ومحبة نحو الله أكثر من محبته للابن الوحيد ابن المواعيد..

* وكثيرون قدموا عطايا مالية لبيت الله. ولكن فاقت كل هؤلاء الأرملة التي ألقت الفلسين في الصندوق. وعمق عطائها أنه كان من أعوازها (لو21: 4).

* وما أكثر الذين حاربوا حروب الرب بقوة وانتصروا. ولكن فاق كل هؤلاء تقدم الصبي داود بحصاة في مقلاعه ليحارب بها جليات الجبار الذي أخاف الجيش كله.. لقد كان في تقدمه للمحاربة إيمان عميق بأن الحرب للرب، والله هو الذي سيدفع ذلك الجبار إلى يديه (1صم 16).

* إنك قد تلقي مائة درس في مدارس الأحد. ولكن كلها لا تكون عند الله مثل مرة واحدة كنت فيها مريضًا ومرهقًا، ومع ذلك لم تستسلم لهذا العذر، وذهبت إلى الخدمة مفضلًا الخدمة على نفسك.. أو أنك ذهبت لتخدم في أيام امتحان، وأنت محتاج إلى كل دقيقة من وقتك.. هنا للخدمة عمق خاص. إن الله لا يقيس الخدمة بكثرتها، وإنما بعمقها ونوعيتها. هناك مقياس آخر لعمق الخدمة هو: الخدمة في الخفاء.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

41- الخدمة في الخفاء

الخدمة المخفاة تكون أعمق من الخدمة الظاهرة. الخدمة الظاهرة قد ينال منها الخادم شهرة أو مديحًا. وهكذا لا تكون كلها للمخدومين أو لله كما هو الحال في الخدمة المخفاة. ومع ذلك فالخدمة الخفية قد تكون أقوى.

إن الناس يعجبون بالبناء الشاهق الجميل في منظره وفي هندسته. ولا يتحدثون إطلاقًا عن الأساس القوى المخفي تحت الأرض، الذي يحمل هذا البناء كله، ويعمل عمله في خفاء.

والناس يعجبون بلمبات الإنارة التي تبهرهم بضوئها. ولا يفكر أحد في المولد الكهربائي الذي يغذي هذه اللمبات بالنور، والذي لولاه ما كانت تضئ. ويقينًا هو العنصر الأقوى والأساسي. وبنفس الأسلوب قد يعجب الناس بالسيارة الفخمة في منظرها الخارجي، أما الموتور القوي الذي يحركها فلا يفكر فيه أحد، لكنه يعمل عمله في خفاء.

وهكذا في الخدمة، قد يعجب الناس بنجاحها وبمجهود الخادم فيها. ولا أحد يفكر في الصلوات التي رُفعت من أجلها، وكانت السبب في نجاحها.. هذه الصلوات هي الخدمة الخفية القوية.

كلنا نذكر سفر لعازر الدمشقي للحصول على زوجة مؤمنة لإسحق ابن سيده إبراهيم، وكيف نجح في مهمته، وعاد معه برفقة. ولكن من يذكر صلوات إبراهيم التي رفعت من أجل لعازر الدمشقي، وكانت السبب في نجاحه. ولذلك قال ذلك العبد الأمين لأهل رفقة "لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي" (تك24: 56). وكيف أنجح الرب طريقه؟ يرسل ملاكه معك وينجح طريقك" (تك24: 40).

حقًا إن الصلاة هي خدمة مخفاة.

وهكذا قال القديس بولس الرسول لأهل أفسس "مصلين بكل صلاة وطلبة.. لأجل جميع القديسين ولأجلي، لكي يُعطى لي كلام عند افتتاح فمي" (أف6: 18، 19).

كلام الواعظ هو الخدمة الظاهرة. أما أمثال صلاة أهل أفسس فهي خدمة مخفاة. يضاف إليها في أيامنا، خدمة الافتقاد التي تأتي بسامعين يسمعون العظة.. وكذلك خدمة كل الذين يرتبون للاجتماع وينظمونه..

الاجتماعات العامة خدمة ظاهرة. ولكن تقبل الاعترافات وقيادة الخطاة إلى التوبة هي خدمة مخفاة..

وقد يوجد في إحدى الكنائس كاهنان: أحدهما يعظ ويحضر الكثيرون لسماعه، وخدمته ظاهرة للكل. بينما زميله الآخر ليست له اجتماعات للوعظ. ولكنه يقضي الساعات الطويلة يستمع إلى الاعترافات، ويقود المعترفين إلى التوبة، ويرشدهم، ويصلي لأجلهم. وخدمته هذه عميقة الأثر جدًا.. وهكذا كان القمص ميخائيل إبراهيم..

وربما من أمثلة الخدمة المخفاة: العمل الفردي.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

42- العمل الفردي

إن خدمة المجموعات الكبيرة لها صفة العمومية. وقد تحدث تأثيرًا عامًا، لا تتلوه متابعة.. أما الخدمة الفردية، ففيها التخصص، وفيها المتابعة. وهذا أعمق.

انتقل الآن إلى خدمة أخرى هي:-

الخدمة الصامتة

خدمة البركة
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

43- الخدمة الصامتة

وأعني بها خدمة القدوة. وهي خدمة عملية.

وليس فيه الحديث عن الفضيلة والقداسة، وإنما تقديم النموذج أو المثال العملي لها، بدون شرح أو كلام. وهي خدمة أكثر عمقًا، حتى إن كان صاحبها لا يُحسب بين الخدام. إنه ليس واعظًا، ولكنه هو نفسه العظة، يتعلم الناس من حياته لا من كلماته. وإن تكلم يتعلمون منه أسلوب الكلام الروحي..

يذكرني هذا النوع من الخدمة بأحد الآباء الذي لم يطلب من القديس الأنبا أنطونيوس كلمة منفعة، وإنما قال له "يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبي..".

ولعله من هذا النوع تنبثق خدمة أخرى هي:-

خدمة البركة:
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

44- خدمة البركة

كما قال الرب لأبينا إبرآم حينما دعاه "أباركك وتكون بركة" (تك12: 2).

وهكذا نجد أن يوسف الصديق كان بركة في أرض مصر، وكان بركة من قبل في بيت فوطيفار. وكان إيليا النبي بركة في بيت أرملة صرفة صيدا. وكان أليشع النبي بركة في بيت الشونمية..
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

45- الخادم الروحي

هناك سؤال يجول في نفس وفي أعماقي: أحقًا نحن خدام؟ سهل أن يرتئي الواحد منا فوق ما ينبغي (رو3:12) ويظن أنه خادم الله!! بينما الخدمة في أعماقها الروحية لها مقاييس عالية، ربما نحن لم نصل إليها.. أو ربما نكون قد بدأنا كخدام روحيين، ولكننا لم نحتفظ بهذا الطابع طول الطريق. فلنبحث إذن معًا: من هو الخادم؟

الخادم الروحي هو لحن جميل في سمع الكنيسة، وأيقونة طاهرة يتبارَك بها كل من يراها. وهو سلّم يصل إلى السماء دائمًا، يصعد عليه تلاميذه إلى فوق.

هو جسر ينقل غيره من شاطئ العالميات إلى شاطئ الروحيات، أو ينقلهم من الزمن إلى الأبدية. هو صوت الله إلى الناس. وليس صوتًا بشريًا، بل هو فم يتكلم منه الله، ينتقل إلى الناس كلمة الله.

الخادم الروحي هو نعمة إلهية أرسلت من السماء إلى الأرض.. هو زيارة من زيارات النعمة، يفتقد بها إلهه بعضًا من شعبه.. يقدم لهم مذاقة الملكوت وطعم الحياة الحقيقية.

الخادم الروحي هو إنجيل متجسد، أو هو كنيسة متحركة

هو صورة الله أمام تلاميذه. هو نموذج للمثل العليا، وقدوة للعمل الصالح، ووسيلة إيضاح لكل الفضائل.

الخادم الروحي يشعر بالدوام أنه في حضرة الله. وتكون الخدمة بالنسبة إليه كمذبح مقدس، وعمله فيها رائحة بخور.

مهمة الخادم الروحي هي إدخال الله في الخدمة. وهو يردد في قلبه قول المرتل في المزمور "إن لم يبني الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون" (مز1:126)

الخادم الروحي له باستمرار شعور الانسحاق وعدم الاستحقاق يشعر أنه فوق مستواه أن يعمل على إعداد قديسين، وأن يهيئ للرب شعبًا مبررًا (لو7:1)، مدركًا تمامًا أن تخليص النفوس البشرية أمر أعلى منه. إنه عمل الله. وإن اشتراكه مع الله في العمل، وشركته مع الروح القدس في بناء الملكوت وفي تطهير القلوب، كلها أمور لا يستحقها . ولكنه على الرغم من شعوره بعدم الاستحقاق، فلا يهرب من الخدمة، بل يدفعه هذا الشعور إلى مزيد من الصلاة، حيث يقول للرب بإستمرار:

هذه الخدمة يا رب هي عملك وليس عملي. وأنت لابد ستعمل بي أو بغيري. وأنا مجرد متفرج: أتأمل عملك وأفرح وأسر (يو29:3).

حقًا "ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي شيئًا. لكن الله الذي ينمي" (1كو7:3). فأعمل يا رب عملك، وفرّح قلوب أولادك ولا تمنع عنهم نعمة روحك القدوس بسبب أخطائي أو ضعفاتي أو تقصيري.

وهكذا بلجاجته في الطلب، ينال الخادم نعمة من الله. وعندما تنجح الخدمة، يعطي مجدًا للرب الذي عمل العمل كله.

الخادم الروحي هو بإستمرار رجل صلاة:

بالصلاة يخدم أولاده. وبالصلاة يحل مشاكل الخدمة. وتكون الصلاة بالنسبة إليه كالنفس الداخل والخارج، كما قال الآباء..

بعض الخدام يظنون أن غاية الإخلاص للخدمة، هي أن يعملوا.. أما الخادم الروحي فيرى أن غاية الإتقان هي أن يعمل الله.. ليس معنى هذا ان يكسل ولا يعمل!! كلا، بل هو يعمل بكل جد وبكل بذل، ولكن ليس هو، بل الله الذي يعمل فيه. كما قال القديس بولس الرسول: "لكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي" (1كو10:15).. وكما قال أيضًا "لكي أحيا لا أنا، بل المسيح الذي يحيا فيّ" (غل20:2).

الخادم الروحي هو شعلة متقدة بالنار:

هو غيرة ملتهبة لخلاص النفس. يقول مع داود النبي "لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي لعيني نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا.. إلى أن أجد موضعًا للرب (في قلب كل أحد) (مز131).

الخادم الروحي هو رائحة المسيح الذكية (2ك 15:2)

يشتم منه الناس رائحة المسيح، لأنه رسالته المقروءة من جميع الناس.. هو محرقة رائحة سرور للرب (لا1)، تشتعل فيها النار الإلهية، نار تتقد ولا تطفأ، حتى تحولها إلى رماد..
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

46- صفات الخادم الروحي

الخادم الروحي هو حركة دائبة دائمة متجهة نحو الله:

أو هو حركة داخل قلب الله، بسبب حركة إلهية داخل قلبه.. إن يتعب دائمًا لأجل راحة الآخرين. وراحته الحقيقية في أن يوصل كل إنسان إلى قلب الله.. هو شمعة تنير لكل من هو في مجال نورها. وقد تذوب.. حرارة وحبًا.. لكي يستضئ الناس بها، ولكي يتحقق قول الرب "أنتم نور العالم" (مت14:5).

الخادم الروحي هو إنسان دائم الصراع مع الله

يجاهد مع الثالوث القدوس، من أجل نفسه ومن أجل الناس لكي يأخذ منه وعدًا لأجل المخدومين، حتى تصير أنفسهم ناجحة (3يو2) ومقبولة أمام الله..

الخادم الروحي هو روح، وليس مجرد عقل.

ليس مجرد مدرس، ولا مجرد حامل معلومات ينقلها إلى الناس.. بل هو روح كبيرة اتحدت مع الله، واختبرت الحياة معه، وذاقت ما أطيب الرب. وتريد أن تنقل هذه الحياة إلى غيرها.. تنقلها بالمشاعر، بالمثال الحي، بالقدوة الصالحة، بالصلاة والابتهال لأجل المخدومين.

إنه لا يلقي دروسًا، بل هو نفسه الدرس:

إنه العظة قبل أن يكون واعظًا.. إنه يدرك أن تحضير الدرس أو العظة ليس مجرد تحضير المعلومات، إنما هو تحضير ذاته، لتكون صالحة لعمل الروح فيه.. يذكر باستمرار قول الرب "من أجلهم أقدس أنا ذاتي، لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو19:17) ويضع أمامه العبارة التي قالها القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا" (1 تي16:4).

الخادم الروحي لا يتحاج تلاميذه إلى افتقاد:

لأنهم من تلقاء ذاتهم يشتهون درسه إشتهاء. وعندما يرونه في الكنيسة، يكونون كمن وجد غنائم كثيرة. أنهم ينتفعون من منظره ومن معاملاته، كما ينتفعون من كلامه وربما أكثر. كما أنه يستطيع أن يربطهم بالحب برباط قوي يجذبهم بشدة إلى الله وإلى الكنيسة. إن درسه شهوة لنفوسهم ولأرواحهم ولقلوبهم ولعقولهم.

الخادم الروحي يحب تلاميذه، ويحب خلاص نفوسهم:

محبته لهم هي جزء من محبته لله وملكوته. وهو يحبهم كما أحب المسيح تلاميذه وقيل عنه إنه "أحب خاصته الذي في العالم. أحب حتى المنتهى" (يو1:13).

الخادم الروحي يحب الله من كل قلبه. ويريد أن تلاميذه يحبون الله مثله. فإن أحبوا الله تزداد محبته لهم إعجابًا بروحهم. وإن سقط بعضهم، تزداد محبته لهم إشفاقًا عليهم وسعيًا لإنقاذهم.. وبهذا الحب كله، يعطيهم صورة مشرقة عن الدين وعن الله.

الخادم الروحي، أولاده روحيون مثله:

لأنه يربيهم في حياة الروح، فيكونون على شبه ومثاله.

وعلى نفس القياس: الخادم الاجتماعي أولاده اجتماعيين. والخادم العقلاني الذي لا يهتم إلا بالعِلم، يكون أولاده مجرد كتب تحمل معلومات.. ما أصدق قول الكتاب في قصة الخليقة، إن الله خلق "شجرًا ذا ثمر، يعمل ثمرًا كجنسه.. شجرًا يعلم ثمرًا، بذره فيه كجنسه" (تك11:1، 12) إن كان الأمر هكذا، فلنحترس نحن كيف نكون.. لأنه على شبهنا ومثالنا سيكون أولادنا.

الخادم الروحي يشعر أن أولاده أمانه في عنقه:

سيعطي عنهم حسابًا أمام الله في يوم الدين. أنهم أولاد الله وقد تركهم في يديه ليقوم بخدمتهم "ويعطيهم طعامهم في حينه" (لو42:12).. لذلك هو يعمل على الدوام بخوف الله، شاعرًا بمسئوليته.

أريد من كل خادم أن يسأل نفسه عن ثلاثة أمور: روحانية خدمته، وروحانية حياته، وروحانية أولاده..

روحانية حياته من أجل أبديته وخلاص نفسه، وبسبب تأثير حياته على مخدوميه. وروحانية خدمته حتى تكون ذات تأثير مثمر في إيجاد جيل روحاني. أما عن روحانية أولاده فتحتاج منه إلى جهد وصبر وطول أناة.

الخادم الروحي يطيل باله جدًا، حتى تنبت بذوره وتنمو:

وحتى تخضر وتزهر وتثمر.. ولا يضيق صدره ولا ييأس إن تأخر إنباتها أو إثمارها.. إنما يجاهد على قدر ما يستطيع، ويشرك الله معه، ويضع أمامه قول الرسول "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضفعاء" (رو1:15).

إن بعض النفوس لا تعطي ثمرًا سريعًا. وبعضها لا يستطيع أن يتخلص من أخطائه بسرعة. وهؤلاء وأولئك يحتاجون إلى من يطيل روحه عليهم حتى يخلصوا.. كما يطيل الله أناته علينا، ليقتادنا إلى التوبة (رو4:2).

قال القديس يوحنا ذهبي الفم: إن كان الجنين الجسدي يحتاج إلى شهور طويلة إلى أن يتكامل نموه ويخرج، فلنصبر إذن على الجنين الروحي حتى يكمل نموه.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

47- جهاد الخادم

الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية:

كل من يدخل في مجاله، ينجذب إلى حياة الروح، وتكون له القدرة على جذب غيره أيضًا إلى نفس المجال الروحي.

إنه يجذب الناس إلى أبوة الله وأمومة الكنيسة، بكل ما تحمل من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام.. وهكذا يلتصقون بالله المحب، ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة..

الخادم الروحي له كلمة الله الحية الفعالة (عب12:4)

هذه التي تترك تأثيرها في السامعين، ولا ترجع فارغة (أش11:55) إنه يشع على الآخرين نورًا. وكل من يختلط به يستنير، ويأخذ شيئًا إلهيًا.. إنه بركة تتدفق على كل أحد، ليس في الكنيسة فقط، وإنما أيضًا في البيت ومكان العمل وفي الطريق. هو خادم أينما وُجد.. الخدمة عنده لا يحدها مكان ولا زمان (2تي 5:4) ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به.. ليس هدفه أن يكون مدرسًا ناجحًا، فربما يكون هذا تركيزًا على الذات.

إنما كل إهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه:

إنه ينسى ذاته من فرط تفكيره فيهم. ويقول كما قال القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضًا من المسيح، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد" (رو3:9).

الخادم الروحي يجاهد بإستمرار مع الله من أجل أولاده.

يسكب نفسه أمام الله في خدمته، لكي يقود الله الخدمة.. لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه، ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب.. ويظل يبلل قدمي الله بدموعه، إلى أن ينال منه إستجابه صلواته لخير هؤلاء.

وفي كل ذلك هو إنسان فدائي، يفتدي غيره بنفسه وبراحته.

الخادم الروحي هو إنسان أمين، يتعب بكل جهده في الخدمة:

يضع أمامه باستمرار قول الكتاب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر10:48).

فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه. يتعب لكي ينظر الله إلى ذله وتعبه، فيعمل عنه العمل كله. وهكذا يستجيب الرب صلوات الآباء الكهنة، وهم يقولون له متضرعين "اشترك في العمل مع عبيدك.. "

الخادم الروحي لا يعمل بقدارته الخاصة، إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه:

هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت. إنه يعيش على الدوام في شركة الروح القدس. الروح القدس يعمل فيه، ويعمل به، ويعمل معه.

إنه إنسان إمتلاء بالروح. إن تكلّم لا يكون هو المتكلم، وإنما روح أبيه يتكلم فيه (مت20:10).. هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة. فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها..

الخادم الروحي ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح. وباستمرار يكون مستواه أعلى من تلاميذه بكثير. بل فيما هو ينمو في حياة الروح، ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله..

إنه ليس إنسانًا يتدرب على حياة التوبة، بل هو يتدرب على حياة الكمال:

وكلما ينمو يزداد اتضاعًا، شاعرًا أن الطريق طويل قدامه، أطول بكثير من قدرة خطواته. لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلى الله.

الخادم الروحي يهدف إلى روحانية أولاده:

ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلى الله. وهم يثقون بكلامه، كأنه كلام الله. لأنهم يوقنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم. بعكس الخدام الذي فقدوا روحياتهم، وأصبحت لهم مجرد صورة التقوى.. لا قوتها.

الخادم الروحي لا يترك أمور العالم تشغله عن روحياته:

وإذا استمر في التركيز على ما فيه خلاص نفسه، فقد ينتهي به الأمر إلى التفرغ الكامل لخدمة الرب، أعني حياة التكريس.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

48- الخدام وعلاقتهم مع الله

الخادم الروحي لا يشعر في خدمته أنه يعطي:

بل أنه باستمرار – في كل مرة يذهب إلى الخدمة – يشعر أنه يأخذ شيئًا جديدًا من الله أثناء خدمته. ويرى أن الخدمة تعطيه أكثر مما يعطيها. إن الخدمة بالنسبة إليه واسطة من وسائط النعمة، تقويه وتسنده، وتقدم له وسطًا روحيًا يلزمه باستمرار أن يعيش فيه. كما تعطيه حياة الحرص والتدقيق والبعد عن العثرة.

الخادم الروحي يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة:

لا يظن أن تلمذته قد انتهت بتعيينه خادمًا في مدارس الأحد، أو ببدء عمله كواعظ أو كمعلم، إنما يستمر حياته كلها في التلمذة.. في كل يوم يتعلم شيئًا جديدًا، ويختبر شيئًا جديدًا. ومن واقع خبراته يكلّم مخدوميه..

إنه إنسان عاش مع الله، وأختبر الطريق الموصل لله:

وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانًا، وعرف علاماته وحروبه ومطباته، وبركاته أيضًا، ويد الله العامل فيه- يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات.. حياة التلمذة عند الخادم الروحي هي موضوع طويل، ربما أعرض له بتفصيل أكثر، حينما أتحدث عن التواضع في الخدمة..

الخادم الروحي هو إنسان بعيد عن [الذات]..

ذاته لا تشغله، ولا تحرك طريقه في الخدمة.. إنه إنسان روحي لا تعنيه ذاته، لقد مات عنها منذ زمن وأصبح كل تفكيره في ملكوت الله، في روحيات تلاميذه، وفي إراحة الناس وخدمتهم.. إنه إنسان أتحدت مشيئته بمشيئة الله:

كل مشيئته أن يحقق مشيئة الرب في الوجود. ومشيئة الله هي أن "جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون" (1تي4:2). لذا هو يعمل مع الله في هذا المجال، وليست له مشيئة خاصة. إنه يسعى إلى تحقيق المشيئة الإلهية في نفسه وفي أولاده.. يعمل في ذلك بكل مشاعره، وكل إرادته وكل القوة الممنوحة له.

ملكوت الله هو شغله الشاغل، يلهج فيه نهارًا وليلًا:

يشعر بمقدار المسئولية الملقاة عليه. وبأهمية النفوس التي تركها الله أمانه في يديه، سيعطي عنها حسابًا أمام الديان العادل.. لذلك هو يسلك في خدمته بكل أمانة وجدية، ليس فقط من أجل تلك المسئولية عن مخدوميه، بل بالأكثر بسبب محبته لهم وإهتمامه بهم.

الخادم الروحي هو قلب كبير، يتسع للكل، ولا يضيق بأحد:

هو وكيل أمين حكيم، أوكله الله على أولاده، لكي يعطيهم طعامهم في حينه (لو42:12). ينطبق عليه قول الكتاب "رابح النفوس حكيم" (أم30:11). وفي حكمة خدمته نراه خبيرًا بالنفس البشرية: بطبيعتها ونزاعاتها، وحروبها وسقطاتها، ومتاعبها وآلامها وهو في كل ذلك يذكر قول القديس بولس الرسول "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب3:13).

الخادم الروحي هو لهيب نار مشتعل في خدمته:

إنه إنسان حار في الروح (رو11:12) دخلت فيه النار المقدسة التي الهبت التلاميذ في يوم البندكسطي. لهذا فهو يعمل عمل الرب بحرارة، بكل القلب، بكل الرغبة، بكل حماس.. هو أمين في خدمته حتى الموت (رؤ10:2) يتعب فيها، ويجد لذة في تعبه.

ويجد لذة أيضًا في عمله مع الله:

الروح القدس يعمل في الناس لأجل خلاصهم. وهو يعمل مع الروح القدس لهذا الغرض نفسه، كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو9:3) نشترك معه في العمل، أو نصبح أداة في يديه يعمل بها..

الخادم الروحي يحتفظ بطفولته الروحية (مت3:18) ويرفض أن يفطم نفسه عن ثدي التعليم:

إنه باستمرار يقرأ ويتعلم. ومهما نما تلاميذه، يقدم لهم شيئًا جديدًا. إنه كالأشجار الدائمة الخضرة، لا يذبل أبدًا، ولا يصفر، ولا تتساقط أوراقه.. الخضرة دائمًا تجري في عروقه. لذلك هو دائم الزهر أو الثمر، دائم الحياة، دائم النضرة والخضرة..

* إنه لا يعطي من ذاته، وإنما ما يأخذ من الروح فإياه يعطي يقول الرب "الكلام الذي أعطيتني، قد أعطيتهم" (يو8:17)

إنه راكع دائمًا، يطلب لأولاده من الرب غذاء يوم بيوم. يقول للرب دائمًا "لست أريد أن أعطيته من بشريتي ومن جهلي. بل الكلام الذي تضعه أنت في فمي، هو الذي أقوله لهم.

إنه إذن حساسة لفم الله:

يميز صوت الله، ويعلن مشيئته للناس. لذلك ترتبط خدمته بالصلاة.. لأنها ليست عملًا بشريًا.

الخادم الروحي يهتم بالغذاء الروحي لأولاد:

فهو يأخذ غنيماته الصغيرات إلى موارد المياه وإلى المراعي الخضراء، يرعاها بين السوسن (نش3:6). إنه يهتم بروحياتها، ولا يقتصر على المعلومات يحشو بها علقها. ولكن ليس معنى هذا أن نهمل المعرفة، وإنما نأخذ منها ما يبني الروح، ولا نركز على بناء العقل فقط.

الخادم الروحي: حتى إن تكلم في موضوع لاهوتي أو عقيدي أو طقسي، يتكلم كلامًا روحيًا:

أما الخادم العقلاني: فحتى إن تكلم في الروحيات، يحولها إلى علم ونظريات وأفكار!! بعض الخدام إبتدأوا بالروح، وإنتهوا كعلماء يقدمون علمًا للنفس، مجرد أفكار مرتبة خالية من الروح، ولم تعد في كلماتهم المسحة الروحية التي تؤثر في الناس وتقربهم إلى الله.. كونوا إذن خدامًا روحيين، واخدموا خدمة روحية.

أقول هذا لأني خائف على هذا الجيل، الذي كثرت فيه المعرفة جدًا، وضعفت الروح.

واختلفت عن الجيل الماضي، التي كانت فيه مراكز الخدمة كأبراج الحمام، تهدل بنشيد الحب الإلهي.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 12:58 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,818

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

49- الخادم الروحي قدوة وبركة وحياته كلها خدمة

إن الخدمة ليست كلاما، إنما هي "روح وحياة" (يو 6 – 63) والخادم الروحى له الروح التي يحولها في تلاميذه إلى حياة.. هذه الحياة يلتقطونها منه، يتعلمون من حياته، ويقلدون شخصيته، فتتخلل نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم.

إن الصغار قد لا يفهمون كل الكلام الذي يقوله الخادم. وما يفهمونه، كثيرا ما ينسونه. لكنهم يأخذون منه الحياة. ويتعلمون من طريقة معاملته، وطريقة كلامه، بل يتعلمون من أسلوبه، من نظراته، من اشاراته، من تصرفاته.. يلتقطون كل ذلك.. المعلومات قد ينسونها. ولكن أسلوب الحياة يظل راسخا فيهم. فإن كان كل ما تملكه هو المعلومات، سوف لا يأخذون منك سوى معلومات، بلا روح بلا حياة..! فابحث إذن ما هو نوع الحياة التي فيك، التي يمكن أن يمتصها منك أولادك؟ والتي تترك فيهم إنطباعا من نوع خاص.

أخشى أن بعض الخدام تكون في حياتهم عثرات. وهذه العثرات تؤثر في تلاميذه تأثيرا سلبيا.

"وويل لمن تأتى من قبله العثرات، كما قال الرب" (مت 18: 7) هذه العثرات إما أن يقلدها المخدومون، فتضيع روحياتهم، وتهبط مثالياتهم، ويطالب الخدام بدمهم أمام الله (خر 3: 33).

وأما أن تكون أخطاء الخادم سببا في انتقادهم له، بل أيضا وقوعهم في خطية الإدانة. أو قد تكون تلك الأخطاء سببا في تركهم محيط هذه الخدمة كلها، وما يتبع ذلك من نتائج..

الخادم هو ملح للأرض. فماذا يحدث إن فسد الملح؟!

ما أصعب قول الرب في ذلك!!! يقول "إن فسد الملح، لا يصلح بعد لشيء، إلا أن يطرح خارجا ويداس من الناس" (مت 5: 13).. إذن يجب أن تلوم نفسك وتقول:

"أننى حينما كنت بعيدا" عن الخدمة، كانت خطاياى ونقائصي من نصيبي أنا وحدى.. وتأثيرها واقعا على وحدى، وكذلك عقوبتها. أما الآن فإن خطاياى تعثر الآخرين، وتوقعهم في خطايا وتضيعهم.. فإن لم يكن من أجل نفسى فعلى الأقل من أجلهم أقدس أنا ذاتى لكي يكونوا هم أيضا مقدسين في الحق (يو 17: 19). من هنا ينبغى على كل خادم أن يفحص نفسه، ويصلح ذاته، ويكون بلا عثرة. بل ينبغى أن يكون قدوة ومثالا.

يعكس الخادم الروحى الذي تترك حياته في نفس كل من يقابله أثرا طيبا وإنطباعا روحيا يدوم لمدة طويلة.. دون أن يلقى عظة أو يتحدث في موضوع روحى.. بل مجرد مقابلته البشوشة الحلوة الطيبة، وملامحه الهادئة المملوءة سلاما، ووداعته وطيبته وحسن لقائه للآخرين وحسن معاملته، هذا يجعل من يقابله يتأثر روحيا، ويقول في نفسه: مباركة تلك اللحظات التي تقابلت فيها مع فلان. عجيب هذا الشخص الروحي. ليتنى أكون مثله في شخصيته الروحية، وفي بشاشاته ومعاملته الطيبة التي تبكتنى على خطاياى، وتذكرنى بإنى في أحيان كثيرة كنت أقابل البعض بعدم إكتراث، أو بغير حماس، بدون ود وبدون بشاشة. ليتنى أغير حياتى وأصير مثله ودودا بشوشا وديعا.. وهكذا مجرد اللقاء به يقود الآخرين إلى التوبة.

لذلك فالخادم الروحى ليس مجرد مدرس، بل حياته كلها خدمة:

إن عبارة (مدرس في مدارس الأحد) تعنى قصورا في أمرين:

أ‌- فكلمة مدرس تعنى مجرد التعليم، وليس الحياة وتأثيرها..

ب‌- وعبارة (فى مدارس الأحد) تعنى محدودية الخدمة في هذا النطاق، بينما ينبغى أن يكون الخادم خادما في كل مجال يقابله فلا يحدها مكان هو الكنيسة، ولا زمان هو ساعة في الأسبوع!!

إن كانت الخدمة هي عمل من أعمال المحبة، فلا يجوز أن تكون محبتنا قاصرة على فصل من فصول مدارس الأحد..!! فالإنسان المحب أينما يوجد، تفيض محبته على غيره. كل إنسان يقابله، ينال نصيبا من حبه. إنه كسيده "يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 2: 4)..

حقا إن مدارس الأحد قد تكون مجال تخصصه. ولكن هذا لا يمنع عمومية خدمته. فكل شخص يدفعه الله إلى طريقه، وكل من يقابله في غربة هذا العمل، لابد أن يدخل في مجال تأثيره الروحى. ليس كمدرس، وإنما كحياة روحية تتحرك في عمق، وتؤثر روحيا في غيرها، تلقائيا.. وإن أتيح له الكلام، يجعل الله هو محور حديثه، بطريقة مشوقة غير مصطنعة..

ويكون اسم الرب حلوا في فم الخادم. يجب أن يتحدث عنه، بطريقة تجذب الناس إليه..

إن إسم الله على فمه، ليس في الكنيسة فقط، بل في كل مكان، يُحَدِّث الناس عنه في شغف. وينتهز كل فرصة مناسبة، ليحكى قصصا عن معاملات الله المملوءة حبا وحكمة.. وحتى إن لم يتكلم، فإنه يقدم للناس نموذجا طيبا عن الحياة المرتبطة بالله.. بعض الناس يظنون المبادئ المسيحية مثاليات من يستطيع تنفيذها؟! أما الخادم الروحى، فيقدم هذه المثاليات منفذة عمليا في حياته..

وبتأمل حياته، يتيقن الناس أن الحياة مع الله ممكنة وسهلة.. ويرون أن الذي يسير مع الله، تكون حياته موفقة وناجحة، ويكون محبوبا من الكل، فيشتاقون إلى حياة مثل حياته، التي تجول تصنع خيرا: تعطى هذا كلمة منفعة، وتعطى ذاك حبا وبشاشة. وتعطى ثالثا أمثولة طيبة.. المهم أنها تعطى بإستمرار خيرا ونفعا.. إنه كالشمس، أينما ظهرت تنير:

هى منيرة بطبيعتها. وبحكم طبيعتها تعطى نورا وحرارة وحياة، للكل.. والخدام الروحيون هكذا بالنسبة إلى الآخرين، هم نور للعالم (مت 5: 14). كل إنسان يراهم، يستنير ولا يسلك في الظلمة.. فهل أنت نور في حياتك، وبالتالى في خدمتك، هل كل من يراك، يمجد الله بسببك؟ وكل من يتحدث معك، يخرج بكلمة منفعة؟ وكل من يجتمع بك، يشكر الله على إنه جلس معك في ذلك اليوم، وعلى النعمة التي حلت عليه عن طريقك؟

الخادم الروحى بركة للوسط الذي يعيش فيه:

انظر ماذا قال الرب في دعوته لإبرآم إلى الآباء: قال له "أجعلك أمة عظيمة، وأباركك وأعظم أسمك. وتكون بركة" (تك 12: 2). فالمطلوب من الخادم الروحى، ليس فقط أن يكون مباركا من الرب، بل بالأكثر يكون بركة. كان إيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا. وكان يوسف الصديق بركة في كل أرض مصر.

وكان أبونا نوح بركة للعالم كله. به حفظت الحياة في العالم: ولم يفن الرب الأرض كلها ومن عليها، من أجل نوح البار. به بقيت الحياة البشرية، وتنسم الله رائحة الرضا (تك 8: 21).

وأصبحنا كلنا أولاد نوح، كما نحن أولاد آدم..

فهل أنت هكذا: أينما حللت تحل البركة؟

وتكون خدمتك بركة للناس في كل مكان تخدم فيه. ويبارك الله خدمتك، ويجعلها مثمرة وذات تأثير. ويبارك أيضا كل من تخدمهم، ويشعرون أنك كنت بركة في حياتهم، وأنه من نعم الله عليهم، أنك كنت الخادم الذي قام برعايتهم؟

الخادم الروحى يشعر من يخدمهم أنه رجل الله.

فهكذا كان إيليا، وبهذا اللقب كانوا يدعونه (1مل 17: 24) فهل يراك الناس بهذه الصورة، أنك صوت الله في آذانهم، وأنك مرسل منه إليهم، وإنك صورة الله أمامهم؟

يذكرهم وجودك معهم بالله ووصاياه وبقدسية الحياة..

وهل – كرجل الله- يرون فيك ثمار الروح (غل 5: 22 – 23)؟ ويرون تأثير الروح في كلماتك، ويختبرون أنك بركة لحياتهم..

لا تظن أنك بمجرد إلقائك بعض الدروس في الكنيسة، قد صرت خادما. بل تفهم ما معنى كلمة (خادم) وما صفاته.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخادم الروحي والخادم العقلاني
الخدمة الروحية والخادم الروحى(بقلم قداسه البابا شنوده)
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الخدمة الروحية و الخادم الروحي، الجزء الثاني
ثلاث فخاخ تدمر الخدمة والخادم


الساعة الآن 10:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024